عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلا سأل رسول الله r فقال: أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئا أدخل الجنة؟ قال: «نعم» رواه مسلم
ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته
ومعنى أحللت الحلال: فعلته معتقدا حله.
هذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات دخل الجنة ويشهد لذلك قوله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا) [النساء: 31] وفي الصحيحين أن أعرابيا جاء إلى رسول الله rثائر الرأس فقال: يا رسول الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة؟ فقال: «الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا» فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الصيام؟ فقال: «شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا» فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة؟ فأخبره الرسول rبشرائع الإسلام، فقال: والذي بعثك بالحق لا أتطوع شيئا ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا فقال رسول الله r«أفلح إن صدق» أو «دخل الجنة إن صدق» وخطب النبي r في حجة الوداع فقال: «يا أيها الناس اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم تدخلوا جنة ربكم» ( رواه مسلم.) وفي رواية «وحجوا بيتكم» وإنما لم يذكر الحج والزكاة في هذا الحديث، لأن الزكاة لا تجب إلا على صاحب المال، والحج لا يجب إلا على من استطاع إليه سبيلا، وأما الصلاة والصيام وتحليل الحلال، وترك الحرام، فواجب على كل أحد والله أعلم.
الفوائد:
1- أن من قام بالواجبات وانتهى عن المحرمات دخل الجنة.
2- جواز ترك التطوعات إذا لم يكن من باب التساهل والاستهانة بها.
3- النظر إلى أحوال الناس، فلعل السائل حديث عهد بالإسلام فسهل عليه حتى يقوي إيمانه.
4- عظم أمر الصلوات الخمس، وصيام رمضان وإحلال الحلال واجتناب الحرام.
5- إن في اجتناب الحرام وأكل الحلال إصلاحا للفرد والمجتمع، فلو عمل بهذا الحديث لاستتب الأمن، وقويت الثقة بين الناس وانقطعت الخصومات والمنازعات بينهم، ولكن هيهات هيهات(المجموعة الجليلة (ص414)، وشرح الأربعين النووية (ص42).).