داير أحكي ليكم عن حكايات السمحة بت الأربعين
عن حكايات زول مبشتن بالو شين
مدفون هناك بين نخلتين .. وشكلو مدفون مرتين
ساب البلد قبال سنين .. إغترب شان يبني بيت ..
شان يبقى زي عبد المعين .. الرغم هوان الغربة الضاقو
ورغم عذاب الزمن الماسخ .. جاي سمين
و إتزوج مرتين
وفارق بيت الطين
عن إذنكم داير أحكي ليكم قصة الموج و البحر
و أحلام مهند في السفر
و أنا جاي من شاطئ البحر .. شايف الملح فوق كل شيء ..
حتى فوق وش البشر ..
داير أحكي ليكم عن جزيرة مسّورة .. مكسّوة بي كثبان ذرة ..
زي قمرة في صورة مرة .. بي صفاتها منورة
واقفة في شمس الصباح مشفوعة بالزين والعديل .. مزدانة حلوة معطرة
موكب ندى .. أحلى حنة أصادفها .. كل البيوت متلاصقة فيها ملاطفة
نهر الضحك ما جف يوم و لا عاندت سحب المحنة الوارفة
باب الضيوف ما اتسد يوم .. بركات شيوخنا الزادو لينا المعرفة
يوم تجي .. تلقى الكرم .. تلقى العلم ..
تلقى الوزير تلقى الفقير .. تلقى المعلم والصغير ..
عايشين سواء في الحلوة و الشين والسمح ..
عامرات قلوبهم مترفة .. كيل القمح ما كَلّ يوم ولا شافو يوم العاصفة
نخلات تبين .. فوق الجبين .. غرة صلاة
ليلهم شليل .. صفقة ورقيص .. ضحكهم حلا
فجرهم صلاة .. فوق كل شينة معاك ملأ
مكان ما تقبل ضحكة تواسي .. أي مآسي .. للزمن القاسي
يخليك ناسي ..
**
عصرية يوم ..
نامت جفون لحظة غضب
إتوسدت غصن التعب
و ما عاد صحو ..
و مغربت ..
و النومة طالت و إتمددت
كبت عواصف البهدلة
دفق عليك من جار قفاك المهزلة
و في ذات صباح
الشمس أبت المروق .. وأبت السحب الممطرة
لما الوليدات سافرت .. والخوازيق امطرت لتيق وكثرة جرجرة
لما العوالم الفينا صارت سمسرة
لما المصايب الجاتنا بعد القرقرة
الخلاوي إتهدمت .. و المآذن دنقرت
ماتو الشيوخ .. راح الذكر .. و صبحت صلاتنا مكسرة
و جات الليالي المسخرة .. بالبلاوي مشفرة
بين النخيل و الأسورة ..
داير أحكي ليكم قصة الحوش الكبير .. الناس الكتار
والعيشة نار ..
عبد الله شقيان بالنهار .. عبد الله يحلم يبقى زي كل الكبار
عبد الله شايل فاسو في وسط الخضار
عبد الله يسأل و يتكئ .. ينزل من القوز و الرمال
عبد الله مسكون بدوار .. نفس السؤال
وينو الفرق بين الحرام و بين الحلال ؟
نفس السؤال .. هو البيزرع وهو البيقلع ..
و الكبار قاعدين كبار
و نفس السؤال .. و الحمار بفضل حمار
عبد الله سار ..
ثم فكر ثم دار .. ثم صنقر ثم دنقر ثم قرر
إنو يتزوج بنية زيو هو ..
بنية تلعب هودنا
و تسأل بلهفة و دندنا
ما شبعت يا جنا
ما رقصت مع الغنا
ما رضعت من الهنا
يا هودنا
بنية تكبر زينا .. فنانة تبهر حيها
بنية تشرق و تنتشر زي شمس تدينا دايما ضيّها
بنية غير كل البنات ..
وكت الآذان .. وكت الرقيص .. جوة التكل .. وكت المشي
هي الأولى ديمة في كل شيء
قومي بدري و أخدمي بدري و صلي بدري
و الله ما بتنقدري
الوصيّة الفي أضانها .. المضمخة بي غنانا
السمحة دايما مشتهانا
عبد الله قال في نفسو هوي يا ولد ..
هي الحليوة الفي البلد .. كم ماتو فيها الناس كمد
كل العيون مفتونة بيها المذهلة .. تشتهيها و تسألها
و الكبار سادّين منافذ اليوصلّها
عبد الله قام وقّف مراكب الدهشة شال باقي الكلام
و الشوق دفر ..
يا عمي هوي .. داير البنية المرمرية ..
بخطبها وداير وحاتك أغني ليها و أشرفها
تعرفني زين و أنا بعرفها
عبد الله ما قد دق باب .. ما حس بي نظرة عتاب
ولهان و منتظر الجواب .. منتظر قولة حباب
عمو ما إتكلم سكت .. عمو حدق في البعيد والشوق بهت
تاني عدت الكان خمد ؟
العَبَرة وقفت في الحلق .. و شهقت كما رئة البلد
عمو حدق في البعيد .. شاف نفسو شايل شتلتين
و أبوه في الحوش الكبير .. و الدم كتير
و الخنجر المسموم على صدر الحمد .. كيف إنغمد
الناس كتار والدم مرصع بالخضار و الكل جمد
سعدية بت الحاج حمد سمحة و أصيلة و ست بلد
واقفة و تكورك في الرجال و ما لاقية رد
سعدية زعلانة و مشت
و الكل سكت
سعدية شافت كم طريقة شان بيها تكتشف الحقيقة
لكن وقت مات المؤذن و الإمام
و انتشر صوت الحرام
سعدية عارفة وموقنة .. الباع زوجتو شان حوجتو
كيفن يواجه عالم الناس الكبار الإشترو
و الباع البلد زي بيع جريد ..
نفس القبيل قناهو للزول الذليل
كيفن يكون مرق البيرجع مئذنة
و يلعب مع الزمن الجميل ألعاب شليل وهودنا
صاب الحكومة سهم الذهول
لا لوم سؤال لا صوت عويل
كل الخيول الراكضة مكتومة صهيل
مين الكتلو ؟ ليه إنكتل ؟
ما سمعت بي صوت البطل
ما سمعت بي موت البطل
**
عبد الله سرحان في البروش وصوت العريس
شايف البنات في الرقيص والقرمصيص
و العريس كيفن حريص من إيدو ما تقع العروس
شايف الفرح سكن الوشوش لكنو ما عرف النفوس
ما شكرو في الدنيا غير ناس الفلوس
من حاج حمد
قيلتو من كوم بروش .. سيارتو دحشين زي سبيل
أحلامو فدان من نخيل .. و أطفال كتار ..
كيفن بعد طول السنين .. ما قد ولد
سموه زي جدو الواقف حد
عبد الله يسأل عمو تاني عقاب سؤال
و صوت عمو بطلع من جديد .. تاني عدت الكان خمد ؟
عم طلب .. لم الخطاب .. ودق الطنبور
وقال يا نحن يا السمحة تبور ..
و عمو فات ساب المكان .. لا رد لا قال لا أتكى
عبد الله يسمع صوت بكى
صوت واطة في الحوش الكبير .. و الفقراء يدفنو في غفير
و الغفراء يدفنو في فقير
و عبد الله ما فهم السؤال .. و لا فهم طنبور طلب
و الراوي قال .. في الرادي في قلب التعب ..
عبد الله ضاق ..
و الخوف البيكبر زيك و يزهر غطى الحوش
البصمة تغطي دروبك ..
إنت المارق من تالاك النيل000شمسك فوقك .. تشرق صوبك .. زي النخلة في طولك
واقف حيلك .. إيدك طولك ..
حاوي اليتما و حريم الحلة ..
و كل الفقراء .. قدر قولك ..
أول ناسنا .. شايل فاسنا .. رافع راسنا ..
مين القدرك ديمة في شيلك .. يا القدر قولك ..
و عمو فات ساب المكان .. ساب الحريق الإشتعل
و صوت طنبور من تالا الوجعة بنادي .. يا نحن يا السمحة تبور
عبد الله شال باقى السؤال .. فك الوتد
و عض الدريب .. شم الدخاخين في النكد
ثم إنطلق ..
حيران و مقبوض مندهش0000 و بالقوة راح ناطي البرش
و داخل على برواز حمد في الدونكا متمدد صمد
لاقى عمة و حولو كم ملمومة أمة ..
حمد الواقف بين النخلة و بين النسمة
جوة الرقصة يدوب في الدمعة .. و فوق الحزن المالح بسمة ..
تضيق الفرحة .. أصبعو شار للدم الطار
عينو تقول للبقرأ تمام .. باكر أجمل و أحلى نهار
عبد الله دنقر
و صوت طنبور في أضانو يلولي ..
و عمو طلب راجل كعب ..
طنبورو سيفو مع الغنا ..
عبد الله مارق زي لهيب الأمكنة ..
و في لحظة شاف جسد البلد .. ممدود مكتف بالمسد
شاف شتلتين .. شتلة في جيدو المرق .. و الثانية زي عمو حمد
الدم غزير .. و الجسد ممدود على سطح البيوت
فوق كل جامع عندو صوت
جوة البحر فاكرنو حوت
لا وين يفوت .. لا وين يفوت
كيف الشمس تقدر تفوت من غير وداع ..
كيف الضحك يصبح بكى و لوعة و ضياع ..
كيفن يصدق إنو هذا الأسمر الممدود على كتف الشجر
راح انتحر .. يا خوفي من هوس البصر
يا خوفي من شوق السفر
**
سعدية جات .. ناحت و شالت كوم تراب .. كشحت مرارات فرجة الزمن .. الخراب
في لحظة .. صوت الدونكي غاب .. غابو الصحاب ..
حتى السؤال روّح سراب ..
و ما فضل غير دهشة الولد الغبي .. القطع البحر ..
و حصارو كان موية الرهاب ..
و ضحكة طلب .. رغم الحزن .. رسم الطريق
للفقراء يدفنو في الفقير
و الفقراء يدفنو في غفير
لا زول يقول مين الكتل .. لا زول يصلي على الرسول ..
و عبد الله القشة في ايدو .. و رغم الموت ما كورك
ما نزلت دمعة .. الدهشة بقت هي الفي ايدو ..
و يحفر حفرة يغني ..
( دخلت نملة و أخدت حبة وخرجت
خرجت نملة ماخدة الحبة ودخلت
دخلت نملة و أخدت حبة و خرجت )
و سوق السبت .. زي كل سوق ..
لا زول بكى .. لا زول سأل ..
و الباص السفري و عطايا البجري
( .. السمحة جايا .. سجمي نورا .. يا حليلة هي البقت في عيونا صورة )
مريم تتاوق للبخيت .. أحلام توسوس لي بتول
عبد السميع جنب البحر في إيدو صبارة سمك .. وماكلوّ فول
بدرية في ساعة الأصيل مشتاقة رجعة زول رسول
لكن منال بت الرشيد .. بتشيل كلام أبو زيد تعيد .. فوقو بتزيد
سوسن تقول للخير تعال .. زنوبة في قلب النخيل
شايلة منجل و حاشة قش .. شان الوليدات في البرش ..
و عبد لكريم في حوش حريم .. أدوني شاي ..
و في تمتمة زي بحكي قصة همهمة .. بسافر بسافر
عشان العواصم المدينة الكلام الكبار .. بسافر
وشفع كتار .. دعاهم نهار .. ما ح تسافر
و عبد الكريم ينتفض في لحظة جنون .. بسافر بسافر
يلوح عكازو في قلب الخاطر .. يرمي الوجع الماجن ..
يسب الـ.. ما متربي .. و يشرب شايو يعبي ..
و شوية كمان ينسى حكاية الشافع الأجرب و يضحك تاني
و صوت الشفطة .. و صوت طنبور .. و غنا البنوت
هي الحليوة الفي البلد
السمحة ما حقت نكد
و رجعت سواقي الدهشة بالفال بالولد
و كيت على ناس البلد ..
لا صلو .. لا ذكرو .. لا قالو بي الله الصمد
و الكبار في الونسة في الحوش الكبير
صوت الضحك و الشراب والقرقرة
دلوكة البيع الرخيص والثرثرة
و عبد الله برسم في الأرض لون السحابة الممطرة
و شكل الدريب المسطرة
وسعدية تحكي عن رجالنا المسخرة
و كبارنا برسمو فينا زي ضلاية .. زي هباية
زي مشرع .. زي قنديلة .. زي واسوق .. و زي شفع
كبارنا مشونا في الخيط و الزلط
إلا سعدية البقت خازوق و مسمار و ضد الغلط
مرقت تكسر في بيوت العنكبوت ..
رافعة البنية المبهرة .. زي سحابات ممطرة
و شالت عكاكيز الحقيقة اليها كسرّت المظالم
و الساقية الشقت بطن الليل .. روت الناس الفكرة
و فجأة ظلام الليل أتهد .. و جفت برك الفارغة
و كل ما مّر ولاد الحلة .. في شارع بشبة شارعك يا أحمد
الشفع بجرو .. بشوفو حمد .. في الضلمة
و أبو التاي تاي .. و الجاي جاي
و يا عبد الله .. مد ايدك من شباكك ..
جر سبيطة الوجع الجاتك .. ساقية ليلك صوتك جرحك
فاتح شرفة .. لا تحزن و تقفل صوتك جوة الغرفة
قساوة الألفة .. تبين في المحنة
معاك أحضان القرية بتوسع .. تركض صوب أحلامك نحنا
ايدك في الفاكرو أخوك
و أخوك في ايدو عدوك
و عدوك في ايدو الخنجر مغروز فيك
ضميرك صبرك
حدك مدك وخنجر ناسك في حشاك مغروز
يا حسن النية الما قادتني ..
و يا رمل الحلة الما بحميني أبو الدفان
كبار الحلة إتلمو .. و قعدو
و عبد الله في ايدو البنية و شوية من باقي البخور
كبا الحلة اتلمو فيهو .. و صوت طمبور ..
و الصفقة في قلب الروادي .. و في الأتاوي
و الكبار يتوسوسوا ..
و طلب الكعب .. يا أنا .. يا البت تبور
و الكبار يتدسدسوا ..
آخر المطاف طلع القرار
البنية تموت كمد .. لا عبد الله لا طلب الكعب
عبد الله مستور بالظروف
و عمك طلب مستور عن كبار البلد ..
و الكان خمد .. مارق بصوت الود حمد
سعدية تحلب قوس قزح .. شان تسقي للبنوت فرح
فطومة للقمرة بتزح .. شان هي البتزرع في المرح
عبد الله و الممرات .. بٌكم و كب في الجرح الملح
و كبار الحلة .. بي وراء عبد الله
باعو حريمنا .. باعو نخلنا .. باعو جدارنا .. بيوت الحة إتهدو
ختو بحار ما بينا وبينهم وعدو .. خلونا غرقانين حتى الإيد ما مدو
جبنا المركب قنا نعدي .. حتى المركب قدو
النخلة الليلة بتاعتك باكر تصبح ما هولك
الضحكة الكانت بالمجان .. بقيت شان تضحك تدفع طولك
كبارنا الفتحو قبورنا ونحن نعاين ..
كل السكك الودتنا ورا .. تودر قولك
و سعدية بت الحاج حمد .. سابت درب ناسنا الكبار
ردعت ورا و اتذكرت .. درس الصغار
**
دخلت نملة و أخذت حبة و خرجت
مرقت لمت كل صغار الحي .. و قالت حي ..
و يدخل شافع يقرأ الحمدو .. و يطلع
يكبر فيهم نخيلنا .. عيونهم تلمع
كبارنا يربو النحل البلسع
و سعدية تقري الشفع ..
دخلت نملة و أخدت حبة وخرجت
**
يا صبرا من جيهة المسجد .. يا قرآن يا ألف المد
شجرة بتقرأ .. دخلت نملة و أخذت حبة و خرجت
شافع بيقرأ مع سعدية .. الله أحد .. الله الصمد
و مئذنة تطلع .. من فوق شتلة .. و شتلة بترسم احمد
و شافع وراء شافع بطلعو شفع
بقرو الحمدو .. و يقرو الله أحد الله الصمد
كبارنا جرو .. من سيلاُ داخل بي ألف المد
من عنوان ما عندو الحد .. و الحلة تنوم .. لا غل لا حسد
دخلت نملة و أخذت حبة و خرجت .. و داخل شافع يقرأ الحمدو
و قل هو الله أحد .. الله الصمد ..
ثم انطلق ..
لي ربي لي رب الفلق