إن أبرز ما يميز الراتب أنه خلا تماما من طلب النصرة على الأعداء برغم التضرع والانكسار الذي فيه وكون حياة صاحبه منذ إعلانه المهدية وحتى وفاته كانت جهادا متصلا!وكذلك جاء الراتب خلوا من أي دعاء يجلب دنيا أو أعراضا مادية أو يقي من مرض أو بلاء أو يحفظ الأهل والولد.
وقد خلص كذلك إلى أن الراتب يدور حول محاور ثمانية هي:
1- التوحيد والايمان.
2- المحبة والشوق.
3- التعبد بالقرآن والذكر واجتلاء الأنوار.
4- التفكر والأنس بالله ومناجاته والاكتفاء به.
5- الافتقار الى الله.
6- المعرفة والنور والقرب والشهود.
7- طلب الخير للمسلمين.
8- محبة النبي ،صلى الله عليه وسلم
والختام مسكه دعوة من الراتب:تلك الدعوة التي روى شيخ عبد المحمود أبو عنها في ندوة الراتب التي أقامتها كتيبة القلم قائلا :إن شيخا من المغرب زار الإمام عبدالرحمن فلما أكرمه وأحسن وفادته أراد الشيغ المغربي أن يبر الإمام ويخصه بدعاء لا يعلمه في بلاده إلا الكمل فكانت (اللهم كما لطفت) وكانت دهشته عظيمة بأن تلك الدعوة مما يتلوه أي أنصاري صباح مساء في الراتب
قدمت كتيبة القلم ندوة (الراتب ودوره فى الحياة العام)
قدمها /بروفسور عبد الله حامد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل "الذين جاهدوا…" والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى نحيكم ونسأل الله أن يبارك لكم في هذه الأمسية الطيبة وشكري لمن تكرموا بالحضور ، وهذا الكتاب: سياحة أرجو أن تجد القبول والتسمية ليست بزعم التبصرة والذكرى من قبلي بل مسنودة للراتب بما يشتمل عليه من باب للتبرك.
في الباب الأول: بيان للراتب(تاريخ صدوره، طباعته، منع الاستعمار للراتب ،سعي الامام عبد الرحمن لرفع المنع وهو ما تم على اثر فتوى الشيخ المراغي، تعديد لما ورد عن الراتب : الأحيمر ،القاضي حسين الزهرا الذي عدد وظائف العبادة وشرح نص الراتب لتبيين الغايات والفضائل.
ومليحة شهدت لها ضراتها والفضل ما شهدت به الأعداء
العبادي الذي رافق الامام المهدي لطلب العلم وبايعه وعدد مناقبه الباهرة وقال:
وما علي اذا ما قلت معتقدي دع الجهول يظن الحق عدوانا
والله والله والله العظيم ومن أقامه حجة للدين برهانا
ما قلته فهو بعض من فضائله ما زدت الا لعلي زدت نفصانا
الكردفاني: صاحب سعادة المستهدي والطراز المنقوش وقال بثه الذي عم المشرقين والموصل لمن اهتدى بصاحبه..).
الباب الثاني:
واحات من ظلالها أدب الدعاء في الراتب ،وظيفة الراتب ،دليل للراتب لما يرد بشأنه من تساؤلات . هو دوحة تأخذ بمجامع القلوب (من يعشو عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا ..). الذكر تذكر وتركه حسرة ومن أعرض عن ذكري.. وفيه أنشدوا :
فيالك من آيات حق لو اهتدى بها بهن مريد الحق كن هواديا
ولكن على بعض القلوب أكنة فليست وان أصغت تجيب المناديا
ان الراتب يبشر بالمعاني وبلوغ الذرى ولكن قليل يحتملون ذلك وكما قال الرسول الكريم ان هذا الدين متين ولابد من الايغال فيه برفق وقديما أنشد بعض العارفين:
على قدرك الصهباء تعطيك نشوة ولست على قدر السلاف تصاب
ولو أنها تعطيك يوما بقدرها لضاقت بك الأكوان وهي رحاب
الباب الثالث:
فيه(اللهم يا مذكورا بكل لسان..) (واللهم اجعل ذكرك قمري في الليالي وشمسي في ظلمة الأهوال..) والوقوف بتدبر أمام هذا الدعاء وما فيه من معاني التقصير ويعبق بالتفكر والشكر والذكر والنور الذي يفضي الى الشهود وهو مشهد مقام الاحسان.الفناء المحمود هو :تحقيق مقام الاحسان.المعرفة على ثلاثة أوجه:
معرفة اقرار- اسلام.
معرفة ايقان – ايمان.
معرفة مشاهدة –الاحسان.
(واملأ بواطننا من نورك حتى نقوى على شهودك والنور المراد هو نور الايمان والشهود بنور البصيرة وفي هذا تاس بقول الرسول (ص)….. صاحب الراتب وذوقنا.. وصف سرائرنا..) بتقديم الفاقة والاضطرار فالشوق عند العارفين ثمرة الحب مما يرث العبد مقامات. قال أحد العارفين :سلوني من قرين السماء اني أعرف به من قرين الأرض.
وفي المشاهدة أنشدوا:
اذا رام عاشقها نظرة ولم يستطعها لعلا وصفها
أعالرته طرفا رآها به فكان البصير بها طرفها
قال سلطان العاشقين بن الفارض:
فان قيل لي صفها فأنت بوصفها خبير..أجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء،ولطف ولا هوى ونور ولا نار، وروح ولا جسم
تقدم كل الكائنات حديثها قديما، ولا شكل هناك ولا رسم
وفي سكرة منها ولو عمر ساعة ترى الدهر عبدا طائعا ولك الحكم
وعلى نفسه فليبك من ضاع عمره وليس له فيها نصيب ولا سهم
الباب الرابع: الادخالات التي كتبها الامام المهدي وهي أربعة وما يضربه من أمثال حيث تأملناها بما رزقنا به من فهم .
الباب الخامس: الدعاء الذي يسبق المسبعات (أسألك بحق المصطفى أن تلقي في قلبي..)
الباب السادس:نصوص المسبعات كلها.
الباب السابع: أذكار متتالية – دعاء الشأن والتثبيت والاشهاد وسيد الاستغفار والصلاة على النبي ودعاء اللطف ثم صلاة تنجينا- وكلها أذكار مأثورة استقصينا في شواهدها .الى هنا ينتهي الراتب الصغير.
الباب الثامن: ثم يبدأ لراتب الكبير دعاء الحمد وتأملاتها ….. ومعاني التجلي الرباني واظهار الفاقة والتجافي عن دار الغرور.أطروحة كاملة في الايمان والتعليم، في أدب السؤال والمحبة والوفا(يا من أضطرت الخلائق كلها اليه…) قول أحد العارفين الذي أتى كل البواب فوجدها مزدحمة فيما عدا باب الذل والافتقار خال لا زحام فيه. لذلك أنشد أحد الفقراء الى الله تعالى يقول:
والفقر لي وصف ذات لازم كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهو قول يدور حول معنى الآية: (يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله وهو الغني..). بلغت أدعية الراتب الأقاصي في ادراك الافتقار وما يسمى بالفناء وما يتلقاه العبد من العلوم وهو ما يسمى بالبقاء بعد الفناء لكن البحث يستوجب شقاء التقصي.
الباب التاسع: مجموعة من الآيات وشرحها وما ورد في فضلها في الأثر والادخال الرابع والصلاة على النبي بصيغة محيطة بليغة . ثم آية آل عمران(شهد الله أنه لا اله الا هو….) ثم دعاء اللهم أنت الشاهد الذي بيدك الغائب والشاهد…..).
الباب العاشر: (اللهم اني أشهدك…) وهو مناجاة صرفة وقد أتى بعبارات رقيقة مؤثرة وبه الالحاح والالحاف للاكتفاء به تعالى (وعظم نورنا حتى نقوى على شهودك ….يا نور النور….الى قوله فنحن مشتاقون اليك…)لفت النظر الى جواهر:
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم وليس ينقص حسنا وهو غير منتظم
ويستمر في الدعاء( اجعلني عبدا لك ..) ودقة هذا مع تواضع ….اللفظ) اللهم اني تبرأت اليك من نفسي تأمل هذا الوله المرير..
ان كان منزلتي في الحب عندكم ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي!
يضرع المهدي(قربنا اليك في كل حال..) وامنحنا القرب منك
قال بعض أهل المحبة:
فهمت بكم والحب فيكم مصاحبي فغبت عن الأكوان اذ أنت وجهتي
الى أن قال:
فما يصنع العاني أسير جمالكم وشرط الهوى فيكم فناء الارادة؟!
دعاء المهدي أن تهب لنا …وايثارك في كل حال)- انظر كيف استوفى جميع شروط الدعاء للاستجابة.
الباب الحادي عشر: الآيات التي تتلى أحيانا بدل الراتب ودعاء حزب القرآن وما قرنه بالمعرفة الكاملة وعند أهل البصائر هي النور الهادي. بعد دعوة قساوة القلب دعوة الانشراح وهي ليست من أصل الراتب بل اضافة الامام عبدالرحمن وهو دعاء متناغم مع الراتب قليل الكلمات موسوعي الدلالات لا يدانيه الا قرب صاحبه من صاحبه .
الخاتمة: أهم اللوافت في السياحة :
ليس فيه طلب لدنيا هو تشيع للسيرة المحمدية (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله..) وحب الله لا يكن الا باتباع المصطفى ومحبته.
قول الامام البوصيري عن حب الرسول(ص).
وقال في مدح الرسول :
يا خير من يمم العافون ساحته سعيا وفوق متون الأينق الرسم
هذا صاحب الراتب الذي قال انه مأمور باحياء الكتاب والسنة حتى يستقيما. وهو أمر يجب أن يكون الجميع حوله مجموعون هو طاقة تعبوية تؤججه المداومة على القراءة الجماعية من الفجر والعصر وهي لنا كمال معرفتك …. وهي صبابة لا ترتوي الا بالأنس بالمحبوب والله أكرم أن يرد صاحبها خائبا. شراب صاف ….. لها معاني الراتب. لا أزعم أني شرحته فان بدوت مقصرا فحسبي نية الخير وأسميت محاولتي لاجتلاء المعاني سياحة فيه فليتكاثر السباحون في رحابه المترامية لعل الله يقيض لمن يشاء من بينهم من يطلع على الناس بما خفي عنهم.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.