عوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الخطبة التي القاها الحبيب آدم أحمد يوسف نائب الأمين العام بهيئة شئون الأنصار بمسجد الهجرة بود نوباوي يوم الجمعة 9 مارس 2012م
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم
قال تعالى: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ* هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ). سورة الحشر أو سورة بني النضير كما يسميها ابن عباس رضي الله عنهما وغيرها من الآيات التي تحكي عن اليهود تؤكد أن أولئك النفر يبالغون في اعتمادهم على الماديات حتى أنهم قالوا لنبيهم موسى عليه السلام أرنا الله جهرة وقالوا له أجعل لنا إلاهاً محسوساً نلمسه ونسمع صوته أي ذلك العجل الجسد الذي له خوار أي صوت يسمع. فكانوا ولازالوا لا يعيشون إلا في قرى محصنة ذات جدر وأسوار منيعة فتلك الحصون التي ذكرتها الآية والتي اعتمدوا عليها حتى أن بعض المسلمين ظنوا أنها مانعتهم من شدة قوتها وعلوها وحتى يومنا هذا اليهود على نهج أسلافهم. وما الجدار العازل في فلسطين المحتلة وما تلك المستوطنات التي تحيط بها اسوار بها أسلاك شائكة ومكهربة ما هي إلا إحياء لما كان يفعل اليهود في الماضي ، ولكن أمر الله إذا جاء لا تحول دونه المسببات ولا الاحترازات ، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون. فقد اجلى الله اليهود من مدينة رسول الله وقذف في قلوبهم الرعب أي الخوف والهلع والجزع وكيف لا يحصل لهم ذلك وقد حاصرهم الذي نُصر بالرعب مسيرة شهر صلوات الله وتسليماته عليه.. فجعلوا يخربون بيوتهم بأيديهم.
وكثيراً ما يتيقن البعض أنه يتحايل على القدر ولكن إذا نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر كما جاء على لسان عبد الله بن عباس عندما حدث القوم عن الهدهد الذي يدل سليمان عليه السلام عن الماء إذا كان بأرض فلاة طلبه فنظر له الماء في تخوم الأرض كما يرى الإنسان الشيء الظاهر على وجه الأرض ، حدَّث يوماً عبد الله بن عباس بنحو هذا وفي القوم رجل من الخوارج يقال له نافع بن الأزرق وكان كثير الاعتراض على ابن عباس فقال له قف يا ابن عباس غُلبت اليوم. قال ولم؟ قال إنك تخبر عن الهدهد أنه يرى الماء في تخوم الأرض وأن الصبي ليضع له الحبة في الفخ ويحثو على الفخ تراباً فيجيئ الهدهد ليأخذها فيقع في الفخ فيصيده الصبي فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول رددت على ابن عباس لما اجبته ثم قال له ويحك إنه إذا نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر ، فقال له نافع والله لا أجادلك في شيء من القرآن أبداً. نعم إذا نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر. فقد جثم على صدور الشعوب العربية عقوداً من الزمان حكامٌ طغاة جاءوا إلى السلطة إنقلاباً وساموا شعوبهم مر العذاب وبنوا نظماً فمعية أحاطوها بالأمن والتجسس إحاطة السوار بالمعصم وعدوا أنفاس الناس فارعبوهم وأرهبوهم فصاروا طائعين لحكامهم تلك العقود. ولكن عندما نزل القدر عمي البصر وذهب الحذر فخرجت تلك الشعوب المقهورة في تونس ومصر وليبيا وسوريا وفي اليمن خرجوا يحملون أرواحهم على راحاتهم غير مبالين بالموت الذي كان يهددهم به الطغاة ، إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كانوا يعلمون.
يقول عالم الاجتماع عبد الرحمن الكواكبي ظللت عقوداً من الزمان أبحث عن سر تخلف مجتمعاتنا العربية والإسلامية وأخيراً وصلت إلى حقيقة هي أن أسباب التخلف هي القهر والاستبداد وقال إن الاستبداد يحول ميل الأمة الطبيعي من طلب الترقي إلى طلب التسفل بحيث إذا دفعت الأمة إلى الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهر من النور ، حقيقة أن قضية الحريات في بلادنا تحتل ركناً أساسياً في تخلف الأمة لأن الإنسان الذي يفقد حريته لا يمكنه أن ينتج فضلاً عن أن يبدع فالإبداع والتقدم لا يكون إلا في ظل الحرية والكرامة والله عز وجل خلق الإنسان حراً مكرماً قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) وقال ابن الخطاب متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً والحرية تعتبر شرطاً من شروط صحة الإسلام فلا يصح إسلام المقهور ومن شروط صحة الإسلام أن يأخذه الإنسان طوعاً واختياراً (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) والشواهد كثيرة في هذا المجال. نقول ذلك وبلادنا تنتهك فيها الحريات العامة والخاصة فحرية الرأي محجوبة والدليل على ذلك مصادرة عدد من الصحف واعتقال الناشطين السياسيين وعلى رأسهم البروفسر محمد زين العابدين الذي تم الإفراج عنه يوم الإثنين الماضي وكان سبب اعتقاله لأنه تحدث عن المسكوت عنه إن قضية الحريات مثل القوت تماماً وثورات الربيع العربي لم تقم لقلة الخبز ولا لعدم مجانية العلاج والتعليم ولكن لانتهاك الحريات فالجندية التي صفعت بوعزيزي بائع الخضار في تونس هي التي أشعلت شرارة الثورة العربية التي حاكتها الشقيقة مصر ولحقت بها اليمن وليبيا وسوريا وقديماً لم يفجر عنترة بن شداد طاقاته الكامنة إلا عندما قيل له كر وأنت حر ومن يومها أصبح عنترة بطل العرب الذي تضرب به الأمثال فهل فهم حكامنا ما نريد
وللأوطان في دم كل حرٍ ** يدٌ سلفت ودين مستحق
وللحرية الحمـراء بابٌ ** بكل يدٍ مدرجـةٍ يـدق
ورحم الله أبو القاسم الشابي حين قال:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة ** فلابد أن يستجيب القدر
ولابـد لليـل أن ينجـلي ** ولابد للقيد أن ينكـسر
استغفر الله العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله الوالي الكريم والصلاة على سيدنا محمد وآله مع التسليم.
قال تعالى (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) .
ظل الخطاب الإسلامي يعاني من الفرقة والتباين زمناً طويلاً وظلت كثير من الجماعات والفرق الإسلامية تطرح طرحاً يجعل المتلقي سواءً كان مسلماً أو غير مسلم في حيرة من أمره والخطاب الإسلامي داخل الملة الواحدة لم تكن قواسمه مشتركة واحدة مما انعكس ذلك سلباً على مسيرة الدعوة والآن بدأت تلوح في الأفق بشائر وحدة معالم الخطاب الإسلامي. إن تجمع المسلمين في 3 مارس 2012م كان هذا التجمع بمثابة بداية معالم الخطاب الإسلامي الذي هو بداية وحدة الصف التي دعونا اليها منذ فجر الدعوة المهدية وذلك تحت توحيد أهل القبلة ، فالله واحد ونبي هذه الامة هو محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلوات ربي وتسليماته عليهم أجمعين والقبلة واحدة هي الكعبة المشرفة والكتاب واحد هو القرآن الكريم والملزم لكل المسلمين هو القطعي وروداً ودلالة من الكتاب والسنة وما سواهما فليعذر بعضنا بعضاً ولنعمل سوياً للوصول إلى القواسم المشتركة ، إن تجمع المسلمين في السودان في يوم 3 مارس 2012 شيءٌ يثلج الصدور ويقر الأعين ، لقد سمعنا كلاماً طيباً من أناس طيبين.
حقاً هم أهل السودان الذين دخل الإسلام في ديارهم عن طريق الحسنى وتصاهروا مع الدعاة القادمين من جزيرة العرب فأصبحت تلك السحنة السمراء التي تميز أهل السودان في كرمهم وتوحدهم عند الملمات فقد توحد أهل السودان تحت قيادة الإمام المهدي عليه السلام وحرروا بلادهم في زمان لم تعرف الشعوب المضطهدة كيف تنتزع الحرية فكان شعارهم حرية كاملة هي المرام – وتوحدوا في أكتوبر 64 وفي رجب أبريل 85 والله نسأل أن تتوحد الرؤيا الإسلامية السودانية لتكون بداية توحيد الصف المسلم حتى نحقق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهمم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى وقوله صلى الله عليه وسلم المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ثم شبك بين أصابعه صلى الله عليه وسلم.
إننا في هيئة شئون الأنصار نعمل جاهدين لتحقيق ذلك الهدف العظيم وإن الميثاق الذي طرح على كل الجماعات الإسلامية سيكون محل اهتمام الهيئة حتى يرى ذلك الميثاق النور. ونحن نأمل من كل الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم أن نعكف على التواثق في هذا الميثاق لنؤكد على سماحة وعدل الإسلام وتبرئته من غلو الغالين وتحريف المبطلين وإنتحال الجاهلين اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا.
في الاسبوع المنصرم استطلعت صحيفة الأهرام اليوم الحبيب عبد المحمود أبو الأمين العام لهيئة شئون الأنصار ، استطلعته عن مجموعة جبهة الدستور الإسلامي فتحدث الحبيب عن رأيه بصورة فيها موضوعية وعقلانية وعلمية كبيرة ومراعاة حال أهل السودان ومستقبل الإسلام في السودان والعالم.
فتصدت له مجموعة من الغلاة المتنطعين ومن بينهم متخصص في الشتم والسباب بدرجة بروف يجيد الإساءة والطعن واللعن وفحشاء القول والبذاءة فهو إذن بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بمؤمن الحديث (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذئ) تعجبت وأنا أقرأ ما كتب هذا الشخص في شخص الحبيب الأمين العام الذي أعرفه عن كثب فهو حافظ القرآن الكريم والذي تربى في مسجد والده الذي يخرج الاف الحفظة وهو العالم الرباني الذي حباه الله بمحبة الجميع وهو المتوازن في أفعاله وأقواله وهو الذي يفرض محبته على كل من عرفه والمحبة لا تأتي من فراغ فإذا أحب الله العبد نادى يا جبريل قد أحببت فلاناً فينادي جبريل في الملأ الأعلى أن أحبوه فيكتب له القبول. نقول لهذا الشخص (ود أبو الناس حبو) ولكن حقاً كل صاحب نعمة محسود نقول لأولئك النفر موتوا بغيظكم فإن الأنصار قد أجمعوا حبهم لإمامهم ومؤسستهمم التي انتخبوها طوعاً واختياراً ونقول للذي يريد أن يصنف الحبيب الأمين العام بانه ليس بعالم من أنت حتى تحكم على العلماء ونحن لا نأخذ بشهادتك لأنها مردودة فأنتم الذين ترتادون موائد الحكام وتحرصون على رضائهم في وقت كان فيه الحبيب الأمين العام وآخرون من الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن الإسلام وعن السودان فلاقوا في سبيل ذلك سجوناً وتعذيباً وحتى هذا الذي تهاجمه قد حكم عليه في يوم العيد بسبب أنه أم المصلين وقال لا للظالمين فكان عقابه أن يحاكم يوم العيد فنحن نحتسب ذلك عند الله يوم تجتمع الخصوم. وإن دستوركم الذي تزعمون أنه إسلامي فالإسلام منه براء فالإسلام هو دين العدل والسلام وأول من يحارب المفسدين الذين يأكلون أموال الشعب ويخربون مشاريع التنمية ويقتلون الأبرياء لمجرد أنهم يطالبون بحقوقهم المشروعة فانتم إذا كنتم تتحدثون عن الإسلام فعليكم أن تنتقدوا هذه التجربة المشوهة للإسلام وأن تقفوا مع المظلومين الذين صودرت حقوقهم وانتهكتت حرماتهم وأن تقولوا للذين أثروا ثراءً فاحشاً من أين لكم هذا فعندها تجدون احترام ومحبة الناس ولعمري لا أتصور أنكم تقولون ذلك لأنكم تعلمون جيداً أن الذي يقول ذلك فمصيره مصير البروفسر محمد زين العابدين الذي اعتقل لمجرد حديثه عن الفساد الذي طال الكبار. وتعجبت لكبيرهم الذي كان حديثه الفاحش هو السبب الطارد لوحدة السودان وكان هو السبب الرئيسي في انفصال جنوبنا الحبيب ذلك الذي يدعي أن أسس منبراً للسلام العادل ولكنه منبراً للدمار الشامل. قال هذا المسئ الآخر تعجبت لحديث الأمين العام لهيئة شئون الأنصار الذي قال عن مجموعة جبهة الدستور (إن هذه المجموعة اعتقدت أنه بعد فصل الجنوب أصبح الشمال على قلب رجل واحد وهذا ليس صحيحاً لأن النزاع في السودان قد زاد) انتهى حديث الأمين العام. نقول للمسئ ماذا تقول أنت يا مؤسس المنبر الذي فصل ثلث السودان وماذا يقول من لف لفك هل السودان على قلب رجل واحد بعد الانفصال ؟ وإذا كان كذلك ماذا تقولون عن الحروب الدائرة في جنوب النيل الأزرق وفي جبال النوبة وماذا تقولون عن المناصير الذين اعتصموا لعدة شهور بحثاً عن حقوقهم السليبة بل ماذا تقولون عن دارفور الجريحة. إنها المتناقضات التي يعيش عليها علماء السوء ومن لف لفهم حتى يتزلفون موائد السلطان ليعيشوا على فتاتها ويكونوا كالرهبان والأحبار الذين يأكلون اموال الناس بالباطل يا أيها الذين تسوءكم محبة واحترام الأنصار لايمانهم ولمؤسستهم إن هذا السودان من صنع أسلافنا فلن ولم نتركه للعابثين الذين كانوا أسلافهم بايعوا غردون باشا إماماً لهم. وإن قضية الإسلام بالنسبة لأنصار الله هي القضية المحورية التي يعملون من اجلها ليل نهار وفي سبيل الإسلام قدمنا ارواحنا وسنكون كذلك إن شاء الله حتى يرث الله الأرض ومن عليها ونحن حماة الشريعة والشريعة لم تكن شعارات ترفع ولكنها سلوك وعفة يد ولسان وطهارة قلب والتزام باحترام حقوق الإنسان الذي كرمه رب العالمين فنحن لم نظلم إنسان عندما حكمنا وقد رأيتم ذلك
حكمنا فكان العدل منا سجية ** فلما حكمتم سال بالدم أبطح
أما قضية الدستور فنهجنا فيها هو اقتداءً بنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخذ في الاعتبار مكانة غير المسلمين فقد شملت صحيفة المدينة اليهود بأصنافهم الثلاثة وغيرهم من الذين هم خارج ملة الإسلام فكانت المدينة هي وطن الجميع وكانت حرية غير المسلمين مكفولة فنحن مع العدل والحرية وكرامة الإنسان والدعوة لله بالحسنى والمجادلة بالتي هي أحسن وتلك هي شريعة الله ولكن شريعة منبر الدمار الشامل التي تجزئ البلاد وتسيء للعباد فنحن براء منها براءة الذئب من دم بن يعقوب ونقول لأصحاب منبر الدمار الشامل
ساترك ماءكم من غير وِرد ** وذلك لكثـرة الـوراد فيه
إذا سقط الذباب على طعـام ** رفعت يدي و نفسي تشتهيه
وتجنـب الأسـود ورود ماء ** إذا كان الكلاب ولقـن فيه
ويرتجع الكريم خميص بطنٍ ** ولا يرضى مساهمة السفيه
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا اللهم أرمي الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين يا رب العالمين.
في الأسبوع المنصرم حدثت أحداث مؤسفة في منطقة الديم بالخرطوم ومفادها أن قوة من الشرطة أشتبهت في بيت وزعموا أن به خمر ورواية أخرى تقول أنهم أشتبهوا في شخص وحاولوا أن يتعرفوا على أنه مخمور.
وتعددت الروايات ولكن المتفق عليه أن قوة الشرطة داهمت مواطنين بحجة الخمر. وردّ المواطنون عليها وعندها استعمل الضابط المسئول الذخيرة الحية فقتل امرأة وأصاب أمها وشقيقها.
إزاء ذلك نقول:
أولاً لا يحق للشرطة ولا حتى الوالي أن يتسور على المواطنين منازلهم ليعرف أنهم يعصون الله.
والتاريخ يروى لنا قصة عمر بن الخطاب عندما تسور على قوم يشربون الخمر وقبض عليهم متلبسين فقالوا له يا أمير المؤمنين إذا كنا نحن عصينا الله في شرب الخمر فأنت فعلت أكثر من واحدة.
أولاً : يقول الله:
وآتوا البيوت من أبوابها ، وأنت تسورت علينا.
ويقول الله:
فلا تجسسوا وأنت تجسست علينا.
فخلى عمر سبيلهم وخرج يقول كل الناس أفقه منك يا عمر.
نقول لشرطة النظام العام أنتم مسئوليتكم مكانها الشارع العام فالذي يشرب الخمر ويخرج ليزعج الناس هو الذي يؤدب ضرباً وليس قتلاً.
ولكن أن تدخلوا بيوت الناس لتعلموا أنهم يفعلون كذا وكذا فهذا ليس من حقكم وهب أن تلك المرأة كانت تعمل خمرة فهل من حق الشرطي أن يخرج سلاحه ليقتلها؟ وهل حد الخمر هو القتل؟ وهل الذي ينفذ العقوبة الشرطي أم القاضي؟ كلها أسئلة تحتاج إلى أجابة صريحة من كبار المسئولين حتى لا تعم الفوضى ويصبح الشرطي جلاداً وقاتلاً للناس في بيوتهم التي يسترهم فيها الله مهما أرتكبوا من ذنوب وآثام. إن سلوك هذا الشرطي مشين لأن الشرطة في خدمة الشعب وليس في إرهابه وإرعابه وينبغي أن يراجع هذا الجهاز الحساس الذي يمثل حارس الشعب وينبغي أن ينظف من المتعجلين في الحكم على الناس وإن يوظف فيه أصحاب العقول الكبيرة والبصائر النيرة والضمائر الحية حتى يحفظوا حرمات وحقوق المواطنين ، وأن يكونوا دعاة مرشدين لا طغاة جلادين. وعلى المسئولين في الدولة أن يطبقوا أقسى العقوبات على تلك الدورية وخاصة الضابط المسئول أن يقتص منه لروح تلك المرحومة.
ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب – حتى يكون عظة وعبرة لغيره...
أيها الأحباب نرفع الأكف الله الشافي الكفيل والمولى الجليل والحكيم الخبير أن يشفى الأنصارية الصغيرة سما سيد فحل والحبيب الأمير نقد الله...
من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى تحية ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.
تنص هيئة شئون الأنصار الحبيب الوالد عبد الله مهدي حسن وكيل الأمام ، كان الفقيد من الرعيل الأول الذين أسسوا مشروع السقاي مع الإمام عبد الرحمن المهدي وكان رفيقاً للشهيد سيدنا عبد الله اسحق. وكان أنصارياً مخلصاً متمسكاً بعقيدته مرافقاً للأئمة ومناصراً لهم في دعوة الحق داعياً للخير حتى لاقى ربه يوم أمس ويقام المأتم بأمبدة الحارة "19" اللهم أكرم نزله مع من أحب من الصالحين يا رب العالمين.
والنعي للحبيب فكي أبو فاطمة دقنة حفيد الأمير عثمان دقنة. والنعي للحبيب حسن عثمان الإمام الجبلابي أبن خال الحبيب عصام الجبلابي والذي أقتيل في منطقة الكرومك والنعي للسيدة/ بدور عبد الله الفاضل المهدي. والحبيب صديق محمد موسى من أهالي الجزيرة أبا ويقام المأتم بالجرافة.
أيها الأحباب: يقيم حزب الأمة القومي ندوة حاشدة يوم الاثنين الموافق 12/3/2012م حول أوضاع الحريات العامة لمناصرة كل قضايا الحريات الصحفية والطلابية والفئوية وغيرها وسوف يلقي الحبيب الإمام خطاباً هاماً كما يتحدث البروفسر محمد زين العابدين الذي تم الافراج عنه يوم الإثنين الماضي وعدد من ممثلي القوة السياسية والمدنية والفئوية ويهيب الحزب بجماهير الشعب السوداني الحرص على حضور الندوة مناصرة للحريات ، الزمان: الإثنين 12/مارس الساعة السابعة والنصف مساء ، المكان: دار حزب الأمة القومي.