الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اخرجنا من ظلمات الوهن والجهل إلي بحور العلم والمعرفة، نتناول سلسلة من الموضوعات التي تتناول مقومات التكليف (العقل، الشهوة، الاختيار، الكون والفطرة).
الإنسان هو المخلوق المكلف بالعبادة قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وقد كان هذا التكليف من الله بعد أن أعطاه مقومات هذا التكليف فقد اعطاه عقل كأداة كافية لمعرفة الله من خلال الكون وفطره لمعرفة خطئه وكذلك شهوة كقوة دافعة يمضي بها إلي رب الأرض والسموات وبعد ذلك كان له الاختيار، اولى هذه المقومات الاختيار:
ما من عقيدة شلت الأمة واخرتها كعقيدة الجبر هذا الاعتقاد الخاطئ الذي ساد فلو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبطل الثواب ولو أنه أجبرهم على المعصية لبطل العقاب ولو أنه تركهم هملاً لكان عجزاً في القدرة ولكن الله أمر عباده اختياراً ونهاهم ولم يكلف عسيراً وأعطى على القليل كثيراً ومما يدل على أن الإنسان مخير ما حكاه الله ع فرعون (إذهبا إلي فرعون إنه طغى، إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفورا). وكذلك قوله تعالى: (ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات) فهو ها تعود على الإنسان صاحب الاختيار في الوجهة.
وفي موقف حاز لسيدنا عمر أتي إليه بشارب خمر يقول والله أن الله قدر على هذا فقال عمر رضي الله عنه أقيموا عليه الحد مرتين الأول لأنه شرب الخمر والأخرى لأنه افترى على الله وقال له يا هذا إن الله لم ينقلك من الاختيار إلي الإضطرار.
نحن لا نريد أن تعزي اخطاءنا إلي غيرنا كالنعامة تخفي رأسها في الرمال، كل إنسان يقع في خطأ لا يقول إن الله قدر لي، قال تعالى: (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون).
هذا الموضوع أخطر شيء في العقيدة.