بسم الله الرحمن الرحيم
لمحة عابرة
تلك كانت لحظة نادرة .. في زحمة الجموع والمارة التقت إشارة رموش بعين كانت تترقب .. كانت عابرة في جزء من المليون من الثانية .. ولكنها حملت الكثير من المفردات .. ومضى الجميع في حاله ومساره .. وكأن شيئاً لم يكن .. ولكن الذي كان كان !! .. وقد كان قدراً في لوح في الأذل .. لم يلتقي الوجهان من قبل في دنيا الواقع والحقيقة .. ولكن التقى الوجهان كثيراً في الخيال .. كان يراها ويرسمها كثيراً .. عبر الطفولة وعبر الصبي والمراهقة .. ثم التقى بها كثيراً فيما أتى من عمر .. ولكن في الخيال .. أما أن يكون الخيال واقعاً ذلك ما لم يكن في الحسبان .. وذلك اللقاء الخاطف شاء القدر له أن يكون .. وهي كأنها علمت بمقدم تلك اللحظة فهيأت وانطلقت .. فقد صبرت كثيراً حتى تراه في واقع ملموس .. وبالنسبة لها مجرد اللقاء كان حلماً .. ثم كان الذي كان .. إشارات من الماضي السحيق ربطت بين قلبين .. تقطعها وتمنعها الملايين من السنين والعادات .. ومع ذلك فإصرار الإشارات كانت واضحة .. أن تلتقي في يوم من الأيام .. وها قد التقت ولكن في خاطفة .. ثم فجأة ألجمت الخطوات .. واستدارت الوجوه إلى الخلف في ذهول !! .. هل هي الحقيقة قد تمثلت !! .. وهل دنت لحظة السعادة !! .. ثم استدارت الأبدان واكتملت المواجهة وجهاً لوجه .. ولكن وسط حيرة وذهول .. كيف لا .. وقد تم اللقاء بين قلبين التقيا في الخيال عبر السنين .. ثم فجأة يتجسد الحلم واقعاً !! .. فامتدت الأيدي إلى الأيدي تتحسس الحقيقة .. وترسل الأعين إشارات عميقة لتتأمل وتتأكد .. وهي ثمرة انتظار في الخيال عبر سنوات عجاف .. ثم هـا واللقاء وجهاً لوجه .. فما أعذبه من لقاء .. وما أجملها من لحظة .. وما أبدعها من نظرة وتأمل .. وما أحلاها من وقفة وإن طالت .. وما أروعه من كلام وإن كان بغير لفظ !! .. وما أطربها من أغنيات وإن كانت بغير لحـن !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
للكاتب السوداني /عمر عيسي محمد احمد