موتك مدرسة مدرسة تعلمتُ فيها كيف تتحول الخسارة لأرباح مضاعفة - - كيف يتحول الاضطراب إلى سكينة وطمأنينة وكيف تكون الدموع بشرى وكيف ينقلب الجزع إلى أمن وراحة وصلوات والحزن إلى محبة ورحمة وهداية - - -
محمد ! موتك عرفني الطريق لمعية الله وهي أن يكون العبد مع الله في حركاته وسكونه يقوم لله وينام لله يأكل لله يحبُ لله ويبغض لله يخالط الناس لله فيكون معه الله ويتكفل به في كل أمره ، درجة لايلقاها إلا ذو حظٍ عظيم من الفهم والإدراك جعلها الله للصابرين (والله مع الصابرين) .
صديق ! مصابنا جلل .. علم الله عظمة هذا الأمر على عبده فخاطب الله ملائكته بتلك العبارات اقبضتم صفي عبدي ؟ اقبضتم ثمرة فؤادة ؟ وعلم الرب صعوبة الامتحان لعبده فسأل ملائكته ماذا قال عبدي ؟ قالوا : قال الحمد لله ، فجعل الصبر عليه أجلّ وأعظم فامر ملائكته بأن يبنو لعبده الصابر المحتسب بيتُ ُ في الجنة أسماه بيت الحمد جزاءُ ُ من جنس القول فالقولُ حمدُ ُ والبيتُ حمدُ ُ .
هيبات ! بشراك ..بشراك ببشرى الله (وبشر الصابرين) ... وتتوالى الأرباح فإذا هي محبة الله (والله يحب الصابرين)... ويتضاعف المكسب في ذلك اليوم العصيب ، يوم يدعو الديان للعرض والميزان والحساب فيقول الرب (يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
وتزيد وتكبر التجارة الرابحة فهناك صلواتُ ُ من ربهم ورحمة وشهادة من الله للصابرين بالهداية (أولئك عليهم صلواتُ ُ من ربهم ورحمة وأؤلئك هم المهتدون) .
محمد ! تعلمتُ من ثباتهم وصبرهم كيف تتحول الخسائر لارباح فهاهم يكسبون بصبرهم معية الله وبشراه ومحبته وامن من الحساب وصلوات ورحمة وهداية .
محمد ! تعلمتُ من ثباتهم وصبرهم كيف نصنع من المصاب مفتاح لبيت ٍ أسمه الحمد ، أرضه الجنة ، المتصدق به الله والبناء والعمال ملائكة الرحمن .
محمد ! تعلمتُ من ثباتهم وصبرهم كيف أن الله –عدل- أصابهم بعظيم في غربتهم فلا أم تطبطب ولاأخ يحمل شي مما يثقل حمله ولا قريب يسلي فأنزل سكينته علي قلبيهم والهمهم منه صبراً وسلوانا وجزاهم به جنة وراضوانا . عنده وحده سبحانه الصبر والسلوان وبيده القلوب ثبتها فثبتونا .
اللهم يامن بيده قلوب الخلائق زدهم ثباتاً ويقيناً ورضاً واجرهم خيرا واخلف لهم بالبركة والتوحيد والنور عليهم وعلى وحيدهم ونورهم يارب العالمين .