منتديات ابناء منطقة الهدى
دور التربية في بناء المجتمع  49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
دور التربية في بناء المجتمع  49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضدور التربية في بناء المجتمع  LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض دور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتمدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجدور التربية في بناء المجتمع  LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع دور التربية في بناء المجتمع  LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول دور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"دور التربية في بناء المجتمع  LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابدور التربية في بناء المجتمع  LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكمدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى دور التربية في بناء المجتمع  LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة دور التربية في بناء المجتمع  LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى اااااااااادور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهدور التربية في بناء المجتمع  LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 دور التربية في بناء المجتمع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:30


دور التربية في بناء المجتمع

تمتاز الرسالة الإسلامية بأ نّها رسالة عمل وتطبيق وبناء ، وليست نظريّات وأفكار وفلسفات مجرّدة .. فالإسلام ، بكلِّ ما فيه هو رسالة عمل ، فحتّى المبادئ الاعتقاديّة العقليّة ; كالإيمان بالله وباليوم الآخر .. فإنّها عقيدة عمل .. وأساس للعمل والبناء ..
فالإيمان في التعريف الإسلامي هو: ما وقر في القلب وصدّقه العمل..
ولكي تتحوّل المبادئ إلى عمل .. المبادئ الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصادية والعبادية ... إلخ .. لا بدّ من توفّر مسألتين أساسيّتين هما : المعرفة والتربية ..
وكم دعا الإسلام إلى الوعي والمعرفة .. واعتمد التربية أساساً للعمل ..
قال الله تعالى :
(... قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالّذِينَ لاَ يَعْلَمُون ... ).
( الزّمر / 9 )
ورُويَ عن الرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله :
«طلب العلم فريضة على كلِّ مسلم» .
ورُوي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً :
«إذا أراد الله بِعَبد خَيراً فقّههُ في الدِّين» .
والإسلام دوماً يقرن العلم بالعمل ، فلا قيمة للعلم بلا عمل ..
قال تعالى :
(والعَصْرِ* إنَّ الإنْسانَ لَفي خُسْر * إلاّ الّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَتَوَاصَوا بالحَقِّ وَتَوَاصَوا بالصّبْر ). ( العصر / 1 ـ 3 )
وقال تعالى :
(وَعَدَ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْـتَخْلِفَنَّهُم في الأَرْضِ كَما اسْتَخْلَفَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِم ... ). ( النّور / 55 )
وكما اهتمّ بالعلم والوعي، الّذي سـمّاه فقهاً.. وعي الشّريعة والحياة، اهتمّ كذلك بالتربية وإعداد الفرد والجماعة ليكونوا مُهيّئين للعمل والتطبيق، فقد اشتمل المنهج الإسلامي على التربية والإعداد في مراحل الطفولة والشّباب والكبر .. بل ويشمل المنهج التربوي مساحة واسعة من الرِّسالة الاسلاميّة ، ومن الفكر والدراسات الإسلامية .. وقد جاء هذا المنهج تحت عنوان الأخلاق والآداب .. كما وللعبادات والوعي العقيدي لمفاهيم التوحيد آثار تربويّة وإعداديّة تهيِّئ الفرد للعمل بالمبادئ والتطبيق .
نذكر هنا نماذج من الاُسس التي تعدّ الانسان المسلم ليعيش في مجتمع المسلمين، ويحترم حقوقهم وإرادتهم وحرِّيّاتهم،ويتبنّى مشاكلهم وهمومهم،ويُساهم في فعل الخير للجميع..
قال تعالى موجِّهاً إلى الاقتداء بالرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، الإنسان الكامل الّذي جسّد المبادئ والقيم تجسيداً عمليّاً ، فكان سلوكه جزءاً من الرِّسالة . قال تعالى :
(لَقَد كانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَة ... ). ( الأحزاب / 21 )
وكما دعا إلى العمل والإقتداء بالرّسول ، حمل على الّذين يقولون ولا يعملون ويفصلون بين المبادئ والعمل :

يتــــبـــــــع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:32


يتبع لما قبله
(يا أيُّها الّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لاَ تَفْعَلُون * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أن تَقُولُوا ما لاَ تَفْعَلُون ). ( الصّفّ / 2 و 3 )
وثبّت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الكثير من المبادئ التربويّة الّتي تعدّ الإنسان ليحيى في ظلِّ المجتمع الاسلامي الّذي يُطبِّق القوانين والقيم الاسلامية ، نذكر منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
«لا يُؤمِنُ أحدكم حتّى يُحبُّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنفسه»(10).
«مَنْ لَمْ يَهْتَم باُمورِ المسلمين فليسَ بِمُسْلِم»(11).
«ترى المؤمنين في تراحُمهموتوادّهموتعاطفهم كمثلِ الجسدِ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»(12).
ويؤكِّد القرآن أنّ منطلق التغيير الاجتماعي، وأساس العمل بالمبادئ يبدأ من التغيير الذّاتيّ عند الانسان .. أي أنّ العمل بالمبادئ يبدأ من التغيير الذاتي عند الانسان .. أي أن يؤمن الانسان بالمبادئ ، ويعي القضايا ، ويُربّى على العمل بها .
قال تعالى :
(إنَّ اللهَ لاَيُغَيِّرُ ما بِقَوْم حَتّى يُغَيِّروا ما بأنْفُسِهِم...). ( الرّعد / 11 )
وبهذه الآية الكريمة ، أوضح الاسلام أنّ التغيير الفكري والرّوحي والعاطفي الشّامل هو أساس التغيير والبناء ، فما لم تتغيّر أفكار الانسان ووعيه وفهمه ، وتتكوّن لديه العواطف والمشاعر والقناعات الفكريّة والنفسيّة بقيم المجتمع المنشود ، والإيمان بقوانينه وأنظمته ، لا يمكن أن يُبنى ذلك المجتمع ويتكوّن ، فتسير الحياة فيه وفق تلك القيم والمفاهيم والقوانين .. فالإكراه والقسر السّلطويّ والإخضاع الشكليّ للقـانون لا يحقِّق ذلك ..
فما لم يؤمن الإنسان في المجتمع مثلاً بالحرِّيّة ويعرف قيمتها في حياته وحياة الآخرين وحدودها ومسؤوليّاتها ، فلا يمكن أن يعيش المجتمع في ظلِّ الحرِّيّة ، ولا يمكن أن نحترم فيه حرِّيّة الانسان ..
وما لم يؤمن الفرد بحقوق الانسان ، ويعترف بها كحقٍّ للآخرين ..
وما لم يؤمن أنّ كلّ ذلك من قيمه ومبادئه ، إيماناً ذاتيّاً ، وهو مسؤول عنها أمام الله سبحانه ، لا تُحترم تلك الحقوق ، ولا ينال أحد حقّه ..
وما لم يؤمن الانسان الفرد بأنّ الحياة في المجتمع لاتسير إلاّ بالتعاون، وإلاّ بمجتمع المؤسّسات التعاونيّة، لاتقوم حياة تعاونيّة بالقسر والإكراه..
وقد رأينا كيف انهار المجتمع الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي الّذي فرضوا فيه التعاونيّات الاجتماعيّة قسراً على أنقاض هدم الإرادة الذاتيّة للأفراد ومصادرة حرِّيّاتهم الشخصيّة ..
وما لم يؤمن الفرد باحترام الرأي الآخر ذاتيّاً ، ويشعر بإنسـانيّة الآخرين ، مهما اختلف معهم ، ويجعل الصّواب مقياساً له ، ويعتبر ذلك جزءاً من مبادئه وإنسانيّته ، لا يمكن أن يكون المجتمع مجتمعاً متفاهماً ، تسود فيه حرِّيّة الرّأي ، واحترام الحقيقة .
وما لم يتحرّر الانسان من الأنانيّة في كلِّ مجالاتها ، فيحبّ للآخرين ما يحبّ لنفسه ، ويكره لهم ما يكره لها ، لا يمكن أن يُبنى مجتمع يسوده الأمن والعدل والسّلام وتكافؤ الفرص والحقوق ، فيأخذ كلّ ذي حقٍّ حقّه ..
وما لم يتربّى الفرد على رفض المنكر والظّلم والجبن ، لا يمكن أن يتكاتف المجتمع ; ليقف بوجه

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:33

تابع لما سبق

السّلطة المتجاوزة على العدل والقانون وحقوق الأفراد ، من خلال مؤسّساته السياسية والاجتماعية وحركة الجماهير الرافضة .
وهكذا فنحن بحاجة إلى تربية الفرد والمجـتمع على قِيَم المجتمع المدنيّ كما تدعو إليها المبادئ والقيم الاسلامية .. وبدون الوعي الاجتماعي والمعرفة للمبادئ والتغيير الحقيقي لذات الفرد وسلوكيّته لا يمكن أن يُبنى المجتمع الانساني المنشود .
ولكي نحقِّق ذلك من الناحية العمليّة ، لا بدّ من أن نرسم منهجاً تنفيذيّاً لبناء المجتمع المدنيّ وفق المبادئ والقيم الاسلاميّة ..
ويبتني هذا المنهج على عنصرين أساسين هما :
الإعداد والتربية ، من خلال المدرسة وتربية الطِّفل في البيت والاعلام بمختلف وسائله وأدواته ، فنحن نربِّي الطِّفل والناشئ ليس على الإيمان بالله سبحانه فحسب أو على أداء الصّلاة والصِّدق والابتعاد عن أصدقاء السّوء ، ولكن نعمل وضمن خطط وبرامج مدروسة على تربيتهم على احترام حقوق الآخرين ، وحرِّيّة الرأي واحترام الرأي الآخر، وعلى الحياة التعاونيّة وكراهيّة الظّلم.. والإهتمام بشؤون الآخرين ... إلخ .
والعنصر الآخر من عناصر التربية هو إقامة المؤسّسات السياسيّة والاقتصاديّة والخدميّة والإعلاميّة ... إلخ . الفعليّة التي ينخرط فيها الأفراد ويمارسون حياتهم من خلال الحياة التعاونيّة التي تنمو فيها الذّات والطاقات الفرديّة نموّاً صحِّيّاً .. وبذا نُساهم في بناء المجتمع المدنيّ وفق الرؤية الاسلامية من خلال التربية والتوعية والتثقيف ، كما يُبنى من خلال القانون وإيمان السّلطة بذلك .
عناصر بناء المجتمع
(يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَر وأُنْثى وَجَعَلْناكُم شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُم ). ( الحجرات / 13 )
إنّ استقراء آيات القرآن الكريم والسنّة المطهّرة ، وما أنتجه الفقه الاسلامي من دراسات وقواعد ونصوص فقهيّة توصلنا إلى حقيقة حضاريّة وإنسانيّة هامّة ; وهي أنّ الرسالة الاسلامية رسالة اجتماعية في رؤيتها للحياة ، فهي كما تنظر إلى الفرد في بعض المواقع كياناً مُستقلّاً ، تنظر إليه جزءاً من الكلِّ الاجتماعي ، وتتعامل معه ليس فرداً منفصلاً كجزيرة في بحر ، بل جزءاً من مجتمع له كيانه ومصالحه ، وشخصيّته المستقلّة عن شخصيّات

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:35



تابع لما سبق
الأفراد والمجموعات السياسية والاجتماعية الاُخرى ، وله حقوقه وواجباته .
فالرسالة الاسلامية اهتمّت ببناء الفرد بناءً ذاتيّاً ، ليكون عضواً صالحاً في بناء الحياة الاجتماعية . وتجسّد هذا المفهوم في قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) : «خير النّاس مَن نفع النّاس» .
ويتّضح إهتمام الاسلام في البناء الاجتماعي في كل مجال من المجالات التي قام بتأسيسها وبتنظيمها . وحتّى العبادات التي شرّعها الإسلام ; كالصّلاة والصّوم والحج والدّعاء .. لها آثارها ونتائجها الاجتماعيّة والتربويّة الفرديّة ، ذات الطّابع الاجتماعي .
إنّ دراسة وتحليل الاُسس والقواعد التي بنى الاسلام المجتمع على أساسها، والعناصر المكوِّنة له، تكشف لنا عن عظمة الفكر الاسلامي، وقدرته على بناء المجتمع القوي المتماسك وصيانته من التخريب والانحلال.
فالإسلام يملك ثلاثة أصناف من القوانين والقيم والمفاهيم الاجتماعية: فصنف منها يتكفّل ببناء مجتمع قوي متماسك ، وصنف منها يتحمّل مسؤوليّة إدارة المجتمع والحفاظ على البناء الاجتماعي ، وصيانته من الهدم والتخريب ، وصنف يتولّى دفع المجتمع إلى الأمام ، ويعمل على تنميته وتطويره ورقيِّه .
وتعمل التأثيرات العقيدية والتعبّديّة ، وسلطة الدولة والمجتمع

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:36

تابع لما سبق

وحركيّة القيم الأخلاقية والقانونية بشكل متساوق، ومتكامل لإحداث التأثيرات الثلاثة ; البناء والإدارة والصِّيانة والتنمية والتطوير على المستويين المادِّي والانساني .
إنّ الدراسات الحضاريّة،ودراسات علم الاجتماع وعلم النفس،بنتائجها وإحصاءاتها تؤكِّد يوماً بعد يوم فشل القوانين والأنظمة المادِّيّة في بناء مجتمع،يشعر فيه الانسان بالسعادة وقيمة الحياة.
إنّ المجتمع الانساني الّذي هو عبارة عن مجموعة من الناس تستقرّ في مكان واحد، وتربط بين أفرادها روابط موحّدة ، وتتبادل فيما بينها المنافع . وهذه الوحدة البشريّة تنمو وتتطوّر نوعيّة الرّوابط والعلاقات والمنافع فيما بينها على مرور الزّمن وتنامي الفكر والانتاج .
ويمكن تلخيص عناصر البناء الاجتماعي بالآتي :
1 ـ العناصر الانسانية والفكريّة الّتي تُشـكِّل بُنيته الانسانية وتعطيه هويّته وشخصيّته الحضارية ، وه
أ ـ العقيدة : فالعقيدة الواحدة هي الجامع بين أفراد المجتمع والقوّة الرّوحيّة التي تؤلِّف بين أبنائه ، وتجمع أفراده ضمن وحدة انسانيّة متماسكة ، قال تعالى :
(والمُؤْمِنُون والمُؤْمِنات بَعْـضُهُم أوْليـاءُ بَعْض يأمُرُونَ بالمَعْـرُوفِ وَيَنْهُونَ عَنِ المُنْكَر ... ). ( التّوبة / 71 )

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:38

تابع لما سبق

والّذينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُولئكَ بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْض ... ).
( الأنفال/ 72)
(إنّما المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ فَأصْلِحُوا بَيْنَ أخَوَيْكُم ). ( الحجرات / 10 )
فالفرد المسلم يشعر في المجتمع الاسلامي بأنّ العلاقة بينه وبين الآخرين هي علاقة أخوّة وحبّ وولاء وتماسك .
«أوثق عُرى الايمان ; الحبّ في الله والبغض في الله»(13) .
«مَثَل المؤمنين في تَوادِّهم وتراحُمِهِم وتعاطُفِهِم كَمَثلِ الجَسَد ; إذا اشْتَكى منهُ عِضو تداعى لهُ سائرُ الجَسَدِ بالسّهْرِ والحُمّى»(14) .
وليس المجتمع الاسلامي مجتمعاً مُغلقاً على غير المسلمين ، أو سلبي تجاههم; بل هو مجتمع انساني مُنفتِح يتّسع لأصحاب الدِّيانات السّماويّة، ويتعامل بروح إنسانيّة عامّة ..
يوضِّح هذه الحقيقة السيرة العمليّة للرّسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتعامله مع أهل الكتاب ، وما ورد في القرآن الكريم والسنّة المطهّرة وفي كتب الفقه من أحكام تتعلّق بحقوق أهل الكتاب المقيمين في ديار المسلمين . قال تعالى :
(يا أيُّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُم مِن ذَكَر وأُنْثى وَجَعَلْناكُم شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إنّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُم ). ( الحجرات / 13 )
ويكفي في الإيضاح أن نورد قول الإمام عليّ (عليه السلام) المعبِّر عن انسانيّة المجتمع الاسلامي الّذي جاء في عهده إلى مالك الأشتر :

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:39

«... فالنّاس صنفان ; أمّا أخٌ لك في الدِّين ، أو نظير لك في الخَلْق» .
فالتشريع الاسلامي يسدّ الطّريق ويحرِّم الاضطهاد الديني ، بل وجاء في البيان النبويّ الكريم : «مَن آذى ذمِّيّاً فقد آذاني» .
فالمجتمع الاسلامي تؤسّس أواصر العلاقة فيه على أساس العقيدة والانسانيّة ، وبذا يُشكِّل المجتمع الاسلامية بنية انسانيّة متعايشة
ـ والأساس الثاني من اُسس بناء المجتمع المدني هو القانون ، فالقانون بما أ نّه التشريع المنظِّم لحقو
ويحوي الفقه الاسلامي ثروة تشريعيّة ضخمة تمدّ المجتمع المدنيّ بما يحتاجه من قوانين تنظِّم سلوك الأفراد وعلاقاتهم المختلفة ، وتنظِّم ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ، وما يرتبط بالسّلطة والاُسرة والأمن والقضاء وشؤون المال والمؤسّسات والعلاقات الدوليّة ... إلخ . ويشهد لذلك الآلاف من النصوص الفقهيّة والمئات من القواعد الفقهية والاُصوليّة ، بالإضافة إلى ما هو مُستودَع في مصادر التشريع من الكتاب والسنّة ; «لذا ثبتت القاعدة القائلة : (ما مِن واقعة إلاّ ولله فيها حكم) . وهي تتطابق مع قول الإمام الصّادق (عليه السلام) : (ما مِن شيء إلاّ وفيه كتاب أو سنّة) »(15).
وعندما تتحدّد البُنية القانونيّة للمجـتمع ، ويشعر كلّ فرد فيه بالأمن على حقوقه وواجباته ، بتحقّق السِّيادة للقانون ، تستقرّ
يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:41

تابع لما سبق

الحياة الاجتماعية ، ويترابط الأفراد فيما بينهم برابطة الاحترام والتعاون ، فيتعايشون في ظلِّ الأمن الاجتماعي الّذي يكفله القانون وتنفِّذه السّلطة ورقابة المجتمع والضمير .. فالقانون الاسلامي يتمتّع بضمانة تنفيذيّة فريدة غير أداة السّلطة والقوّة ، وهي الاحسـاس بوجوب الطّاعة لله ، وبالجزاء الاُخروي :
(وَأُزلِفَتِ الجَنَّةُ لِلْمُتّقِينَ غَيْرَ بَعِيد * هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوّاب حَفِيظ * مَنْ خَشِيَ الرّحمنَ بالغَيْبِ وجاءَ بِقَلْب مُنِيب ). ( ق / 31 ـ 33 )
ولأحكام القانون الاسلامي كما تفيد دراسات علم اُصول الفقه (ملاك) . وهو ما يتقوّم به النصّ القانونيّ ، أو (الحكم) ، من جلبِ للمصلحة أو درء للمفسدة . وهي في جانبها المدنيّ أو (في تنظيمها للمجتمع) تقوم على أساس الحقّ والعدل الاجتماعي ، بالإضافة إلى موجب جعلها التشريعيّ (جلب المصلحة ودرء المفسدة) .
ولا يستطيع القانون أن يؤدِّي دوره المدنيّ إلاّ إذا قام على اُسس ثلاثة هي :
أ ـ العلميّة : ومعنى العلميّة هو أن يقوم القانون على اُسس علميّة . أي أن يكون جعله وتشريعه صادراً عن العلم بموضوعات الحكم ومتعلّقاته ..
ونشير هنا أنّ مصدر التشريع الاسلامي ، هو الله سبحانه ، العالِم

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:42

تابع لما سبق

بما خلق ; لذا فانّ القـانون الاسلامي يقوم على أساس العلم الواقعيّ والتشخيص الواقعيّ للقضايا التي ينظِّمها القانون . وممّا يؤيِّد هذه الحقيقة أنّ النتائج العلميّة للبحوث والدراسات النفسيّة والطِّبِّيّة والإجتماعيّة والاقتصاديّة وغيرها ، تتطابق مع ما شرّعه الاسلام . فأثبتت ضرر ما حرّمه الاسلام وفائدة ما أباحه أو أوجبه . ومن الأمثلة على ذلك تحريم الاسلام للخمر والمخدِّرات وممارسـات الزِّنا والشّذوذ الجنسي ، ودعوته إلى بناء الاُسرة وتحريمه للإحتكار والرِّبا وأكل الميتة ... إلخ .
ب ـ المرونة والإستيعاب : والعنصر الثاني الّذي يجب توفّره في القانون الّذي ينظِّم المجتمع المدنيّ ويقوده : هو الانفتاح والمرونة التشريعيّة ، واستيعاب حركة التطوّر والتحوّلات في المجتمع .
وهذا العنصر التشريعي متوفِّر في التشريع الاسلامي بشكله الرّحب المتّسع ، فالتشريع الاسلامي يُقسّم بطبيعته إلى قسمين : أحكام جزئيّة محدّدة الانطباق وأحكام وقواعد كلِّيّة بنصوصها أو ملاكهاتها وعللها ومفاهيمها التشريعية تسري على ما لا يحصى من الوقائع ، أي أنّ طبيعة الأوّل عموميّة ، وطبيعة الثانية جزئيّة منحصرة في موضوع خارجي مُحدّد .
والعنصر الآخر من عناصر المرونة والاسـتيعاب ، هو عنصر الاجتهاد والاستنباط من مصادر التشريع ، فعمليّة الاجتهاد التي هي عبارة عن عمل علمي يقوم باستخراج الأحكام الشرعيّة من

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:43

تابع لما سبق

أدلّتها التفصيلية يتحمّل مسؤوليّة حلّ إشكاليّة الفراغ التشريعي المستجد ، كما يتحمّل مسؤوليّة تجديد الأبحاث والنظريّات الاستنباطية الأكثر تطوّراً وقدرة على الأخذ من خزين التشريع الاسلامي أو على ضوئه .
ج ـ سيادة القانون : ممّا امتاز به القانون الاسلامي والفكر القانوني في الاسلام هو سموّ القانون فوق الأفراد والهيئات والمؤسّسات والسلطة والدولة ، فالقانون حاكم على هؤلاء بصـفتهم أشـخاصاً قانونيِّين أو طبيعيِّين . فالكلّ يشعر أنّ العمل بالقانون الاسلامي هو عبادة وطاعة لله ولا يجوز الخروج أو التمرّد على إرادته ، إرادة الحق والعدل .
ـ الأخلاق والأعراف والتقاليد المشـتركة : يمتاز الانسان عن غيره من المخلوقات بأ نّه كائن أخلاقي .
4 ـ رابطة القُربى : تُعـتبر رابطة القربى من أقوى الروابط التي تربط الفرد بغيره من الأفراد.. فعلى أس
ولهذه الرابطة ميزاتها النفسـية من الحبّ والتعاطف والمشاركة في حالات المحن والنوائب والأفراح، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية.. وتلك الرابطة عنصر أساس من عناصر بناء المجتمع .
وكم حرص القرآن على ترسيخ هذه الرابطة وتعميقها في العديد من آياته ، فقال تعالى :
(وإذ أخَذْنا ميثاقَ بني إسرائيل لاتَعْبُدونَ إلّا اللهَ وبالوالِدَينِ إحْساناً

يتبع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:45

وذي القُرْبى واليَتامى والمساكين وقُولوا للنّاسِ حُسْناً ). ( البقرة / 83 )
(يا أ يُّها النّاس اتّقوا ربّكُم الّذي خَلَقَكُم مِن نَفْس واحِدَة وخَلَقَ مِنها زَوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتّقوا اللهَ الّذي تساءلونَ بهِ والأرْحام إنّ اللهَ كانَ عليكُم رَقيباً ). ( النساء / 1 )
(وَالّذينَ آمَنُوا مِن بعد وهاجَروا وجاهَدوا مَعَكُم فأولئِكَ منكم وأُولُوا الأرْحـامِ بَعضهم أولى بِبَعْض في كـتابِ اللهِ إنّ اللهَ بكلِّ شيء عَليم ). ( الأنفال / 75 )
ـ التأريخ المشترك : لكلّ أُمّة عريقة تأريخ ، أو بالأحرى صيغة حياة جسّدتها الأجيال الماضية وفق عقي
فتفاعلت الأجيال معها جيلاً بعد جيل ، حتّى أصبحت تأريخاً ، وميراثاً تعتزّ به الاُمّة وتنتمي إليه نفسيّاً وفكريّاً ، وتعتبره امتداداً لها في الماضي والزمن البعيد ..
وللاُمّة الاسلامية تاريخ مُشرق وضع اُسسه،وجسّد أنصع معالمه الهادي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم)،فأصبح هذا الماضي جزءاً من حياة الاُمّة،ترتبط به أجيالها،وتنتمي إليه فكريّاً وعاطفيّاً .. أكّد القرآن أهمية هذه الرابطة ، وعلّم الأجيال اللّاحقة الارتباط بسلفها الصالح ..
قال تعالى :
(والّذينَ جاؤوا مِن بَعْدِهِم يقولونَ رَبّنا أغفِر لَنا ولأخوانِنا الّذينَ سَبَقونا بالإيمانِ ولا تَجْعَل في قُلوبِنا غِلّاً لِلّذينَ آمَنوا رَبّنا إنّكَ رؤوفٌ رَحيم ). ( الحشر / 10 )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:47

وقال تعالى :
(والسّـابِقونَ الأوّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ والأنْصار والّذينَ اتّبعوهم بإحْسان رَضيَ اللهُ عَنْهُم ورَضوا عنهُ وأعدّ لَهُم جَنّات تَجْرِي مِن تَحْتِها الأنهار خالِدينَ فيها أبَداً ذلِكَ الفَوْزُ العَظِيم ). ( التوبة / 100 )
وبذا تكون الرابطة التأريخية رابطة مُشتركة بين أبناء الجيل الواحد.. وعامل تماسك في مجتمع الجيل اللّاحق،ومصدراً لرفد الحاضر بالقيم والروح المعنوية التي أفرزها تأريخ مُشرِق.
6 ـ المصالح المشتركة : من الروابط الأساسية التي تربط أفراد المجتمع بعضهم بعض هي المصالح المادية الم
وتحدّث القرآن عن هذه الرابطة المادية بين أفراد المجتمع فقال :
(أَهُم يقسمونَ رحمة ربِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُم مَعيشَتَهُم في الحَياةِ الدّنيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُم فَوقَ بَعْض دَرَجات لِيَتّخِذَ بَعْضَهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحمت رَبّكَ خيرٌ ممّا يَجْمَعُون ).(الزّخرف/ 33)
ويفيد المفسِّرون أنّ معنى رفعنا بعضهم فوق بعض درجـات هو التفاوت في القدرات والمؤهّلات . وأنّ معـنى : (لِيَتّخِذَ بَعْضَهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً )، هو: لينتفع بعضهم من جهد بعض، وتتكامل الجهود، فيتمكّن الانسان من بناء مجتمع متعاون متكامل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:47

المجتمع المدني في الفكر الاسلامي
من المعقولات الأساسيّة لكلِّ إنسان مهما تكن عقيدته وفكره السياسيّ والاجتماعيّ هو الايمان بالحرِّيّة والأمن والعدل والسّلام وتكافؤ الفرص والحقوق ومبدأ التعاون والتعايش .
فالانسان لو خُلِّي وعقله الطبيعي الفطري لما كانت هذه المبادئ إلاّ من المسلّمات الفطريّة لديه ، وأحكام العقل الطبيعي السّليم يتوافق عليها العُقـلاء بما هم عقلاء ; بغضِّ النظر عمّا يكون لديهم من عقل صناعي كوّنته التربية وعمليّات التحصيل والتجارب الخاطئة والمصيبة .
وقد بحث علماء الاسلام من متكلِّمين وفلاسفة واُصوليين وفقهاء مسألة العقل وأحكامه بشقّيها : العقل العملي ، والعقل النظري والسِّيرة العقلائية .. وما انتهى إليه الفكر الاسلامي في مدرسة الشيعة الإماميّة ( أتباع أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) عليّ وبنيه ) ، من الإيمان بأنّ ما يحكم به العقل يحكم به الشّرع ، وما يحكم به الشّرع يحكم به العقل تحت عنوان التحسين والتقبيح العقليين (الذّاتيين) بمعزل عن الشرائع والأديان .
فإنّ العقل يدرك بطبيعته ـ مستقلاًّ عن الشّرع ـ حُسن العدل والأمن والنِّظام والصِّدق والحُبّ والتعاون والحرِّيّة ، وقُبح الظّلم والفوضى والعدوان والاضطهاد ... إلخ .. وهو المسمّى في مصطلح الفلاسفة والمتكلِّمين بالعقل العمليّ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:48

وهكذا نفهم أنّ المفاهيم الكلِّيّة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية الموصوفة بالحُسن والقُبح، مسألة يدركها العقل البشري ، بما هو عقل بشري ، بغضّ النظر عن العقيدة والمبادئ ، وهو يتطابق في إدراكاته مع الشّرع .. لذا فإنّ الكثير من المفاهيم الكلِّيّة لبناء المجتمع الّتي اصطلح عليها البعض بالمجتمع المدنيّ ، هي من مدركات العقل ; لذا فهي تتطابق مع أحكام الشريعة ، وحين يدخل العقل المكتسب ، أو العقل الصناعي ، الّذي كوّنته المعرفة النظرية المكتسبة من البيئة والتعاليم ... إلخ ; لتشخيص بعض المفاهيم ، يبدأ الخلاف ، كالقناعة بإلغاء دور الدولة ، واشتراط العلمانيّة ، وأمثالها .
ويزوِّدنا التأريخ بمثال رائع في مجال إدراك العقل البشري لما هو حَسن وقبيح ، وتطابق الشريعة معه ، وهو حلف الفضول الّذي اُسِّس في الجاهليّة قبل الاسلام لنصرة المستضعف والمظلوم من السّلطة المتحكِّمة في المجتمع آنذاك ، وإنقاذ حقّه .. فهو تحالف اجتماعي (مؤسّسة اجتماعية) لنصرة الحقّ والوقوف بوجه الظّلم ، والدِّفاع عن حقوق الانسان، والحفاظ على الأمن .. فشارك فيه الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عند عقده وإنشائه ، وأثنى عليه بعد مجيء الاسلام ، واعتبره إنجازاً عظيماً .
ومن هذا التقديم الموجز يتّضح لنا أنّ بناء مجتمع إنساني على اُسس المشتركات العقليّة هو من مدركات العقل، كما هو من
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:50

مقرّرات الشريعة..
فالإسلام بنصوصه الشرعيّة وبدعوته إلى العمل بمشخّصات العقل الطبيعي السّليم يدعو إلى بناء مجتمع يسوده العدل والأمن والقانون وتكافؤ الفرص ، وتحفظ فيه حقوق الانسان وحرِّيّاته ، ويعمل أفراده ومؤسّساته على أساس التعاون .
والتشريع الاسلامي بطبيعته يفصل بين تقرير المبادئ وآليّات التنفيذ ، فهو مثلاً يدعو إلى حرِّيّة الانسان وسيادة القانون والتعاون والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر الّذي يُبرِز دور الاُمّة كقوّة سياسية واجتماعية إلى جانب دور الدولة .. ولكنّه لا يحدِّد اسلوباً معيّناً ، ولا يفرض آليّة خاصّة للتنفيذ; بل يدعو إلى أفضل الوسائل المُتاحة للإنسان المخاطَب . وعندما يجد الانسان أنّ أفضل وسيلة لتنفيذ تلك المبادئ والمفاهيم هي آليّة المؤسّسات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاصلاحية لحماية حقوق الانسان وحرِّيّاته وصيانتها من اضطهاد السّلطة وتجاوزها على المبادئ والحقوق والقيم ..
والمؤسّسات الاجتماعية والثقافية والمهنيّة والسياسية ، سواء الدستورية والقانونية ، أو مؤسّسات حقوق الانسان والدِّفاع عنه أو الأحزاب والجمعيّات ... إلخ .. إنّما تقوم في الشريعة الاسلامية على مبدأين أساسين دعا لهما القرآن ، وهما مبدأ التعاون ، ومبدأ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر .
ولقد أوجب القرآن عمليّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في العديد من آياته ، كما دعا إلى التعاون على البرِّ والتّقوى ، واعتبر ذلك من الأعمال المقرِّبة إلى الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيثم إبراهيم محمد الشيخ
 
 
avatar

عدد المساهمات : 894
تاريخ التسجيل : 15/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 10:51

المجتمع المدنيّ في ظلِّ الاسلام
تفيد الدراسات والأبحاث العلميّة والملاحظة الميدانيّة، والإحساس الوجدانيّ أنّ الحالة الاجتماعية غريزة متأصِّلة في ذات الانسان ، فكما هو فرد يشعر بالأنا المستقلّة ، كذلك تشدّه غريزة الاجتماع إلى العيش مع الجماعة ، وتكوين الحياة الاجتماعية ..
فالفرد خُلِقَ ليعيش ضمن حياة جماعيّة ، وذلك لأنّ الأفراد المتكاثرين لا يمكن أن يعيشوا في إطار منظومة اجتماعية موحّدة .. تدفع الانسان إلى تلك الضرورة الدوافع الغريزية ، كما يدفعه إلى ذلك الاحساس بالحاجة إلى الجماعة وتبادل المنافع ..
ولقد تكوّنت حياة الانسان الفكريّة والحضارية والمدنيّة في ظلِّ المجتمع وفي إطار الجماعة، لأنّ ما لدى الانسان من حضارة وموجودات وعلوم وتقنيّة بشريّة هي نتاج التكامل بين الجهود والطّاقات والامكانات والخبرات والعقول البشريّة عبر تأريخ وجودها .
أي هي نتاج مبدأين أساسين ، كما يوضِّح القرآن ، هما :
1 ـ مبدأ التعاون ، 2 ـ مبدأ التسخير (16).
ففي مبدأ التعـاون يبرز الاحساس بالوعي الاجتماعي ، كما يبرز العنصر الأخلاقي في مجاله الاجتماعي ، الّذي قد يعطي فيه الفرد ولا يأخذ ، أو قد يعطي ويأخذ ، فليس المنظور في التعاون حجم الرِّبح الشخصي، بل المنظور فيه صنع موضوع نافع وبنّاء عن طريق التعاون، قد يشعر البعض فيه بالخسارة ، ولكن هذه الخسارة معوّضة تعويضاً .. ويشكِّل الايمان بالآخرة والجزاء الاُخروي المحفِّز الأكبر في سلوك الانسان المؤمن ، فهو ينفق ماله ويضحِّي بنفسه وراحته من أجل أن يكسب مرضاة الله سبحانه ، حسب الفهم الإيماني .. فالتعويض المادِّي يتلقّاه الفرد من المجتمع في هذه الحالة بطريقة غير مباشرة ، أي من غير عوض مباشر على جهده التعاوني الخاص بالموضوع المتعاوَن عليه، بل يتلقّاه من مواقع اُخرى من خلال وجوده الاجتماعي . فالمجتمع كما يأخذ منه بهذه اليد يعطيه بيد اُخرى . فهو يتلقّى من المجتمع الأمن والتربية والرّعاية وتوفير الخدمات التّي لم يبذل جهداً مباشراً فيها . فقد ولد في مجتمع مكتمل البناء : الطّرق والجسور والسدود والمدارس والأسواق والمغروسات والحيوانات والمصانع والمستشفيات وأرصدة الدولة ووسائل النّقل والعلوم والمعارف ... إلخ .. وكلّها جهود الآخرين لم يُشارك هو في تأسيسها ، بل ولدت قبله ، فوجد نفسه منتفعاً بها ووارثاً لها ..
وما أصدق الحكمة القائلة : «زرعوا فأكلنا ، ونزرع فيأكلون» .
وكم هو دقيق تصوير الشاعر العربي لتبادل المنافع حين قال :
الناس من بَدو ومن حَضر بعـ***ـض لبعض وإن لم يشعروا خدم
فالبناء الاجتماعي في حقيقته عبارة عن منظومة من العلاقات والمنافع المتبادلة .. قد تجسّد الكثير منها في مشاريع ومؤسّسـات اجتماعية كالاُسرة والسّوق والسّدود والمدارس والمحاكم والمستشفيات والبرلمان والحزب والسّلطة والقانون والجمعيّة والشركة والمصنع ... إلخ .
لذا نجد القرآن يدعو إلى التعاون بقوله :
(...وَتَعاوَنُوا على البِرِّ والتّقْوى وَلاَتَعاوَنُوا عَلى الإثْمِ والعُدْوان... ).( المائدة / 2 )
ويشرح مبدأ التسخير بقوله :
( ... وَرَفَعْـنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْض دَرَجات لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّا ... ). ( الزّخرف / 32 )
ليوفِّر الوعي المدني والاجتماعي للإنسان ، فيفهم أنّ الحياة الجماعيّة حياة تكامليّة ، وأنّ اللِّياقات والقابليّات والجهود مختلفة .. وهي عندما تتفاعل وتتبادل يحصل التكامل .
فالحياة الاجتماعيّة والشكل المدني المتحضِّر للمجتمع هو عبارة عن وحدة متكاملة من الجهود والمواقف السلوكيّة ، يختار الانسان آليّات التنفيذ المناسِبة للظّروف والإمكان والمرحلة ومستوى الحياة الاجتماعيّة التي يحياها الانسان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طارق المامون
 
 
طارق المامون

عدد المساهمات : 2075
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

دور التربية في بناء المجتمع  Empty
مُساهمةموضوع: رد: دور التربية في بناء المجتمع    دور التربية في بناء المجتمع  Icon_minitime1الإثنين 4 أكتوبر 2010 - 13:56

الأخ الحبيب هيثم

لك التحية .على التنوير الرائع بمثل هذه الرسائل الجميلة ..

السؤال ماهو دور الغزو الفكري .. والثقافات الوافدة وتأثيرها على التربية و بناء المجتمع خصوصا في ظل كثرة القنوات الفضائية ووسائل الثقافة والمعرفة المتعددة .. أو بمعنى اصح كيف لنا حماية وتربية الأبناء في ظل هذه المعطيات .
أكرر لك التحية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

دور التربية في بناء المجتمع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» دور الشباب في بناء المجتمع
» المرأة نصف المجتمع
» تأثيرات الجهوية والاستقطاب العرقي على المجتمع
» التربية بالحكمة
» الاسلام بناء اخلاقي
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: المنتديات العامة :: المنتدى الإسلامى-
انتقل الى: