للجرح دم الكبرياء
د. المعز عمر بخيت
::::::::::::::
يا حاملاً دمي
في نبضه ضياء
دعنا نطوّع المساء..
دعنا نبيع شوقنا لوردة
رحيقها وفاء
دعنا نسجل العبور
في دفاتر العيون نجمة
تهل كبرياء
دعنا نغازل المدى
ونحضن السماء
دعنا نحقق الوئام
في صدورنا بهاء
دعنا نذوب انتماء
فما أتى
وداعك الأخير
حين جاء
***
في أول الصباح
كان حبي الكثيف حاضراً
كما ارتأيت أن يكونْ..
وكان لون اشتياقي الوريف زاهياً
كأنضر الغصون
وكان صدقي الشفيف ناصعاً
على ستائر الظنون
وما اكتفيت إذ رأيت أنني
احتملت ظلم هاجس الشكوك
في مراقص الجنون
لا شطك القديم ضمني
لا شدني
سحاب غيثك الهتون..
فكيف لا
ولا روى الزمان لوعتي
على الجراح ماضياً يخون
لعلنا نودع الشقاء هاهنا
ونحصد الفنون
لعلنا نكون ما نكون
لعلها الحياة تمنح الدروب
دفء مقلتيك
فاسدل الجفون
على ستائر الرجاء مرتين
قبل أن يهون
شوق خاطري إليك
زهو توقك الشحيح
حين هد كاهلي
وعمق الصراع في دواخلي
وأربك العيون
***
وريثما أظلل الغياب بالندى
وبالذي يطل من لواحظ الفراق
سوف أشتهيك مرة أخيرة
على حوائط المنام..
وسوف أفرد الشراع في
ضحى المشاعر ابتسام
وسوف أحبس الهواء في وسائدي
وأنثر الغرام
بكل أسطح الحدائق التي
استباحت المدار
واستحلت الغمام
ثم أجعل النهار صاحبي
أحول المساء في مواهبي
مرام
وأبدأ النشيد بوح صدرك
الذي أقام
على التلال جسره إليك
فاستقام
وبعد أن يذوب حضنك الطويل
في غياهب الهيام
وبعد أن يسافر الأسى
ويرحل الظلام
وبعد أن أفيق من هواك هائماً
ونصنع السلام
سنهزم التشتت القديم بيننا
ونصرع الخصام
ففي انشطار عشقنا
تدفق الغرام
وظل حلمنا الجميل صاحياً
وهمس مقلتيك
كان أعذب الكلام