محمد موتك وثبات والديك جعلني اتفكر في نعمة الإيمان سبحان الله يبتلى المؤمن وغير المؤمن فيتذكر المؤمن ربه ويعلم أن هذا قدر الله وقضائه ويرجع إلى ربه فإذا هو موعود من خالقه بالخير (عجبُ ُ لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابه خير فشكر كان خيراً له وإن أصابه شر فصبر كان خير له) فكان الخير في معية الله ومحبته وبشراه ورحمته وكل ما وعد به الله الصابرون من عباده المؤمنون .
إن المصاب مؤمناً أو غيره يحس بإلم وحزن وهم وغم وفراغُ ُ عريضُ ُ في قلبه لايحتمل وقد يصل به إلى الجنون أو الانتحار فيحتاج من يعالج هذا الالم ويخفف من الحزن ويذهب الهم والغم ويملأ فراغ قلبه فيسكن ويطمئن وتهدأ روحه ويمتليْ قلبه ثباتاً ويقينا فالمؤمن له دواء هذا الألم وعنده أخوته يذكرونه ويبشرونه ويقصون عليه قصص الصابرين ويسألون له الله الثبات وحسن العزاء فيخف حزنه ، وللمؤمن دعاء تفريج الهم والغم ، وللمؤمن منهج حياة أن الدنيا دار امتحان يتأهل فيها لنيل الدرجات العليا في دار البقاء والنعيم ، و مصابه هذا مادة من مواد الامتحان فيحثه هذا المنهج على التصبر للفوز والنجاح ، وللمؤمن ربُ ُ يدعوه ويسأله الثبات واليقين ويعلم أنه قريب مجيب وللمؤمن ملكاً عادل ينتظر منه الجزاء على صبره ورضاه .
فماذا لغير المؤمن ؟ كيف يتداوى ؟ من يسليه ؟ وبما يعزيه ؟ وماذا ينتظر ؟؟؟ غير الهلع والاضطراب غير الهم والحزن والغم غير القلق والارتباك غير الجنون أو الانتحار ... مسكينُ ٌ من لم يؤمن بالله ربا والاسلام دينا ومحمد نبيا ...والحمدلله حمداً دائماً أبداً كما يحب ربنا ويرضى على نعمة الإيمان اللهم أدمها علينا وأحفظها من الزوال .