أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
الكثير من الناس قد سمع نصحاً من أصدقائه وأقربائه وزملائه بأن يبتعد عن الموضوع الفلاني ، مثل أن لا تشتري أرضاً في المكان الفلاني، أو لا تدخل سوق الأسهم بكامل أموالك ، أو لا تدخله أصلا طالما أنك لا تفقه قواعد المضاربة فيه ، أو لا تضع أموالك في الاستثمار الفلاني ، فالقائمين عليه ليسوا كفأ ، وغيرها الكثير ؛ ولكن كل هذه النصائح المجانية لم تجد معه ، وذهب ليجرب بنفسه ، فوقعت الواقعة وخسر وفشل ، وهنا فقط يكون قد وعي الدرس تماماً ، ومع أنه قد خسر من أمواله ووقته وجهده ، إلا أنه قد تعلم شيئاً جديداً أضافه إلى خبراته في الحياة ، فتجده يبدأ بنصح غيره أن لا يخوض نفس تجاربه التي فشلت ، وأما بالنسبة له ، فتجده قد يعيد نفس التجارب ، ولكن بطرق مختلفة ، طرقا أصبح فيها أكثر وعياً وإدراكاً وخبرة ، وقد ينجح فيها بعد ذلك.
أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
أديسون فشل مرات عديدة قبل أن يصل التجربة الألف التي استطاع فيها أن يضيء المصباح الكهربائي ، وكان يقول بعد كل هذه التجارب التي أعدها الناس في زمانه فشلا وضربا من الجنون : " لقد تعلمت 999 طريقة لا يمكن عمل المصباح الكهربائي بها " ؛ وأخيرا استطاع أن يضيء الأرض ، لقد كانت نظرته لمرات الفشل أنها تجارب جديدة تعلم منها وأضافها لمخزونه من العلم والمعرفة ، ولم يعدها فشلاً ولم يجلس يندب حظه.
أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
فلننظر إلى تجربة ، أو قل تجارب الشعب الفلسطيني ، فقد عانى هذا الشعب من الويلات على مدار أكثر من قرن مضى ، فقد احتلت أرضه في عدة مراحل ، وعانى من الحروب والتشريد واللجوء والمرض والفقر والجهل أحياناً ، وجرب الثورة والنضال والجهاد في أكثر من مرحلة وأكثر من طريقة وأكثر من مكان ، وعانى أيضا من الفشل أو الإخفاق السياسي من أجل الوصول إلى حل لقضيته ، ولكنه كان في كل مرة يقوم أقوى ، فجامعاته لم تتوقف عن تخريج الكفاءات ، وأبناؤه لم يتوقفوا عن السفر للنهل من بحور العلم ، والمجاهدين فيه لم يصبهم اليأس ، والسياسيون لم يضنهم طول الطريق ، ولم يجلس اللاجئون يندبوا حظهم بعد اللجوء ، بل سافر منهم من سافر ليبني مستقبلا له ولأولاده ، وليساهم في تعليم أبناء الشعوب الأخرى ، ويساهم في بناء نهضتها وتقدمها ورقيها ، ومنهم من بقي في فلسطين ، وتعلم وعلم أبنائه ، لتصبح له مكانة في المجتمع ، فمنهم الأطباء والمهندسون والمدرسون والمحامون والتجار والمزارعون والصانعون وغير ذلك ، فتجد الجميع ينهض ويواصل بعد كل تجربة فاشلة أو مريرة ، وقد تعلموا منها ما يفيدهم في التجارب اللاحقة.
أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
هل تعرفون قصة "جو جيرارد" ؟ هذا الرجل فشل في حياته كثيراً ، فهو قد طرد من المدرسة أكثر من مرة ، ولم يكمل تعليمه ، وقد سجن بتهمة السرقة ، وجرب حوالي 50 وظيفة قبل أن يبلغ من العمر 35 عاما ، ولم يكمل في أي من تلك الوظائف سوى بضعة أشهر ، ولكنه لم ييأس ولم يفقد الأمل ، حتى تزوج ورزق بالأطفال وشعر كم هو بحاجة إلى المال ليعيل أسرته ، ومن هنا بدأ التصميم والنجاح في حياته ، حيث عمل كمندوب مبيعات للسيارات يأخذ عمولة على كل سيارة يبيعها ، وركز في عمله وبدأ ينجح حتى دخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مندوب مبيعات يستطيع الحصول على عمولة من بيع السيارات ، حتى تجاوزت عمولته في بعض السنوات 300 ألف دولار.
وأخيرا أصبح يقدم المحاضرات والدورات التدريبية لمندوبي المبيعات في أكبر الشركات العالمية ، وقد ألف كتابا سرد فيه قصة حياته ، وركز فيه على الطرق والوسائل التي اتبعها لينجح ويصبح أكبر مندوب مبيعات في زمانه.
أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
ولو أردنا سرد قصص كثيرة من الذين كانت المعاناة من نصيبهم أو الفشل حليفهم ولم يستسلموا ، لما كفانا مقالا ولا اثنين ولا عشرة ، فمن "أبراهام لنكن" الذي فشل كثيراً جداً قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، إلى "والت ديزني" الذي أفلس عدداً كبيراً من المرات قبل أن يصبح صاحب أكبر شركة لإنتاج أفلام الرسوم المتحركة ، وأحد الأغنياء الكبار في العالم ، وغيرهم الكثير.
والمثال الأكبر هو في سيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم ، حيث عانى كثيرا من المشركين في مكة ، وخذلان أهل الطائف ، وتنكر له الأقربون ، وتربص به المتربصون ، وكان يتخفى بدينه ، واضطر للهجرة من موطنه لكي ينجح وتنجح دعوته ، وبعد كل تلك المعاناة استطاع أن يدخل النور إلى بيوت الناس في شرق الأرض وغربها ، وأن يعلم البشرية أسس التعاون والتعامل والعيش المشترك والهداية والتسامح والحب والعطاء والكرم والأمانة ، وأن ينقل عن ربه عز وجل نظام حياة ودستوراً تهتدي به الأمة إلى يوم الدين.
ولم تكن تجربة سيدنا محمد فقط ، فكثير من الأنبياء عانوا من أقوامهم ، فهذا سيدنا موسى ، وسيدنا لوط ، وسيدنا نوح الذي لبث في قومه 955 سنة يدعوهم ولم يستجب له إلا القليل.
وكثير من الأئمة العظماء مثل أبو حنيفة الذي أرسله الخليفة للعمل في صناعة الحجارة في الصحراء ، والإمام أحمد الذي سجنوه وعذبوه ، فهؤلاء الأئمة عانوا وواجهوا المحن والمصاعب الجمة ، ولكنها لم تؤدي بهم للاستسلام والتوقف وترك الطريق ، بل واصلوا وبنوا على تجاربهم ، وتراكمت علومهم حتى أصبحت نظرياتهم وأقوالهم وأفكارهم مراجع يهتدي بها الناس.
أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد"
ما يمكن أن نخلص إليه، أنه علينا أن لا نندب حظنا بعد كل تجربة فاشلة ، بل يجب أن ننظر إلى الجزء المفيد من تلك التجربة ، ونسأل أنفسنا ، هل تعلمنا منها شيئا ؟ ما هو؟ وكيف يمكن الاستفادة منه في التجارب القادمة؟
ولنكن مقتنعين أنه لا يوجد فشل ، وإنما تجارب مفيدة ، ولنقل لأنفسنا بعد كل تجربة: " أنا لم أفشل ، ولكني ازددت علماً "
ولنكن مقتنعين ، أنه " لا يوجد هناك فشل ، ولكن تجارب جديدة "
وأنا هنا أنصحك بأن تمسح كلمة "فشل" من قاموسك ؛ وتضع بدلا منها ، "تجربة جديدة وعلم مفيد".