النقرس داء الملوك
أكل كثير وشرب كثير ونوم كثير وعدم حركة في جسم بدين ترهل هكذا كانت حياة ملوك الماضي وهذه هي العوامل التي تساعد على الإصابة بأحد أنواع الروماتيزم الذي يسمى النقرس والذي يطلق عليه أيضا داء الملوك إذ لم ينج من الإصابة ملك من الملوك القدامى .
وتلعب الوراثة دورا هاما في تهيئة أسباب هذا المرض الذي يختص الرجال بنسبة عالية من إصاباته الرجال الذين يسرفون في الأكل والشرب وتقل حركتهم ,ولكن ما يجب أن يعلمه الجميع أن النقرس مرض مفصلي يتجلى بأعراض ومظاهر تصيب المفاصل ولا يمكن الحكم على مريض بأنه مصاب بالنقرس لمجرد ارتفاع حمض البول في دمه والذي قد يكون لأسباب كثيرة أي أن النقرس مرض مفصلي وليس قراءة لرقم مخبري وهذه هي الحقيقة الأولى .
والسبب المباشر للإصابة بالنقرس اضطراب في الهضم والاستقلاب تنشأ عن زيادة حمض البول في الدم عن ثماني مللي غرام لكل مئة مللي لتر دم وهذا إما أن يكون بسبب زيادة الوارد من البروتينيات التي ينتج عن هضمها تشكل حمض البول أو النقص في إطراح حمض البول من الجسم والنتيجة زيادة حمض البول في الدم بحيث يترسب الفائض منه في أنسجة المفاصل بصورة أشبه بالزجاج المجروش فيحس الإنسان بآلام مبرحة تستمر عدة أيام حتى يمتص الجسم هذه البلورات ثم تتكرر العملية على فترات متباعدة تتقارب تدريجيا مع مرور الوقت وإهمال العلاج .
وبداية المرض تحدث فجأة ليلا والإنسان الذي أصيب في فراشه يوقظه من نومه ألم حاد في إبهام القدم ، يعقبه تورم الإصبع واحمرار ولمعان جلده ، مع ارتفاع في درجة الحرارة ورعشة وتستمر هذه الأعراض عدة أيام وهو عادة يصيب إبهام القدم في 70% من حالاته ومفصلا من مفاصل الجسم الأخرى في نسبة العشرين في المائة الباقية وقد يكون ضغط الحذاء على إبهام القدم هو العامل المباشر لاختيار النقرس لهذا الجزء بالذات لبدء عدوانه .
ونتيجة الالتهابات والهجمات المتوالية قد يمتد المرض ليصبح النقرس مزمنا وتظهر عقيدات على صيوان الأذن تسمى التوفات وقد تصل المضاعفات إلى إتلاف المفاصل وتخريبها وتشكل الرمال البولية وإتلاف أنسجة الكلى وحدوث الفشل الكلوي .
ولكن يبقى السؤال المطروح ألا وهو كيف يتم تشخيص مرض النقرس
وهل الحمية عن اللحوم هي العلاج وما هو دور الحمية الحقيقي
أولا : لكي نشخص أن هذا المريض مصاب بالنقرس لا بد من اجتماع عدة عوامل :
ارتفاع حمض البول في الدم أكثر من ثماني ملغ لكل مئة مل
وجود أعراض وهجمات مفصلية مثل الألم المفصلي وتورم المفصل واحمراره وسخونته وخاصة في إبهام القدم كما سبق وذكرنا
يكون التشخيص الأكيد ببزل المفصل سحب السائل المفصلي ورؤية بلورات حمض البول مجهريا عندها يمكن تشخيص مرض النقرس
ثانيا : أما عن العلاج فهنا تأتي الحقيقة الثانية ألا وهي أن دور الحمية ضئيل جدا في مرض النقرس وهذا ما أكدته الدراسات الحديثة التي تبرهن أنه حتى في أشد أنواع الحميات وفي حالات الامتناع التام عن تناول اللحوم وغيرها من البروتينيات فإن الانخفاض في حمض البول لا يتعدى واحد ملغ لكل مئة مل .
وهكذا فإن مريض النقرس يمكنه أن يتناول ما يشاء من اللحوم ولكن بكمية معتدلة أي قطعة واحدة حوالي 100غرام يوميا ويفضل الابتعاد عن الكبدة والكلاوي والسردين .
أما عن الأدوية والنقرس : فإننا نعطي مضادات الالتهابات في الحالات الخفيفة من النقرس أما في الحالات الأشد وعندما تتكرر الهجمات أكثر من مرتين سنويا فلا بد من إعطاء طارحات حمض البول مثل
Zyloric
100mg
حبة يوميا خشية المضاعفات الكلوية .