الوسطيه تعني تلك المساحة التي تقع بشكل متساو بين كل انواع المبالغات ، وتبدو كلمة الوسطيه علي بساطتها ملتبسه تبعا لاختلاف القائلين بها والمواقف التي تتردد أثنائها فهي لاتحمل معني مباشرا بقدر مايحيط بهذا المعني من ظلال .فبعضهم يضعها بديلا للاعتدال او التوازن ، والتواضع والاستقاقمة ،وبعضهم الاخر يراها نهجا لحياة واسلوبا في الممارسة وحلا مباشرا للمشكلات العسيرة ، وسواء كانت هذا اوذاك في الخيار والعدل .وعن وسطية الامه الاسلامية يقول الله عز وجل(وكذلك جعناكم امة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليك شهيدا) صدق الالعظيم.وتتاتي وسطية الامه من جهتين جهه مكانيه ،وجهه عقائديه تشريعيه فمن حيث المكان كان مهبط الرساله في مكه المكرمه وماهي الا المعجزه الربانيه التي قادة نبي الله سيدنا ابراهيم الي هذا الوادي الخفيض وهي نفس المعجزه التي جعلته يترك اسرته في ذلك المكان حيث لا كلاء ولاماء لاجل ان يبوء الله له مكان البيت العتيق (واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ان لاتشرك بي شيئا ....) وقد اثبت علماء الجغرافيا والمساحه أن مكان الكعبه المشرفه يمثل تماما مركز الكرة الارضيه ذلك اذا اعتبرنا جدلا ان الارض عبارة عن كره وذلك يقولون ان التوقين العالمي يجب ان يكون بناء علي توقيت مكه المكرمه وليس علي حط قرنتش كما هو حادث الان ، والحكمه الربانيه في هذا الاختيار المكاني ان هذا الدين يراد له ان يكون دين للعالميه ،والناحيه الاخري لوسطية الامه تتمثل في الجانب الاعتقادي والتشريعي فهي وسط بين الذين يعتقدون بألهه متعدده والذين لايدينون بأي اله وهي وسط بين كل التشريعات الاخري بين الرهبانيه الذين يعتزلون النساء وبين الذين لايضعون حدود لذلك فهي قد نظمت هذه العلاقة تحت مظلت الشرع ،وكما يبدو لنا فان الامثلة علع وسطية هذه الامة لاتحدها حدود ولكنها مجرد اشارات وددنا الاشارة اليها.

أخى الحبيب حسن الصافى لك الشكر على طرح موضوع الوسطية ،فمجتمعنا اليوم فى السودان اصبحت رؤيته للتدين فيها شىء من الغلو والتطرف ممزوجة بتعصب للإنتماء فكريا كان أو جهويا تظهر فيه مؤشرات إقصاء الآخر واضحة وجلية، وبهذا التوجه تتناقص مقاصد الدعوة الى الله وتتباعد المسافات بين الناس وتحل العدوانية محل المحبة والإلفة، ويبدو لى أن التوسط فى كل الامور هو المخرج من هذه الزاوية الحادة والحرجة لان الوسطية تدعو دوما لقبول الاخر على مبدأ دعم الناس بعضهم بعضا فيما إتفقوا فيه وإعذار بعضهم بعضا فيما إختلفوا فيه، بينما نجد الناس اليوم يقبلوا من اتفق معهم بحب -يهتز امام المصلحة الخاصة- ويهاجموا بعدوانية محيرة من يختلف معهم وهنا مكمن الخلل فى التفكير والثقافةالذى وسع دائرة الفرقة وجعل الخطى نحو التقدم بطيئة،نتمنى ان تصحو عقول القيادات وترتقى افكارهم بحيث تكون مصلحتهم الخاصة مربوطة برباط وثيق مع مصلحة الاخرين ومصلحة البلد

لك التحية م حسن الصافى
والتحية لود الياس
الموضوع فى غاية الاهمية وكما ذكر ود الياس اصبح هنالك غلو وتطرف والتأمل فى الحال الفكرية والثقافية فى السودان يصاب حتما بالصداع على مر الازمان كان المجتمع السودانى متسامح وبعيد عن ثقافة التكفير والتشدد ولكن فى هذه الفترة ظهرت تيارات تمارس العنف والتكفير
وليس الامر متعلقا بجماعة انصار السنة المحمدية فهم منذ عقود يتعايشون مع المجتمع السودانى بجماعته الصوفية وغيرهم
يعنى الامر متعلق بموديل جديد من الشباب المتعصبين
وهم غافلون تماما عن مايفعلونه
وللاسف لايعرفون قدر هذه الامة ان دينها هو دين الرحمة والتيسير ورفع الحرج عن الناس
ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا
ودمتم

العزيزان ود الياس ، مهند لكما اوفر الشكر نعم ماوصلنا اليه من حال اليوم جل اسبابه غياب الوسطيه ويبدو حقا ان ماذكي الحلاف وعدم التوسط هوالهواء الشحصيه وربما الايادي الحارجيه.

شكرا حسن ظهر مصطلح الوسطية حديثا كمسمى بعد ظهور التكنولوجيا الحديثه والاعلام حيث برزت تيارات تشكك في التعامل معها واخرى اسرفت في تناولها ،والدعوة للوسطية والترويج لها معناها عدم رضا بواقع الحال بين اليمين المتشدد واليمين (المصالح) المتصالح مع رغبات وامنيات قادته في السلطة والثروة وتوجيه افكار كيانهم ومجموعتهم نحو هذه الاهداف .
والمتشددون رفضو العالم الجديد وانعزلو بحجة النجاة وحرموا كثير من المحدثات واعتبروهاباطلة ومن يروج لها ضلالي ،وزادت هذه المجموعات وظهرت بمسميات كثيرة.