الوسطيه تعني تلك المساحة التي تقع بشكل متساو بين كل انواع المبالغات ، وتبدو كلمة الوسطيه علي بساطتها ملتبسه تبعا لاختلاف القائلين بها والمواقف التي تتردد أثنائها فهي لاتحمل معني مباشرا بقدر مايحيط بهذا المعني من ظلال .فبعضهم يضعها بديلا للاعتدال او التوازن ، والتواضع والاستقاقمة ،وبعضهم الاخر يراها نهجا لحياة واسلوبا في الممارسة وحلا مباشرا للمشكلات العسيرة ، وسواء كانت هذا اوذاك في الخيار والعدل .وعن وسطية الامه الاسلامية يقول الله عز وجل(وكذلك جعناكم امة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليك شهيدا) صدق الالعظيم.وتتاتي وسطية الامه من جهتين جهه مكانيه ،وجهه عقائديه تشريعيه فمن حيث المكان كان مهبط الرساله في مكه المكرمه وماهي الا المعجزه الربانيه التي قادة نبي الله سيدنا ابراهيم الي هذا الوادي الخفيض وهي نفس المعجزه التي جعلته يترك اسرته في ذلك المكان حيث لا كلاء ولاماء لاجل ان يبوء الله له مكان البيت العتيق (واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ان لاتشرك بي شيئا ....) وقد اثبت علماء الجغرافيا والمساحه أن مكان الكعبه المشرفه يمثل تماما مركز الكرة الارضيه ذلك اذا اعتبرنا جدلا ان الارض عبارة عن كره وذلك يقولون ان التوقين العالمي يجب ان يكون بناء علي توقيت مكه المكرمه وليس علي حط قرنتش كما هو حادث الان ، والحكمه الربانيه في هذا الاختيار المكاني ان هذا الدين يراد له ان يكون دين للعالميه ،والناحيه الاخري لوسطية الامه تتمثل في الجانب الاعتقادي والتشريعي فهي وسط بين الذين يعتقدون بألهه متعدده والذين لايدينون بأي اله وهي وسط بين كل التشريعات الاخري بين الرهبانيه الذين يعتزلون النساء وبين الذين لايضعون حدود لذلك فهي قد نظمت هذه العلاقة تحت مظلت الشرع ،وكما يبدو لنا فان الامثلة علع وسطية هذه الامة لاتحدها حدود ولكنها مجرد اشارات وددنا الاشارة اليها.