بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة مكتب حزب الأمة القومي بمنطقة الهدي
التاريخ/ الجمعة 19/11/2010
تقديم: الزبير محمد علي
الحمدُ للهِ الذي خلق السمواتِ والأرض، وجعل الظلماتِ والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
السيد/ فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي
السيد/ الفريق صديق محمد إسماعيل الأمين العام للحزب
السيدة/ الدكتورة مريم الصادق المهدي أمين الإتصال الخارجي.
السادة الحضور مع حفظ الدرجات العالية، والمقامات الرفيعة.
السلام عليكم ورحمةُ اللهِ تعالي وبركاته
بإسم حزب الأمة القومي بمنطقة الهدي نرحبُ ترحيباً حاراً بالسيد نائب الرئيس، والوفد المرافق له
ونقول:
لو علمت الدارُ بمن زارها لفرحت واستبشرت ثم باست موضِع القدمِ
وأنشدت بلسانِ الحالِ قائلةً أهلاً وسهلاً بأهلِ الجودِ والكرمِونقولُ مرةً ثانية للأحباب الذين وفدوا إلينا من داخل وخارج ولاية الجزيرة:
رعي اللهُ الاحبة حيث حلَو لهم في القلبِ مرتحلٌ وحِلُ
خُيولُ الشوقِ مُسرجةٌ إليهم تبارت حيثما ساروا وهلَواونقولُ مرة ثالثةً لضيوفنا من جماهير الشعب السوداني بأطيافه المختلفة:
مرحباً بالضيوف في هدي المتقين مرحباً بالألوف
مرحباً بالكرام وبشُم الأنوفإن قلوب أهلِ منطقتنا اليوم لتزدادُ إبتهاجا وسرورا بهذه الزيارة الميمونة. ولا شك أن هذه
الزيارة ستظلُ محفورةً في قلوبِ وعقولِ أهل هذه المنطقة الطيبين.
السادة الحضور:
هذه المنطقة أسسها الإمام عبد الرحمن المهدي- عبر السيد خالد شيخ الدين خليفة المهدي- وقد كان
تأسيسها علي نمط المدينة المنورة. مدينة النبي صلي الله وعليه وسلم؛ حيث تقاسم أصحاب الأرض مع
المهاجرين معيشتهم، وكانوا يأكلون من مخزنٍ واحد. عاشوا طيلة الفترة السابقة في تكافلٍ وتراحم.
تربوا علي التقوي وقراءة القرآن وراتب الإمام المهدي وسائر دروب الجهاد (المدني والعسكري).
هذه المعاني أهلتهم للمساهمة بشكلِ فعَال في احداث مارس 1954، وفي أحداث المولد 1961، وفي
أحداث الجزيرة أبا. ومنهم من هاجر الي الحبشة وليبيا أيام العُسرة؛ حتي تُوجت تلك النضالات
بإنتفاضة يوليو 1976 التي أستشهد فيها نفرٌ من أبناء هذه المنطقة، وأعٌتقل العشرات.
السادة الحضور:ما يُميز هذه المنطقة عن رصيفاتها الأُخريات، أن كل المدن تقوم علي أساس:
- القبلية
- التاريخ المشترك
- المصالح المشتركةولكن هذه المنطقة قامت علي أساس العقيدة المشتركة، فأضفي هذا البعد العقدي علي أهلها تماسكا
وتراحما وتوافقاً قَل أن تجد له مثيلاً في تاريخ المناطق المختلفة بإستثناء الجزيرة أبا،
والرحمانية.
من هذا المنطلق يمكننا القول أن الهدي مدينة فاضلة، وحتي الشرطة لم تأت إليها إلا في العام 1993
هذا التماسك الفريد أزعج النظام، فشرع في تفكيكه عبر إثارة النعرات القبلية، وحرمان أهل
المنطقة من الخدمات، وتشريد أبنائها من الخدمتين المدنية والعسكرية، كما شرد عددٌ من أبنائها
الطلاب في الجامعات، وفصلوا بعد ذلك فصلاً تعسفياً لا لشي إلا لأنهم قالوا كلمة حقٍ في وجهِ سلطانٍ
جائر.
السادة الحضور:ظن النظام أن سياسة التجويع ستُذوَب ولاءاءت أهل المنطقة ولكن هيهات؛ فقد كان رد مواطني منطقة
الهدي حاسماً في الانتخابات السابقة. ولسان حالهم ينشد:
نحن رمز الصمود للعلا والصعود
علي الحقِ دائماً متمسكين بنهجِ الجدودوبحسب تقارير أهل النظام في الولاية؛ فإن الهدي هي الدائرة التي مثلت شوكة حوت في عنق الموتمر
الوطني في ولاية الجزيرة.
وعلي الرغُم من التزوير الواضح الذي صاحب الانتخابات السابقة؛ فإن نسبة المقاطعة في مدينة
الهدي زادت عن ال50 %.
هذه المواقف تؤكد أن الأنصار في الهدي رجال عقيدة ما رجال عصيدة!.
السادة الحضور:يتبجح أهلُ النظامِ كثيراً بملف الخدمات من تعليم وصحة وغيرها. ونحن نقول: أمامكم مدينة الهدي؛
هذه المدينة المدارس التي بها هي ذات المدارس التي كانت موجودة قبل 1989. وكذلك المستشفي.
ولم يتطور في هذه المنطقة إلا شيئين:
- الكهرباء: وقد جاءت بجهود أهل المنطقة، وليس للنظام حظاً فيها سوي تحصيل الرسوم والإيرادات.
- الشي الثاني الذي تطور الزراعة؛ ولكنها تطورت بسرعة الصاروخ نحو الهاوية، ونحو الأسفل
والأسوأ.
ودوننا الآن مشروع الجزيرة الذي يعيش هذه الآيام حالة (موت دماغي). الآن كل أُصول المشروع دُمرت.
مصانع النسيج تدهورت. السكة الحديد الله يرحمها!. القناطر وبيوت الموظفين بيعت مع وقف التنفيذ.
التمويل الذي كانت توفره إدارة مشروع الجزيرة في السابق تحَول الي البنك الزراعي وفقاً لقانون 2005
سيء السمعة.
والأخطر من ذلك قضية مُلاك الأراضي. طبعا كان هُناك إتفاق بين وزارة المالية، ووزارة العدل، وملاك
الأراضي علي تحديد قيم الإيجار والبيع، وبُناءاً علي هذا الإجراء كون مُلاك الاراضي لجنة من
المحاميين الوطنيين للمتابعة. ولكن بكل أسف إدارة مشروع الجزيرة تنصلت فيما بعد عن الإتفاق،
وحلت اللجنة الشرعية، وكونت لجنة جديدة مشكوكٌ في نزاهتها؛ وهذه كلها خطوات في طريق تضييع
حقوق ملاك الأراضي.
ا
لسادة الحضور:إننا نؤكد في حزب الأمةِ القومي بمنطقة الهدي وقفتنا ودعمنا لحقوق ملاك الاراضي، كما أننا سوف
ننسق مع الإخوة في القوي السياسية الاخري، ومع تحالف المزارعين للحيلولة دون ضياع هذه الحقوق.
وما ضاع حقٌ قامت وراه مطالب. وكما قال الشاعر:
حقك تحرسوا ما بجيك حقك تقاوي وتقلعواولكن قلع بالقانون، مش بالدافوري! ونقول في الختام مع الشاعر الأستاذ فضل النور:
قسماً نسيرُ علي الطريقِ ولن نحيد عنِ الأثر
قسماً سنمضي إلي الأمامِ ولن نسيغ إلي المِحن
وستظلُ نهضتُنا الفتيةُ دائماً سندُ الوطن
سنظلُ نحرسُ دائماً سوداننا من كُلِ شر
ونزود عنه إذا أطل بأرضه شبحُ الخطر
ومبادئُ الأحقادِ فيه غداً تموت و تندثر
ويعودُ مجدهُ خالداً والحق فيه سينتصروالسلام عليكم ورحمةُ الله تعالي وبركاته.