قال جرير مفتخرا على الفرزدق
مضر أبى وأبوالملوك فهل لكم ***** ياخزر تغلب من أب كأبينا ؟
كان جرير غفر الله له ابن راعى غنم ،وكان أبو الفرزدق رئيسا يشار اليه بالبنان ،ومع ذلك أنظروا أى جرأة وعنجهية !!
وعندنا فى السودان اذا اعتبر البعض أن هويتنا أفروعربية ،يرى أهلنا "الجعليون" "وقبائل أخرى" أنهم أشرف القبائل وقد يخدم أحد هؤلاء مع وزير من قبيلة أدنى فى موازين الشرف القبلى كما يظن فيختال عليه تيها وفخرا !!
أحسب أننا نتفق على تغلغل عصبية القبيلة فى المجتمع السودانى ،ولكن هل نتفق على أنها وما تزال أحد أهم معوقات تطوره الحضارى؟
تظهر العرقية والعنصرية بعدة أشكال ثقافية واجتماعية وغيرها وجميع الأشكال تتفق فى صورة الاستعلاء على الاخر ،فهل بذلنا (نحن كأجيال جديدة ) جهدا للتمرد عليها والخلاص منها ؟
أدخلتنا هذه القبلية والعنصرية وتداعياتها الثقافية، فى مجموعة أزمات أهمها أزمة الهوية (أفريقانية ،عروبة مسلمة أم زنجية )،وأزمة شرعية حيث لا مناص غير الديمقراطية المستدامة لاستيعاب كل الوان الطيف ،أزمة مجتمعات مهمشة تنظر الى نخبها السياسية لانتشالها من غربتها داخل وطنها ،وهل الى خروج من سبيل من هذا سلسلة الأزمات تلك ؟
الثقافة فى احد محاورها ،أنها مجموعة أحداث حيوية وغير ممنهجة ،وتثرى حيويتها استمرارية وفعالية النقد الثقافى والأدبى المتحرر من هيمنة الانتماءات التى تحد من حرية التعبير عن الذات والأمة ، لأن النقد بمختلف جوانبه يمثل روح الثقافة ونبضها نحو التجدد والموائمة للمتغيرات ،ولذلك كانت مهمة الناقد صعبة وجسيمة لانه عليه تحديد الطوبة التى اذا ازاحها انهار البناء بكامله، وهنا تكمن صعوبة مهمة جيل اليوم فى معركته مع التاريخ ،حيث أن كثير من المسلمات التاريخية عندنا أصبحت غير قابلة للحوار حسب اراء جيل الأمس، بينما التاريخ يحتاج الى من يعيد كتابته من وقت لاخر، برؤى وأفكار جديدة ،ليكتسب قابلية التجدد والصلاحية للاستخدام فى الحاضر، لأن الأفكار ليس لها وجود اذا لم تكتب متخللة حوارات الأجيال بقبول للاخر وانسجام وتوحد فى الأهداف العامة
عليه مجتمعنا المتعدد القبائل ،المتنوع الثقافات ،يحتاج لحوار اجيال بخطاب خال من المفردات والايماءات التى تفيد تحقير الاخر المختلف،بعيدا عن التعنصر بكل أشكاله ودواعيه ، فى تسامح واحترام للتعددية الثقافية والدينية لكى نؤسس لواقع جديد وسلوك حضارى، يحتوى هذا التنوع المركب ،ولنا فى دولة المدينة الاولى ، وكذلك الهند وامريكا (حديثا) المثل فى النجاح الذى حققته تلك الدول فى ادارة التنوع والتعددية بالعدالة وسيادة القانون والديمقراطية وتكافؤ الفرص
فلنبحث معا ولنتحاور لوضع النقاط فوق الحروف للخروج من هذا المأزق بحوار يضع حلولا بعيدة المدى، ولنبدأ بفهمنا للدين وما شابه من انحراف حتى تكون نقطة الانطلاق سليمة وسريعة نحو الهدف

لك التحية الحبيب ابو زينب
وانت تحمل هموم الوطن في حدقات عيونك ..
وفعلا هي داء سرطاني خطير .. على الرغم من أن الإسلام اسس للمساواة والعدل بين الناس وجعلها منهج للحياة حيث ساوى بين الغني والفقير .. والسيد والعبد والشريف والضعيف وجعل التقوى هي المقياس والمعيار للتفاضل والتفاخر وليس الحسب والنسب والأصل والفصل .. إلا انها سوف تظل قائمة بين امة الإسلام .. وفي حديث لا اذكره جيدا ولكن في ما معناه بأن هذه العادة عادة التفاخر بالأنساب والأحساب سوف تظل قائمة في أمة الإسلام ..
وأرى بأن المهمة صعبة وتزداد صعوبة عندنا بالنسبة للجيل الحالي لتغيير هذه المفاهيم .
أجدد لك التحية ..

تعظيم سلام مربع لكاتب هذا النهج ٠ ٠
نعترف وللاسف بماتقول
والمعضلة اننا بمختلف اطيافنا وقبائلنا
نتفق بالاعزاز بالانساب والقبيلة وكلنا يرى انه افضل من الاخر
وهذا مبذور فينا وسيغرس في الاجيال
القادمه مالم يحقن بعقار مضاد لهذا
الفايروس الفتاك
والعقار معروف (حب للجميع)
إخاء ود إحترام للاخر٠
ولي عودة
ومعى باقة ود

التواضع للرجال جمال وبهاء وقصص كثيرة تروى واغاني واشعار مجدت الرجل مع الناس وبالناس والعنجهية والغطرسة متلازمات ذماها المجتمع ورفضها والدين بالنسبة للعنجهية للقبلية واللون وصفها بانها منتنة وحث على تركها (دعوها) وفي الفترة الاخيرة زادت وتفشت
لك التحية ودالياس

الأخ الأكرم أبووضاح نتفق معا على صعوبة المهمة(تلاقح الثقافات) الواقعة على عاتق جيل اليوم،الذى أصبح متانزعا بين مفاهيم الأمس واليوم،وفى تقديرى أن الإنطلاقة الحقيقية يجب أن تكون من مراجعة فهمنا للدين والتدين ،لأنه وكما تفضلت فى تعليقك المفيد ،وردت كثير من قيم المساواة والعدل فى مصدرى الشريعة (القران والسنة)،ونجد كثيرا من شيوخ الدعوة يرددونها فى خطاباتهم على مختلف المنابر ،ولكن فى واقع الحياة تجد ذات الشيخ يتعامل بغيرها،وإذا استصحبنا الحديث "الدين المعاملة"نعلم تماما أن مقياس التدين ليس فى ظاهر العبادات فحسب كما هو سائد فى مجتمع اليوم إلا من رحم ربى ،وهذا ما ننشد تنبيه جيل اليوم اليه ،وهوأن يتمسك برباط الدين ولكن بفهم أوسع يمكنه من تنزيل تعاليم الدين فى واقع الحياة ومعاملاتها،ولنا فى رسول الهدى الأسوة إذ قال لبنته فاطمة فى حديثه(ص) ما معناه"أنه لن يغنى عنها من الله شيئا"،لك التحية على المساهمة الثرة فى هذه الغربلة الثقافية

الأستاذ الجليل عوض خيارى ،صحيح أن الفيروس إنتشر ويمكننا القول أن هناك جيل غير قابل للموائمة ،ولكن ناس الصحة بيقولوا الوقاية خير من العلاج ،وهنا يجب أن نضع متاريس وقاية للجيل الحديث حتى لا ينشأ بالفهم السابق ،وأنتم فى حقل التعليم تعتبروا احد قنوات هذه الوقاية،ليت المدارس كانت إحدى المنابر الأدبية والثقافية لحوارات حول هذه المعضلات المزمنة،بالله عليكم لا تيأسوا وساهموا ولو بالقليل مع طلابكم لتنيروا لهم الطريق ويكملوا هم باقى المسيرة،أشكرك على مداخلتك وحتما سنرى جيلا مختلفا قريبا

الحبيب كباشى لك الشكر على المرور والتعليق الباهى نتفق أن التوضع طريق الرفعة والسمو والعنجهة سبب للانحدار ،ولكن لنسأل أنفسنا ماذا فعلنا لمكافحة هذا الداء العضال يجب علينا أن نسهم بشىء ولو بهمسة فى أذن الاجيال وذلك اضعف الإيمان،تحياتى لك م وللعيال

الاخ ابو زينب نحييك وانت تحلق بنا دوما نحو فضاءات الفكر الواعى ..

والموضوع جد كبير وضخم ويحتاج للتشريح بمبضع الآس الحازق .. وماطرح اولى خطوات التشريج بغية التوصيف الدوائى السليم ..
العنجهية والاستعلاء والتمايز العرقى من اخطر أدواء المجتمع وهى من الآفات التى تنفخ بكل قواها من اجل اطفاء شمعة العلم والمعرفة حتى لا تقد ..
والرجوع للدين الحق ومنهج النبى (ص) وكيف ذوب تلك الفوارق فى انموزج مجتمع المدينة الفاضل خير مثال على ذلك حيث بسط المحبة وآخى بين بلال الوضيع نسبا والرفيع ايمانا بعمرو بن العاص وخالد بن الوليد فتيان قريش المدللين نسبا ومكانة
وطبعا مجتمعنا به جل الامراض الثقافية الفتاكة .. والعنجهية الفكرية والايدلوجية والتى تطرح نفسها ولاتحتمل فكرا آخرا وتحمل كل وسائل الاقصاء وتثبيت دعائمها على حساب الآخر من اشدها خطرا .. حيث لا تملك تراجعا عن مواقفها مع ثبوت اخطاءها والتى تجنح فى كثير من الاحيان نحو المعتقد .. وتصم الآذان عن سماع الاخر ذى الجدوى .. وهذا النوع نشعر به واقعا معاشا حتى فى مجتمعنا الصغير ..
ولكن دعاة التغيير لا ييأسون وعلينا فى كل المراحل التمسك بالعلم والتسلح بالمعرفة فى شتى الضروب وبسط رداء التواضع الفضفاض والدخول فى حضن المحبة الدافئ .. ولنسعى لجعل المجتمع يقدس العلم والعلماء حينها تنزوى العنجهيات الجوفاء ..

سلام حبيبنا ود الياس ياوحدوي

اقتباس :

عليه مجتمعنا المتعدد القبائل ،المتنوع الثقافات ،يحتاج لحوار اجيال بخطاب خال من المفردات والايماءات التى تفيد تحقير الاخر المختلف،بعيدا عن التعنصر بكل أشكاله ودواعيه ، فى تسامح واحترام للتعددية الثقافية والدينية

غايتو ياود الياس القبيلية دي كادت ان تندثر على الصعيد العام في عهد الرئيس نميري وكانت الاجهزة الاعلامية تساعد على ذلك ببث الاناشيد الوحدوية والوطنية ويكفي النيل ابونا والجنس سوداني دوما هي الاولى
وظهرت من جديد على السطح بعد ظهور الطبقة الحاكمة الان حتى يقال بعض الشركات لاتعين الا ابناء قبيلة معينة مما جعل بعض القبائل الاخرى تحمل السلاح في وجه الحكومة وهذه النظرة القبلية الضيقة ادت الى الاقتتال في الشرق والجنوب والغرب والحنق المخفى والمعلن من بعض القبائل الاخرى
عليه نأمل في الاجيال القادمة ان تتناسى تلك التوافه

أشكرك أخى وليد على المداخلة المفيدة والتحليل الرصين لما نحن فيه من تحولات،وأحسب أنك لمست الدواء بذكر أهمية التزود بالعلم والمعرفة ،وهنا أرجو السماح لى بالتنويه على صعوبة إجتثاث السلبيات ذات الجذور الثقافية،لأن الناس لا تحسها وتمارسها على أنها إيجابيات، وهنا مكمن الخطر والصعوبة،مثلا شعر الفخر والمدح"كقول أبو الطيب المتنبى أنا الذى نظر الأعمى الى أدبى واسمعت كلماتى من به صمم"الى أن يفوق حده السيف والقرطاس والقلم،وغيره من الشعراء من قال "أنا الموت" "و"أنا الدهر" ،والشعر هو ديوان العرب والشعراء هم أمراء الكلام،وللاسف شعر كهذا تجده دوما يرسخ لمفاهيم سلبية فى معانيها ،ولكنه ساد حتى صار مرجعية للخطاب الإجتماعى والسياسى الغير قابل للنقد،لما فيه من جماليات البلاغة والفصاحة ،بينما فى جنباته إقصاء واضح للآخر وإستعلاء منافى لتعاليم الدين ،ويبدو لى أن المخرج من هذا البحر والزبد الجفاء هو مع الحوار بعلم ومعرفةوممارسة النقد للنسق الثقافى وجذوره،مع عدم الإستسلام لثقافة السائد من الموروث على علاتها،فإذا لم يخرج جيل اليوم من هذا القيد الوهمى بالممارسة النقدية الهادفة سيظل فجر الغد بعيدا الى حين،أرجو أن ننتبه لواقعنا وتناقضاته ونواجه مشكلاتنا بإيجابية،تحياتى لجيل اليوم فى شخصك أخى وليد ولأهلنا الطيبين

عدنا والعود امل وحلم
لله درك يا حبوب وانت تسرج
بنا خيل الانسانية التى ظلت
مقيدة بلا قيود
ونستظل باحرف الحل لمعضلات الام
الوطن رغم اتفاقنا فى الداء
والدواء تجدنا مكبلين .
او بالاحرى فى صراع مع عنجهية
اخرى الا وهى عنجهية القفة
الكل اصبح لا يميل للعمل العام
(يلا نعمل للوطن واصلو مادايرين تمن )
----------------------------------

دى انتهت. والكل يقول نفسى نفسى
فى حوار مع احد الاخوةبيقول لى : السكر زاد
المعجون زاد الصلصة الارز العدس
قلتا ليو : الحل شنو
قال لى: بس قول (ان شاء الله القيامة تقوم)
على مايبدو لى الرد دا ذى التكنو مطلع اغنية

نحسس الجماعة الطالعين فيها انهم عادين مانديهم اكتر من حجمهم المجاملات زادت من العنجهية يازعيم ياباشا انت بس و__و__ومنها ويركب القطر العالي ،اديك مثال واحد من الامراء مر بمجلس عالم الجماعة كبكة شديدة العالم جالس صاحبنا جا للعالم جاري توبو ورافع نخرتو: ماعرفتني ؟ العالم قاليهو: عرفتك اولك نطفه قذره واخرك جيفة نتنه ومابينهما تحمل البول والعذرة، صاحبنا سكت ساي ودنقر وخجل وجرجر حاشيته وفات.

يعني زي دا لو لقا اتنين قالوليهو غلط كان رجع ، ونعمل كلنا عشان نحد من السرطان نحرص على الجزء المعافي ونعالج الباقي وكتير من امراض النفس اتعالجت بتجاهل المجتمع ليها ورفضو الشديد لافعال اصحابها ، يعني ببساطة العلاج يبدا من الناس والمجتمع وساهل ماداير تنظير نقول كدا غلط

لك الشكر الأخ أبوالطيب على المرور ،بالفعل رجعت القبلية وبفظاظةوإندثرت معها كل بواعث الأمل فى الخروج من المأزق،ورغم كل ذلك علينا أن لا نيأس فالمستقبل يحمل الكثير من المتغييرات على يد الجيل الجديد والتى نأمل أن تكون فى الإتجاه السليم

قلتا ليو : الحل شنو
قال لى: بس قول (ان شاء الله القيامة تقوم)

****
والله يا أستاذ عوض ،الظاهر القفة النووية فعلت فى الراجل فعل السحر حتى أصبح "يغنى شرق"،بالفعل أهلنا أصبحوا محاصرين بالضروريات ،ولكن لنعلم جميعا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم،فلا مناص من مراجعة النفس والتفكير ،وإلا ستنفجر قنبلة القفة النووية وتحول الشعب الى عالم تؤخذ من أفواهه الحكم