طهي الطعام هي علمية يمكن التفكير بها على إنها تطبيق الحرارة على الطعام. فالطهي في المنزل يتم من خلال استخدام البوتاجاز أو الطباخ أو ما يعرف بالفرن والذي يعمل بالغاز أو بالكهرباء حيث يوضع الطعام داخل الفرن أو على سطحه أو باستخدام الشواية.
معظم أنواع الأفران التي نحصل عليها تقوم بالتسخين من خلال الفرن الخاص بها أو على سطحها بالاعتماد على الغاز أو الكهرباء.
في الواقع هناك الكثير من أنواع التسخين التي تعتمد على تحويل الكهرباء إلى حرارة، ومن هذه الأنواع استخدام ملف حراري أو استخدام سخان هالوجين أو سخان يعتمد على الحث المغناطيسي. وكل هذه الأنواع تعرف بالفرن الكهربي ونحن في اغلب الأحيان نهتم بشكل الفرن وشكل سطحه العلوي دون أن ندرك تماما الفكرة التي يقوم بها على التسخين هذا إذا كان البوتاجاز يعتمد على الكهرباء.
كما ذكرنا سابقا فان عملية طهي الطعام هي تطبيق الحرارة على الطعام، ومهما اختلف شكل الوعاء الذي يحتوي الطعام وأين نضعه في البوتاجاز فان عملية الطهي تعتمد على انتقال الحرارة من الوعاء إلى الطعام الذي بداخله.
معنى ذلك إن الطهي هو توليد كمية من الحرارة يسهل نقلها إلى وعاء الطهي، بدء الإنسان طهي طعامه من خلال إشعال النار في الهواء الطلق وتعريض الطعام للنار مباشرة وتطورت عملية الطهي لتصح أكثر سهولة ويسر. فهناك طريقتين للحصول على الحرارة أما كيميائية أو كهربية: فيمكن أن نقوم بحرق مادة قابلة للاشتعال للحصول على الحرارة مثل الفحم والخشب والغاز. ا وان نقوم بتمرير التيار الكهربي في سلك له مقاومة عالية لنحصل على الحرارة أو باستخدام الحرارة المنبعثة من مصابيح الهالوجين.
الطريقة الثالثة والتي هي محل اهتمامنا هي طريقة الحث المغناطيسي وهي طريقة مختلفة تماما عن كل طرق الطهي الاعتيادية فهي لا تعتمد على توليد حرارة تنتقل إلى وعاء الطهي، إنما تعتمد على وعاء الطبخ نفسه الذي يقوم بتوليد الحرارة اللازمة للطهي.
أفران الميكروويف يعتبر الطريقة الرابعة لأنواع الطبخ حيث يتم توليد الحرارة مباشرة داخل الطعام نفسه.
كيف يقوم البوتاجاز المغناطيسي بالتسخين؟
ببساطة، العنصر الرئيسي المستخدم في التسخين هو مولد مجال كهرومغناطيسي عالي التردد، يكون هذا المولد مثبت أسفل سطح البوتاجاز، وعندما يوضع وعاء من مادة مغناطيسية في المجال الكهرومغناطيسي المتردد فان المجال المغناطيسي ينتقل إلى الوعاء فتقاوم مادة الوعاء التغير السريع في المجال المغناطيسي عن طريق توليد تيار كهربي متردد له مجال مغناطيسي يعاكس المجال المغناطيسي الخارجي فانه هذا التيار يسبب في تسخين الوعاء ويرفع درجة حرارته. وبالتحكم في شدة المجال الكهرومغناطيسي فانه يمكن التحكم في مقدار الحرارة المتولدة في الوعاء ويمكن تغير حرارته في غضون لحظات.
1) تقوم دوائر الكترونية بتوليد مجال كهرومغناطيسي عالي التردد في ملف خاص.
(2) ينتقل المجال الكهرومغناطيسي عبر الوعاء المصنوع من مواد مغناطيسية تسمح بنفاذ المجال المغناطيسي فيها، يسبب المجال المغناطيسي المتردد مرور تيار كهربي في مادة الوعاء يسبب في توليد الحرارة فيه.
(3) تنتقل الحرارة المتولدة في الوعاء إلى الطعام داخله.
(4) لا يحدث المجال المغناطيسي أي تأثير خارج الوعاء، وبمجرد رفع الوعاء يتوقف عمل المجال المغناطيسي وتتوقف عملية توليد الحرارة.
(تعرف عملية توليد التيار الكهربي المذكورة في الخطوة #2 أعلاه بتأثير إدي eddy current وفي الحقيقة معظم الحرارة تنتج من مقاومة المادة المغناطيسية المصنع منها الوعاء للتغير السريع في المجال المغناطيسي).
هناك نقطة أخرى تتعلق بالحث المغناطيسي وهي إن كل الأوعية المستخدمة في الطهي يجب أن تكون مصنوعة من مواد مغناطيسية تعرف باسم ferrous أي المواد الحديدية مثل الحديد للتجاوب مع المجال المغناطيسي. أما الأوعية المصنعة من الألمنيوم والنحاس وأوعية البايركس (نوع من أنواع الزجاج الذي يتحمل حرارة تصل إلى 400 درجة مئوية) لا تصلح للاستخدام مع البوتاجاز المغناطيسي.
وحديثا تم تطوير تكنولوجيا الطهي المغناطيسي لتعمل مع كل الأوعية مهما اختلفت مواد تصنيعها وتعتمد هذه التقنية على إنتاج مجال كهرومغناطيسي عالي التردد بحيث لا تستطيع أي مادة أن تمنع نفاذه فيها سوءا كانت زجاج أو سيراميك أو الألمنيوم أو نحاس. وهي مستخدمة في اليابان، وربما تحتاج إلى وقت لتنتشر لباقي الدول
يوجد الآن جيل جديد من البوتاجاز المغناطيسي يعرف باسم "zoneless". وهو يجعل كل سطح البوتاجاز سطح للطهي فيمكنك ترتيب أوعية الطهي عليه بشكل أكثر فعالية. وقد تم هذا عن طريق وضع مجسات خاصة أسفل سطح البوتاجاز لتعرف مكان وعاء الطهي بالتحديد وكذلك حجمه ومن هذه المعلومات يتم توليد المجال المغناطيسي المناسب لحجم الوعاء ومكانه على سطح البوتاجاز.
وبهذا يمكنك وضع أي أوعية تحتاجها في نفس الوقت وبأي شكل وبالترتيب الذي تريده، مما يجعل استغلال الطاقة بشكل أكثر فعالية علماُ بان هذه التقنية لم تظهر للاستخدام إلا في العام 2006.