أحمد حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله قال :ـ (( يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم يوم وهو خمسمائة عام ))وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح ورجال إسناده احتج بهم مسلم في صحيحه
وروى الترمذي من حديث ابن عباس الدوري عن المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن عمرو بن جابر الحضرمي عن جابر بن عبد الله عن النبي أنه قال :ـ ((يدخل فقراء أمتي الجنة قبل الأغنياء بأربعين خريفا )) وفي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله يقول ((فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة بأربعين خريفا )) وقال الأمام أحمد حدثنا حسين بن محمد حدثنا دويد عن سليم بن بشير عن عكرمة عن أبن عباس قال قال رسول الله(( التقى مؤمنان على باب الجنة مؤمن غني ومؤمن فقير كانا في الدنيا فأدخل الفقير الجنة وحبس الغني ما شاء الله أن يحبس ثم أدخل الجنة فلقيه الفقير فقال أي أخي ماذ حبسك والله لقد احتبست حتى خفت عليك فيقول أي أخي أني حبست بعدك محبسا فظيعا كريها ما وصلت إليك حتى سال مني العرق ما لو ورده ألفبعير كلها أكله حمض لصدرت عنه )) وقال الطبراني حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي وعلي بن عبد الله الرازي قالا حدثنا على بن مهران العطار حدثنا عبد الملك بن أبي كريمة عن سفيان الثوري عن محمد بن زيد عن أبي حازم عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله يقول ((أن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم ))وذلك خمسمائة عام وذكر الحديث بطوله والذي في الصحيح أن سبقهم لهم بأربعين خريفا فأما أن يكون هو المحفوظ وإما أن يكون كلاهما محفوظا وتختلف مدة السبق بحسب احوال الفقراء والأغنياء فمنهم من يسبق بأربعين ومنهم من يسبق بخمسمائة كما يتأخر مكث العصاة من الموحدين في النار بحسب أحوالهم والله أعلم
ولكن عنها ههنا أمر يجب التنبيه عليه وهو أنه لا يلزم من سبقهم لهم في الدخول ارتفاع منازلهم عليهم بل قد يكون المتأخر أعلى منزلة وأن سبقه غيره في الدخول والدليل على هذا أن من الأمة من يدخل الجنة بغير حساب وهم السبعون ألفا وقد يكون بعض من يحاسب أفضل من أكثرهم والغني إذا حوسب على غناه فوجد قد شكر الله تعالى فيه وتقرب إليه بأنواع البر والخير والصدقة والمعروف كان أعلى درجة من الفقير الذي سبقه في الدخول ولم يكن له تلك الأعمال ولا سيما إذا شاركه الغني في أعماله وزاد عليه فيها والله لا يضيع أجر من أحسن عملا فالمزية مزيتان مزية سبق ومزية رفعة وقد يجتمعان وينفردان فيحصل الواحد السبق والرفعة ويعدمهما آخر ويحصل لآخر السبق دون الرفعة ولآخر الرفعة دون السبق وهذا بحسب المقتضى للأمرين أو لأحدهما وعدمه
وبالله التوفيق
من كتاب حادي الأرواح الى بلاد الأفراح