جزاك الله حير أخي أيمن حسن . نعم كل إنسان يبحث عن السعادة وخاصة السعادة في حياته الأسرية، ولكن هل كل الأزواج سعداء ؟ هل كل من تزوج وجد المودة والرحمة في حياته الزوجية ؟ لا والله، فكم من أسرة تعيش حياة التعساء وكم من زوج ناجح في حياته العملية يبكي من سوء العشرة الزوجية.
فكيف يمكن أن نحصل على السعادة في الحياة الزوجية ؟
وما هي الوسائل التي تحقق لنا حياة مبنية على أسس سليمة بعيدة عن براكين المشاكل وزلازل المحن وأعاصير الفتن ؟ .
أولاً : حسن الاختيار
وهذا معنى مهم يغفل عنه الكثير ولا يلقي له بالاً والرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الشباب بقوله (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) ويوصي ولي البنت بقوله (( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... ))
ويبين صلى الله عليه وسلم مكانة وفضل الزوجة الصالحة بقوله (( ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجة صالحة ... )) .
ولهذا نجد أن كثيراً من المشاكل والهموم الزوجية تأتي من رجل سيئ الخلق والطباع لا يحمل من الدين إلا اسمه ولا يقدر الحياة الزوجية ولا يعترف بالحقوق والواجبات الزوجية ولم يسمع بـ (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ))، فكيف تعيش فتاة مع زوج بهذه الصفات ؟ وكذلك الرجل الذي يتزوج من امرأة بلا دين ولا خلق لن يعيش إلا في تعاسة وشقاوة في كل لحظة من لحظات حياته لأنها لا تستشعر ولا تحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة )).
ولهذا لمن أراد حياة زوجية سعيدة وهنيئة وبعيدة عن المشاكل فعليه بصاحبة الدين والخلق التي تحفظ الود والعرض والمال .
وعليك أختي الكريمة بالرجل صاحب الدين والخلق الذي يقدر الحياة الزوجية .
ثانياً : الاستقامة
، بإستقامة الرجل تستقيم الاسرة وبالمعصية تتبدل حال الاسرة ولهذا يقول أحد الصالحين: (( إني لأرى أثر المعصية في سلوك زوجتي ودابتي ))، ولقد ورد في الأثر ( ما فرق الله بين اثنين متحابين إلا لذنب ارتكبه أحدهما أو كلاهما ) .
بل أن صلاح الزوج والزوجة واستقامتهما فيه حفظ للأولاد من الانحراف ... قال الله تعالى
( وليخش الـذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ) والله تعالى أعلم .