الاخوة الاحباب
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته
يحكى ان رجلاً كان يقف باحدي شوارع بغداد ايام الدولة العباسية .. تلك المدينة الدولة .. وشاهد شاباً انيقاُ في مقتبل العمر يقف في ناصية احدي الشوارع في عصارى بغداد الربيعية والهواء العليل والجو البديع ..
مرت بالقرب منه شابة انيقة ممشوقة القوام .. تمشي الهوينة .
كان يتابعها ببصره ثم اسرع الخطى ولحق بها ثم التفت اليها وتكلم معها .. واسرع بخطواته وتجاوزها .. فاسرعت هي الخطوات ولحقت به ..فالتفتت اليه وتكلمت معه وانحرفت يميناً مسرعة الخطى ...
فعاد الشاب الي حيث كان .. فجاءه صاحبنا الفضولي بلهفة .. فسأله .. بالله عليك ان تخبرني .. ماذا قلت لها .. وماذا قالت لك .. ثم عدت واجم الوجه ..
قال له قلت لها عليك .. بعلي بن الجهم .. ولحقت بي وقالت عليك بابي العلاء المعري ..
وماذا قال علي بن الجهم :
قال : عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
وماذا قال ابي العلاء المعري :
قال : يا دارها بالخيف ان مزارها قريب ولكن دون ذلك اهوال .
هيُ فهمت ما يريد وما يقصد تماماً
كما هو فهم ما قصدت فان مزارها قريب والويل له ان تمادى في اللحاق بها ..
وكان هذا هو حال تلكم الايام العباسية الناس تتنفس الشعر والادب
وساعود لعلي بن الجهم .. وقصيدت عيون المها .. وقصته مع الخليفة المتوكل .
لكم الود