منتديات ابناء منطقة الهدى
المشاركة السياسية للشباب 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
المشاركة السياسية للشباب 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضالمشاركة السياسية للشباب LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتالمشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتالمشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض المشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتمالمشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجالمشاركة السياسية للشباب LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع المشاركة السياسية للشباب LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةالمشاركة السياسية للشباب LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىالمشاركة السياسية للشباب LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول المشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"المشاركة السياسية للشباب LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابالمشاركة السياسية للشباب LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركالمشاركة السياسية للشباب LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكمالمشاركة السياسية للشباب LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىالمشاركة السياسية للشباب LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى المشاركة السياسية للشباب LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة المشاركة السياسية للشباب LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصالمشاركة السياسية للشباب LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى ااااااااااالمشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهالمشاركة السياسية للشباب LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 المشاركة السياسية للشباب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمد الامين عبد النبي
 
 
محمد الامين عبد النبي

عدد المساهمات : 182
تاريخ التسجيل : 06/06/2010
العمر : 45
الموقع : الخرطوم

المشاركة السياسية للشباب Empty
مُساهمةموضوع: المشاركة السياسية للشباب   المشاركة السياسية للشباب Icon_minitime1الثلاثاء 8 يونيو 2010 - 8:07

المشاركة السياسية للشباب في المجتمع المدني
وأثرها علي التنمية المستدامة"*"

محمد الأمين احمد عبدا لنبي
كاتب صحفي وباحث
مقدمة:
إن للشباب وجود كمي عالي حسب الإحصائيات إذ يمثل 41% من تعداد السكان حسب إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء 2004 ويتوقع زيادة العدد في تعداد 2008. ووجود نوعي بما يتمتعون به من مميزات وقدرات ومهارات لا تتوفر عند غيرهم كالديناميكية والفاعلية والاستجابة والانسجام والتوافق بين مطالبهم ومطالب المجتمع وسرعة التدافع والمجايلة والمرونة والطاقة الجبارة والفياضة من هذه الوضعية جاءت مقولة (الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل) فصار الشباب أمل الأمم والشعوب وغدها المشرق هذا ما أثبتته الحضارات الإنسانية في مسيرة التطور التاريخي للبشرية. ومن إدراك الشعوب والمجتمعات الإنسانية لدور الشباب نبع الاهتمام والرعاية بهذه الشريحة لما تلعبه من دور كبير ومتعاظم في خدمة المجتمع وتطويره من إعداد القيادات وبلورة الرؤى والأفكار والمواقف والقدرة على التخطيط والتنفيذ وحديثاً صنفت الأمم المتحدة الشباب بـ(الفاعل الأول) في الحراك المجتمعي الهادف للتغيير والتحول فتم ربط الشباب بقضايا السلام والتنمية والديمقراطية والبيئة. من هذا المنطلق فان تنمية وتطوير قدرات الشباب الطريق للنهوض بالبلدان ودفع عجلة الحكم الراشد وبناء السلام وأهداف الألفية للتنمية. فجاز لنا ان نقول بان الشباب اكبر الفئات التي تعبر عن التاريخ الإنساني بلا منازع ويعول عليه في عمليات التحديث والتغيير والدمقرطة والتحول المجتمعي والقيمي والارتقاء بحياة الإنسان وتأمين حاجاته الضرورية في عالم متراكم الأمواج تواجهه تحديات شتى. لذا ظلت المجتمعات المستنيرة تراهن على سواعد الشباب وتنادي بتفعيل دورهم في المشاركة السياسية وأطلقت عشرات المبادرات تحمل هذا المضمون وتثمن دور الشباب وتدعو لمعالجة إشكالاتهم بل احتفل العالم يوم 11 يوليو 2006 باليوم العالمي للسكان تحت شعار (الشباب).
تفترض هذه الورقة إن تنمية وإعادة بناء المجتمعات وتطويرها وترسيخ مفاهيم الحكم الراشد والديمقراطية تقتضي بالضرورة المشاركة الحقيقية للشباب في وضع السياسات العامة للدولة والمشاركة في تنفيذها وأن إي تجاوز للشباب في أي مشروع حرث في البحر. كما إن المشاكل والقضايا الشبابية كأكبر المعوقات لهذه المشاركة لا تحل إلا بإشراك الشباب أنفسهم في الحل وتقرير مصيرهم وإعلاء مشاركتهم كقيمة في الشأن العام ونبذ الوصايا والانتقاص من قدراتهم. ان النجاح النسبي لمنظمات المجتمع المدني مقارنة ببقية مكونات الدولة خاصة الحكومة والسوق يرجع بالأساس لمشاركة الشباب بصورة اكبر في منظمات المجتمع المدني.
تهدف هذه الورقة – على ضوء هذه الافتراضات – لتسليط الضوء علي واقع الشباب السوداني المأزوم والتركيز على وضعه في المجتمع المدني ودوره في التنمية كأهم القضايا التي تعمل فيها منظمات المجتمع المدني , وتبني مبادرات شبابية سودانية Sudanese youth Initiatives فهي دعوة للشباب بمختلف منظماتهم وأحزابهم لوضع برامج عملية للمشاركة الايجابية في إدارة الشأن العام – كما تهدف لوضع قضايا الشباب في إطارها الصحيح بعيداً من الاستغلال ألديكوري والشعارات البراقة التي لا تعدو وجهات رسمية لتخدير الرأي العام وتغييب الشباب من دوائر صنع القرار ومن ألامساك بذمام المبادرة لإحداث التغيير الايجابي المنشود. إن المشاركة الفاعلة للشباب على أهميتها لم تحظى بالاهتمام الكافي الذي تستحقه وابرز دليل على ذلك قصور التشريعات والسياسات ومحدودية المنظمات الشبابية ومن نتائج ذلك عدم الاستفادة من قدراتهم في بناء السلام والتنمية والتحول الديمقراطي – لذا هذه الورقة تنبه بالاهتمام اللائق للشباب وخاصة منظمات المجتمع المدني وتعزيز دورهم فيها.
واعتمدت الورقة المنهج الاستقرائي والتحليلي لواقع مشاركة الشباب في المجتمع المدني واثر هذه المشاركة علي التنمية المستدامة.
مفهوم الشباب:
لا يوجد تعريف واحد للشباب أو مفهوم معين وذلك للاختلاف في الأفكار وتباين المفاهيم وتعدد الأهداف التي يقوم عليها التحليل السيكولوجي والاجتماعي الذي يخدم هذه الفئة في أي من المجتمعات. يقول البعض إن هنالك اتجاهين لمفهوم الشباب:
• المفهوم السيكولوجي: الذي يرى إن الشباب حالة عمرية تخضع لنمو عضو من جهة ولثقافة المجتمع من جهة أخرى هذا المفهوم يدمج ما بين الاشتراطات العمرية والمجتمعية.
• المفهوم البيولوجي: الذي يرى إن الشباب مرحلة عمرية وطور من أطوار نمو الإنسان الذي فيه يكتمل نضجه العضوي والعقلي والنفسي والذي يبدأ من 15 – 35 سنة حسب تصنيف الأمم المتحدة.
ويرى الصادق المهدي ضرورة التفريق ما بين:-
• الشباب: مرحلة عمرية معينة يمر بها الإنسان.
• الشبابية: هي قيمة معنوية قد تتوفر في أعمار مختلفة وتتميز بالحماس والفاعلية.
• الشبابوية: هي أيدلوجية بمعنى يمكن للشباب حل مشاكلهم لوحدهم ولهم مجتمعهم الخاص وهذا استغلال أيدلوجي للشباب لأن دورهم يتكامل مع غيره من الأدوار(1).
الشباب كفئة ذات صلة مباشرة بعوامل اقتصادية وسياسية واجتماعية وسوسيولوجية في مختلف المجتمعات تلعب هذه العوامل دوراً في وضع المعيار في أي تعامل مع هذه الفئة العمرية والتي تشير إلى المرحلة التي تلي المراهقة والتي تظهر خلالها العلاقات البيولوجية والنضج الاجتماعي والنفسي بصورة واضحة كما نود إن نشير إلى إن الشباب في العالم الأول يختلف عن العالم الثالث وذلك يرجع للتباين والاختلاف ما بين المجتمعات النامية والمجتمعات المتقدمة حسب العوامل سابقة الذكر خاصة وان الموضوع يتعلق بالنضج الاجتماعي واكتمال الشخصية لذا نجد إن في الغالب اعتماد معيار وخصائص تنطبق كمقياس لفئات المجتمع بحيث يمكن تمييز الشباب بغض النظر عن العمر والحجم، إما في مجتمعاتنا فان التصور للشباب يعتمد على العمر والصفات والخصائص الاجتماعية والنفسية مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الاجتماعية الثقافية والاقتصادية التي بالكاد تختلف من مجتمع الى آخر. مرحلة الشباب أهم مراحل عمر الإنسان وذلك للنضوج العقلي والجسمي فيها تنضج معالم شخصيته من مهارات ومعارف وعلاقات ومميزات منها:
المخالطة الاجتماعية وبناء العلاقات والصداقات – الابتعاد عن الجو العائلي والشخصية المستقلة Sovereign personal – حب الاستطلاع والإدراك – إثبات الذات والقدرة على اتخاذ القرار – الإبداع والنشاط والحماس والعاطفة الجياشة – العقلانية Rationality – الطاقة المتجددة والقابلة للتشكيل والتغيير – الجراءة – الحساسية – المثالية – النقد (يجب إن يطابق الواقع لتفكيره المثالي) – الحركية والحيوية والتحرر – الاندفاع – المرونة والتضحية في آن واحد – عدم الامتثال للقهر – الميل للعنف.
مفهوم المشاركة:
نتيجة للإخفاقات والصعوبات التي واجهت دول العالم جراء سياسة الانفراد والتسلط والطغيان وغياب معاني الديمقراطية والحقوق والحريات بات من الضروري انتهاج مبدأ جديد للخروج من مستنقع الشمولية والبطش فكان هذا المبدأ هو المشاركة Communion وذلك عندما تقلصت طبيعة وسلطات الحكومة وظهر ما يعرف بالفاعلين الجدد New Actors وتم الاعتراف بمنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص كأجزاء رئيسية للدولة الراشدة ووضعت مبادئ للحكم الراشد Good Governess وهي: (سيادة حكم القانون – المساواة – العدالة – الحرية – حقوق الإنسان – الفاعلية – الاستجابة – المساءلة – الشفافية - المشاركة) والمشاركة تعني المساهمة الايجابية في صنع القرارات لتحديد نوع ومستوى فرص الحياة الممكنة والمرغوبة للشباب ومجتمعاتهم وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية على كافة الأصعدة من الأسرة إلى مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني(2).
المشاركة السياسية تعرف بأنها إشراك جميع مكونات الشعب السياسية في صنع القرار من اجل المصلحة العامة ‘ ويرى د.عطا البطحاني المشاركة السياسية مفهوم يمكن اعتباره علاقة بين مركز السلطة والقوي المعارضة سلميا او عسكريا وتستند الشراكة /المشاركة علي مبدأ تقسيم السلطة إلي حصص متساوية بين طرفين أو أكثر إلا إن التقسيم المتساوي يتعذر في الواقع لأنه مثالي ففي بعض الأحيان يأخذ احد الإطراف أكثر من الأخر لان علاقة السلطة لاتقوم علي التساوي المطلق(3).
والمشاركة نقيض الانفراد والأحادية فهنالك فرق كبير ما بين العمل الفردي والعمل الجماعي من حيث نسبة الخطأ ودقة التنفيذ وسلامة التخطيط وتعدد البدائل فقد تجاوز الزمن عهد الشخصية الكاريزمية الأحادية Superman وبدء عهد الجماعية والمؤسسية والمشاركة كل حسب طاقته وقدرته وتخصصه وخصائصه لأن من المعلوم بالضرورة إن من لم يشارك في صنع وتنفيذ القرار لا يتحمل النتيجة المترتبة عليه.
فالمشاركة من الحقوق الأصيلة التي نصت عليها المواثيق الدولية وأقرتها المواثيق الإقليمية والقطرية. وتكون هذه المشاركة عبر:
• التعبئة السياسية للشباب.
• المواعين والأوعية الكافية للمشاركة سوي في القطاع العام أو الخاص أو منظمات المجتمع المدني .
وهذه الورقة تبحث في مشاركة الشباب في ماعون( المجتمع المدني) بصورة من التخصيص وتتلمس اثرها علي التنمية المستدامة.
هنالك مترادفات لمبدأ المشاركة خاصة تلك التي ارتبطت بالشباب ومنظمات المجتمع المدني:
• تمكين الشباب Youth Empowerment: وهو توسيع الإمكانيات والقدرات لدى الشباب في المشاركة والمفاضلة والتأثير والتحكم والقدرة على المساءلة للمؤسسات التي تؤثر في حياتهم وقد عرفه الإعلان العربي لتمكين الشباب: هو عملية تكوين وتنمية وتوظيف قدرات الشباب لإنتاج وتوزيع فرص الحياة انطلاقاً من الالتزام بتحرير الشباب وتكافؤ الفرص بين جميع شرائحه خاصة بين الذكور والإناث لتحرير أرادته وتوسيع خياراته ومبادراته من أجل مشاركته في المجالات المختلفة(4).
• اندماج الشباب Youth Integration: أدراج قضاياهم واحتياجاتهم ضمن الخطط والسياسات (السياسية والاقتصادية والثقافية) وتوفير الفرص المتكافئة للإدلاء بآرائهم وإشراكهم في التخطيط ومتابعة التنفيذ وفتح قنوات الاتصال وإتاحة الوسائط الإعلامية لهم وتزويدهم بالمعلومات والمهارات الضرورية لأخذ المبادرة والقيادة.
• الشراكة Partnership: تعني ببساطة تعاون إرادي بين إطراف تجمع بينهم أهداف مشتركة تحفظ لكل طرف مصالحه وحقوقه ووجباته وتقوم على قيم التكامل والتكافل والندية والشفافية والتشاور وترتبط بالمسئولية الوطنية لخدمة المجتمع وتفعيل مشاركة الشباب في التنمية واتخاذ القرارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من منطلق المسئولية المشتركة لكل أفراد المجتمع والمتطلبة شراكتهم في صنع حياة أفضل.
مفهوم منظمات المجتمع المدني:
لقد تعددت تعريفات المجتمع المدني بتعدد الأيدلوجيات والزاوية التي ينظر من خلالها فإذا أخذنا مثلاً إحدى هذه التعريفات: المجتمع المدني هو الحيز او المساحة ما بين الأسرة والدولة أو هو المجتمع الديمقراطي القائم على المؤسسات السياسية والاجتماعية والشفافية المتنوعة الأهداف والمستقلة عن عملها من الحكومة(5). إما منظمات المجتمع المدني هي مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التي تملأ المجال العام بين الأسرة والدولة لتحقيق مصالح أفرادها ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير الاحترام والتراضي والتسامح والإدارة السلمية للتنوع والخلاف(6).
وقد اصطلح على هذه المؤسسات بالمنظمات غير الحكومية non-governmental organizations NGOs وذلك لاستقلاليتها الكاملة عن الحكومة. هناك اختلاف حول ماهية منظمات المجتمع المدني التي تنطوي تحت هذا المفهوم فنجد مثلاً هل الأحزاب السياسية جزء من هذه المنظمات أم لا ؟ البعض يرى انها ليست منها لأنها تتطلع إلى السلطة وهنالك من يرى إن أحزاب المعارضة جزء من القائمة لأنها خارج السلطة هذا ما ذهب اليه د. بهاء الدين مكاوي (لا يمكن إقصاء الأحزاب السياسية من قائمة منظمات المجتمع المدني في العالم الثالث والدول غير الديمقراطية لان هناك فرق كبير بين المجتمع المدني كمفهوم بعد تأسيس الديمقراطية كنظام حكم والمجتمع المدني كمفهوم في مرحلة ما قبل تأسيس الديمقراطية وفي حالة السعي نحو الديمقراطية فان الأحزاب في الطليعة الأكثر أهمية في عملية الدمقرطة)(7).
ويمكن القول اجمالاً يدخل في دائرة منظمات المجتمع المدني كل كيان مجتمعي ذو عضوية منظمة تعمل وفق أهداف واضحة بشكل طوعي وتكون العضوية مفتوحة للاعضاء بدون عوامل الولاءات الضيقة وعلاقات القرابة والدم بناءً على هذا التعريف يمكن ان نعدد التكوينات الآتية كمنظمات مجتمع مدني: النقابات المهنية والعمالية وأصحاب العمل – الجمعيات التعاونية – النوادي الرياضية والاجتماعية – الاتحادات الشبابية والطلابية – مراكز البحوث والدراسات – الوسائط الإعلامية – المنظمات الخدمية والتنموية – المنظمات النسائية – المنظمات البيئية – مجالس الآباء والأمهات – المؤسسات الدينية – المنظمات الخيرية – المنظمات الثقافية والأدبية – منظمات حقوق الانسان – تنظيمات ذو الاحتياجات الخاصة – المراكز الدفاعية والحقوقية – الأحزاب السياسية – المنظمات الطبية... الخ. وتتميز منظمات المجتمع المدني عن الحكومة والمصالح التجارية بالحرية والمرونة والحياد وسرعة الحركة والقدرة على إدارة التنوع والاختلاف والعمل التضامني والجماعي ونكران الذات والقدرة على انشاء المجموعات الطارئة والتحالفات والتشبيك والعمل التطوعي بدون أجر وتتمتع بخبرات عملية مباشرة مع القواعد وتنال ثقة هذه القواعد لاستقلالها عن الدولة والسوق كما لديها القدرة على استنفار موارد محلية غير متاحة للأجهزة الرسمية وتربط بين المانحين والمجتمعات المحلية.
وتقوم على قيم الحوار – الشفافية – قبول الآخر – المشاركة – المواطنة – المساءلة – المساواة – نبذ العنف – التراضي – العدالة – احترام سيادة القانون – احترام حقوق الإنسان – الديمقراطية.
كما إن مجالات عمل منظمات المجتمع المدني لا تحدها حدود وأكثرها شيوعاً الخدمات الأساسية كما في أهداف الألفية للتنمية MDGs الصحة والتعليم والصحة الإنجابية والمشاريع التنموية ومكافحة الفقر ومحاربة الأمراض المستوطنة وقضايا السلام والإسكان والنازحين وقضايا الفساد وتعزيز الشفافية والديمقراطية والحكم الراشد وحقوق الإنسان والأعلام والدفاع عن الحقوق والنوع الاجتماعي Gender والبيئة وفض النزاعات وتمليك وسائل الإنتاج ومحاربة العطالة والعادات الضارة والمخدرات وإزالة الألغام والتعايش الديني والثقافي والتدريب التحويلي..
ولديها وسائل وآليات تميزها عن الحكومة والقطاع الخاص: بناء القدرات (التدريب والتأهيل) – التنظيم والبناء المؤسسي – إعداد البحوث الميدانية واستطلاعات الرأي العام والمراصد – وسائل الضغط الجماهيري (مسيرات سلمية – التجمعات – الاعتصامات) – الدعم المادي المباشر وغير المباشر – التشبيك – تمليك وسائل الإنتاج للأسر الفقيرة – الدعم والمناصرة Promotion and advocacy.
مفهوم التنمية:
عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغيرات الوظيفية والهيكلية في المجتمع وتحدث نتيجة التدخل الإرادي المقصود لتوجيه التفاعل بين الطاقات البشرية في المجتمع وعوامل البيئة بهدف زيادة قدرة المجتمع علي البقاء والنمو تحتاج عملية التنمية إلى شرطين أساسين:
أولا: إزالة المعوقات التي تقف في طريقها (الحماية من المخاطر)
ثانيا: توفير المؤسسات التي تقوم بها (تمكين التنمية)
ارتبطت التنمية بالنمو الاقتصادي عن طريق الاستثمار للموارد المتاحة لزيادة الناتج القومي وتطور المفهوم ليشمل الاستثمار في الموارد المتاحة أو لدي الغير والتوزيع العادل للدخل وتطور المفهوم إلى التنمية البشرية حيث اعتبرت أن النمو الاقتصادي ما هو إلا وسيلة أي أن التنمية البشرية هي الهدف حيث توجد روابط ما بين النمو الاقتصادي وتخفيف الفقر والتنمية البشرية . وتطور المفهوم ليشمل مشاركة الإنسان في اختيار نوعية الحياة التي يطلع لها وذلك بعد تنمية قدرات الإنسان لكي يشارك في عملية التنمية وممارسة حقه في العيش الكريم (الصحة- التعليم- المسكن- فرص العمل- البيئة الصالحة) وعندما ظهرت تداعيات تراكم الثروات والنمو الاقتصادي علي الثروة السمكية والغابية والغازات الاحتباسية وارتفاع درجة حرارة الأرض والأمطار الحمضية وتلوث المياه كإفرازات طبيعية لعمليات التنمية الاقتصادية وعدم تكافؤ الدخول وانتشرت الحروب وسباق التسلح وغيرها من التغيرات هذا الوضع قاد إلى اعتماد فهم جديد للتنمية ذو طبيعة أكثر تخصصا فظهرت التنمية الريفية وتنمية البيئة وتنمية المرآة وتنمية المجتمع . وبعد تقرير نادي روما 1976م ظهر مفهوم التنمية المستدامة لاعتماد هذه التغيرات في عملية استنزاف الموارد الطبيعية لكي تستديم التنمية.
وعرف UNDP التنمية المستدامة : هي التي لا تحقق نموا اقتصاديا فقط وإنما تقوم بتوزيع فوائده توزيعها عادلا كما أنها تنمية تحافظ علي البيئة بدلا من تدميرها وتعزز تمكين البشر لا تهميشهم أما تعريف لجنة بر وندت لأند التي كونتها مفوضية العالم للبيئة القومية والتنمية WCED تنمية تلاقي حاجات الحاضر دون المخاطرة بحق الأجيال القادمة في نيل حقوقها هي الاخري وقد عرفت الفاو التنمية أنها هي إدارة أصول المصادر الطبيعية والمحافظة عليها وتوجيه التقنيات والتغيرات المؤسسة لضمان تحقيق واستمرارية إرضاء حاجات الإنسان في الحاضر والمستقبل.
وقد عدد د.عبد الرحيم بلال شروط التنمية المستدامة وهي الإنصاف والاستدامة وتمكين المواطنين وزيادة الإنتاج . كما عدد مؤشراتها وهي النمو الاقتصادي وانعدام الدين الخارجي والتحسين المستمر للإنتاجية ومحاربة الفساد وتعزيز الشفافية والبطالة والحفاظ علي البيئة والموارد وانعكاس التنمية علي المعيشية وانخفاض نسبة الفقر وتوفر السلع والخدمات الضرورية وانخفاض الأسعار ومشاركة المرآة في التنمية وارتفاع الطبقة الوسطي .واستعرض بلال مبادئ ونظم التنمية المستدامة وهي:النظام الاقتصادي المستدام والنظام السياسي المستدام والنظام البيئي المستدام والنظام الاجتماعي المستدام والنظام الثقافي المستدام (Cool.
مشاركة الشباب السياسية في السودان:
إن الحركة الشبابية في السودان ولدت من رحم المجتمع المدني ولقد لعبت أدوار مؤثرة ابان فترة المستعمر (1899 – 1956) وقد أثر عليها عاملين أساسيين:
1/ ارتباط الحركة الشبابية عند نشأتها بالحركة الطلابية والتي كانت وليدة التطور والتوسع في التعليم والذي بدأ مع قيام كلية غردون والمدرسة الحربية والمدارس الثانوية.
2/ ارتبطت إلى حد بعيد بمفهوم الدولة السودانية الموحدة ومجابهة المستعمر وتأثرت في ذلك بالحركة الشبابية المصرية (إحداث 1919) (9).
هذين العاملين (الارتباط بالحركة الطلابية والتسييس المفرط) ما زالا يؤثران في مسيرة الحركة الشبابية وذلك يرجع بالأساس لطول فترة الحكومات الشمولية والديكتاتورية في السودان وتحجيم منظمات المجتمع المدني.
كون الخريجون وصغار الموظفين الشباب في عام 1920 جمعية الاتحاد السوداني والتي تهدف إلى استنفار الضمير الوطني عن طريق النشاط الأدبي لمعارضة المستعمر وتحولت في 1924 لجمعية اللواء الأبيض كأول تنظيم سياسي شبابي. وبعد قمعها وتصفية أعضائها مرت الحركة الشبابية بالهدوء والفتور النسبي حتى عام 1948 حيث أقام طلاب كلية غردون جمعية الثقافة والإصلاح ورغم محدودية نشاطها لكنها كانت الإطار العام لظهور الحركات الطلابية فقد انضم عدد لها كبير من طلاب المدارس العليا وفي عام 1941 تحولت إلى اتحاد طلاب المدارس وانتخب احمد خير رئيساً للاتحاد وعبد المجيد إمام رئيس الجمعية السابق سكرتيراً عاماً. وقد شارك الشباب بفاعلية عند نهوض الحركة الوطنية بقيادة مؤتمر الخريجين وقد ولدت السياسة المقيدة للحريات التي انتهجتها حكومة الاحتلال من الحد من العمل السياسي العلني في أوساط الشباب الخريجين والذي اقتصر على المناقشات والجمعيات الأدبية وفي عواصم المديريات وأم درمان والخرطوم من الأشخاص المهتمين بالنشاط الأدبي ما عدا جمعية ابوروف وجمعية الفجر لعبتا دوراً سياسياً مؤثراً. كما إن الأحزاب السياسية الجماهيرية التي تكونت في تلك الفترة استفادت من شباب مؤتمر الخريجين في الوقت الذي استفادت الأحزاب العقائدية من الحركة الشبابية المصرية (الحركة الشيوعية والأخوان المسلمين). إما الحركة الشبابية الجنوبية فقد بدأت متأخرة بعض الشئ عن الحركة الشبابية في الشمال وذلك لبطء التنمية وعدم الاهتمام الاقتصادي لدى المستعمر بالجنوب فأول تنظيم سياسي جنوبي عرف بالاتحاد الوطني للحركة المقفولة في السودان الإفريقي 20 فبراير 1962 وتغير اسمه بعد ذلك في 1963 إلى الاتحاد الوطني للسودان الإفريقي (SANU) بقيادة وليم دينق وكان مؤسسيه من الشباب(10). فكان للشباب الدور الرائد نضالاً وعطاءً وانحيازاً لمطالب الشعب السوداني وقادوا مسيرة التحرر عبر منظماتهم انتفاضة أكتوبر 1964 وتكوين التجمع النقابي 1973 وقوى التمثيل النسبي 1979 وانتفاضة رجب/ابريل 1985 وتواصل العمل الشبابي عبر منظماته في فترة الديمقراطيات في جمعية الكشافة السودانية 1916 وجميعة المرشدات السودانية 1928 وبيوت الشباب 1973 ومراكز الشباب منها مركز شباب الربيع 1974 ومركز شباب أم درمان 1972 ومنظمة شباب الوطن 1987 وغيرها في دعم المسيرة الديمقراطية ومجابهة الكوارث وتقديم الخدمات ورفع الوعي والمشاركة في المناسبات الوطنية وإعلاء قيم التطوع والمساهمة في التنمية(11).
انتشار منظمات المجتمع المدني(محلية واجنبية) في السودان بصورة كبيرة يرجع لثلاث فترات تضاعف فيها العدد:
- الفترة الأولى: فترة الجفاف والتصحر 84 – 1985 والتي نزح فيها اكثر من نصف مليون شخص بسبب المجاعات في مناطق كردفان والجنوب ودارفور الى دول الجوار كانت حينها المنظمات تعمل في الاغاثة والاسعافات للمتضررين من هذه الكارثة.
- الفترة الثانية: شريان الحياة 1988 – 1989 بسبب الحرب والفيضانات والسيول التي ضرب جنوب السودان الأمر الذي استدعى الأمم المتحدة تبني مشروع شريان الحياة وزاد عدد المنظمات الوطنية العاملة في مجال الاغاثة واعادة التعمير والتنمية ومحاربة الفقر والرعاية الاجتماعية والصحية ومحاربة العادات الضارة.
- الفترة الثالثة: الصراع في دارفور 2003 – 2005 وما نتج عنه من أوضاع انسانية خطيرة (نزوح وتشريد ومرض وجوع وقتل واغتصاب) مما أدى لزيادة ملحوظة في عدد المنظمات العاملة في الجانب الاغاثي والخدمي وبعد عام 2005 عقب توقيع اتفاقية السلام في جنوب السودان ظهرت قضايا اعادة التوطين ومكافحة الالغام ونزع السلاح وبناء السلام وحقوق الانسان وتمكين المرأة ومحاربة الايدز مما اوجدت منظمات كثيرة تعمل في هذه القضايا حتى وصل عدد المنظمات في عام 2008 حوالي 2600 منظمة و35 شبكة منها 188 اجنبية(12).
وقد واصل الشباب مشاركتهم في التصدي للحكومة الشمؤلية الأخيرة ودفعوا الثمن سجناً وتشريداً وإفقارا واستطاعوا إن يفسدوا مشروعها الحضاري والدعاوى الإسلامية والتبشير بعودة الديمقراطية والحريات. وقد تم استهداف الشباب بصورة أساسية بما لهم من أدوار في التغيير وذلك وفق منهج ثورة التعليم العالي والعنف والقهر لأي تحركات شبابية أو طلابية، وتقريب أهل الولاء من الشباب وسمعنا بالقبول الخاص للجامعات ودرجات أبناء الشهداء والمجاهدين‘ وقد تسعت الإنقاذ تغيير اهتمامات الشباب إلي الإقبال الكبير والمفرط لتشجيع كرة القدم والاهتمام بالمظاهر والانجراف الهائل نحو الغناء والحفلات وذلك نتيجة لضعف الوعي بأهمية المشاركة السياسية والثقافة المدنية والوطنية وسيادة ثقافة العنف والتجيش وضعف التنشئة السياسية بالرغم من الذكاء الخارق للطفل ولكن عندما يصبح في مؤسسات التنشئة (المدرسة ‘المجتمع‘ الأعلام ‘الدولة ...) يتم تنميطه وفق منهج مدروس .فالمؤسسات لا تنمي ولأتشجع علي المشاركة والعمل الجماعي والابتكار وقبول الاختلاف حتى الألعاب تغيرت لتخدم الغرض.هذا خلاف الأوضاع الاجتماعية وانتشار ألامية وزيادة الفقر وضالة فرص العمل وضغوط الحياة اليومية . وضعية الشباب في ظل الإنقاذ خلقت شرخاً كبيراً ما بين جيل الرواد والشباب المحبط (البائس). مما جعل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لم تعول عليه في إحداث التغيير السياسي والاجتماعي المنشود. وقد أعيدت الثقة في مشاركة الشباب بعد توقيع اتفاقيات السلام وإقرار الحقوق المدنية والسياسية في الدستور وما زال الشباب يضغط في تنفيذ هذه الاتفاقيات والاستجابة لمطالب الشعب السوداني ودفع استحقاقات التحول الديمقراطي.
إن وجود الشباب في منظمات المجتمع المدني مرهون بموجود هذه المنظمات نفسها، ففي ظل الأنظمة الشمولية ينظر إليها باعتبارها (خميرة عكننة) فتمارس عليها تسلط وتحكم وتقييد حركتها ويتم ذلك باسم الحفاظ على السيادة والمصلحة الوطنية والصالح العام. فهنالك عدم انسجام بين الأنظمة الشمولية ومنظمات المجتمع المدني وذلك يرجع لإخفاق هذه الأنظمة في تحقيق التنمية والرفاهية والمحافظة على استقلال الدولة وتدهور الأحوال المعيشية وانتشار الفساد وعجز الدولة عن توفير الضروريات وتمكين الشعب في اختيار حكامه مما تولد رد فعل شعبي ينادي بقيم الديمقراطية والتنمية وحقوق الإنسان ويطلب الخلاص من منظمات المجتمع المدني كمعبر عن إرادة الشعوب المقهورة وكبديل عن الدولة التي لا تعبر عن الشعب وفي مقدمة ذلك الشباب مما يزيد من تدافعهم نحوها. إما الأنظمة الديمقراطية تعتبر منظمات المجتمع المدني احد أركان الديمقراطية بل يناط بها إن تلعب دوراً هاماً في بنائها وتطورها لذا فالعلاقة تقوم على التكامل وتبادل المنافع والمصالح في الوقت الذي تسن فيه الدولة التشريعات والقوانين وتقديم الخدمات الضرورية للمواطن تقوم منظمات المجتمع المدني ببناء القدرات وتقديم السياسات البديلة والاهتمام بالشرائح الضعيفة ليصل التعاون إلى ما يسمى بالشراكة الايجابية في كافة المستويات الهادفة لترقية المجتمع والدولة فيكون المستفيد الأكبر الشباب.
تطور منظمات المجتمع المدني في السودان سبق تطور الدولة السودانية وفي ذلك يقول الصادق المهدي (إن المجتمع في السودان أقوى من الدولة وذلك نتيجة إن أهم مكونات الهوية نمت من تحت لفوق فمراكز الثقافة المركزية السودانية تنصرت سلمياً وفي مرحلة لاحقة أسلمت سلمياً هذا النمط جعل زمام المبادرة للمجتمع المدني خلافاً للبلدان التي تنصرت بفتح الإمبراطورية الرومانية وأسلمت فتح الدولة الإسلامية ففي تلك البلدان كانت المبادرة في يد الدولة(12). ويقول د. حيدر إبراهيم: (لا يمكن التحدث عن ديمقراطية في ظل غياب منظمات مدنية تعمل في استقلال عن الدولة وذلك لصياغة الرأي العام من أدنى إلى أعلى وبناء الثقة في النفس لمقاومة الحكم التعسفي والشمولي. وان تكون هذه المنظمات ديمقراطية من الداخل فإذا كانت تدار بطريقة استبدادية فان الديمقراطية ستكون ضعيفة الجذور. فإذا كان الناس مكيفين لتقبل الديكتاتورية في الأسرة والمدرسة والمجتمع ولم يكن لديهم خبرة اتخاذ القرارات المشتركة أو الرغبة في التنظيم في مكان العمل أو الحي أو المنظمات التوعية فانه لا ينتظر إن يكونوا مواطنين فاعلين ولا ينتظر منهم الحفاظ على ديمقراطية)(13).
هنالك ارتباط وثيق وبيّن بين الشباب ومنظمات المجتمع المدني في ظل العلاقة الجدلية في إطارها الموضوعي إذ تعد منظمات المجتمع المدني الحضن الدافئ والمنفذ الحقيقي لقدرات الشباب في الوقت الذي يعتبر الشباب الدينمو المحرك للعمل المدني والجهاز التنفيذي لأنشطة منظمات المجتمع المدني فالعلاقة اكبر من كونها شراكة ايجابية Positive Partnership لتحقيق أهداف الألفية للتنمية والتغيير نحو الحكم الصالح ولكن إذا نظرنا لواقع مشاركة الشباب في الحكومة والقطاع الخاص وفق هذه المعطيات والمفاهيم نلاحظ اتساع الهوة بين ماهو كائن وما ينبغي إن يكون. ففي دراسة أعدها الأستاذ صلاح جلال حول الوضع الاجتماعي والسياسي في السودان تشير إلى إن سكان السودان ما بين 50 سنة وما فوق 10% وعمر (15 – 50) سنة 75% وأقل من 15 سنة 15% ولكن نجد إن نسبة 10% تستحوذ على الثروة والسلطة فيما يرزح 90% من الشعب السوداني في الاستبداد والفقر وخلص إلى إن هذه الوضعية مجافية للديمقراطية(14). مما تؤثر سلباً في مشاركة الشباب في التنمية.
إذن فان تحقيق المشاركة يرتبط بشكل كبير على توفير المناخ الملائم لعوامل كثيرة ومن أهمها توفير الديمقراطية والحريات والمواطنة وتوفر ثقافة مجتمعية داعمة للمشاركة وإدماج أو إدراج الشباب في الخطط والبرامج التنموية , ورعاية المشاريع الشبابية ووجود حوافز اقتصادية وغيرها من متطلبات المشاركة فإذا القينا نظرة عابرة لمشاركة الشباب في المواقع المختلفة بشئ من التخصيص نلاحظ تهميش وضعف فعلى سبيل المثال:
1- الأعلام: لا نجد برامج فاعلة تخاطب قضايا الشباب تتناسب مع الوجود الكمي ففي كل الفضائيات نجد فقط برنامج واحد وكذلك إذاعات الـFM بل إن البعض لا توجد بها برامج شبابية هذا مع غياب كامل للصحيفة المتخصصة علماً بان جل التخصصات لديها إذاعات وصحف – سوى المبادرة الوحيدة كانت صحيفة (الشباب) التي أصدرها منبر الشباب والطلاب بمشروع الحكم الراشد والمشاركة السياسية للمرآة بـUNDP.
2- الأحزاب السياسية: أقل ما تجد شاب في قمة الهرم القيادي في الحزب بالرغم من إن الجامعات رفدت لهذه الأحزاب قيادات شبابية مقدرة كماً ونوعاً ولكنها حصرت مشاركتهم في الجهاز التنفيذي ونادراً في المكاتب السياسية منهم على سبيل المثال لا الحصر: الحزب الشيوعي (هنادي فضل – طارق عبدالمجيد – وائل طه – شيراز محمد عبدا لحي ) حزب الأمة القومي (فتحي حسن عثمان - السريرة مصطفى – محمد حسن مهدي (فول) – محمد حسن التعايشي) الحركة الشعبية لتحرير السودان (ين ماثيو – عبدا لله تيه – رمضان محمد عبدالله – موال لونك) التحالف السوداني (محمد فاروق – خالد الجاك – فائز السليك) المؤتمر السوداني (خالد عمر – ابوبكر يوسف) الحركة الإسلامية (ناجي عبدا لله – انس عمر) وغيرها من الأحزاب السياسية.
3- اللجان الشعبية بالحي أو القرية: نسبة مشاركة الشباب ضئيلة جداً في اللجان الشعبية كأهم محطة للعمل الاجتماعي للشباب وذلك لتسييس هذه اللجان وارتباطها بالحكومة والظروف الاقتصادية والتقليل من شأن مشاركة الشباب وسط المجتمعات المحلية وضعف الوعي بأهميتها وعدم تشجيع الشباب على العمل في هذه اللجان التي تعتبر منظمات حكومية أهلية – علماً بان هذه اللجان التطوعية تعزز الانتماء وتنمية قدرات الشباب لسد الثغرات التي تشوب الخدمات والتنمية للمجتمع وتوفر للشباب فرص لحل مشاكلهم وتحديد الأوليات والمشاركة في اتخاذ القرارات.
4- المنظمات الشبابية:
1/ منظمات شبابية رسمية: وهذه تنشأ وتترعرع في عباءة الأنظمة الشمولية وينحصر دورها في الحشد والتعبئة ومساندة النظام الحاكم وما تقدمه في عمل يغلب عليه الطابع الإعلامي والدعائي والمظهري الذي يجمل صورة النظام أكثر ما يخدم المجتمع (طلائع مايو – الاتحاد الوطني للشباب السوداني).
2/ منظمات شبابية حزبية: هذه المنظمات خرجت من رحم الأحزاب السودانية لتخاطب وتخدم الشباب السوداني والمجتمع بعيداً عن القيود التنظيمية والسياسية للحزب منظمة شباب الوطن التي أنشأها حزب الأمة وصادرتها الحكومة الحالية – اتحاد الشباب السوداني المعبر عن الحزب الشيوعي والاتحاد الوطني للشباب السوداني الذي يتبع للمؤتمر الوطني وقد سارت الحركة الشعبية لتحرير السودان في ذات الاتجاه وأسست اتحاد شباب السودان الجديد.
3/ منظمات شبابية إقليمية وجهوية: وهذه يمكن حصرها في روابط وجمعيات الشباب والطلاب المحلية والقبلية والتي يغلب عليها الطابع المطلبي والاجتماعي.
4/ منظمات شبابية مدنية (تخاطب قضايا الشباب): وهي تعبر عن الشباب بعيداً عن المنظمات الرسمية والحزبية والجهوية وتعمل في رفع القدرات والمهارات والتنمية البشرية وخدمة المجتمع وحقوق الإنسان والتغيير المجتمعي منها (الجمعية السودانية لتنمية الشباب – الجمعية الشبابية لحقوق الإنسان- Y.peer – منبر الشباب الديمقراطي- الهيئة الشبابية لتنمية الديار السودانية .. الخ).
الاتجاهات الفكرية للشباب السوداني:
1- التطرف والانكفاء والإرهاب: إن الشباب السوداني يواجه حالة الإحباط النفسي والمعنوي تجعلهم غير قادرين على مواجهة المجتمع فيجدون ضالتهم في الحركات التكفيرية والجها دية ويتم استخدامهم في تكفير الأفراد والمجتمع واستخدام العنف للتغيير وفق فهمهم الديني المتطرف.
2- نتيجة لسياسة التهميش والاستقطاب القبلي والتفرقة العنصرية لجأ كثير من الشباب السوداني للجماعات والحركات الجهوية والقبلية للذود عنها ضد السياسات التي تستهدفها.
3- عدد كبير من الشباب نتيجة لإغلاق منابر الوعي والثقافة اتجهوا لإشباع الذات والتقليد الأعمى للغرب (الاستلاب) وللأسف أخذوا أسوأ ما عند الغرب من التسكع والاستخدام السيئ للانترنت وإهدار الوقت في الملذات والقنوات الفضائية وارتكاب الفواحش والمخدرات والأجرام.
4- الاتجاه الأقل عدداً مقارنة بالاتجاهات الأنفة الذكر هم الشباب المثقف والسياسي والفاعل في منظمات المجتمع المدني الذي يسعى للتغيير ويواجه مشاكل الشباب والبلاد وفق رؤية يتطلع للدور الايجابي وهم شباب متدرب ومؤهل ومثقف.
دور الشباب في منظمات المجتمع المدني:
1) إنشاء قوة ضغط شبابية Lobby قوية ومؤثرة للضغط على الحكومة للاستجابة لتطلعات الشعب لإنجاز المشاريع التنموية وكذلك الضغط على الأحزاب السياسية للقيام بدورها المناط بها والضغط على الأعلام وعقد التحالفات والتشبيك لدفع المسيرة الديمقراطية الضغط على صناع القرار عبر مؤسساتهم الحزبية للمشاركة الشبابية في صنع القرار وكسر حلقة التهميش الفئوي.
2) نشر وترسيخ المفاهيم (الثقافة والحوار والمشاركة) وتوسيع دائرة النقاش حول القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية العالقة حتى تنال اكبر قدر من الإجماع قبل عرضها على الأجهزة المختصة وذلك باستخدام الوسائط الإعلامية المختلفة.
3) تفويج الحملات والقوافل الصحية والاجتماعية والتعليمية وتقديم الدعم العيني والمادي للمتأثرين بالحروب أو الكوارث كما تساهم في إزالة الألغام ونزع السلاح عبر التوعية السلمية.وإقامة الليالي الأدبية والمسرحية والثقافية لنبذ الحرب والفرقة والجهوية ودعم الوحدة والسلام والتسامح ونشر ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان والديمقراطية.
4) محاربة الفساد الإداري والاقتصادي والسياسية وتعزيز الشفافية.
5) ارتبط دور المنظمات بالتنمية البشرية التي تهدف لتقوية وتمكين الإنسان وتوسيع خياراته وزيادة رفاهيته وحفظ مصالح الأجيال القادمة وهذا الدور يحتم مشاركة الشباب.
6) دخول الشباب في المنظمات يدعم محاربة الفقر والإيدز ومحو الأمية والعمل على تجاوز المرارات والكراهية والتباغض وبناء الثقة والاحترام المتبادل ونبذ الإقصاء والعنف وقبول الآخر.
7) توجيه حملات التعبئة الضخمة للمجتمع السوداني لنشر وتعليم الأطفال والنشء والمرآة.
Cool إن المنظمات التطوعية تعمل من أجل التغيير والتحول الاجتماعي والسياسية والثقافي المستمر والمتواصل مما يعزز وجود الشباب في التغيير لارتباطه بالاستمرارية لفترات طويلة تتعلق بالعمر والمواكبة.
9) الحملات الاستهدافية أو الطواف Canvass الاتصال المنظم المستهدف لفئة ما في إي مجال وذلك للتعبئة والتوعية إي العمل المنظم والمبرمج وذلك لتقليل عنصر الارتجال والصدفة.
دور منظمات المجتمع المدني في التنمية :
كما ذكر أنفا فأن مجالات مؤسسات المجتمع المدني متعددة وخاصة تلك التي تتعلق بالتنمية وعملية التحول الاجتماعي والديمقراطي خاصة وأن هنالك قصور في الممارسة الديمقراطية علي مستوي الدولة وداخل المنظمات غير الحكومية، وهو ما يشير إلى أهمية التزام المنظمات غير الحكومية بفكرة الشرعية الديمقراطية سواء علي المستوي المجتمعي ككل أو علي مستوي العمل داخل المنظمات هذا بالإضافة إلى الالتزام بفكرة المحاسبة العامة وفق نظم يتفق عليها ، وإعلاء قيمة الشفافية في عمل هذه المنظمات إذن هناك شق يتعلق بالقواعد الأخلاقية التي تحكم المنظمات غير الحكومية ، بالإضافة إلى شق آخر يؤكد علي مبادئ التنمية البشرية.
وفي هذا الإطار فقد طرحت الشبكة العربية للمنظمات الأهلية مشروع ميثاق شرف أخلاقيا تلتزم به المنظمات العربية غير الحكومية ، نشير إلى ما تضمنه من التزام بمبادئ التنمية البشرية:
1- ينبغي أن تركز التنمية في جهودها وتعطي الأسبقية لإشباع الحاجات وتحقيق الآمال لأفقر الناس وأكثرهم هامشية، وينبغي عليها أيضا أن تواجه المطالب الحالية لحقوق الإنسان ومشكلات البيئة الطبيعية وان تنزع إلى حل المنازعات الاجتماعية بطريقة سليمة.
2- التنمية هي عملية اجتماعية وثقافية وسياسية وليست محض إنجازات اقتصادية.
3- ينبغي أن توجه برامج التنمية جهودها لتدعيم مؤسسات المجتمع المدني وان تعمل المنظمات غير الحكومية علي الإسهام البارز في هذه العملية.
4- التنمية والتي هي حق أساسي ينبغي عليها أن تدفع في سبيل تحقيق حقوق الإنسان وضمان الحريات الأساسية.
5- ينبغي أن تركز التنمية علي الناس سواء في وضع أهدافها، أو في توزيع عوائدها، وان تسهم المنظمات غير الحكومية في ذلك إسهاما فعالا.
6- ينبغي أن تساعد التنمية الفقراء والمقهورين والمهمشين علي أن ينظموا أنفسهم لكي يحسنوا أحوالهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
7- ينبغي أن تشبع التنمية الحاجات الأساسية .
8- ينبغي أن تتوجه التنمية لجذور أسباب عدم المساواة الشاملة وليس لأعراضها فقط.
9- ينبغي أن تكون التنمية اقتصاديا وبيئيا مستدامة وألا تؤثر علي مستقبل الأجيال القادمة.
10- علي التنمية أن تدفع في طريق العدل الاجتماعي من خلال التوزيع العادل للقوة والثروة والنفاذ إلى الموارد.
11- علي التنمية أن تعكس اهتمامات ومنظورات خبرة النساء وان تتيح لهن أن يحققن حقوقهن الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية.
12- علي التنمية أن تتطلب وتسهل المشاركة الكاملة للأفراد والجماعات المهشمة بغض النظر عن الجنس أو الدين والعمر ، وذلك في عملية صنع القرار الاقتصادي.
يمثل ما سبق التزام المنظمات غير الحكومية بمبادئ التنمية البشرية ، وهو ما مثل الجزء الأول من ميثاق الشرف الأخلاقي، الذي أعلنته وتبنته المنظمات العربية غير الحكومية في مؤتمرها عام 1997م الشق الثاني تضمن القواعد الأخلاقية التي تحكم عمل المنظمات غير الحكومية والذي يؤكد علي عدم السعي للربح ، والمشاركة الفعالة للمواطنين واستقلالية المنظمة ، وتشجيع المبادرة والعطاء والإدارة الجيدة للحكم والممارسة الديمقراطية والشفافية والمحاسبة والمساءلة وغير ذلك من قواعد أخلاقية(15).
أهداف مشاركة الشباب في التنمية:
1. تتيح المشاركة فرص للشباب ليشاركوا بجهودهم وقدراتهم الفكرية في إعادة صياغة المجتمع ورفع مستوي حياتهم وتحقيق التكافؤ في الفرص والعدالة في توزيع الدخل .
2. حشد الطاقات والموارد في توجيه التنمية استجابة لاحتياجات أصحاب المصلحة stakeholder .
3. كسب الزمن والإنجاز بصورة سريعة حتى يتم اللحاق بالمجتمعات المتقدمة .
4. مواكبة المستويات العالية من الإبداع والابتكار العلمي والتقني المتسارع.
5. إدماج الشباب في التنمية يضمن استمراريتها وتواصلها وتطويرها.
6. تحدث المشاركة الايجابية نقلة نوعية في البناء المجتمعي ومستوي الرفاهية للأجيال القادمة.
مبررات مشاركة الشباب في التنمية :
1.العولمة والتغيير التقني والاقتصادي وإتاحة الفرص للشباب من اجل تقليل التكاليف .
2. انخفاض الإنتاج مقارنة بزيادة معدلات النمو وزيادة المنافسة .
3. قلة الموارد المالية والتكنولوجية لدي القطاع العام (الحكومة) بسبب كثرة المشاريع والمجالات التي تعزم علي تنفيذها . يعمل الشباب علي تخفيف زحمة المشاريع .
4. تقلص الصرف والتمويل لمشاريع التنمية الاجتماعية والثقافية والسياسية والتركيز علي الصرف الأمني والدبلوماسي.
5.تخفيف الأعباء علي الدولة وزيادة القدرة الإنتاجية والإدارية .
6.إطفاء الشرعية والمصداقية علي مشاريع التنمية وذلك باعتبار الوجود الكمي والنوعي للشباب كأصحاب مصلحة حقيقية في التنمية .
7. خلق بيئة عمل قابلة للتطوير والتغيير وتجاوز سلبيات الدولة من بيروقراطية وتصلب وخلافه.
معوقات المشاركة الشبابية في التنمية:
يمكن تقسيمها إلى نوعين من المعوقات:
1/ معوقات تتعلق بمنظمات المجتمع المدني:
1- التشريعات والقوانين المقيدة للحريات.
2- التمويل للأنشطة والمشاريع.
3- الاستبداد والأنظمة الشمولية تضعف منظمات المجتمع المدني.
4- عدم استجابة المجتمعات التقليدية لمسيرة التطور.
5- المؤسسة الدينية الأصولية الرسمية.
6- معينات العمل المشترك في المجتمعات الريفية.
2/ معوقات تتعلق بالشباب:
1- التعليم: المشاركة السياسية تعتمد بالأساس على الوعي والتعليم ولا سيما بلادنا ترزح في الأمية والجهل بكل إشكالها (الأبجدية والتقنية) وثورة التعليم العالي اهتمت بالكم وليس الكيف لذا لابد من إيجاد سياسة تعليمية فاعلة لتخريج شباب مستنير ومنتج ومبادر وواعي ومشارك ترسخ قيم المواطنة والمشاركة والتطوع والتفكير العلمي العقلاني بدلاً عن التعليم البنكي الذي يقوم على مرسل ومتلقي.
2- العطالة: تبلغ نسبة الشباب العاطلين عن العمل في السودان 49% في عام 2000 ويرجع ذلك للخصخصة والسياسات التجارية والاستثمارية الطاردة والفساد وعدم التوافق بين مخرجات التعليم وسوق العمل لذا انتشرت العطالة والتي فأقمت الفقر والإحباط discourage نعم هنالك بعض الجهات الرسمية التي تعمل لتقليل العطالة ولكن يعاب عليها ضعف التمويل وحصره في انتماءات حزبية معينة (المؤتمر الوطني) والإنفاق غير الراشد على الإدارة وبند العاملين عليها وعدم وجود مشاريع جماعية. هذا الأمر يتطلب تضافر الجهود خاصة الدولة لوضع الحلول اللازمة.
3- الصحة الإنجابية: تعرف بأنها حالة من اكتمال السلامة البد نية والعقلية والاجتماعية وليس مجرد انعدام المرض أو الإعاقة في جميع الأمور المتعلقة بالجهاز التناسلي ووظائفه وأدائه وتشمل الرعاية الصحية للشباب والفحص قبل الزواج والعناية بالشابات إثناء الحمل والنفاس والوقاية من الإمراض المنقولة جنسياً والإيدز ومحاربة العادات الضارة خاصة ختان الإناث وتنظيم الأسرة والثقافة الجنسية والعنف المنزلي وللأسف فان العقلية التي تدير شئون البلاد اليوم عقلية انكفائية متحجرة تضع هذا الملف من الممنوعات فقد سبق إن منعت شبكة تثقيف الشباب الأقران (Y.peer-Sudan) من إقامة ورشة عمل حول تدريب الشباب حول الصحة الإنجابية بواسطة وزارة الثقافة والشباب والرياضة بحجة أنهم يروجون للفحشاء والمنكر.
4- الإيدز: صنفت الـUNAIDS السودان أكثر الدول تأثراً بالإيدز في أفريقيا نسبة لظروف الفقر والحرب وهنالك مؤشرات وإحصائيات حديثة تدل على وقوع مزيد من الإصابات وسط الشباب هذا مع قلة التثقيف والتوعية بالرغم من الجهود المبذولة في ذلك.
5- الهجرة إلى جميع أنحاء العالم حتى إسرائيل، أكثر من مليون ونصف شاب سوداني خارج حدود الوطن هذا بخلاف النزوح واللجوء.
6- المخدرات والمسكرات بأنواعها المختلفة.
7- العنف والحروب في جميع إطراف السودان.
معايير تقييم مشاركة الشباب في التنمية :
1. تحقيق أهداف الألفية للتنمية .
2. حل مشاكل الشباب المختلفة .
3. حدوث نقلة نوعية في المجتمع والتحول من الفقر للرفاه.
4. تحقيق التوازن والعدالة والكفاءة والفرص المتساوية في توزيع الدخل .
5. تحسين مستوي المعيشة وجودة الحياة.
6.تعدد الخيارات والبدائل في اتخاذ القرار
أثر مشاركة الشباب في المجتمع المدني علي التنمية :
التنمية عملية تغيير مستمرة وشاملة أي أنها عملية مجتمعية لكل الشرائح وليست مجرد عملية اقتصادية مما يعني ضرورة الربط بين كل عناصر المجتمع لتكتمل ملفات هذه العملية ولكن يمكن أن نضع بعض النقاط الهامة التي من خلالها قراءة أثر مشاركة الشباب فيها:
أولا: أن إسهام الشباب في عملية صنع وحماية السلام يعتبر من أهم العوامل التي تغزي العملية التنموية في البلاد وذلك لأن الشباب والسلام والتنمية عناصر ثلاثية يؤثر كل منهم علي الآخر ويتأثر به إذا لم يكن في سلام لا تكون هنالك عملية تنمو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wdalamin_2000@hotmail.com
حسن اسماعيل
 
 
avatar

عدد المساهمات : 1242
تاريخ التسجيل : 27/05/2010

المشاركة السياسية للشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشاركة السياسية للشباب   المشاركة السياسية للشباب Icon_minitime1الأربعاء 9 يونيو 2010 - 6:54

منكم نستفيد يا استاذ
ولي عوده بعد قراءه الموضوع بتمعن انشا الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عادل خياري
 
 
عادل خياري

عدد المساهمات : 4004
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

المشاركة السياسية للشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشاركة السياسية للشباب   المشاركة السياسية للشباب Icon_minitime1الثلاثاء 8 يناير 2013 - 5:37

سلام ودالامين
اين انت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق الماحي
 
 
صديق الماحي

عدد المساهمات : 3466
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

المشاركة السياسية للشباب Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشاركة السياسية للشباب   المشاركة السياسية للشباب Icon_minitime1الأربعاء 9 يناير 2013 - 13:38

الديناصورات لا تمكن الشباب من السيطرة لمآرب فى انفسهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

المشاركة السياسية للشباب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» الجغرافيا السياسية
» دعوة للشباب
» على هامش اليوم العالمي للشباب (2)
»  نقلاً عن الصحافة علي هامش اليوم العالمي للشباب
» قافلة المجلس الاعلي للشباب والرياضه لمدينة الهدى
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: