الهدي الجميلة السودان المصغر علي الرغم من أنها تضم في حناياها كل أطياف الشعب السوداني وعلي الرغم من كبر مساحتها ظل أهلها حتى منتصف الثمانينات يتعارفون جميعا فردا فردا . لكن في الآونة الأخيرة رحل منها أناس كثر ودخلتها اسر كثيرة واختلطت علينا الأمور والبشر وصرنا نتوارى من القوم خجلا عندما نسافر في الحافلة المتجهة من الخرطوم إلي الهدي ويسال احدنا الأخر بعد التحية طبعا ( من أين أنت يا أبو الشباب ) .... من الهدي ....الله: ....الله: وين في الهدي ؟ من الحي الجديد يا سبحان الله مغير الأحوال من حال إلي حال أصبحنا نجهل بعضنا بعضا أشيروا عليَ أهل الرأي والمشورة كيف نعود كما كنا ؟ أعيدوا لنا الماضي الجميل دورات رياضية... ندوات دينية و سياسية مهرجانات ثقافية مسارح ...الخ أو دلونا علي ابتكارات أخري نريد أن نلتقي ونتعارف من جديد فأعيدوا أحبتي لنا البسمة التي ضاعت

لك التحيه الاخ عماد
وشكر لك علي اللفته البارعه
وموضوع مهم جدا

يا عماد الهدي اطلالة جميلة بعد غيبة طويلة
لاتطول حتي نعيد الوصل المنشود.

الاخ عماد الدين الشريقاوى
فى ظهر الجمعة 21\5 \2011م ( يوم امس ) كنت مسافراً بالميناء البرى لمدينة الدويوم للمشاركة فى ورشة تقيمها جامعة بخت الرضا حول تفسير درجات الطلاب وبعد ان حجزت للسفرية ذهبت لمركز الاتصال و انا انظر حولى لعلنى اجد شخص اعرفه من اهل الهدى ، و بدت لى صالة المسافرين خالية من الركاب على سعتها و ازدحامها بالمسافرين . و اذا بى اجد احد شباب حى المستشفى ( احد اولاد الشايقى) و لم تسعفنى الذاكره باسمه و حتى هذه اللحظة و سمعته ينادينى باسمى فاتجهت اليه مرحباً و معه مجموعه اخرى لم نتعرف على بعض و اذا به يخاطبهم لم تعرفوا هذ الشخص و بدأ يشرح لهم ثم بعد ذلك ودعتهم متجه الى الدويم و بها شممت رائحة الهدى لان الدويم تعتبر مدينة ريفية و مع نهاية الورشه اجد الاستاذ الفاضل : فضل عبد الباقى و هو احد الشخصيات التى تضع بصمات حول منهج التعليم فى السودان بالمركز القومى للمناهج و كانت زكريات و حوار عن ايام مضت .
بعد هذه المقدمة : اقول لا تستغرب ذلك فى هذه الايام ذات الايقاع السريع و لعلنا اجمع نتسال هل اصبحنا نحتاج الى الاطلاع على رواية موسم الهجره الى الشمال للطيب صالح ام اصبحنا مغتربين داخل الوطن الواحد (السودان) ام اصبح الاغتراب داخل الوطن الاصغر ( الهدى) ام الفاجعة اكبر اننا اصبحنا مغتربين داخل اسرتنا الصغيرة ، ام نحن مغتربين داخل انفسنا
و الختام اذا وجدت حل لهذه الاشكالية التى طرحتها فنحن فى الانتظار و يا الف مرحب بك

الأخ عماد متعك الله بالصحة والعافية وأنت تدعو للتواصل الإجتماعى والتعارف ،الذى هو بوابة التنمية والرقى فى المجتمعات،ولكنى أحسست فيك حسرة وحنين الى الماضى ، كأنك تريد أن تقول أننا عجزنا عن أن نكون مجتمعين ومؤتلفين مع بعضنا كما كان أجدادنا،هذا صحيح لأن الواقع تغير تماما ،زمان القرية صغيرة وعدد سكانها محدود ،تجمعهم صلاة الجماعة والصبية تجمعهم العابهم والشباب تجمعهم جلسات السمر ،وما أسهل التعارف والتآلف فى بيئة كهذه،أما اليوم إرتفعت الكثافة السكانية وتوسعت القرية الى مدينة ممتدة ،وصار الناس فى شغل كل فى إتجاه ،إرتفع معدل الطموح وإنخفض معدل اللقيا بين الأنداد بل أصبح معدوما تماما ،وما أصعب التعارف والتآلف فى وضع كهذا ، لذلك من الطبيعى أن تجد شخصا من الهدى وأنت لا تعرفه لأنك ببساطة لم تلتقيه ،أصبحت دائرة التعارف كما فى المدن محصورة على زملاء الدراسة والعمل وأبناء الحارة القريبين ،هذا الشكل الإجتماعى المخيف أصبح واقعا لا مفر من التعامل معه وهنا تكمن المعضلة، بعض الناس يظل يحن الى الماضى ويتحسر وهذا شىء مثبط للهمة ويؤثر سلبا فى عجلة الإنتاج ويسلب النفس متعتها بالحاضر، إضافة الى أنه يجعل المستقبل مظلما ويغلب عليه التشاؤم ،لذلك نرجو من الشباب أن يوسعوا الصدر ويتقبلوا التغيير برحابة ويبحثوا عن كيفية ممارسة تلك القيم الحبيبة الى نفوسهم بصمود وتفاؤل فى أن المستقبل أجمل لأنهم هم صانعوه،لك التحية ولاتزال الحياة حلوة فقط تحتاج منا أن ننظر اليها بعين الجمال