بسم الله الرحمن الرحيم
أثار الإيمان بالملائكه
لا يخفى أثر الإيمان على الإنسان ، وما يضفيه على نفسه من سعادة وطمأنينة ، تجعل من حياته منبعا للأعمال الصالحة ، والإيمان بالملائكة جزء من ذلك الإيمان الذي يهذب النفوس ويربيها على الخلق القويم ، والعمل الصالح ، فأثر الإيمان بالملائكة كأثر الإيمان جملة ، إلا أننا نحب أن نسجل بعض التفصيل في هذا المقام ، حتى يتضح عظم أثر الإيمان بالملائكة في حياة المسلم ، وتتبين حكمة الله من فرضه وإيجابه على العباد .
فمن آثار الإيمان بالملائكة على الوجه الصحيح معرفة خطأ من أخطأ، وضلال من ضلّّ في معرفة الملائكة كالفلاسفة الذين زعموا أن الملائكة هي النجوم والكواكب ، أو الجاهليين الذين زعموا أن الملائكة إناث ، وأنهم بنات الله ، تعالى الله وتنزه أن يكون له ولد ، قال تعالى : { وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ } (الزخرف:19) وقال { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِنَاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً }{ (الاسراء:40) . فالإيمان بالملائكة على الوجه الذي دل عليه الكتاب والسنة ينفي هذه الأقاويل ويبطلها .
هذا من آثار الإيمان بالملائكة في الاعتقاد والتصور ،
أما أثر الإيمان بالملائكة في العبادة والسلوك فيمكن تلخيصها فيما يلي :
1- بذل الجهد في طاعة الله سبحانه ، اقتداء بالملائكة الكرام ، الذين يتفانون في طاعته مع عصمتهم من الذنوب، وقربهم من ربهم جلَّ وعلا .
2- دفع الغرور عن النفس من الافتخار بالعمل ، والاعتداد به ، فالملائكة على دوام طاعتهم ، خاضعين له
سبحانه { يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ } ( الأنبياء:20) ،وهم مع ذلك يسألونه الصفح والمغفرة عن التقصير في العمل ، كما ثبت ذلك في الحديث الذي رواه الحاكم وصححه الشيخ الألباني أن الملائكة تقول لربها يوم القيامة ( سبحانك ما عبدناك حق عبادتك )، والمسلم مهما بلغ في عبادته فلن يبلغ مقدار عبادة الملائكة ، فهو أولى بنبذ الكبر والاغترار بالعمل .
3- الاجتهاد في البعد عما حرمه الله ونهى عنه خوفا من الله أولا ، ثم حياء من الملائكة الذين لا يفارقون بني آدم ، ولا سيما أن الله وصفهم بأنهم كرام ، كما قال تعالى : { وإن عليكم لحافظين . كرامًا كاتبين .
يعلمون ما تفعلون }( الانفطار : 10-12) ، فإن الإنسان قد تستولي عليه الشهوة ويغفل عن مراقبة الله له ، فإذا علم أن معه من لا يفارقه من الملائكة الكرام ، كان ذلك باعثا له على الحياء والانكفاف عما هو مقدم عليه من معصية الله .
4- الاقتداء بهم في حسن نظامهم وإتقان أعمالهم : فقد روى مسلم : عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ) فحث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة على الاصطفاف في الصلاة كما تصف الملائكة عند ربها وذلك لحسن نظامهم ، عند وقوفهم بين يدي ربهم . فهذه بعض الآثار العقدية والسلوكية للإيمان بالملائكة عليهم السلام ، ولا شك أنها آثار عظيمة تقرب العبد إلى ربه ، وتشعره بحلاوة الإيمان ، نسأل الله صلاح الأقوال والأعمال والحمد لله رب العالمين
ذكر عددا من ثمرات الإيمان بالملائكة ومن هذه الثمرات :
أ/ العلم بعظمة الله تعالى وقوته وسلطانه، فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق
ب/ شكر الله
.
الآثار التربوية المترتبة على السلوكيات التي تحبها الملائكة -عليهم
السلام-:
• الاستقامة على دين الله
• طلب العلم .
• تلاوة القران .
• إفشاء السلام .
: حصول الطمأنينة للمسلم باستشعار حفظ الملائكة له.
• تسخير الله سبحانه وتعالى الملائكة لحفظ الإنسان.
• مقدرة الملائكة على القيامبهذه المهمة.
• ملازمة الملائكة للمسلم ودعوته للخير.
• بعث الأمل في نفس المسلم وهو على فراش الموت
• الإنفاق في وجوه الخير.
• عيادة المرضى والدعاء لهم.
• العناية بالجار ورعاية حقوقه.
• الإهتمام بالأُخوة ورعايتهم
• العناية بالجسد من حيث النظافة.
• العناية بالجسد من حيث الغذاء.