يرتبط حائط البراق بمعجزة الإسراء والمعراج الخالدة في العقيدة الإسلامية والتاريخ الإسلامي كونه يشكل مربطا للبراق الذي أقل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من المسجدةة الحرام إلى المسجد الأقصى ،والذي امتطاه الرسول الكريم أثناء عودته بعد معراجه إلى السماء.
والبراق دابة كان يركبها الأنبياء عليهم السلام وجاء في الطبقات الكبرى لابن سعد:أن الرسول حمل على البراق حتى انتهى إلى بيت المقدس ،فانتهى البراق إلى موقفه الذي كان يقف في مربطه .
والمعروف عند أهل القدس بالتواتر والتوارث أنه يوجد محل يسمى البراق ،وهو عند باب المسجد الأقصى المسمى باب المغاربة ،ويوجد مسجد يسمى "مسجد البراق" أيضا يلاصق الجدار الغربي للمسجد الأقصى ،وقد هدمه الصهاينة حين احتلالهم للقدس عام سبعة وستين ،فيما هدموه من مساجد وآثار وأبنية ،وأغلب الظن أنه المكان الذي ربط فيه البراق .
يبلغ الطول الأصلي للحائط ،ثمانية وخمسين مترا ،ويبلغ ارتفاعه عشرين مترا،ويضم خمسة وعشرين مدماكا من الحجارة السفلية منها هي الأقدم .
ويبلغ عمق الحائط المدفون تحت سطح الأرض نحو ثلث الحائط الظاهر فوقه ،أما الرصيف الموجود أمام الحائط حاليا فيرتفع عن مستوى سطح البحر نحو سبعمائة وثمانية أمتار ،وهذا أخفض مكان من أرض مدينة القدس القديمة حاليا.
بعد الاحتلال الصهيوني لمدينة القدس عام سبعة وستين ،تم إجراء حفريات في المنطقة المواجهة للحائط ،بهدف إظهار الجزء المخفي منه ،وكشف طبقات الحجارة المطمورة .
أتضح أن الحائط القديم يتكون من سبع طبقات حجرية يعود تشكيلها إلى فترة حكم هيردوس الأدومي ما بين عامي سبعة وثلاثين وأربعة قبل الميلاد .
وهناك أربع طبقات حجرية يعود تشكيلها إلى العصر الروماني الأول ،في القرن الميلادي الثاني أما الحجارة في القسم العلوي من الحائط ،فقد أقيمت في العهد البيزنطي ،فيما أقيمت أقسام أخرى بعد الفتح العربي الإسلامي لبيت المقدس، استمرت الحفريات التي قام بها الصهاينة قرابة عامين ،وتسببت في هدم العشرات من العقارات والأبنية الوقفية ،بحجة كشف الساحة أمام الحائط ،الذي أصبح طوله عند الصهاينة نحو ثلاثمائة وستين مترا ،ويرون أن طوله الكلي يقع على امتداد الجدار الغربي للحرم القدسي ،والبالغ طوله نحو أربعمائة وواحد وتسعين مترا.
ويطلق الصهاينة على هذا الحائط أسم المبكى علما أن الحائط الذي كانت تطلق عليه هذه التسمية هو جزء صغير من الجدار الغربي ،اعتاد الصهاينة القدوم إلى زيارته وتأدية طقوس خاصة بالقرب منه ،بزعم أنه جزء من جدار هيكلهم القديم المزعوم.
فالموسوعة اليهودية تدعي أن حائط البراق هو جزء من جدار جبل الهيكل الذي ظل معطلا منذ تدميره الثاني في العام سبعين للميلاد ،وأنه أضحى من أكثر الأماكن قدسية في العادات والشعائر اليهودية ،وتعترف الموسوعة اليهودية أن جميع بقايا المعبد قد محيت تماما عبر الزمن ،فيما لم تكن واضحة بالنسبة لليهود جهة العبادة ،واستنادا إلى تفسيرات يهودية مختلفة يعتبر الجزء المجاور للبوابة الغربية هو الجزء الأكثر قداسة كونه لم يتعرض للهدم كباقي أجزاء الحائط الأخرى.
وعموما تقدم الموسوعات التي يضعها اليهود والصهيونيين نصوصا متميزة تمتلئ بالدعاوى المغرضة والتضليلية دون أن مبالاة بوقائع التاريخ وحقائقه ومعطياته الأثرية .
فالموسوعات والقواميس والكتب التي تعنى بالشؤون اليهودية تنفق على أن هيرودس باني المعبد القصر في القدس لم يكن يهوديا ،بل هو عربي أدومي،والآدميون من ألد الأعداء اليهود ،الذين كانوا يكرهون هيرودس الكبير الكثير ،وهو الذي قتل أفراد الأسرة الحشمونية الذين اعتبرهم خطرا على ملكه.
لقد أراد هيرودس بناء هيكل في القدس ليكسب رضا رعاياه ،ويدهش العالم الروماني بفخامة بناءه الذي تم في العام تسعة قبل الميلاد ،واستمر قائما حتى العام سبعين ميلادي ،حيث دمره الرومان ،وهو اليهكل الذي زاره السيد المسيح .
هكذا يبدو جليا أن المزاعم اليهودية حول حائط البراق هي مزاعم تفتقر إلى
أي منطق أو دليل ،إذ لا علاقة لليهود ببناء هيرودس ،وليس مؤكدا أنه أطلق عليه اسم الهيكل أصلا.