أثناء مرورى بمتعة وخيال شارد، على الصور الجميلة لأهلنا فى بوست الأخ عوض ،ومشاهدة السباتات و القدح الرهيب وكورات البلح، وأناس طال الزمن على فراقهم ، تذكرت بيئة النشأة،واستوقفت عند مشاهد كثيرة ، منها المسحراتية ،الذين يجوبون الشوارع يضربون إيقاعات جميلة وخافتة ،صادرة من ادوات الواقع (صحن ،كورة ، غربال ،جركانة )، مغنيين ومنشدين
يا صايم قوم إسحر
يا فاطر نوم إتندل
وفى مناطق أخرى تجد قافية أخرى مثل
يا صائمين جو جو
قوموا السحور جوجو
سحور حفييييف جو جو
لبن بى رغييييف جوجو
هذه الإيقاعات ربما هى مرجعية إيقاعات البوب والراب،خصوصا أنها إفريقية، ولكنها بآلات من البيئة كما قال عمنا محمد عبدالقادر (ودالجراد) له القبول ،كان شغال بواب فى المستشفى ،وفى يوم ماطر جاء متأخرا ،فساله الدكتور مستوضحا عن التأخير ، شنو يا عم محمد إتأخرت مالك بيتكم صبا ولا شنو؟ فقال له هو صبا ساكت والله بقى فرقة جاز عديل (يقصد أن البيت صب فى محلات كتيرة وكل ما يصب فى حته يختو ليها حاجة هنا صحن وهناك كورة وجنبها طش والموية مرة طق ، تخ ،تنج، جطك )فكانت فرقة الجاز كما قال بمرح لطيف،بالتأكيد لم يكن أمام الدكتور إلا الصفح راقصا
كان حينها الناس ينامون مبكرين وعند السحر تخرج تلك الإيقاعات بتلقائية من أناس عرفوا بالفكاهة والمرح ،ياترى كيف الحال اليوم فى الهدى ؟ هل لايزال المسحراتى موجود وهل تطورت الاته وتنوعت كلماته المقفية؟ أم أن تقنية العصر وموبيلاته قطعت عليهم الاجر أدونا يا ناس البلد، من ساعات السحر شيئا لتكتمل الصورة

هسة الساعة 1145 مساءا وبعد ساعتين هنا المسحراتى شايف شغله بى مزاج
هنا المسحراتى على حسب الدفع
تحت بلكونتك ويكورك باسمك واسم اولادك لحدى ما تطلع من البلكونة
حاجة جميلة جدا
عنده طبلة صغيرونة وغالبا ينده أسماء
طبعا بالاضافة للمسحراتى هنا فى طقوس أخرى جميلة
مثلا لا حصرا
فانوس رمضان
الزينات فى الشوارع كل الشهر
ودى حاجات بيعملوها الشباب الصغار من تلقاء انفسهم نظير مبلغ زهيد جدا من كل ناس الشارع
تلقى الشارع مضاءا كل الشهر بالفوانيس فى البلكونات وفوانيس مضيئة صغيرة فى ايدين كل طفل وزينات الشارع وموائد الرحمن التى لا يخلا منها حى من الأحياء للقفراء

جميل ذلك المشهد الاسطورى ...
وذو شجون ذلك الصوت الصادر من الجركانة او الصفيحة او الحلة
ايقاعات طروب ..تجبرك على شد الانتباه الى حركة الصوت واتجاهها
مما يجعلك تخمن اي هو الان ..
وفى مرحلة اسبق ..نت تسمع موسيقى تطلع من (ملامسمة لعواسة الى بطن الصاج او الطاجنلاستخراج
ما علق ببطنة من اخر عواسة وهو ما يعرف اصطلاحا (بالشيط)
ثم يتبع ذلك اصوات متناغمة من الحيوانات كالحمير والدجاج والماعز والبقر والخيول..
كل هذه الاصوات فى حركة طبيعية ايقاعات ساحرة لا يحسها الا من عاش تلك الفترة
المسحراتى واعتقد ان ه اسما اخر لا استحضره
اذكر منهم تحديدا عمران احمد عبد الحليم

أستاذنا الكبير ود إلياس.

نغمة المسحراتي جزء أصيل من ثقافة كل السودانيين في رمضان.

والنغمة لا تقتصر علي الأقاليم؛ بل هنا في العاصمة الخرطوم موجودة، وبشكلها التقليدي في جانب الآلات.

وما تزال الكلمات هي الكلمات التي سمعتها في آيام الطفولة.

وهذا يدل علي أن هنالك مشتركات كثيرة في الثقافة السودانية بين معظم أقاليم السودان.

ويبدو أن السودانيين الآن طوروا إسلوب القيام للسحور بالموبايلات؛ ولكن تظل نغمة المسحراتي جزء أصيل

من برنامج رمضان، وإن أستغنينا عنها بالوسائل الحديثة.

الحبيب ابو زينب
لك التحية .. ورمضان كريم

المسحراتي .. جزء مهم وأصيل من رمضان فى ذلك الزمن .. والعزف بتناغم جميل تسمعه قريبا .. وبعيدا صادر من الصفيحة أو الجركانة .. لتذكير الناس برمضان والقيام للسحور إستعدادا لصلاة الفجر وبداية صيام يوم جديد .. أشياء كثيرة أخي الحبيب ابو زينب بدأت تندثر شيئا فشيئا .. وأستعاض الناس عنها بأشياء عصرية لإيقاظهم وتنبيههم ..
--
تخريمة :
هنالك أصوات تنادي .. بأن يستبدل الأذان .. بآلات تنبيه ضوئية بدلا عن الأذان لتحديد الوقت ودخول الصلاة ..

محمد احمد الياس كتب:

يا صايم قوم إسحر
يا فاطر نوم إتندل
وفى مناطق أخرى تجد قافية أخرى مثل
يا صائمين جو جو
قوموا السحور جوجو
سحور حفييييف جو جو
لبن بى رغييييف جوجو

يا سلااام على المسحراتى وايقاعات الزمن الجميل هو يجوب الطرقات فى عتمة الليل البهيم ضاربا بايقاعه وصائحا بصوته

داعيا الصائمين الى ترك النوم والنهوض لتناول اكلة السحر ( تسحروا فان فى السحور بركة ) ..

وكان كثيراً ما تتناوشه الكلاب المتجمعة ليلا فى الساحات ,, فتقطع ذاك النغم الجميل بل تقطع نفسو من الجرى ..

وهذا ما حصل زمان لاخينا اسماعيل النور ,, وقد كان نائما معنا وحكى لى رغبته فى الصحيان المبكر لعمل جولة

جولتين لتسحير الناس ,, فخرج يحمل معه اغطية الحلة ويطقطع بها وما هى غير خطوات حتى سمعنا النباح يتصاعد

فما كان منه الا وان قال يا فكيك وهاك يا جرى ..

وفى الصباح وجدنا سحورنا بكامله فى التربيزة ,,

قلنا ليهو : اها يا النجيض داير تسحر ناس الحله كلهم ونحن نايمين جنبك ما تسحرنا ..!!

التحية ليك أبووحيد ،لكن والله السحور عندكم يعتبر خمسة نجوم ،الظاهر بعد شوية كل عمارة بتعين ليها مسحراتى فى رمضان

أحيى مروركم الجميل أخى ابومحمد ،والله لكين جبت لينا كلمات دايرة ليها قاموس لجيل اليوم زى كلمة ( شيط - شيطة )،صوت الصاج بكرشوا فيهو للعواسة هذا الصوت له شجون عند السحر والناس صاحية نص نص ، لأنه برجعك لاحساس الحارى ولا المتعشى ، اما بالنسبة لأسماء المسحراتية يبدوا لى عمران كان على فريقكم وهناك اخرين فى فريق وتعتبر منطقة الجامع وشارع النص منطقة تماس ياخدوا فيها اللفة

مرحب بمرورك المفيد اينما حل أخى الزبير محمد على لك الشكر ،الثقافة السودانية حبلى بوجدانيات مهولة ومتنوعة بتنوعنا البيئى والاثنى ، وطبيعى ان تتغيير ملامح المجتمعات مع العصور ولكن تبقى البنية الثقافية بنكهة الارث هى التى تمثل قنطرة الربط بين الأجيال

اشكرك عبدالقادر زروق على المرور ،بالفعل الموبايل عمل تغطية تامة لجل احتياجات الانسان،ولكن هل توافقنى الرأى أننا نحتاج لتطوير انفسنا لكى نواكب هذه التقنية ونتمكن من الاستفادة منها بصورة اوسع ،نتمنى أن نراكم دوما فى خطى للامام