السبعة الذين تكلموا في المهد
المتكلمون في المهد سبعة:
1- عيسى بن مريم
2- صاحب جريج
3- ابن امرأة الأخدود
4- الصبي الرضيع
5- ابن ماشطة فرعون
6- شاهد يوسف عليه السلام
7- ابن رجل اليمامة
1 عيسى بن مريم:
تكلم عيسى بن مريم مرتين في قوله تعالى: ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكان شرقيا *فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا *قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا *قال إنما أنا رسول ربك كي أهب لكِ غلاما زكيا *قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا *قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا *فحملته فانتبذت به مكان قصيا * فجاءها المخاض تحت جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا *فناداها مِن تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا * وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا * فكلي واشربي وقري عيناً فإما ترين من البشر أحد فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسياً*فأتت قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا* يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا *فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا *قال إني عبد الله أتاني الكتاب و جعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا*وبرا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا*والسلام عليا يوم ولدت ويوم أموت و يوم أبعث حيا)سورة مريم الآية (16-33 )
2-صاحب جريج:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: {[ لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة :عيسى بن مريم ،وصاحب جريج,وكان جريج رجلا عابداً،فاتخذ صومعة فكان فيها ،فأتته أمه وهو يصلي فقالت:يا جريج،فقال :يا رب، أمي وصلاتي فأقبل على صلاته فانصرفت ،فلما كان الغد أتته وهو يصلي فقالت :يا جريج،فقال :أي رب أمي وصلاتي،فأقبل على صلاته ،فقالت :اللهم لا تُمِته حتى ينظر إلى وجوه المومسات.
فتذاكر بنوا إسرائيل جُريجاً و عبادته ،وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها فقالت :إن شئتم لأفتننه لكم.
قال :فتعرضت له،فلم يلتفت لها ،فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته،فأمكنته من نفسها ،فوقع عليها،فحملت ،فلما ولدت ،قالت :هو من جريج،فأتوه ،فاستنزلوه،وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه ،فقال :ما شأنكم ؟قالوا:زنيت بهذه البغي فولدت منك ،فقال:أين الصبي ؟(اسم الغلام يبوس كما جاء في رواية البخاري) فجاءوا به،فقال :دعوني حتى أصلي ، فصلى فلما انصرف ،أتى الصبي فطعن في بطنه،وقال يا غلام من أبوك،قال فلان الراعي.
قال :فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا:نبني لك صومعتك من ذهب ،قال: لا أعيدوها كما كانت ففعلوا....
3-وبينما صبي يرضع من أمه فمر رجل راكب على دابة فارهة ،وشارة حسنة ،فقالت أمه :اللهم اجعل ابني مثل هذا ، فترك الثدي وأقبل إليه فنظر إليه فقال :اللهم لا تجعلني مثله ،ثم أقبل على ثديه فجعل يرتضع.
قال:كأني انظر إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو يحكي ارتضاعه بإصبعه السبابة في فمه فجعل يمصها.
قال :ومروا بجارية وهم يضربونه ويقولون :زَنيتِ سَرقتِ ،وهي تقول :حسبي الله ونعم الوكيل،فقالت أمه :اللهم لا تجعل ابني مثلها فترك الرضاع ونظر إليها ،فقال :اللهم اجعلني مثلها.
فهناك تراجعا الحديث(أي أقبلت على ابنها تراجعه فيما قال وهي كانت تراه غير أهل له) فقالت :حلقي (دعاء عليه أي أصابه الله بوجع في حلقه) ،مر رجل حسن الهيئة فقلتُ :اللهم اجعل ابني مثله ،فقلتَ: اللهم لا تجعلني مثله ،ومروا بهذه الأمة وهم يضربونها ويقولون :زنيت ،سرقت ،فقلتُ:اللهم لا تجعل ابني مثلها ،فقلتَ:اللهم اجعلني مثلها (في السلامة من الآثام) ، فقال :إن ذلك الرجل كان جبارا ً فقلتُ:اللهم لا تجعلني مثله،وإن هذه يقولون لها:زنيتِ ولم تزن ،وسرقتِ ولم تسرق، فقلت :اللهم اجعلني مثلها]}
4-ابن امرأة الأخدود:
عن صهيب رضي الله عنه أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر ،فبعث إله غلاماً يعلمه وكان في طريقه إذا سلك راهب،فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه ،وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه ،فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب ،فقال:إذا خشيت الساحر ،فقل :حبسني أهلي ،وإذا خشيت أهلك ،فقل حبسني فقل حبسني الساحر،فبينما هو على ذلك إذا أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال:اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟فأخذ حجراً،فقال:اللهم إذا كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس ،فرماها و مضى الناس، فأتى الراهب فأخبره ،فقال الراهب :أي بني أنت اليوم أفضل مني ،قد بلغ من أمرك ما أرى و إنك ستبلى ،فإذا ابتليت فلا تدل علي َّ، و كان الغلام يبرئ الأكمة والأبرص ،ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليسٌ للملك كان قد عميَ، فأتاه بهدايا كثيرة ،فقال :ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني ،فقال :إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله تعالى فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك،فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى , فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس ،فقال له الملك :من ردّ عليك بصرك؟قال ربي،قال :و لك ربٌ غيري؟! ،قال ربي وربك الله ،فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دلّ على الغلام ،فجيء بالغلام فقال له الملك:أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمة والأبرص وتفعل،فقال :إني لا أشفي أحداً وإنما يشفي الله تعالى،فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجئ بالراهب فقيل له :ارجع عن دينك ،فأبى ،فدعا بالمنشار فوُضع المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شُقّاه،ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع عن دينك ،فأبى ،فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال :اذهبوا به إلى جبل كذا و كذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه و إلا فاطرحوه،فذهبوا به فصعدوا به الجبل ،فقال :اللهم اكفنيهم بما شئت وكيف شئت إنك على ما تشاء قدير،فرجف بهم الجبل فسقطوا ،وجاء إلى الملك يمشي ،وقال له الملك :ما فُعل بأصحابك؟ فقال : كفانيهم الله تعالى،فدفعه إلى نفر من أصحابه ،فقال :اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر ،فإن رجع عن دينه وإلا اقذفوه ،فذهبوا به،فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت ،فانكفأت بهم السفينة فغرقوا،و جاء يمشي إلى الملك ،فقال له الملك ،ما فُعل بأصحابك ؟فقال :كفانيهم الله تعالى ،فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به ،قال ما هو؟ ،قال الغلام:تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ،ثم خذ سهماً من كنانتي ، ثم ضع السهم في كبد القوس ،ثم قل :بسم الله رب الغلام،ثم ارمني ،فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ،فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ،ثم أخذ سهماً من كنانته ،ثم وضع السهم في كبد القوس ،ثم قال :بسم الله رب الغلام ،ثم رماه فوقع السهم في صُدغه فوضع يده في صُدغه فمات ،فقال الناس :آمنا برب الغلام ،فأُتي الملك فقيل له:أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حَذَرُك ،قد آمن الناس ،فأمر بالأخدود في أفواه السكك ،فخُدّت و أضرم فيها النيران،وقال :من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له :اقتحم ،ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها ،فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام (يا أماه اصبري فإنك على الحق).
5 ابن ماشطة فرعون:
عن ابن عباس رضي لله عنهما قال :قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ( لم أُسري بي مرَّت بي رائحة طيبة ،فقلت :ما هذه الرائحة :قال(أي جبريل):ماشطة بنت فرعون وأولادها سقط المشط من يدها فقالت :بسم الله ،قالت بنت فرعون :أبي، قالت ربي وربك و ربُ أبيك ،قالت : أو لك رب غير أبي ؟ قالت :ربي وربك ورب أبيك الله ،قال :فدعاها فقال :ألك رب غيري ؟ قالت :ربي وربك الله عز وجل ،قال :فأمر ببقرة من نحاس فأُحميت ،ثم أمر أن تلقى فيها ،قالت :إن لي إليك حاجة ،قال :وما هي ؟ قالت :تجمع عظامي و عظام ولدي في موضع ، قال: ذاك لك لما لك علينا من حق،قال فأمر بهم فألقوا واحداً حتى بلغ رضيعاً فيهم فقال:يا أماه قعي ولا تقاعسي فإنك على حق.
قال : وتكلم أربعة في المهد وهم صغار:
هذا وشاهد يوسف وصاحب جُريج وعيسى بن مريم عليه السلام
6-شاهد يوسف عليه السلام:
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم – ( لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت ما هذه الرائحة قال (أي جبريل) ماشطة بنت فرعون و أولادها ………………قال وتكلم أربعة في المهد وهم صغار: هذا وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى بن مريم عليه السلام.
وقد أشار القرآن الكريم إلى شاهد يوسف لكن لم يخبر أنه تكلم في المهد فقال
وراودته التي هي في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون *ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشاء إنه من عبادنا المخلصين واستبقا الباب وقدّت قميصه من دُبُر و ألفيا سيِّدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو عذاب أليم قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قُدَّ من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قُد من دُبر فكذبت وهو من الصادقين* فلما رأى قميصه قُد من دُبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ) سورة يوسف الآية (23 - 28) .
7- ابن رجل اليمامة:
قال البيهقي
أنا علي بن أحمد بن عبدان ،ثنا أحمد بن عبيد الصفار ،ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا شاصونة بن عبيد أبو محمد اليماني ، وانصرفنا من عدن بقرية يقال لها الحردة حدثني معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقب اليماني عن أبيه عن جده قال :حججت حجة الوداع ،فدخلت داراً بمكة فرأيت فيها رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ووجهه مثل دائرة القمر ،وسمعت منه عجباَ ،جاءه رجل بغلام يوم ولد فقال له رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ من أنا ؟ قال :أنت رسول الله ، قال صدقت بارك الله فيك.
ثم قال :إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شبّ، قال أبي :فكنا نسميه مبارك اليمامة ،قال شاصونة !و قد كنت أمر على معمر فلم أسمع منه.