ماذا تحتسب في الدعوة إلى الله ؟
هل فكرت يوما أن تكون (دليل خير) للأخرين؟
أعتقد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك، وستشعر خلال قيامك به بإنشراح كبير في صدرك يدفع ذلك الملل والضيق الذي تحس به أحيانا..
كيف تصبح (دليل خير) ؟
الأمر سهل جدا، إنك ـ ياعزيزى ـ ستسارع في نشر الخير بشتى أنواعه فمثلا: تعلن بين الأخوة عن المحاضرات المفيدة، والأشرطة والكتب النافعة، وتحاول توفيرها للأخرين حسب قدرتك، توزع أو تعلن عن المجلات الهادفة، تناصر أهل الخير بأقوالك وأفعالك وتدل على أماكن الخير كأماكن تحفيظ القرآن الكريم ، والمراكز الصيفية الجيدة وما تقدمه من أنشطة، وتبلغ المعلومة النافعة بقلمك، بلسانك، بـ...إلخ.
هنا... ستجد نفسك (دليل خير) وداعياً إلى الله!.
ولكن يا إلهي!.. هل تعلم ماذا يعني أن تكون داعياً إلى الله؟.. هذا يعني أنني لن أستطيع أن أحصي الأعمال التي ستحتسب ثوابها!! فهي كثيرة جدا ولكن حسبي أن أقول لك :
إن ما تقوم به أكثر من رائع فما أجمل أن تحتسب هذه العبادات:
1) أجر الدلالة على الخير، فعن أبي مسعود الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من دل على خير فله مثل أجر فاعله"رواه مسلم.
فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك ـ بإذن الله ـ مثل أجور أعمـالهم التي كــان لك الفضل ـ بعد الله ـ في دلالتهم عليها.. فما أسعدك أيها الداعى المخلص بأجور من قد يفوقونك في العمل والإخلاص.
2) أجر الدعوة إلى الهدى، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" رواه مسلم وهكذا يتضاعف أجرك بعدد الذين يستجيبون لك.
3) ثواب تعليم الناس الخير، ألا تحب أن يصلي الله وملائكته عليك؟...
فصلاة الله على العبد: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى. وصلاة الملائكة: الدعاء له..
ليس هذا فحسب فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير"رواه الترمذي وقال : حسن صحيح.
4) ثواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تنطق به كلماتك وأفعالك أيها الداعية..وما يترتب عليه من حصولك على الفلاح وهو جماع الخير.
قال الله تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران:104).
5) ثواب الكلمة الطيبة، " ولعل الكلمة الطيبة هي من أنواع ما عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله فيما رواه البخاري:
"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاَ يرفعه الله بها درجات...".
ولقد ورد في فتح الباري:[والكلمة التي ترفع بها الدرجات ويكتب الله بها الرضوان هي التي يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يُفرج عنه كربة،
أو ينصر بها مظلوما...]
6) أجر هداية الناس، فعن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"... فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري.
7) احتسب أن العبادة كلما كان نفعها متعديا كان ثوبها أعظم .. فما ظنك بالدعوة إلى الله..؟.
أن يعطيك الله علم ما لم تعلمه، لأن طبيعة العمل الدعوي تستلزم الاستزادة من العلم الشرعي والمطالعة المكثفة للكتب إضافة إلى سماع الأشرطة العلمية المساندة... وتستلزم أيضا الاحتكاك المباشر بالناس وقد ترد عليك منهم الأسئلة والاستفسارات التي تدفعك للبحث عن إجابات لها ومن ثم يزداد علمك ويتسع ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
9) زكاة للعلم الشرعي الذي تحمله، وحفظا له من النسيان لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.
10) بركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال:"نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها..." رواه الترمذي. فبلغ واحتسب.
11) ثواب امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال:
"بلغوا عني ولو آية..."رواه البخاري
قال ابن القيم رحمه الله: " أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا، وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله منهم بمنه وكرمه".
12) طاعة لله سبحانه..لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (النحل:125) .
وأنت مأجور على الطاعة.
13) احتسب نصرة الإسلام وأهله، ونصرة المصلحين في كل مكان لأن الهدف واحد، قال الله تعالى {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (الحج:40). وأبشر بالنصر والعزة.
14) ثواب قضـاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم ،وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"... ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة..."رواه البخاري .
وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟..
وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟
15) ثواب مواجهة الفساد والتصدي له، وما يتبع ذلك من جهد ذهني.. ونفسي.. وبدني.. ومالي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. واعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا، وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا"رواه الترمذي وقال:حسن صحيح.
فأبشري بالخير... والنصر... والفرج... واليسر!.
16) أجر التعاون على البر والتقوى، قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (المائدة:2). لأن انخراطك في الدعوة إلى الله يعني أنك تتعاون مع المصلحين فى الأرض...!
17) ثواب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة ـ الدعوة إلى الله ـ تؤجرين عليها، وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسألين يوم القيامة
عن عمرك فيما أفنيته؟.. وعن جسمك فيما أبليته؟.. وعن مالك فـيم أنفقتــه؟.
18) احتسب أن تكون قدوة للآخرين في المسارعة للعمل الدعوي فإن من يحيط بك من أولادك وأقاربك وصديقاتك وغيرهم سيتأثرون بنشاطك الدعوي وسيحاولون السير على نهجك حسب قدراتهم ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية(((وسو دعاء)))