يا ورد قاعد على الكراسى
بقلم حمدى رزق ١٢/ ١٢/ ٢٠١١
(ممنوع الضحك.. رجاء).. تحذير خفيف الظل يعلو تلك الرسالة التى وصلتنى وأنا قاعد على الكرسى، ففزعت قياما كمن لدغته عقربة، وفكرت مليا فى الجلوس على الأرض، واتصلت بأهلى أحذرهم من الجلوس على الكراسى حتى آتيهم بالخبر اليقين.
الجن ينكحون النساء وهنّ على الكراسى، هكذا صفعتنى الفتوى التى صكها الداعية العلامة اليمنى الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ على موقعه الإلكترونى، بعنوان «تنبيه إلى حرمة الكراسى وما أشبهها من مقاعد وآرائك، والله أكبر».
يقول العلامة: «إن من أخطر المفاسد التى بُليت بها أمتنا العظيمة ما يُسمَّى بالكرسى، وما يشبهه من الكنبات وخلافها، ممَّا هو شرٌّ عظيم يخرج من الملة كما يخرج السَّهم من الرَّمية. وإن السَّلف الصالح وأوائل هذه الأمَّة، وهم خير خلق الله، كانوا يجلسون على الأرض، ولم يستخدموا الكراسى، ولم يجلسوا عليها، ولو فيها خير لفعله حبيبى، وقرة قلبى، وروح فؤادى، المصطفى عليه الصلاة والسَّلام ومن تبعه بإحسان. وإن هذه الكراسى وما شابهها صناعة غربيَّة، وفى استخدامها والإعجاب بها ما يوحى بالإعجاب بصانعها وهو الغرب، وهذا، والعياذ بالله، يهدم ركناً عظيماً من الإسلام وهو الولاء والبراء، نسأل الله العافية.
الأمر جلل يا أمَّة الإسلام، فكيف نرضى بالغرب ونعجب بهم وهم العدو، وما يجلبه الكرسى أو الأريكة من راحة تجعل الجالس يسترخى، والمرأة تفتح رجليها، وفى هذا مدعاة للفتنة والتبرُّج، فالمرأة بهذا العمل، تمكن الرَّجل من نفسها لينكحها، وقد يكون الرَّجل من الجّنّ أو الإنس، والغالب أن الجّن ينكحون النساء وهنَّ على الكراسى، وكم من مرَّة شعرت المرأة بالهيجان والشَّبق الجّنسى المحرَّم، وذلك بعد جلوسها على الكرسى؟! ولكَمْ من مرَّة وجدت المرأة روائح قذرة فى فرجها كما خبرت، وكما حدثتنى بذلك بعض الصَّالحات، التائبات من الجُّلوس على الكراسى، لذلك فالجُّلوس على الكرسى رذيلة وزنى لا شبهة فيه. والجلوس على الأرض يُذكّر المسلم بخالق الأرض، وهذا يزيد فى التعبُّد، والتهجُّد، والإقرار بعظمته سبحانه».
هذا نص الفتوى كما تلقيتها على بريدى الإلكترونى غير ساع، أما صاحبها، فكما جاء فى الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) هو الحبيب عمر بن محمد بن سالم بن حفيظ بن عبدالله بن أبى بكر بن عيدروس بن عمر بن عيدروس بن عمر بن أبى بكر بن عيدروس بن الحسين بن الشيخ أبى بكر بن سالم بن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن الشيخ عبدالرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن على بن علوى بن الفقيه المقدم محمد بن على بن محمد صاحب مرباط بن على بن علوى بن محمد صاحب الصومعة بن علوى بن عبيد الله بن الإمام المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى بن محمد النقيب بن على العريضى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الحسين السبط بن على بن أبى طالب وابن فاطمة الزهراء بنت «محمد بن عبدالله» محمد بن عبدالله رسول الإسلام، ولقب (الحبيب) يطلق هذا اللقب فى حضر موت على المتخصصين فى العلم الشرعى ومجال الدعوة إلى الإسلام الذين يرجع نسبهم إلى رسول الإسلام محمد بن عبدالله.
التفسير الجنسى للجلوس على الكراسى وما شابهها من مقاعد وآرائك وكنب ومصاطب يعد فتحا جديدا من فتوحات الأحبة، الكرسى يجلب الاسترخاء، والاسترخاء يؤدى إلى فتح الرجلين، وفى فتحهما شر عظيم. اعتقدت للوهلة الأولى أنها فرية تأخذ شكل الفتوى للهجوم على (حزب الكنبة) فى مصر، تمنعهم من القعود عن الانتخابات التى يؤمها الأحبة بعد سحل وسجن وقتل الثوار، ولكن الحبيب صاحب فتوى زنى الكراسى يمنى الجنسية، ولم يصادف حزب الكنبة فى مصر، كما أن اليمنيين وقوفا فى الميادين منذ مطلع العام فى ثورة.. ثورة حتى النصر، ولن يقعدوا حتى يخلعوا صالح من كرسيه، ربما كانت مساهمة من العلامة فى تنفير صالح وأمثاله من الحكام العرب من الجلوس على كراسى الحكم فيفارقونها إلى غير رجعة، ويعود الحكم إلى سيرته الأولى أرضيا.
الفتوى توفر تفسيرا للهيجان السياسى الذى ينتاب المرشحين المحتملين للرئاسة، فشيطان الكرسى يناديهم أن اجلسوا، وصدق من قال إن من يجلس على كرسى الرئاسة يجلس على خازوق، وفى أوبريت الليلة الكبيرة لعمنا «صلاح جاهين» مقطع معبِّر عن فحوى الفتوى: «يا ورد قاعد على الكراسى».. اللهم لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه.
من جريدة المصرى اليوم