حُرْمَةُ المُسْلمِ
كثيرٌ من الناسِ اليومَ –ومنذ أكثرَ مِن ألف يوم!- لا يَزِنون كلامَهم –مكتوباً كان أم ملفوظاً- بميزان الشرع، ولا بقواعد الأُخوَّة . . .
فتراهم يقعون في ألوانٍ من البَهْتِ، والغِيبةِ، والنميمةِ، والافتراءِ، والظُّنونِ الكاذبةِ!
...
وأكثر ما يُرى هذا –ويُحَسُّ- في مواقع الإنترنت -هنا وهناك- وما أكْثَرَها-!!
ولو أنَّ أولئك-هداهم الله- نظروا -فقط- إلى مثلِ قولِ نبينا -صلى الله عليه وسلم-: «لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسه»: لأدركوا سُوءَ ما قالوا، وأيقنوا بباطلِ ما فَعَلُوا. .
وصَنْعَةُ الكذب الْبَهيم،ومِهنةُ الظنِّ الأثيم: يُتْقِنها كُلُّ أحدٍ -مهما كان، وكيفما كان-، ولكنْ لا ينجرُّ وراءَها، ولا يلبسُ حِذاءَها إلا مَن رقَّ دينُه، ووهى يقينُه . .
فماذا أنتَ مُواجِهٌ -أو قائلٌ- لهذا المفتري الظّان، وذاك المتقوِّل الشَّكَّاك!؟!
هل تُقابِلُ سَفَهَهُ بِسَفَهٍ مثلهِ؟!
هل تواجِهُ كذبَه بكذبٍ معاكسٍ؟!
هل تناقِضُ قالتَه -الضِّدَّ بالضِّدِّ-؟!
لا يسلُكُ هذه المسالكَ، ولا يسيرُ هذه الدروبُ مَن يعلمُ -بيقين- أنَّ له ربَّاً عظِيماً، مِن جليلِ أسمائهِ، وعظيم صفاته؛ أنَّه –سبحانه-: {السميع البصير} . .
. . . يسمعُ افتراءَ المفترين!!
. . . ويُبصر تواطُؤَ الكاذبين!!
فأين أولاءِ من ربِّهم؟!
{ألا يظنُّ أولئك أنهم مبعوثون ليومٍ عظيم}؟!!
ولئن كان ذلك (اليوم العظِيم) –وهو آتٍ آتٍ- يوماً مشهوداً يقتصُّ اللهُ -تعالى- فيه للشاة الجَلْحاءِ من الشاةِ القرناءِ -كما صحَّ الخبرُ عن نبينا -صلى الله عليه وسلم-؛ أفلا يقتصُّ اللهُ –عزَّ وجلَّ- للأبرياءِ من الكَذَبَة؟!!
وللأَنْقياءِ من الشُّكَّاك؟!!
وللأَتقياء من الفُجَّار؟!!
مهما خطَّطَ الظالمون . . .
ومهما رَسَمَ المُفْترون . . .
ومهما تَواطَأَ المُضِلُّون . . .
ومهما افترى الكاذبون . . .
ومهما رَوَّجَ المُرَوِّجون:
فهل ترى -أيها الموفّق للصواب- أنَّ ذلك غائبٌ -أو يغيبُ- عن ربِّنا
هل يظنُّ (أولئك) أن نهايةَ المطاف هي –فقط- هذه الدنيا الدنيَّة؟!
أليس هناك:
موت . . .
وقبر . . .
وبعث . . .
وحِسَاب . . .
وجزاء . . .
ثم:
جنَّة . . .
أو:
نار . . .
{ما يلفظُ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد} . .
إنَّ حُرْمةَ المسلمِ عند ربِّه -تعالى- عظِيمةٌ؛ في نفسه، ومالهِ، وعِرْضهِ، ودمهِ . . .
فأين المُنْتَهِكُهَا مِن ربِّ العالمين {..وهو سريع الحساب}؟!
وأين النَّاقِضُها مِن ربِّ العالمين {..وهو شديد العقاب}؟!
ويْكَأنَّ أُولاءِ النَّاكثين هُم –أعْيَنُهُمْ- مَن قِيلَ فيهم:
ذهبَ الوفاءُ ذهابَ أمسِ الذاهبِ
فالناس بين مُخاتِلٍ ومُوارِبِ
يُبْدُون بينَهُمُ المودّةَ والصَّفا
وقلوبُهُم محشوَّةٌ بعقارِبِ!!
. . . واللهُ المستعان..........وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم