بسم الله الرحمن الرحيم ولا عدوان إلا على
الظــــــــــــــــــــــالمين
ألا يوجد مناصير بمشروع الجزيرة ؟ أعطونا لله
منصوري واحدا.
التحية والإجلال والإكبار والإعجاب لثوار
المناصير الذين ثاروا ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه الظلم والطغيان والطاغوت
والجبروت لم يثنيهم التهديد ولم يخيفهم الوعيد, رجال أمنوا بقضيتهم لم تخدعهم الإغراءات ولا المزايدات ولا الترضيات
الفردية التي عرضت على رؤساء القوم التي يسيل لها لعاب الغير. رفضوا متاع
الدنيا كله من أجل أهليهم وديارهم
.أولا:---
قضية مشروع الجزيرة وقضية المناصير إن كان
أتفقتا في الظلم الذي حاق بهما,لكنهما أختلفتا إختلافا كبيرا وواسعا في الكيفة
والزمان والمكان. والأسباب تعددت ولكن ليس الموت واحدا هنا. كيف؟
1- مشروع الجزيرة مات بأيدي أبنائه
الخونة.والمناصير ليس بينهم خائن أو منافق أو متملق او منبطح, فجباؤهم عالية
شامخة.
2- مشروع الجزيرة بيعت بنيته التحتية التي تقدر ب30
مليار دولار بأبخس الأثمان وهي ملكا للمزارع بالصكوك والمستندات والوثائق الدولية
(الحكومة لا تملك مليما) وهذا ضرر لم يمس المناصير!
3- مشرووع الجزيرة بيعت سكك حديده في
مسافة 1300 كلم بقطاراتها أثناء ساعات الدوام الرسمي. هذا يعني بكامل صحتها.
بيعت الهندسة
الزراعية بعدتها وعتادها وشيولاتها وتركتراتها وحفاراتها ,بيعت وهي تقوم بعملياتها
الزراعية اليومية بالغيط.هذا لم يرد في مظالم المناصير.
4- تم بيع 14 محلج بكامل هيئتها وعافيتها لشخص كان يعمل سائقا بالمشروع هذه
المهازل لم يسمع بها المناصير.
5- تم بيع 2500 وحدة سكنية مشيدة بالمواد الثابتة في سوق الله أكبر بالإضافة
لبيع السرايات والمخازن والمستودعات والعمارت في لندن(لانكشير) وفي بورتسودان في
مساحة 300 فدان وبيع خزان سنار لاحقا لشركة الكهرباء. ثم تم تسوية مواعين الري
بالأرض هذا العز وهذه المملكة زالت في لمحة البصربإشارة واحدة من المركز وأصبح
مشروع الجزيرة خارج الخدمة والمزارع خارج الشبكة.
أقسم بالله لو كان الضرر والظلم والجور
والإستفزاز الذي وقع على أهل الجزيرة لو لحق بالمناصير لقامت الدنيا ولم تقعد
ولجعلوا عاليها واطيها بالعكاز لا بالإعتصام.
ثانيا :--- قبل إنشاء السد تمت إستشارة
المناصير فردا فردا في الريف وفي الحضر ولم لا؟ أليست هي دارهم.اتحسبها هي الجزيرة؟
الم تقرأ في الأطلس (دار المناصير) ؟هل وجدت دار الجزيرة؟أو دار الخرطوم؟ نعم
الحكومة تقربت وتودت لهم لكي يقبلوا بإنشاء السد فطلبوا من الحكومة أن تنتظر حتي
يجتمعوا بقومهم ويقرروا وعلى الحكومة ان تقف بصف الإنتظار لأجل غير مسمى أو تروح في
داهية.وأخيرا بعد إنتظار طويل أربك الحكومة وافق المناصير على إنشاء السد, ولكن
بشروطهم هم وبأيديهم لا بيدي عاصم ولا أسامة. ووافقت الحكومة على مضض على كل
الشروط التي وضعها المناصير ولم تعترض على بند واحد, خوفا ووجلا أن يغير المناصير
رأيهم وبصبح إنشاء السد من رابع المستحيلات ولو جاءت حكومات العالم كلها. والمناصير
كانوا رجالا أوفوا بما عاهدوا والحكومة أخلفت بما اوعدت.ووعدتهم بوعد عرقوب وقلبت
لهم ظهر المجن ولكن المناصيرانقلبوا أيضا 180 درجة وفتحوا لها صدورهم مكشوفة
وعارية حتى بقضي الله أمرا كان مفعولا.
ثالثا:--- مشروع الجزيرة وما أدراك ما مشروع
الجزيرة.لو نظرنا لمطالب المناصير نجدها جاءت بعد التنمية والعمران وبعد أن ملكوا
أكبر سد في أفريقيا ولكن هذا لا ينفي حقوقهم المشروعة والمتفق عليها من الرئاسة
للولاية وسوف ينزع المناصير حقوقهم من الحكومة ولو تحصنت بأستار الكعبة لأن الحق
ينزع ولا يمنح.عكس أهل الجزيرة الذين نزعت منهم حقوقهم ودمرت تنميتهم أمام أعينهم
وبيع مشروعهم ولم يستشيروهم أو يأخذوا رأيهم حتى لو كان من باب العلم.سئل
الوزير عبدالرحمن نورالدين الذي قام ببيع أصول المشروع في عقر دار أهل الجزيرة
بالجرس ومكبر الصوت هل كان هنالك إعتراض من المزارعين وأنت تبيع ممتلكاتهم للشركات
والتجار؟ قال بكل أسف لا...حتى لو كان بالهمس..لا .في حين أنني جئت لهذه المهمة
بعد أن كتبت وصيتي وودعت أولادي,والوزير لم يكذب وهذه أول مرة أجد فيها إنقاذي
صادق في أقواله.
نعم منذ تعطيل مشروع الجزيرة قبل 22 سنة
وأهله يعيشون على ديوان الزكاة ومدخرات المغتربين. لم نسمع هنالك إحتجاج أو
إستنكار من أحد ولم نرى مزارع جرح أو أوقف لمدة ساعتين من أجل مشروع الجزيرة,هنالك
تنمية وعمار وإعتصام وهنا في الجزيرة دمار وخراب وإستسلام.
المناصير وقفوا موقفا يشبهم دافعوا عن حقوقهم
وهم على قلب رجل واحد.لم يلينوا ولم ينكسروا.دافعوا عن حقوقهم بكل أدب
وإحترام مصحوبا بالأنفة والكبرياء وعزة النفس
التي من شيمائهم
ولكن هنا لابد من ذكر دور القبيلة التي خلقها
الخالق.والمناصير مشهود لهم بولائهم للقبيلة والنزول عند رغباتها مهما كلف ذلك
والقبيلة مسئولة عن حمايتهم مهما كلفها ذلك. وهم أبناء عمومة وهم على الغريب.. هذا
العنصر الإجتماعي الهام والحيوي مفقود في الجزيرة ولأن الجزيرة لحم رأس وبها 119
قبيلة ولذا أستغلت الحكومة هذه التركيبة السكانية الغريبة والوحيدة في السودان
وقامت بذبح مشروع الجزيرة ليتوزع دمه بين هذه القبائل ولكي لا يكون له بواكي.
شكرا للمناصير على هذا الموقف البطولي الذي
يجب أن يسجل ويدرس في المدارس حتى يتعلم الجبان والرعديد قوة البأس والشدة وقوة
الصبر والتحمل وقوة الشكيمة والعزيمة والإرادة وحتى يستخلص كل متراخي ومتهاون في
حقوقه العبر والدروس من المناصير في إدارة قضيتهم لحماية أرضهم وعرضهم من الخونة
والمارقين.التحية للمناصير في حلهم وترحالهم.
اللهم أنصر المناصير ظالمين أو مظلومين..
بقلم المزارع/ بكري النور موسى شاي العصر/ مشروع
الجزيرة.
الإقليم الأوســـــــــــــط / مدني / ودالنــــــــــــــــــور
الكواهلة..