الخرطوم: الأحداث
جدد زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي دعوته لإصلاح النظام الحاكم بدلاً عن المناداة بإسقاطه. وأكد في ذات الوقت أن كل الظروف الدالة على فشل النظام الحالي والتطلع لآخر متوافرة. وأضاف مخاطبا ملتقى شباب حزب الأمة أمس "الهدف المشروع في بلادنا هو إقامة نظام جديد." منوها إلى أن البعض يردد شعارات ثورات الربيع العربي: بأن الشعب يريد إسقاط النظام، لكن ذات الشعار طبقا للمهدي يناسب ظروف حراك غير متفقة على معالم نظام جديد، لكنها متفقة على هدف واحد هو إسقاط النظام. منوها إلى أن الحيرة باتت تلفهم بعدها بحثاً عن البديل، وأضاف يقول "إننا إذ ننادي بنظام جديد نكون اتخذنا موقفا أنضج يتجاوز مجرد الإسقاط إلى تحديد معالم البديل" ونبه زعيم حزب الأمة إلى أن إسقاط النظام وسيلة ولكن التطلع لنظام جديد يمكن أن يسمح بوسائل أخرى تشابه ما جرى في دول تشيلي، وفنزويلا، والبرازيل وغيرها. واستشهد المهدي بما قالته رئيسة تشيلي السابقة ميشيل باشيلية بأن درجة معينة من الضغط الشعبي تجبر القيادة الحاكمة على الاستجابة لمشروع النظام الجديد، لذلك فالشعار الأجدى هو "الشعب يريد نظام جديد" واتهم المهدي حزب المؤتمر الوطني بانتهاج سياسات شوهت الإسلام ومزقت السودان. وكشف أن حزبه أجرى معه حواراً خلص لاتفاق حول حزمة نقاط أهمها أن يكون الدستور القادم مكتوبا بواسطة هيئة قومية، وأن يجاز عبر مؤتمر جامع تقننه جمعية منتخبة. بجانب الاتفاق حول كفالة الحريات. وإجراء إصلاح اقتصادي بعد عقد مؤتمر قومي اقتصادي. فيما سرد المهدي نقاط الاختلاف حول الدستور الحالي وما إذا كان ينبغي استمراره بتعديلات أو إلغائه أم اتخاذ إعلان دستوري بديل. وأشار إلى أن الخلاف نشب أيضا بشأن حل مسألة دارفور في إطار الدوحة أم تجاوزها يضاف إليها التعامل الواقعي مع المحكمة الجنائية الدولية وإعادة هيكلة الدولة. وجدد المهدي التأكيد على أن مشاركة نجله عبد الرحمن الصادق في الحكومة لا تمثل موقف الحزب ولا تعبر عن موقف والده، وأضاف "الإجراء لا يمس موقف حزب الأمة الداعي لنظام جديد والعامل له بالجهاد المدني" ونبّه الصادق المنادين بفصل المهدي إلى أنه لم يقدم على الخطوة حين انشقت جماعة الإصلاح والتجديد وكونت حزبا آخر، وكذلك جماعة التيار العام وكلاهما اتخذا موقفاً معادياً لحزب الأمة. وأضاف " تعاملنا مع عضوية حزب الأمة كالجنسية فلا تسحب من أحد". ومضى قائلا إن رفض مشاركة زيد أو عبيد من الناس ومهما كان بعده المؤسسي من الحزب، مشروعة في إطار حرية الضمير وحرية التعبير، ولكن الرفض والمطالبة بإجراءات عقابية مسؤولية هيئة الرقابة وضبط الأداء وليس أجهزة الإعلام، متهماً بعضها بتصعيد الخلافات ليوحي بما يضر سمعة الحزب، وإضعاف موقفه. وأقر المهدي بتفكك الجسم الطالبي في الحزب مع ترهل القطاع الشبابي برغم الجاذبية والفاعلية التي يتمتع بها حزب الأمة أوساط القوى الحديثة. وقال إن تلك القطاعات لا تلقى التجاوب الفكري مقارنة بفئات أخرى. وقال المهدي مخاطبا ملتقى شباب حزب الأمة أمس (إن حالة الشباب والطلاب التنظيمية في حزبنا غير مرضية ومع وضوح الرؤية الفكرية بل هي رؤية متقدمة، ومع وضوح الرؤية السياسية، بل هي رؤية رائدة، لا يوجد مبرر للحالة التنظيمية المزرية). ووضع المهدي حزمة من المقترحات لإصلاح الكيانين، منوهاً إلى الدور المحوري للشباب في نشاط الحزب سيما البرنامج الحركي لجهة تنفيذ الأجندة الوطنية ضمن حملة الجهاد المدني التي تستخدم كافة الوسائل عدا العنف. ووصف المهدي الجيل الحالي من الشباب بالمنكوب نتيجة للسياسات التعليمية التي رفعت الدعم عن التعليم ما أرهق الأسر والطلبة، يضاف إليها السياسات الاقتصادية التي قللت فرص التشغيل للخريجين. فضلا عن نكبته بغلاء المعيشة وتآكل قدرة الشباب أن يتزاوجوا، وأن يجدوا السكن المناسب مما قلل فرص الزواج وزيادة نسبة الطلاق. وأردف يقول "إن الجيل الحالي منكوب لما ألمّ بهم من انتشار المخدرات، والأمراض الجنسية، والعنف الشبابي الذي بلغ درجة غير معهودة. لذلك لا غرابة أن يلجأ كثيرون لإعادة التوطين خارج البلاد أو أن يدفعوا لممارسات إجرامية داخل البلاد".