احيانا تعترضنا بعض المصاعب والمشاكل في هذه الدنيا الزايلة منا من يصبر ويوكل امره الى الله ومنا من يجزع من اول وهلة
ولايعلم ان مايراه شرا الان هو خيرُ له في عاقبة امرة
فحدثني ود حبوبات اليوم عن قصة قد اكون سمعتها ولم اعرف كنهها وقد لا اكون سمعتها من قبل ولكنها ذات مغزي وحكمة
وهي
ان احد الملوك له وزير مقرب ومخلص له وكان لايفارق مجلسه وذو راي صائب الا ان الحساد صاروا يوشون به الى الملك
وفي ذات يوم خرج الملك للصيد ومعه الوزير وبعض الحاشية وشاءت الاقدار ان يصيب الملك اصبعه باحدى ادوات الصيد الحادة
ولم تنجح الاسعافات الاوليه واوصى الطبيب ببتر الاصبع حتى لايعم باقي الجسم كله وفعلا تم ذلك
فزاره الوزير فقال
كلو خير مولاي السلطان
وحسب الهمز واللمو حسبها له سخرية فامر بحبسه سنتين
فقال الوزير ايضا كلو خير مولاي الملك
وجاء موسم الصيد وخرج الملك كالعادة وبعد عن مملكته فوقع في اسر قبيلة من آكلي لحوم البشر فوقع اختيارهم على الملك ليكون وجبة لملكهم
واحميت النيران ووضع القدر وغلى ماؤه والملك يرتجف من مصيره وفجأة لاحظ احد الحراس ان اصبعه مبتور لايصح ان يقدم ناقصا للملك ورُفِع اليه الامر وامر باخلاء سبيله لان اصبعه مبتور
ونجا بفضل الاصبع وعند رجوعه لمملكته قال اتوني بالوزير فقص له ماحدث فقال له الوزير الم اقل لك كلو خير
وحتى سجني كان خيرا لي فقال الملك
وكيف
قال الوزير لو لم اكن في الحبس كنت معك في هذه الرحلة ولاني سليم وغير ناقص كنت ساكون في القدر الان وفي بطونهم
الم اقل لك كلو خير
وفي قصة الرجل الصالح ونبي الله موسى ابلغ دليل
حين خرق السفينة ليعيبها حتى لاياخذها الملك عصبا
وقتل العلام حتى لايرهق ابواه المؤمنين ويضيع عليهما الجنة
وبنى الحائط رغم امتناع اهل القرية لتقديم الطعام حتى لايضيع الكنز للغلامين اليتيمين
ليتنا نصبر ونحتسب حتى ان طعنتنا شوكة فصبرنا عليها فباذن الله سنؤجر