الوسطية هى الاعتدال والاستقامة على صراط الله عز وجل أي تعني اتباع الصراط المستقيم والثبات عليه والحذر من الميل الى احد جانبيه ان الوسطية من خصائص الامة الاسلامية وهى سبب خيرتها ولا تزال الامة بخير ما حافظت على هذة الخاصية التي تتميز بها..
خاصية الوسطية تمثل الاعتدال والاستقامة على صراط الله عز وجل فاذا خرجت عن الوسط الى احد جانبيه ففرطت او افرطت فقد هلكت فان التطرف مهلكة والتطرف لا يختص بالغلو والافراط وانما الغلو والافراط تطرف والتقصير والتفريط تطرف ايضا وكلاهما مهلكة للفرد والمجتمع.
الوسط اسم لما بين طرفي الشئ وقد يطلق على ما له طرفان مذمومان كالجود بين البخل والسرف .المقصود بالتوسط ان يتحرى المسلم الاعتدال ويبعد عن التطرف في الاقوال والافعال بحيث لا يغلو لا يقصر ولا يفرط .
فمتى ابتعد الانسان عن الافراط والتفريط فقد اعتدل على اوسط الطريق واستقام على الصراط المستقيم كما امر الله تعالى ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾ [ الأنعام:153] .
فالذي يفرط في حق الله ويقصر في القيام به متطرف سواء ترك الصلاة او منع الذكاة او ترك صيام رمضان او ترك الحج مع القدرة عليه فهذا انسان متطرف اذا ضيع حق الله ومن الحقوق اشد تضيع فهو لا يبر ابويه ولا يصل رحمه ولا يكرم اليتم ولايحض على طعام المسكين منتهك للاعراض سالب للاموال مزهق للارواح فهو شر وبال على المجتمع.
كما ان الذي يتطرف الى حهة الغلو والتشدد ويوجب ما ليس بواجب ويحرم ما ليس بمحرم ويكفر المسلمين ويفسق الصالحين فستحل دماءهم واموالهم ويسعى في الارض فساد قال تعالى: (وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا).
كما ان الطرفين يخالفون صريح الايات والاحاديث التي تنهي عن التفريط والافراط لكيهما وتدعو الى التوسط والاعتدال والواجب على كل مسلم ومسلمة ان ينأي عن التفريط وان يبعد نفسه عن الافراط حتى يكون من هؤلاء الذين قال الله عز وجل فيهم: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدً ﴾ [ البقرة:143] . وليعلم ان الفضائل كلها منوطة بعدم التفريط والافراط في الامور كلها.
نسأل الله تعالى ان يثبتنا على صراطه المستقيم وان يعصمنا من التطرف عنه الى الافراط او التفريط ..