إلى سادتي وإخوتي من العلماء والدعاة والمثقفين ..
اليكم صرخة صادقة واستغاثة ناطقة ..
من فتاة مؤمنة تستحق التأمل العميق ..
لأنها تمثل شريحة واسعة من السيدات ..
متشبثات بإيمانهم مشفقات من تفلته ..
فهل من مستجيب ملب ؟
فالأمر جد .. والخطب جلل .. والمسؤولية والله عظيمة ..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لا أدري لماذا لا أحس بأن ذلك الكشغري كفر أو ارتد عن الاسلام
أحس بأن الضيق والتشدد الذي ربما عاش فيه ولد بداخله حيرة وأسئلة هو نفسه لا يعرف لماذا يطرحها وأين إجابتها وكل هذا ناتج عن فهمنا الخاطيء للدين الحقيقي وتشويه صورة الله عندنا نحن كعرب ومسلمين منذ الطفولة
أنا مثلا دائما عندما أقوم الليل وأقرأ القرآن واقوم بكثير من الاشياء التي أحاول من خلالها التقرب من الله
دائما أسأل نفسي ترى يا أسماء هل أنت تفعلين هذا حبا لله أم خوفا منه
أنا أصلا أستغرب عندما يقول لي شخص أنا أحب الله كثيرا
لا أفهم كيف يكون هذا الحب
لقد تربيت على فكرة صلي والا ستحترقين في نار الجحيم
تربيت على فكرة الحجاب والا فالله سيعاقبك بأشد أنواع العقاب
تربيت في منزل محافظ جدا على فكرة المرأة عورة جدا وجودها عورة
هي في ذاتها عورة
عذاب القبر
سكرات الموت
مظاهر القيامة
الحشر وعذاب الانتظار دور العرض على الجبار وأنا ما أزال طفلة صغيرة جدا
ودائما عندما اسمع حديثاً صادرا عن شيخ متشدد ودائما يرهب أبكي وأقول ترى هل الله حقا كما يصوفونه؟
لماذا هم متأكدين هكذا؟
لماذا يقولون هذه الاشياء عن الله؟
هل الله خلقنا حتى يعذبنا هكذا؟
ما الفائدة من وجودنا أصلا اذا كان كل هذا ينتظرنا؟
وعندما اسأل اخي يقولي لي لديك نقص ايمان
اي ايمان؟
أنا اسألك عن الحب هنا وليس الايمان
أنا اشعر بخوف شديد وكأنه لدي رهاب من كل شيء
وفي نفس الوقت أجد التناقض
هذا أخي الذي يخاف الله ويقرأ القرأن ويصلي في المسجد لكن مشاعره لا تتحرك أبدا عندما يراني مريضة وابكي
عندما يضربني بشدة لا لشيء سوى لآنه رجل
وأبي عندما ضربني أمام مرأى فتيات يدرسن عندي لأنني لم أزاحم الرجال على الحافلة
استحيت أن أزاحم الرجال على الحافلة فذهبت الحافلة ولم أركب فيها لأذهب لعملي
هذا أبي الذي رباني على فكرة الرجل مخلوق بغيظ
لماذا إذا يريدني أن ازاحمهم على الحافلة فلتذهب الحافلة الى الجحيم ستأتي غيرها
هل أنا ايضا لدي نقص ايمان؟
أنا لدي رهاب من كل شيء
من الدين
من الرجال
من المتدينين
لما اشوف شخص متدين اقصد ... (حذفت تحديدها لتوجه ديني معين حرصا على استماع الجميع لصرختها)
لا ادري لماذا اشعر بالخوف؟
لدي خوف شديد من الرجال أنا ارفض كل شخص يخطبني لأني أخاف من الرجال وخاصة المتدينين ولطالما سألت نفسي هل كنت سأخاف من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو وقفت أمامه ايضا؟
لا أدري
الناس الذين يحكمون على الاخرين
ما ادراكم بايمانهم؟
كيف يمكن أن تكونوا واثقين هكذا؟
لا احد مهما بلغ به تدينه مراتب عليا
ومهما كان شيخا كبيرا ذا علم ومعرفة
لا يملك أدنى حق في الحكم على ايمان أي مخلوق
هذا الأمر حق لله عز وجل وحده
مشكلتنا منذ البداية أننا رضعنا العقيدة عن جهل
كنت أتمنى لو رضعت حب أبي وعطف أخي علي وحنان أمي بدل ما اعرف كل تلك الاشياء التي جعلتني ما أنا عليه
لماذا هؤلاء المتدينين يقتلون كل شيء جميل بداخلنا
عندما أسأل أخي دعني أقود السيارة وأنت بجانبي
ماذا هل جننتي يا فتاة؟ كيف تسألين طلبا كهذا؟
ولم لا؟
أنت فتاة يعني نقص دين ونقص عقل
طيب ألست بشرا؟
ربما أو أحيانا تكوني كذلك
لكنني أبقى بشرا أنت أيضا بشر ولكنك تقود السيارة وبمفردك
أنا طلبت منك أن اقودها وأنت بجانبي
لماذا لا تفهم يا أخي بأن كلانا من طين؟
أنت لست من ذهب أنت لست من ذهب مطلقا
اصمتي أنت وقحة وتحتاجين الى تأديب
أخي لطالما حلمت برؤية البحر
ماذا هل جننتي؟ البحر؟ هناك رجال كثر
ما دخلي أنا بالرجال لقد كرهت رجال الكون بسببك أنت وأبي
أخي دعني اذهب معك انت وزوجتك للمطعم هذه المرة ولو لمرة واحدة فقط
النساء لا يذهبن الى المطاعم
والله يذهبن صديقتي ذهبت مع زوجها الى مطعم وأخبرتني أن الاكل في المطاعم يفوق الوصف
صديقتك ذهبت مع زوجها وأنا ساذهب مع زوجتي انت اذهبي مع زوجك
وينفجر ضاحكا
لكنني أخاف من الرجال
عندما يمر علي رجل أقرأ جميع الايات التي أحفظها
فالحقيقة المرة هي هذه
هي صورة الدين لدينا شئنا ذلك ام ابينا
سواء أنكرتم ذلك يا شيوخ وادعيتم ان الاسلام مطلقا لم يأمر بكل هذا التضييق وشد الخناق
نعم أعلم ذلك لكنكم تفعلون أكثر من هذا اثناء التطبيق
وانتم أدرى منا بالله فأنتم ركائز الامة
مرة رايت سيدنا عيسى عليه السلام في منامي وأنا تائهة حافية القدمين أحمل قلم في يدي قلت له ساعدني يا نبي الله ألست بنبي؟ لماذا لا تساعدني؟ أنا ابحث عن شيء لم أجده في أي مكان فأجابني عليه السلام أن الذي أبحث عنه لا يوجد في الدنيا بل في الاخرة
فسألته ما الذي أبحث عنه؟
أنا اصلا لا ادري عن أي شيء أبحث؟
استيقظت على أذان الفجر يقول حي على الصلاة حي على الفلاح