بسم الله الرحمن الرحيم
- كلمة الإمام الصادق المهدي
وقفة مع الجيل الجديد:حديث للحبان
21 مارس 2012م
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه،
أيها الحبان،
السلام علكيم ورحمة الله، ولا شك أنكم أمتعتمونا متعة كبيرة بما شاهدنا وما سمعنا، وهذه المواهب التي رأيناها من تشكيل ودراما اجتماعية وشعر ونثر نعمة كبيرة. سوف أخاطبكم بمعانٍ أريدكم أن تسمعوها وتعرفوها وفي النهاية سوف نجري مسابقة لمعرفة مدى إدراككم لهذه المعاني ونوزع عليكم جوائز حسب الفهم، وأرجوكم انصتوا لتفهموا ما أود قوله لكم وتتابعوه.
وقبل أن أبدا أريدكم أن تقرأوا الفاتحة على روح شاعر سوداني توفي أمس في حادث حركة اسمه محمد الحسن سالم حميد، إنه شاعر سوداني كبير ربما بعضكم لم يسمع عنه، لقد لاقيته قبل فترة وأهدى لي ديوان له عنوانه "أرضا سلاح" فيه يقول:
ينفتح باب الصلاح
ينفرج هم القلوب
تتندى بالأمل المباح
أرضا سلاح.
أرضا سلاح هي الحاجة التي سأبدا بها كلامي لكم، وهي تعبير يستخدموه في العسكرية تقال حينما يوقف الناس القتال، وهو يقول إن أي شيء بالعنف ليس له ديمومة لذلك الناس يدعموا القوة بالحق، لكن لا يقولوا ينفذوا الحق بالقوة، لذلك فالانقلاب العسكري والأمن الذي يقهر الناس، ومن يحققون أهدافهم بالقوة كلها وسائل باطلة، الناس حقو الحاجة التي يريدون يسووها بما يسمى القوة الناعمة: بالحجة بالاقناع بالاقتناع، فهي عبارة جميلة جدا وهي تعني الا نعمل اي حاجة بالقوة بل بالاقناع، لذلك الانقلاب العسكري باطل وما يعمله الأمن في الناس شيء خاطئ، وكل زول يحاول يسوي الفي راسه بالقوة غلط حتى في الدين غلط لان الله يقول (لا اكراه في الدين) اي شيء بالقوة غلط لذلك أسمى ديوانه "أرضا سلاح".
داير اقول ليكم كلام مقسم على أربعة: مقدمة وثلاثة أقسام، لو معكم ورقة وقلم تقيدوها، وبعدين سنعرف من فهم الكلام "نقشه" ومن"لم ينقشه"؟
أولا: مقدمة
أشكر منظمي هذا اللقاء الهادف وهم: دائرة تنمية المرأة بحزب الأمة، وموقع "هنا الأطفال"، أن جمعونا بكم هذا الجمع وأقول إني مستعد للتعاون التام معهم لتحقيق كل ما في صالح الأطفال.
نحن الكبار لا بد يكون شعورنا عن أطفالنا أنهم أكبادنا تمشي على الأرض ولازم يكون شعورنا نحوهم زي شعور الإنسان نحو كبده يعني شعور حميم ودافيء.
وفي أمر العلاقة بينهم وبين أجيال الكبار هناك وصايا عشر أوصي بأنها تكون أساس العلاقة بينهم وبين غيرهم، وهي مضمون القسم الأول من حديثي.
القسم الأول: الوصايا العشر
لازم تفهمومها أنتم وآباؤكم وأمهاتكم ويتعاملون بها، فاحفظوا هذه الوصايا العشر:
·أن تقوم العلاقة بين الطفل منكم وأمه وأبيه وأخيه وأخته على المحبة لا الخوف والإكراه.المحبة هي أن يريد الشخص لأخيه الخير وليس الشر وإذا لاقاه يستمتع بوجوده ويحزن على فراقه المحبة ويجب أن تكون بين الطفل ومن حوله، وهي أهم شيء في العلاقة بين الناس، فالإيمان والحب هما أقوى عاطفتين للبناء عرفهما الإنسان، وحتى في العلاقة بالله فالمحبة أجدى المشاعر، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) [1]، وكان الرسول (ص) مع بعض أصحابه وجاء حفيده فقبله فقال أحد الحاضرين وهو غليظ من العرب قال أنا عندي عشرة أولاد ما بقبّل واحد منهم، الرسول (ص) قال له: "مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمُ"[2]. المحبة تزرع العلاقة الطيبة بين الناس. وعشان كدة أقول ما في زول يقول ليكم "الشفّع" بل يقولوا لكم الحبان، والإمام المهدي قال هذا الكلام ألا يقال للأطفال الشفّع بل الحبان.
·ويجب ألا يخاطبوا بكلمات فيها عنف لفظي خاصة الدعاء عليهم، لا يقول أحد لابنه أو بنته ألفاظ مثل: أكل تأكل السم، أو قم تقوم بلا كراع، مثل هذا الدعاء لا يقال لأنه يخلق في نفس الطفل حالة سيئة. ودائما ما أوصي الآباء والأمهات أن يختاروا لأطفالهم الأسماء بشكل لا نسمي البنين بأسماء الحيوانات الوحشية: نمر، فهد، دبيب لأن الاسم بيعدي صاحبه، ولا نسمي البنات بأوصاف الغزل: ميادة، وغيرها بل نسميهن أسماء الفضائل وليس الأسماء التي يمكن تصير موضوع "مشاغلة" وهذا غلط. ولازم نتجنب العنف الحسي "الدق" التربية الأهم بالقدوة وبالتحفيز، ولا يكون العنف إلا على استثناء وليس القاعدة:
وقسا ليزدجروا ومن يك حازما فليقس أحيانا على من يرحم
·وأهم شيء في التربية العدل بين الأطفال ولا نميز بين الطفل والآخر، لأن المفاضلة تزرع البغضاء بينهم كما تعلمهم الظلم، والظلم قرين الشرك بالله، حبذا ما قال ابن الرومي:
وأولادنا مثل الجوارح أيها فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
يعني كل واحد عنده حوبته لا نميز بينهم. أولادنا ليس معناها البنين بل البنين والبنات كلهم أولادنا. فهم كلهم كالحواس واحد النظر وواحد السمع كل واحد له أهميته.
·كذلك ينبغي ألا نفرق بين الجنسين الأولاد والبنات ونفضّل الولد على البنت، لأن التمييز بينهم ضار وهو مخالف للشريعة الإسلامية، فالذكر هو مذكر الإنسان والأنثى هي مؤنث الإنسان وهما معا الإنسان: "إِنَّ النِّسَاءَ شَقَائِقُ الرِّجَالِ"[3] كما جاء في الحديث الشريف. وليس صحيحا أن المرأة مخلوقة من ضلع الرجل وهو أعوج بل هما معا كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) [4]. الفرق بينهما موجود وهو للتكامل وليس للتفاضل، كما قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [5]، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [6]. صحيح بينهم اختلاف لأن عندهم وظائف في الحياة مختلفة، لكن في الإيمان والإنسانية هم سواسية، يجب أن يعلموا:
قيمة الإنسان ما يحسنه أكثر الإنسان فيه أو أقل
·وينبغي عدم التفاخر بالأنساب والأحساب، السودان فيه عرب وزنوج وبجة ونوبة ونوباويين وكلنا أولاد آدم جدنا واحد فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم"النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ"[7]. و"لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" والناس كلهم فيهم قبس من روح الله، وكلهم أشراف جدهم آدم عليه السلام وهو نبي وربنا قال (ولقد كرمنا بني آدم) كلهم أسود أحمر أصفر ذكر أنثى كلهم لا يقولوا هناك تمايز بين الناس، والتصنيف العنصري خطأ وهو جاهلية. فالناس لا يتنابذون ولا ننادي أبدا يا عبد، ويا خادم، ويا فرخ، ويا حلبي، هذه جاهلية كلها لا تستخدموا أبدا هذه الكلمات التي تدل على أن مستخدمها جاهل، وما يقولونه "الحمرة الأباها المهدي" غير صحيحة، وهي وضعة سودانية لأن المهدي إنما رفض أعمالهم لا ألوانهم. الألوان لا تدل على أي شيء الناس كلهم من آدم، والسواد ليس عيبا بل هو نتيجة للبيئة، الشاعر السوداني جقود قال: ليس السواد عيب للجسوم سود الجسوم وقلوبنا بيض.
وقال الشاعر العربي:
أحبك يا لون السواد فإنني رأيتك في العينين والقلب توأما
وما كان سهم العين لولا سوادها ليبلغ حـــــبات القلوب إذا رمى
إذا كنت تهوى الظبى ألمى فلا تلم جنوني على الظبي الذي كله لما
نعم ننتسب للأسرة وللقبيلة، ولكنه انتساب تعارف لا تفاضل. قال العبادي وهو من شعراء الحقيبة:
جعلى ودنقلاوى وشايقى إيه فايدانى
غير جعلت خلاف خلت أخوى عاداني
خلو نبانا يسري على البعيد والداني
يكفى النيل أبونا والجنس سودانـــى
هذا هو المعنى الذي يجب أن تحفظوه وتفهموه، نعرف أسرنا وقبائلنا للتعارف وليس التفاخر فالسودان ملون ومتعدد الإثنيات واللغات ..الخ. ولو استخدمنا هذه اللغة تأتي لنا بفتنة كبيرة بيننا ويجب ألا نستعملها.
·تربية الأطفال على حقوق الإنسان هامة وهي تعود لخمسة مبادئ: الكرامة، الحرية، العدالة، المساواة، والسلام. والآن العالم كله يحترم حقوق الإنسان ومواثيقها وهي كثيرة ومنها معاهدة حقوق الطفل الدولية، وحقوق الإنسان ليست فكرة أجنبية بل هي أصيلة في تعاليم الإسلام وهي كذلك تنطلق من نفس المبادئ الخمسة.
·ولازم نعمل تربية دينية. الدين ضروري للحياة (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)[8] وهو ضروري لرضاء الله وأداء مناسكه وواجباته لا سيما الأركان الخمسة، وهو مطلوب لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة، أما الذين يشوهون الدين بالتكفير والتحريم فهم ينفرون الناس من الدين، والنبي (ص) يقول " بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا"[9]:
الدين ليس تجهما وعبوسا والدين ليس مظاهرا وطقوسا
الدين إيمان وفيض سماحة فاسعد وأسعد لا تكن منحوسا
·ولازم نعمل تربية بيئية، الزهر والنهر والشجر والثمر كلها مخلوقات في الطبيعة، يجب أن ندرك أن كل موجودات الطبيعة من جمادات وبحار وأنهار ونباتات وحيوانات أسرة طبيعية معنا في منظومة الكون فلا نعاملها بقسوة، هذه الأرض هي العش الذي نشأنا فيه والقسوة عليها تأتي بالجفاف والتصحر وبمضار كبيرة جدا، والمخلوقات كلها تسبح لله وتخضع لسننه، والحيوانات كما قال ربنا أمم أمثالنا والأرض هي رحم وجودنا:
سَأَلْتُ الأَرْضَ لِمْ جُعِلَتْمُصَلًّى وَلِمْ كَانَتْ لَنَا طُهْرًا وَطِيبَا
فَقَالَتْ غَيْرَ نَاطِقَةٍ لأَنِّي حَوَيْتُ لِــــــــــــكْلِّ إِنْسَانٍ حَبِيبَا
·التربية الوطنية واجبة لا بد نشعر ان هذا الوطن وطننا وأرضه أرضنا وفيه دفنا جدودنا نحبه وننتصر له وندافع عنه، نعرف قيمته وتاريخه ويكون لنا ولاء له ولأهله فنحن يجمعنا الإخاء في المواطنة كما قال أبو ماضي:
وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنّه نازعتني إليه في الخُلدِ نَفسي
·لا بد يكون هناك رعاية اجتماعية وهي تعني توفير ضرورات المعيشة، والصحة، والتعليم؛ حقوق حياتية للجميع ولا يستقر مجتمع إذا لم يوفرها لأفراده. لأطفالنا التعليم حق من حيث تعميمه ومن حيث جدوى مضمونه:
·لمحو الأمية الأبجدية والرقمية والإلكترونية.
·ولاكتساب المعارف.
·ولاكتساب المهارات.
·ولتنمية المواهب.
·ولبناء الوطن.
·وللتأهيل للانفتاح على العالم. ومعرفة التكنلوجيا.
القسم الثاني: المشاكل:
هنالك مسائل كثيرة في محيط الطفل أخص بالذكر هنا سبع مسائل هي:
أولا: التعليم:
في التعليم في بلادنا عشوائية:
·في مجال رياض الأطفال، وهي مرحلة تغلب عليها الأمومة ويرجى أن يتم تدريب القائمات بها، كما يرجى برمجة ما يجري من مواد تربوية وترفيهية.
·ومن عيوب السلم التعلمي الآن طول مرحلة الأساس ما يدمج مراحل عمرية مختلفة في نطاق مدرسي واحد وما يصحب ذلك من مضار.
·ومناهج التعليم توجب مراجعة التلقين لصالح غرس روح الابتكار. الدين نفسه يتم تعليمه بطريقة خاطئة، مثل عقيدة الولاء والبراء في عداوة الآخرين مع أن الله سبحانه وتعالى قال: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.) يعني يمكن تكون هناك علاقة مع غير المسلم إذا لم يعتد علينا لكن المناهج الحالية خطأ.
·مؤخرا تمدد التعليم الخاص على حساب الحكومي ما ظهر معه عيبان: بروز العامل التجاري، والتفرقة الطبقية. هذا كله غير صحيح.
·وهناك ضعف الإنتاج الثقافي للطفل السوداني في المجالات المختلفة: صحافة الطفل، الإنتاح الإعلامي للطفل، والفني، وكافة المجالات التي تثري عالم الطفل، وتربي مهاراته، وتكشف إبداعاته ومواهبه. صحيح تفتقت مواهب بعضكم كما شهدنا ولكن ليس لكل الأطفال.
·وعالم الخلاوي مهمل في التخطيط التعليمي مع كثرة من فيه من الأطفال لا سيما مؤخرا بسبب غلاء التعليم المدني.
·وجود مؤسسات للأطفال كقصر الشباب والأطفال مهم ولكن يرجى أن يتطور في مجالين: المشاركة المجتمعية الفعالة المجردة من أي استغلال حزبي فيكون مجلس أمنائه مكونا من المجتمع كله، وكذلك استنساخ الأنشطة في أقاليم البلاد المختلفة.
ثانيا: كيفية غرس أخلاق السمتة. الطفل السوداني هو المواطن الناضج مستقبلا، وهناك إنسانيات سودانية حميدة يرجى استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة لغرسها في النفوس. أخلاق السمتة السودانية أذكر منها أهمها وهي:
الكرامة: السوداني عنده كرامة لازم نغرسها فيكم، مثلا فيها معنى: لاقيني ما تغديني، بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر. تلاقيني كويس ولا تضبح لي ووجهك عابس.
الكرم: الجود والكرم راجيك نحلة عديل، ولا أظنكم سمعتم بـ(قدح ود زايد) ويقولون إنه كان كبيرا جدا الناس يأتون ليأكلوا منه وراكب الجمل يمكنه ان يتناول منه دليل الكرم، وأيضا عوج الدرب: زول يوقف ناس في الطريق يمنعهم ألا يواصلوا سيرهم ما لم يتغدوا أولا عنده، يسمونه عوج الدرب.
التسامح: السودان بلد فيه تسامح:
الهوى والشرق بي ليمو لماه
الزين والفسل بي خيره عماه
حفر العد غريق لامن يجيب ماهو
شال سعينات الرجال سواها في سقاه
الإقدام: ستار العروض البرفع الواقعات.
التواضع: السودانيون مشهورون جدا بالتواضع: وقيل عنهم في الشعر: الهدمو مترب وقلبو نضيف.
التضحية: أيضا فيها:
البسمع فيهم يا أبو مروة
بي فرارو ينط من جوة
وذلك لنجدة الآخرين. هذه الأشياء يجب نغرسها فيكم.
ثالثا: نبذ العادات السيئة: وفي تراثنا عادات ضارة تلحق بالأطفال، أذكر منها: زواج الصغيرات القاصرات، والذين يقولون إن الرسول (ص) تزوج السيدة عائشة في عمر تسع سنوات فهذا غير صحيح بل عمرها كان حوالي 17 سنة، فكيف يتزوجها الرسول (ص) وهي طفلة وهو أتى بدين فيه الزواج مربوط بمرحلة عمرية معينة: (وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [10]. وآفة أخرى هي أسوأ شيء وعمل من أعمال إبليس هي خفض الإناث، إنه رجس من عمل الشيطان: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) [11].لا بد من أرادت أمها أو أبوها ختانها أن تاخذ موقفا قويا ضد هذه العملية وترفض تلبية تعليمات إبليس.. ختان الذكور ليس كذلك لأنه يقطع زوائد كتقليم الأظافر أو حلاقة الشعر، وهذا يقودنا للحديث عن النظافة وهي من الإيمان.
رابعا: لازم تعرفوا السودان، إنه بلد عظيم جدا وأول انسان اكتشفته الآثار كان في السودان واول من عبد الله في السودان واول من خط بالقلم في السودان، حضارات السودان وقد مر بتسع مراحل حضرية يجب تعرفوها، فالتعريف بعراقة السودان ناقص وهو مطلوب لأن ما فيه من أمجاد مهم للوطنية ويجب تقديم أفلام توثيقية وتطوير المتاحف لتجسيد هذا الماضي العريق والاهتمام بإطلاع الأطفال عليها.
خامسا: إن للعب دورا مهما للأطفال فلا يقال إن اللعب (حاجة ما كويسة) فاللعب يدرب الطفل في استخدام أعضاء جسمه واكتساب المهارات كسرعة الجري في السباق، وحسن التهديف في ألعاب الكرة والبلي المختلفة، وسرعة ارتداء الملابس (كما في لعبة الكاك)، وللألعاب الحركية التي تمرن الأبدان فوائد لا تحصى صحية واجتماعية خاصة كلما تقدمت المجتمعات وصارت أقل في اعتمادها على جهد الإنسان العضلي مما يصيب الأجسام بالتكلس، فهذه التمارين تقوم بتقوية العضلات وتنسيق المجهودات تعاونا لتحقيق الأهداف وغرس الروح الرياضية والتنافس دون غل. ولكل سن لعبها، وحتى حينما يكبر الإنسان يجب أن يواصل في الرياضة وهي ضرورية وأساسية لكل الأعمار، وكل واحد فيكم لازم يراعي جدا لا يسمن فالسمنة حتى في الأطفال غلط، البعض يقولون الطفل لبسه خسارة وأكله تجارة، لبسه خسارة لأنه بيوسخه ويكبر عليه وأكله تجارة لأنه بينمو به لكن أكله إذا زاد برضه خسارة، ومنذ الآن الشايف منكم نفسه مبغبغ لازم يعمل حسابه والأمهات والآباء لازم ياخذوا موقف اوعوا تبقوا (بُخس) لازم تعملوا مجهود كبير جدا (عشان الواحد ما يبقى بخسة).
ألعاب الفيديو التي تلعبونها اليوم مهمة في تمرين الطفل على الاهتمام بالدقة وتصحيح الأخطاء لتحقيق الأهداف، وتدخل الأطفال عالم المعلوماتية، ولكن من سلبياتها أن يكتفي الطفل بها إهمالا للرياضة والرياضة ضرورية للإنسان من المهد للحد. وتؤثر سلبا على علاقات الطفل بأهله ورفاقه، وتؤدي لادمان الشاشة ولهذا مضار كثيرة:
o بعضها صحي مثل التأثير على النظر بأثر الإكثار من التعرض لإشعاعات الشاشة، ومشاكل صحية أخرى، فقد وجدت دراسة أمريكية بأن مشاهدة الأطفال للتلفاز وممارستهم لألعاب الفيديو عدة ساعات في النهار قد تؤدي إلى خفض معدل فيتامين "د" لديهم، وهو ما يؤثر على صحتهم تأثيرا خطيرا. وقالت إن مستويات فيتامين "د" المنخفضة تؤثر على سبعة من بين عشرة أطفال أميركيين، وهذا يضر بنمو عظامهم ويصيبهم بأمراض القلب ويسبب لهم مشاكل صحية أخرى. وقد وجدت الدراسة علو مرتفعات هذه المخاطر لدى الأطفال الذين يشاهدون التلفاز لأكثر من أربع ساعات يوميا أو يمارسون ألعاب الفيديو أو يستخدمون الحاسوب.
o وهناك مضار أخرى نفسية واجتماعية تنشأ من إدمان الألعاب الإلكترونية، فكثير من هذه الألعاب عبارة عن مباريات مصارعة بين أشرار، وأظهرت دراسات أن الاطفال بين الخامسة والسادسة يمكنهم التقاط عدوى العنف من الشاشة، والأولاد والبنات من سن السابعة وحتى الثانية عشرة فيعاني بعضهم من مشكلات عائلية أو مدرسية نتيجة مشاهدة أفلام العنف.
نحن زمان كانت عندنا أحاجي جميلة جدا: ود النمير- الشاطر حسن- فاطمة السمحة- الغول والشكلوته- وحجونا بالبطولات الإسلامية وبطولات المهدية. لكن للأسف الآن لديكم فقط سوبرمان وسبايدرمان وباتمان وزورو، وألعاب الكمبيوتر، كانت عندنا أحاجي كان فيها حكم ممتازة مثلا حجوة أبو زيد الهلالي، أبو زيد دة سأل ابنه: سماح البقر شنو؟ وسماح العيين شنو؟ وسماح العيش شنو؟ يعني شنو أحسن حاجة في البقر، وفي النسوان وفي العيش، ولده قال ليه: سماح البقر قرون، سماح العيين عيون، وسماح العيش جرون، قام أبو زيد قال ليه غلط: سماح البقر يجن شوايل (يعني تكون دارة وشايلة لبن)، وسماح العيين نفايل (أي أحسن حاجة في النساء حسن الأخلاق)، وسماح العيش حاول يلاقي حاول (يعني العيش يلاقي السنة الجاية).
كذلك أنا شيد الهدهدة: هودنا يا هودنا، ما شبعت يا جنى .. والأشعار: دايراك زي أبوي الحارة بيلاقيها.
والأحاجي لها دور في التعريف بالبيئة السودانية: كأنها حديقة نباتات فيها أنواع الأشجار السودانية! وكذلك فيها حديقة حيوانات تحدثك عن البعشوم والمرفعين والأسد! الآن الأطفال صاروا لا يعرفونها الا حينما يدرسون علم الاحياء، صحيح الآن هناك مشتل في الخرطوم فيه تعريف بنباتات السودان، وكانت هناك كذلك حديقة حيوان صارت غير موجودة لأن الجماعة ديل عندهم سبب يزعلوا من حديقة الحيوان لذلك صفوها. وقالوا حينما جاءوا يرحلوا الأسد رحلوه ببطاح أما التيس فرحلوه بعربة كريسيدا، الأسد زعل زعل شديد قال كيف التيس المنحط دة يرحلوه بعربية أحسن مني، قام التيس قال له كدة (وأمسك بذقنه).
ولأهمية التعريف بالبيئة السودانية فأنا عاوز أعمل حديقة نبات لكل نباتات السودان لتكون تعليمية وكذلك لحيوانات السودان الآن لأنه للأسف لا توجد حديقة حيوانات.
و(الغلوتيات) لها دورها في الرياضة الذهنية وكانت بتنفع معانا تقول لزول: دخل القش وما قال كش. (الضل). طاسة طمنطاسة في البحر غطاسة بطنها لولي وضهرها نحاسة. وفي الماضي كانت لدينا عوالم ولدينا رطانة نستعملها لما نكون عاوزين نقول كلام بدون ما يفهمه الكبار، مثلا لو داير أقول: قلت ليك شنو أقول: قجلت قجلجيك شجلنو، أو نقلب الحروف مثلا بدل أقول ليك: إنت داير شنو أقول: نئت رايد نشو؟
سادسا: مع الحرص أن يكون للأطفال عالمهم لتنمية مواهبهم في بيئة خاصة بهم يجب ألا يعاملوا كآفات في حضرة الكبار، بل غرس الشعور أن لهم دائما مكان في حضن دافيء. والنبي(ص) كان في مجلس اتوا له بلبن فاعطاه للطفل الذي كان جالسا يمينه يعني أن الطفل لديه احترام في المجلس.
سابعا: نعم للشعور بالخصوصية أن لنا لون وطعم وماضي وحاضر ومستقبل خاص ولكننا جزء من عوالم أكبر. هذا يحتاج لوزنة. الإنترنت والطائرات جمعت الناس مع بعض. ولا بد اننا مع محافظتنا على هويتنا وخصوصيتنا نتفاعل مع العالم.
القسم الثالث: ميثاق للطفل السوداني
الأطفال عندهم حقوق، وهنالك الآن مواثيق للطفل عالمية، أفريقية، عربية ونحن ملتزمون بها ولكن هناك حاجة لميثاق خاص بالطفل السوداني يتكامل معها ولا يلغيها.
المطلوب الدعوة لمؤتمر جامع لدراسة وإصدار ميثاق للطفل السوداني ويكون الأطفال أنفسهم حضور في المؤتمر.
هذا الميثاق لا بد أن يحدد التالي:
·من هو الطفل؟ وما هي سنه؟ الآن يقال الطفل حتى سن 18 عاما نحن حينما كنا 18 عاما كنا نعتبر أنفسنا مواطنين كاملين، ممكن نقول البلوغ هو الحد، صحيح البلوغ يختلف من شخص لآخر، ولكن يمكن تحديد عمر معين.
·واجبات وحقوق الأطفال تحديدا. الطفل لا بد يلتزم أي زول لازم ينظف هدومه ويتسوك ومن لا يقوم بذلك حلوف (يعني خنزير) الخنزير يضرب به المثل في الوساخة لأنه يعيش في الزبالات، لازم تتسوكوا قبل أن تنوموا وبعد الصحيان بهذه المناسبة اعفن محل في الإنسان فهمه وأحدهم هجا آخر وقال عنه: والله لا أدري أفسا أم تنفسا! النظافة مهمة ولا بد الإنسان يلتزم بها.
·محو الأمية الابجدية والرقمية والالكترونية للاطفال.
·مجانية الخدمات الاجتماعية خاصة سيما تعليم الأساس والصحة الأولية.
·الالتزام بالوصايا العشر المذكورة.
·غرس معاني حقوق الإنسان بكل الوسائل التعليمية، والإعلامية، والأسرية.
·الاهتمام بالصحة الانجابية ورعاية الأم وسائر مطالب الطفل الصحية.
كل هذه المعاني لا بد ان تدخل في ميثاق الطفل.
هنالك الآن قانون الطفل الذي صدر عام2010م ويحتاج لمراجعة وتطوير لأنه:
·أهمل التربية الجنسية وهي ضرورية لكي يعرف الطفل بعض المعاني مثلا الطفل يسأل من أين أتينا لا بد يعرفوا أن الأم والأب مسئولين سويا عن الطفل. ويفهموا ما هو الزواج والطلاق. والبعض بدلا عن تبسيط هذه المعاني للطفل يجيبون على هذا السؤال بشكل خاطئ مثلا: لقيناك قدام الجامع.
·أهمل الخلاوي.ولا بد من الاهتمام بها.
·وضع بنود طموحة لا تنفذ. مثلا: فحص الأزواج.. العدالة للاطفال..الخ.
·يراجع هذا القانون ويراجع كذلك قانون الأحوال الشخصية لما فيه كذلك من عيوب لا تحمي حقوق النساء والاطفال في حالات الطلاق..الخ.
ويرجى أن يقرر هذا المؤتمر تكوين مجلس قومي للطفل لمراجعة السياسات والبرامج والقوانين المتعلقة بالطفل، لكيلا يكون ما تم الاتفاق عليه بدون تنفيذ. وسندعو لهذا المؤتمر ونرجو أن "هنا الأطفال" يساعد في خلق راي عام حول هذه القضايا لمراجعة قانون الطفل وقانون الأحوال الشخصية.
أود منكم تعلقوا هذا الكلام في رؤسكم وأطلب من الحبيب سيد أحمد والحبيبة إنصاف يطلبوا منكم تكتبوا ما الذي فهمتوه من المقدمة ومن القسم الأول الوصايا العشر والقسم الثاني المشاكل والقسم الثالث الميثاق والذين فهموا اكثر سنقدم لهم جوائز مادية وعينية هم يعملوا المسابقة ويحددوا العشرة الأوائل.
أسأل الله يحفظم ويوفقكم ويسدد خطاكم ويبرد حشا آباءكم وأمهاتكم بكم ويوفقكم تبنوا وطنكم وهو الآن حالته صعبة أسال الله في المستقبل يكون أفضل.
* أعد الحبيب الإمام ورقة فيها تفاصيل باللغة الفصحى ولكنه ألقى كلمة دارجية مبسطة اختصر في مواقع وزاد في أخرى على حضور من الأطفال، وقمنا في المكتب بالدمج بين الكلمتين المكتوبة والشفاهية.
[1] سورة البقرة الآية 165
[2] رواه البخاري ومسلم وأبو داؤد والترمذي وأحمد: (قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا ، فَقَالَ الأَقْرَعُ : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) ثُمَّ قَالَ مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمُ)
[3] أخرجه أبو داؤد والترمذي وأحمد
[4] سورة الأعراف الآية رقم 189
[5] سورة التوبة الآية 71
[6] سورة الحجرات الآية 13
[7] أخرجه الترمذي
[8] سورة الإسراء الآية 23
[9] أخرجه مسلم وأبو داؤد وأحمد
[10] سورة البقرة الآية (235)