حنة العريس والعروس
حتى وقت قريب كانت العادات والتقاليد المرتبطة بمناسبات الزواج في السودان محكومة بقائمة طويلة من الاعراف تشكل خطا احمرا لا يمكن تجاوزه بأية حال من الاحوال
و تتنوع العادات الخاصة بالاعراس لكنها لا تخرج فيما يخص طقوسها من كونها جملة اجواء احتفاليه متشابه وأزياء خاصة تعرف باسم (البلدي) تميز العريس وعروسته.
تعليم وتجهيز العروس
تبدأ الاستعدادات والعادات الخاصة بتجهيزها وتهيئتها للفرح ،، حيث تتجمع فتيات الحي من وصيفات العروس للرقص على أنغام غناء الدلوكة وتستمر هذه العملية الشاقة لأيام طويلة وتسمى تعليم العروس ويمتلئ منزل أهل العروس بالأقارب والجيران والزوار وتعم مظاهر الفرح والبهجة وترتفع زغاريد النساء معبرة عن الفرح ،،
من عادات تجهيز العروس
عملية الدخان وهي عملية تشبة حمام البخار تقوم بها العروس التي تجلس على حفرة الدخان توقد بالنار ويوضع عليه حطب الطلح المعروف برائحته الذكية الطيبة وتغطي نفسها جيدا حيث يعمل الدخان المتصاعد من احتراق حطب الطلح
على فتح صمامات البشرة وترطيبها وإكسابها لونا اسمر يلي ذلك عملية تنظيف البشرة من الشعر غير المرغوب باستخدام الحلوة والتي تساعد العروس فيها شقيقاتها أو بنات عمها ، وغالبا ما تلزم العروس منزل أهلها فلا تخرج منه إلا لضرورة القصوى وذلك للحفاظ على جمال بشرتها وزينتها
حنة العروس
حيث تجتمع في منزل العروس اهل العروس وصديقاتها ، وتتم تجهيز صينية الجرتق وبها الحنة والشموع بمختلف الالوان والعطور من صندلية ومحلبية ومجموع والبخور
وتكون العروس في كامل زينتها وتعم الفرحة
منزل العروس وترتفع زغاريد النساء معبره عن الفرحة والبهجة ، وسط البخور واغاني صديقات العروس ، من الاغاني التي تردد في حنة العروس
مبروك عليك الليلة يا نعومة
يا حليل ناس ديل الزمان بيجونا
يوم حننوك والحنة شالت ويوم سرحوكي الدمعه سالت
قبل ثلاث ليال من يوم الزفاف تجهز الغرفة التي بها العروس إيذانا ببدء مراسم وضع الحناء ونقشها على يديها وقدميها من قبل امرأة متخصصة بهذا العمل تسمى "الحنانة"، وتشمل تجهيزات الغرفة وضع "جريد النخيل الأخضر" الذي تزين به الجدران في أشكال بديعة، ثم تفرش أرضية الغرفه بسجاد أحمر اللون، ويؤتى بسرير من الخشب المخروط يوضع فوقه بساط من سعف النخيل يسمى "البرش" مطلي باللون الأحمر، وتجلس عليه العروس مرتدية الثوب السوداني المعروف، ويكون أيضا أحمر اللون، وتوضع أمامها صينيه خاصة مزينة بالورود الحمراء تعرف بـ "صينية الجرتق" عليها صحن مخلوط فيه الحناء وزجاجات من الصندلية والمحلبية والسرتية، وهي مواد تستخدم في وضع الحناء، وتبدأ الحنانة في نقش أشكال مزخرفة جميلة، وأثناء الرسم تغني صديقات العروس أغنية مشهورة "العديل والزين".
حنة العريس
الحنة الأولى وتسمى (القيدومة) حيث يجتمع أهله المقربون وتكون محصورة على العائلة فقط أما الحنة الثانية أو الكبيرة فتتم دعوة الأهل والجيران والأصدقاء وسط جو مليء بالبهجة، وفي حنة العريس لا تأتي العروس ولكن يأتي فرد أو أفراد من أهلها لمشاركة العريس حيث يجتمع أهل العروسين وأصدقاء العريس والجيران حول عنقريب الحنة وهو عبارة عن سرير من الخشب توضع فيه ملاءة خاصة ذات لون احمر جذاب وحوله جريد النخيل ولا بد أن يستقبل (القبلة )وأمامها صينية الحنة بها صحن كبير فيه حناء وفوقها تغرس الشموع ثم أطباق مليئة بالعطور المختلفة، ويجلس العريس مرتديا سروال وعراقي وشبشب وسديرية وطاغية ويحمل صوط عنج ويلبس حريرة في يده وهلال من الذهب الخالص في جبهته على فراش مغطى باللون الأحمر وتحضر من النساء أكبرهن سنا وغالبا ما تكون الجدة فتغرس يدها في صحن الحناء وتضع جزءا منها على قدم العريس فتنطلق الزغاريد، ومن ثم يتناوبن النساء في وضع الحناء على القدمين، ومن ثم اليدين وبالطبع دون نقش، فقط تسوّد باطن القدمين وباطن الكفين وتضع شريطا من الحناء حول الأصابع على ظاهر اليد، وتدعو النساء أصدقاء العريس بالمشاركة في وضع الحناء أيضا على كفوفهم اليسرى وسط البهجة والزغاريد والغناء و«العديل والزين»، وتصبح الحناء على الكفين رمزا للعريس الجديد ، وتقوم البنات بوضع الحنة على أيدي اصحاب العريس وخاصة الوزير وهو الشخص المقرب من العريس وقبل الحنة وعلى انغام السيرة والدلوكة يقوم العريس بجلد اشقائه وشباب عائلته في جو احتفالى خاص يحضره الجميع نساء ورجال وحتى أطفال. وطبعا يكون المقصد هو اثبات الفروسية والاحتمال لأبناء أسرة العريس والغرض من ذلك إثبات الفروسية والشجاعة لهؤلاء الشباب, وعادة ماتسيل الدماء من الظهر والكتف بل قد يحتاج الواحد من هؤلاء لعلاج طويل حتى يبرأ ظهره من أثر الجلد.
للحديث بقية يوم العرس ويوم الصفاح