منتديات ابناء منطقة الهدى
ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتمورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكمورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى ااااااااااورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:49


ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.
أ.د / محمد زياد حمدان


مقدمة
إن الإنسان بدون أخلاق هو بالنتيجة بدون قيم. والإنسان بدون القيم يفقد كل شيء في هويته بدءاً من حسن التقويم الذي خلقه الله به وحسن المعرفة التي تقرر نوع إدراكه وانتهاء بحسن التصرف الذي يوجه سلوكه مع الآخرين ومداخلاته اليومية في الاجتماعات المدنية للناس. وهو بهذا يتحول إلى كيان خرب دون جدوى لأي
شيء: نفسه وأسرته وعمله ومجتمعه ... وقبل عقود طويلة، قال أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقال أرسطو قبل أكثر من ألفين وثلاثمائة سنة بأننا: نصبح عادلين بممارسة العدل في تصرفاتنا ومنضبطون ذاتياً بممارسة الانضباط الذاتي وشجعانا بإنجاز أفعال شجاعة !
والأبناء بشخصياتهم وسلوكياتهم وأخلاقهم كما يبدون في مختلف واحل نموهم من الطفولة والمراهقة فسن الرشد والنضج هم نتاجا لتربية الأسرة وانعكاسا مباشرا لأحوالها: سلباًَ وإيجابا. ولا نعني هنا أن الأبناء
الفاسدون هم دائماً نتاجاً لأسرة فاسدة بدون أخلاق ( لأن الله قد يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي...
أي يخرج الصالح من الطالح ويخرج الطالح من الصالح )، بل أن الأسرة بإهمالها للأبناء حيناً، وانشغالها الزائد عنهم في أمور لها ما يبررها حيناً وما لا يبررها أحياناً عديدة أخرى، تساهم مباشرة، مثل الأسرة الفاسدة تماماً، في إنتاج أبناء سيئين وبدون أخلاق.
وليس المقصود بتربية الأسرة للأبناء في القرن الواحد والعشرين هو تنشئتهم معاصرين في كل شيء يعتقد به و/ بممارسة العالم الجاري الآن، ومتحررين تماماً من الماضي وقيم الآباء والأجداد:...كما أن تكوين هويات الأبناء الخلقية لا يعني تخليد هذا الماضي بإيجابياته وسلبياته وتحويل الأبناء إلى كيانات آلية لتطبيق أخلاقياته وقيمه حرفياً: بدون تعديل وتحديث ومواءمة، بل حصول الأسرة بالتربية على أبناء مؤهلين لقافياً ومنفتحين متفاعلين مع العالم الذي يعيشونه الآن... أي أبناء بهوايات شخصية غنية بالمعرفة وأقوياء بتحمل المسؤولية وقويمين سلوكياً بحسن الأخلاق.
كوارث الأخلاق المعاصرة نتيجة أسر ومدارس لا تربي
إن الحروب والفتن المشتعلة محلياً وعالمياً، والنزاعات الأسرية، والنسب المرتفعة لحوادث الطلاق، وانتشار المخدرات في المدارس وأحياء المدن، وصعوبات التعلم، واضطرابات الشخصية والنفسية ألتي يعاني منها العديد من الأبناء، والانحرافات السلوكية التي لا تحصى كما يلاحظً لدى الشباب، وعناد الأبناء ومعارضاتهم لدستور الأسرة وتمردهم على سلطاتها اليومية، والتسرب المتكرر للأبناء من الحياة الأسرية والمدرسية، وضعف تحصيلهم المدرسي، والفساد الرسمي وغير الرسمي، وفقدان الأمن في مختلف مناحي حياة للفرد والأسرة والمؤسسة والعمل والمدرسة والطريق العام والسوق والأماكن العامة وغيرها ... هي كلها مؤشرات مباشرة لضعف تربية الأسرة والمدرسة ولعدم تربيتهما ولخطأ تربيتهما أحياناً .
لقد أوردت أدبيات التربية في الولايات المتحدة الأمريكية أمثلة عديدة على سوء الخلق الذي يسود سلوك الشباب هذه الأيام، منها أن: مجموعة من الشباب ( الأولاد والبنات ) الأمريكيين قاموا بتعليق أربع قطط من ذيولها بغصن شجرة ثم اضرموا النار ببساطة في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ وعندما سأل البوليس عن أسباب فعلتهم الغريبة، قالوا بدون إبطاء وتردد: أنهم لم يجدوا شيئاً آخر يفعلونه ؟!!
وفي مثال آخر، قام شاب يافع بعمر 15 سنة باستدراج قريب له في منطقة شجرية مجاورة ثم باشر في ضربه حتى الموت بأداة رياضية صلبة ... وفي حديث مع أصدقائه بعدئذ أفاد بأنه أراد أن يرى كيف يشعر عندما يرتكب جريمة !!!
تؤكد إحصائيات عامة لدراسة الجريمة في الولايات المتحدة فظاعة هذه التصرفات الإجرامية لهؤلاء المراهقين في البيانات التالية:
1- معدل ارتكاب حوادث الإجرام لدى الشباب بين عمر 15-24 سنة هو700 % عما هو في كندا المجاورة ،
و400 % عما هو في اليابان على الطرف المقابل للمحيط .
2- 78% من الشباب الذين أجريت عليهم دراسة بعينة كبيرة أقادوا ارتكابهم للغش في المدرسة حتى ممن يعتبرمتفوقاً منهم بتقدير جيد جداً وأعلى .
3- 60% من تلاميذ المدرسة الثانوية ( الإعدادية والثانوية في البلدان العربية ) أفادوا تناولهم للمخدرات، ناهيك عن تناول الكحول.
4- الشباب الحاليون بعمر 18 -30 سنة هم أقل معرفة، وأدنى عناية واهتماماً بالأخبار والشؤون العامة للمجتمع من الأجيال في الخمسين سنة السابقة.
5- 50% من تلاميذ الصف التاسع في إحدى المناطق الغنية الأمريكية أقادوا بأنهم لا يعتبروا سرقة قرص ليزري صلب CD والاحتفاظ بالنقود من محفظة مفقودة أنهما سلوكيات خاطئة.
6- عنف الشباب هو في تصاعد مستمر.
7- سلوكيات عدم الأمانة بالكذب والفشل والسرقة والخداع هي في تصاعد مستمر.
8- عدم احترام الوالدين والأسرة، والمعلمين، ورموز السلطة الشرعية الأخرى في المجتمع هي في تفاقم متواصل.
9- التصرفات الفظة والخشنة للأقران في المدارس هي في ازدياد أيضاً.
10- التمييز والتحيز وجرائم الكراهية تتفا حل باستمرار.
11- الأخطاء اللغوية وضعف الكلام أصبحت منتشرة بوضوح بين الصغار والكبار على السواء.
12- انحطاط الأخلاق وتصرفات التحرش الجنسي خلال العمل تبدو متفاقمةً يوماً بعد يوم.
13- فقدان الشعور بالمسؤولية يلاحظ على نطاق واسع.
14- أمية الأخلاق بدءاً بالمعارف والميول وانتهاء بالتصرفات أصبحت منتشرة على نطلق واسع.
15- عمليات إسقاط الحمل نتيجة ممارسة الشباب غير القانونية للجنس هي الأعلى في الولايات المتحدة الأمريكية بالمقارنة مع أقطار العالم المتقدم ( مادياً ) الأخرى.
إن الحقائق والإحصاءات أعلاه تخص واحداً من أكثر المجتمعات الغربية تقدماً تقنياً ومادياً، فكيف الأمر في البلدان النامية ؟! إن المؤشرات الملفوظة والصامتة للمعارف والميول والتصرفات غير الخلقية هي متفاقمة لا تحصى أحياناً، أما نتائج كوارث الخلق الأفراد والأسر والجماعات والمؤسسات بمختلف أنواعها ومستوياتها، فتبعث الغيظ والأسى والتشأؤم على الصعيدين الرسمي والشعبي في أن. فبعض السلطات تتصرف مع مجتمعاتها بالعنف والإرهاب والتعذيب والظلم والقتل بوسائل وأعداد تفوق ما قام به نيرون في روما القديمة والمقول عن غزوهم عاصمة العباسيين بغداد، وهتلر في ألمانيا الحديثة ؟! .
أما الأفراد والجماعات لدى هذه السلطات: فقد لوحظ اندفاعها السلوكي المجنون للثأر ( بعدم العفو والتسامح ) عن طريق ارتكاب كافة أنواع وصيغ الانحراف الخلقي المعروفة والمبتكرة الجديدة بداً بالسلب والنهب والقتل وانتهاء بتخريب وحرق المؤسسات العامة العادية مثل: الوزارات التقليدية المعروفة، والاستثنائية: الأساسية لحياة الأفراد مثل المشافي والبنوك ودوائر الخدمة العامة، والأخرى الحاسمة لنمو وتقدم ومكانة الناشئة والمجتمع مثل: المدارس والجامعات والمكتبات ومراكز البحث العلمي والمتاحف ومواقع التاريخ الحضاري ؟!...
فالأسرة والأبناء والجماعات، بينما تعيش ظلماً غير خلقي من الاغيار في الخارج، تعاني أيضاً ظلماً غير خلقي أقسى أحياناً في الداخل. وهم بهذا يعيشون في دوائر سلوكية مفرغة ومتصلة من كوارث الفعل ورد الفعل غير الخلقية المدمرة ... والتي لا تسلبهم فقط تركيزهم الادراكي على تحسين الحاضر والمستقبل بل تحرف تصرفاتهم في الكفاح من أجل البقاء بخيارات وممارسات غير خلقية وفي التقلب على الظلم والخطأ بسلوكيات ظالمة وخاطئة أخرى.
ولا سبيل إلى كسر هذه الدوائر المفرغة من سوء الخلق والتصرف، إلا بمبادرة الأسرة أولاً ثم المدرسة ثانياً
في تربية الأبناء على أسس ومبادئ خلقية بالإضافة إلى تعليمها التقليدي للمعارف والمهارات الأكاديمية التحصيلية. فبدون هذه التربية الخلقية، تفقد التربية الأكاديمية أهدافها ورشد عملياتها ونتائجها السلوكية، بل تحرف بعض الابناء عند الرشد في المستقبل ( حتى بمستوى الدكتوراة للأسف حالياً ) بتوظيف معارفهم الأكاديمية المتقدمة في ارتكاب انحرافات خلقية، وفي الإبداع ( كما يلاحظ أيضاً ) في تصرفاتهم السيئة مثل المناورة والخداع والنفاق والكذب والافتراء واللهث المحموم وراء منافع شخصية التي لا يستحقوها غالباً، دون الانشغال في التربية القويمة وتنمية الإنسان وتقدم المجتمع كما هو مفروض !؟.
إن المشكلة الأكبر التي تواجه مجتمعاتنا وأسرنا ومدارسنا هي خلقية بالدرجة الأولى .. فالأخلاق القويمة والهوية الخلقية هي أشد ما تحتاجه أسرنا وأبناؤنا هذه الأيام، لنتمكن حضارياً من النهضة مجدداً والخروج من كبوتنا الممتدة التي استمرت لأكثر من ألف سنة حتى الآن ؟!. لقد أكدّ الفيلسوف اليوناني هيرقليتس منذ أكثر من ألفين وثلاثمائة سنة على أن: الخلق هو المصير ! وإن كل نتمناه بأن لا يكون التدهور الذي نعيشه في البلدان النامية على مختلف الصعد والمستويات، ناجماً عن سوء أخلاقنا ‍‍

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:51

مواصفات الهوية الخلقية للأبناء
تتكون هوية الأبناء الخلقية من ثلاث عناصر رئيسية مباشرة ومبسطة هي: المعرفة الخلقية والميول والمشاعر الخلقية ثم التصرفات الخلقية. فبالمعرفة يفهم الأبناء القيم والأعراف والتقاليد والعادات، وبالمشاعر والميول يهتمون بهذه القيم والأعراف والتقاليد والعادات ويقدّرونها ويحرصون على الوفاء والالتزام بها، ثم بالتصرف يتعاملون مع أنفسهم والحوادث والأشياء في البيئة باعتيار هذه المعارف الخلقية التي يعتقدونها.
مكونات المعرفة والمشاعر والتصرفات الخلقية: تبدو هذه المكونات بالسلوكيات التالية:
أ-المعرفة الخلقية:
1- الوعي الخلقي وخلق الوعي.
2- معرفة القيم الخلقية.
3- فهم الآخر.
4- التبرير المنطقي الخلقي.
5- صناعة القرار.
6- معرفة الذات: حدودها من قوة وضعف.
ب‌- الشعور الخلقي:
1- الضمير.
2- تقدير الذات.
3- التشبه بحال الآخر.
4- حب الاستقامة.
5- الضبط الذاتي.
6- التواضع.
ج- التصرف الخلقي:
1- الكفاح في التصرف.
2- الإدارة في التصرف.
3- العادة في التصرف والتصرف كعادة وعادياً.
مؤشرات الهوية الخلقية للأبناء: تتكون هذه المؤشرات الخلقية من ست، نوضحها بالتالي:
1-القيمة الشخصية، وتبدو من خلال تحلي الأبناء بأربعة أخلاق هي:
* الأمانة. وتعني قول الحقيقة والوفاء والإخلاص، والاستقامة وعدم الخداع وعدم الخيانة، وعدم إخفاء الحقائق الهامة في العلاقات الإنسانية المشتركة وعدم السرقة والمناورة.
* الهيبة الشخصية والاتزان والوقار الشخصي. وتعني أخلاقاً مثل: الدفاع عن المعتقدات الشخصية بخصوص ما هو صحيح وخاطئ، وعدم التغير والتلون بالمحافظة على استقرار الذات، ومقاومة الضغوط لعمل أشياء خاطئة، وتوافق القول مع العمل، والالتزام، والشجاعة والإقدام ثم الانضباط الذاتي.
* المحافظة على الوعود بأخلاق مثل: المحافظة على الكلمة التي يقولها حتى لو تبين لاحقاً بأن الفرد سيخسر شيئاً مادياً نتيجتها، الوفاء بالالتزامات، الوفاء بالديون، وليس المادية فقط بل النفسية والعاطفية والاجتماعية والمعرفية والسلوكية التحصيلية وغيرها العديد بما فيها ديون التعلم والتعليم والتأديب والتثقيف حيث قال الشاعر الكبير أحمد شوقي في هذا السياق:
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً
و قال المثل العربي الحكيم: من علمني حرفاً كنت له عبداً !
ونحن هنا، وفاء للمعرفة بالسلاسل العلمية التربوية التي نصدرها: سلسلة التربية الحديثة، وسلسلة المكتبة التربوية السريعة، وسلسلة التربية المعاصرة للمعلمين والمتعلمين، وسلسلة مقاييس نفس تربوية ثم السلسلة الحالية: الأسرة والأبناء والعلاقات الأسرية التي تضم ا العمل الأسري الحالي: لا نطلب من الباحثين في المعاهد والجامعات ومراكز البحوث، والمدربين في مراكز التطوير الوظيفي أثناء الخدمة للمعلمين والكوادر المدرسية خاصة، والعاملين في الدورات السلوكية والتثقيفية للأسر والمهتمين في المجتمع، ثم الآخرين الذين يكتبون في مجالاتهم وغير مجالاتهم، أن يكونوا عبيداً لا سمح الله، بل ينوهوا الى الأفكار والمصادر التي يستفيدون منها بالصيغ المتعارف عليها عالمياً، لا أن يأخذوا ما يريدون من معلومات وأساليب وحتى كيفيات تنظيم الأفكار وإخراجها وعرضها المنطقي، وفقرات كبيرة وأشكالاً بكامل حرفياتها دون ذكر أصولها أبداًَ ؟!!
* الولاء بواسطة أخلاق مثل: المؤازرة والدعم وحماية الأسرة والأصدقاء والمعارف والمجتمع والوطن، وعدم الاستغابة والنميمة ونشر الشائعات، وعدم التخلي عن مبادئ خلقية من أجل الاحتفاظ بصداقه ومنفعة اوالحصول على مركز وحظوة لدى أحد، وعدم سؤال الأصدقاء والآخرين وابتزازهم للقيام بأعمال خاطئة.
2- احترام الآخرين ومعاملتهم باحترام. يبدو هذا الخلق بتأدّب الأبناء ولياقة تعاملهم مع الآخرين، والحكم على الآخرين حسبما يتضفون به من مزايا، والتسامح، وقبول وتقدير الفروق الفردية بين الناس، وعدم الإساءة والتحقير والمعاملة السيئة لأي إنسان، وعدم استغلال الآخرين والتلاعب بمصائرهم واستعمالهم لأغراض شخصية، واحترام حق الآخرين في قراراتهم الشخصية وحياتهم.
3- التصرف بمسؤولية، بواسطة أخلاق مثل:
* المحاسبة الذاتية: بالتفكير قبل التصرف، واعتبار كافة النتائج المحتملة على الجهات المتأثرة بالتصرف، والتخطيط طويل المدى، والموثوقية بالاعتماد على الأبناء والتعويل عليهم بقول وتصرف المطلوب، وتحمل مسؤولية النتائج، وعدم انتحال الأعذار، وعدم لوم الآخرين عند الأخطاء الشخصية، وعدم تجيير انجازات الآخرين لصالحهم، ثم بذل الجهد ليكونوا قدوة في تصرفاتهم مع الأقران.
* السعي الى الكمال. بالاستثمار الأمثل للامكانيات، ومواصلة المحاولة في أداء المطلوب وعدم الاستسلام بسهولة، والدقة والحيوية في التصرف.
* الضبط الذاتي للتفكير والميول والتصرفات.
4- الإنصاف والعدل بواسطة أخلاق مثل: معاملة جميع الناس بإنصاف، وانفتاح العقل، والاستماع بعناية للآخرين وفهم ما يقولونه ويشعرون به، وصناعة القرارات التي تؤثر ايجابياً على الآخرين، وعدم استغلال أخطائهم وعدم أخذ الأبناء أكثر من حقهم في مداخلاتهم الأسرية والمدرسية والاجتماعية مع الآخرين.
5- العناية والاهتمام بالآخرين بواسطة أخلاق مثل: العناية بالآخرين من خلال اللطف والاهتمام والمشاركة والود والمساعدة عند الحاجة. والابتعاد عن الوضاعة والقساوة وعدم الإحساس بمشاعر الآخرين، والتبرع ومنح الهبات لمن يستحق ويحتاج.
6- المواطنة الصالحة بواسطة أخلاق مثل: التصرف بالأحكام والقوانين، إتباع القانون، القيام بالدور والمسؤوليات المحددة، واحترام السلطة، ومتابعة ما يجري في البيئة. التصويت والانتخاب، حماية الجوار والجماعة، وإيثار وتغليب المصالح العامة على الخاصة، والتطوع في الأعمال الخيرية وحماية البيئة والمحافظة على المصادر البيئية من الهدر والتخريب.

مواصفات بديلة للهوية الخلقية الناجحة للأبناء
تتصف الهوية الخلقية الناجحة التي نقدمها للأبناء، كخيار بديل آخر مواز لما سبق، بالقيم التالية:
أ- القيم المعرفية. يحتاج الأبناء لممارسة هذه القيمة الخلقية للمؤشرات التالية:
1- المعرفة الأكاديمية المدرسية.
2- المعرفة البيئية العامة والمعرفة الثقافية.
3- معرفة الآخرين.
4- معرفة القيم والأخلاق والمثل.
5- معرفة الذات.
ب- قيم التعامل مع الآخرين. وتشمل تحلي الأبناء بما يلي:
1- الاحترام. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم لممارستها منهم بعدئذ، للمؤشرات التالية:
* احترام الذات بقواها وضعفها
* التسامح مع الآخرين
* احترام الأسرة صغيراً وكبيراً
* احترام الآخرين في الدور والقول والعمل.
* تقدير قيمة الأشياء في البيئة
* لياقة التعامل العام.
2- العدل والإنصاف. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية ثم ممارستها منهم بعدئذ، للمؤشرات التالية:
* حسن الاستماع للآخر
* حسن تفهم ما يقوله ويشعر به الآخر
* انفتاح الميول نحو الآخر
* التوزيع العادل في الحقوق والواجبات في التعامل مع الآخر
3- العناية والاهتمام بالآخر. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، للمؤشرات التالية:
* اللطف مع الآخر
* الإحساس بحاجة ومشاعر الآخر
* الاهتمام بالآخر
* مساعدة الآخر
* تقدير قيمة الآخر.
* مشاركة الآخر معرفياً وعاطفياً ( بالتعاطف معه ) وسلوكياً ...
4- الاستقامة. وتعني عدم الانحراف والمراوغة. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، للمؤشرات التالية:
* صحة التفكير
* صحة الميول والانفعالات
* صحة السلوك
* صحة التعامل مع الآخر.
* صحة التخطيط للمستقبل سواء كان هذا ساعة ويوماً وشهراً وسنة وعدة سنوات قادمة
5- التواضع. وتعني عدم التعالي عن الناس والتباهي بشيء عند التعامل معهم. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم منهم بعدئذ، للمؤشرات التالية:
* التواضع في النظرة إلى الذات
* التواضع في التعامل مع الأسرة
* التواضع في التعامل مع الآخر
* التواضع في القول والعمل
* عدم المغالاة في المظاهر والممتلكات الشخصية.
6- البساطة. وتعني عدم التعقيد. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ إلى المؤشرات التالية:
* البساطة في الكلام والتعبير
* البساطة في النظرة إلى الأمور والحوادث والأشياء، أي عدم تعقيده. والتعامل مع الناس والأمور والحوادث
والأشياء بما تستحق.
* البساطة اللائقة والراقية والجذابة في المظهر الشخصي.
* البساطة في العادات اليومية.
7- الوقار. وتعني الهيبة الشخصية. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* انضباط الذات * الاتزان الشخصي العام
* الثقة بالذات * هادفية وجدوى القول والسلوك العام
* تقدير الذات * مقاومة الخطأ والإغراءات لارتكاب خطأ.
* توافق القول والعمل * المثابرة في المعتقدات والمبادئ الشخصية القويمة.
8- الصدق. وتعني عدم الكذب بقول الحقيقة والسلوك الحقيقي كما هو مفروض. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* عدم الكذب والمناورة والخداع في القول والعمل
* قول الواقع
* سلوك الواقع
* الابتعاد عن المجاملة الشخصية المشوّهة للواقع
* الابتعاد عن المداراة والمحسوبية في التعامل.
* توافق القول والعمل.
9- الموثوقية. وتعني الثقة بالأبناء والتعويل عليهم في القول والعمل. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* المحافظة على مصداقية القول والعمل.
* الابتعاد عن المناورة والتزوير.
* الابتعاد عن تغيير الأقوال والمواقف بدون حق.
* العمل بمبادئ معروفة بالقول والفعل.
* استقرار الذات والمزاج النفسي العام.
* اعتماد أسلوب حياة معروف لدى الآخرين.
10- الاعتدال. ويعني الوسطية وعدم التطرف سلباً وإيجابيا في القول والميول والعمل. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* عدم المغالاة سلباً وايجاباً في القول والسلوك والمظهر.
* عدم المغالاة في الانفعالات والمشاعر.
* عدم المغالاة في التعامل اليومي مع الآخرين.
* عدم المغالاة في النظرة إلى الذات .
* عدم المغالاة في فهم الحاضر والتخطيط للمستقبل .
* عدم المغالاة في العلاقات الثنائية المشتركة مع الآخرين بالحب والصداقة والزيارات والنزهات والاجتماعات وغيرها.
11- اللطف. وتعني دماثة ولياقة الخلق والشخصية في التعامل مع الذات والآخرين. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* رقة الهيئة الشخصية العامة بعدم ضعفها أوعدوا نبينها.
*لياقة التعامل مع الأسرة .
* لياقة التعامل مع الآخرين في الحي والدراسة والعمل .
* لياقة التعامل مع الأحياء غير الإنسان كالنبات والحيوان .
* لياقة التعامل مع البيئة والحوادث والمواقف والأشياء .
12-الطيبة. وتعني التصرف بالفطرة السليمة وحسن النية. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، ، إلى المؤشرات التالية /:
* الحديث بدون تكلف وتصنع .
* السلوك بواقعية ودون تكلف .
* قبول الآخرين والتعامل معهم كما هم، بدون انطباعات شخصية مسبقة .
* الإنفتاح وعدم التزمت في التفكير والميول والسلوك .
* العادات الحياتية السليمة حسنة النية بوجه عام .
13- الرحمة. وتعني التعاطف مع الآخرين والعناية بهم. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى مؤشرات التالية:
* الإحساس بمشاعر وحاجات الآخرين .
* تفهم مشاعر وحاجات الآخرين .
* التعاطف مع الآخرين والتشبه بحالهم .
* الوقوف مع الآخرين وتعزيزهم نفسياً واجتماعيا وماديا وصحياً .
* التسامح مع آراء ومشاعر وسلوك الآخرين .
14- الكرم. وتعني إعطاء الآخرين ما يحتاجون. وهو ضد البخل. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* قبول الآخرين بدون ميول وشروط مسبقة .
* الإحساس بحاجات الآخرين .
* تفهم حاجات الآخرين .
* الاستجابة لحاجات الآخرين .
* مساعدة الآخرين على أسس: النزاهة والموضوعية والبعد عن المصلحية.
15- التفاؤل. ويعني النظرة الايجابية المنفتحة على الذات والناس والحوادث والأشياء، تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* التفكير الايجابي في الناس والحوادث والأشياء والمستقبل.
* الميول الايجابية المنفتحة نحو الناس والحوادث والأشياء والمستقبل.
* التعامل الايجابي المفتوح مع الناس والحوادث والأشياء.
* الحيوية والمثابرة وإشرافة المظر الشخصي العام .
* تبنى توجهات وخيارات إيجابية للمستقبل .
16- القناعة. وتعني رضا الأبناء عما هم عليه من أحوال وعلاقات. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* الثقة بالنفس والقدرات الذاتية.
* التفكير الواعي المعمق قبل العمل.
* إنجاز المطلوب ( تفكير وميول وسلوك وعلاقة إنسانية ) بأقصى ما تسمح به ظروف الذات والزمان والمكان.
* تقييم النتائج بموضوعية وتصحيح ما يلزم وكما تسمح به الظروف الآتية.
* قبول النتائج النهائية للتفكير والميول والسلوك والعلاقات مع الآخرين بدون أسف وندم مع التوجه للأفضل في المستقبل.
17- التسامح والعفو. تفهم أعذار وأخطاء وتجاوزات الآخرين وبدء صفحة جديدة في التعامل معهم. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* التعامل السوي الواعي مع الآخرين.
* التدقيق في أحوال وظروف وحاجات الآخرين.
* تفهم ما قاموا به من ميول وسلوك وتصرفات.
* قبول أعذار الآخرين عما قاموا به من أخطاء وتجاوزات.
* التعامل مع الآخرين بميول وأهداف جديدة.
18- المحافظة على الوعود والمواعيد. وتعني تنفيذ ما أعطي للآخرين من قول وعمل ولقاء وشيء مادي وخيرة أدبية وعلمية، في الزمان والمكان المحددين. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* فهم الذات والإمكانيات الشخصية.
* تفهم رغبات وحاجات الآخرين.
* التدقيق في الاستجابة الممكنة لرغبات وحاجات الآخرين في ضوء الإمكانيات الشخصية المتاحة ومتطلبات الاستجابة لرغبات وحاجات الآخرين وظروف البيئة الآنية.
* تقرير نوع ودرجة وكيف وتوقيت الاستجابة الممكنة لرغبات وحاجات الآخرين.
* إنجاز الاستجابة المطلوبة في الزمان والمكان المحددين.
19- الولاء. ويعني الانتماء الإدراكي والعاطفي والسلوكي للآخرين سواء كان هؤلاء أفراداً وجماعات ومؤسسات ووطن ومجتمع. تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* فهم دور ورغبات وحاجات الآخرين .
* الإحساس بهم والتعاطف معهم .
* الاستجابة لهم بالمؤازرة والدعم والحماية النفسية والاجتماعية والأدبية والمادية .
* الدفاع عنهم بكل ما يمكن في السر والعلن .
* محاربة الوشاية بهم والخيانة ضدهم .
20- الوفاء. ويعني الاعتراف بالجميل والشكر عليه بالقول والعاطفة والعمل .تحتاج الأسرة لتربية هذه القيمة الخلقية لدى الأبناء ثم ممارستها منهم بعدئذ، إلى المؤشرات التالية:
* وعي التعامل الإيجابي للآخرين .
* تقييم وتقدير أهمية ودور هذا التعامل في التقدم للأفضل .
* التنويه إليه وشكرهم عليه .
* التعامل مع الآخرين إيجابياً بالمثل .
* المبادرة بعمل ما هو خير ومفيد للآخرين كلما ظهرت حاجتهم لذلك.
ج- قيم الاستقلال المشتركINTER- INDEPENDENCE : هو قدرة الفرد على البقاء من خلال الشعور بالأمن الذاتي الاعتماد على النفس، والكفاية الذاتية والاستقلال الذاتي والمبادرة الذاتية في التفكير والتخطيط وصناعة القرار والعلاقة الهادفة مع الآخرين ثم مشاركة هذا البقاء الذاتي مع الآخرين من آجل تحقيق أهداف عليا تخصهم معاً. أي بينما يمتلك الفرد شخصية مستقلة في تفكيرها وميولها وسلوكها وأهداف حياتها في الحاضر والمستقبل، فإنه يشارك الآخرين حوله مواطن قواه وضعفه لتعزيز ودعم أحدهم للآخر من أجل تقدم أكثر وأمن وآمان أقوى، وطموحا ت أعلى لهم جميعاً. والأبناء بالاستقلال المشترك بينهما يتميزون بشخصيات مستقلة ويحافظون على استقلالية هذه الشخصيات، فإنهم يشاركون الأسرة والأقران والآخرين في البيئة معارفهم وآرائهم وعواطفهم ومهاراتهم وإنجازاتهم من أجل تقدم أكثر لهم جميعا. ويختلف الاستقلال المشترك مفهوماً وممارسة عما يتداول في الأدبيات باسم الاعتماد المشترك INTERDEPENDENCE الذي يقوم على تخطيط وتسيير وأنجاز الفرد لحاجاته وشؤونه اليومية بناء على وجود الآخرين ودعمهم وتعزيزهم ومشاركتهم المباشرة غالباً 0 وتكمن الخطورة بالاعتماد المشترك في ضعف وغياب وجود الآخرين
و عدم كفاية دعمهم للآخر 0 وعندما يبني هذا الآخر حسابات حياته اليومية على هؤلاء الآخر، فأن الحاضر والمستقبل والأمن الحياتي والعملي العام تبقى مرهونة للصدفة وتغلبات الميول والإمكانيات البيئية، الأمر الذي لا نحبذه للأبناء أبدا يقوم الاستقلال المشترك على القيم الخلقية التالية :
1- الاستقلال الذاتي ويعني أن يشعر الأبناء بهوياتهم المميزة وحاجاتهم ورغباتهم الخاصة في النمو والحياة والتصرف والتخطيط لمستقبل بدون قدوة الأبناء على هذا الاستقلال الشخصي، لا يستطيعون إدراك وممارسة الاستقلال العام المشترك. ... أي مشاركة استقلالهم الشخصي مع استقلال الآخرين لصناعة حياة ومستقبل أفضل لهم جميعاً.
2- تقدير الذات. ويعني وعي الأبناء لقيمهم الشخصية ودورهم الهام في الأسرة والمدرسة والحي والمواقف الحياتية الأخرى. وبدون تقدير الذات، لا يقوى الأبناء على عمل الكثير بما في ذلك الاستقلال الذاتي ومن الاستقلال المشترك.
3- الاعتماد على الذات. ويعني قدرة الأبناء على التفكير والشعور وصناعة القرار والتصرف الهادف بمفردهم بما يتوفر لهم من إمكانيات شخصية وبيئته الخاصة.
4- الأمن الذ1تي. ويعني شعور الأبناء بالأمن النفسي نتيجة قدراتهم على التكيف مع البيئة والنجاح في التعامل معها والتغلب على صعوباتها ومشاكلها المختلفة.
5- الكفاية الذاتية. وتعني قدرة الأبناء على التفكير والشعور والإنجاز والتصرف وتقييم النتائج والتوجيه والتصحيح والمتابعة ذاتياً للأفضل.
6- المبادرة الذاتية. وتعني تقرير الأبناء لما يريدون والبدء بالتصرف والتنفيذ بناءً على رغباتهم وحاجاتهم وإمكانياتهم الشخصية الذاتية لتحقيق المطلوب، دون انتظار لدعم وتوجيه مباشرين من أحد حولهم ودون أي دور مباشر من الآـخرين في ذلك.
7- التعلم الذاتي. ويعني قدرة الأبناء على تحديد حاجاتهم للتطور الادراكي والعاطفي والسلوكي والاجتماع المدني بالآخرين ثم المبادرة بسد هذه الحاجات بقراراتهم وإمكانياتهم الذاتية.
8- استنارة الفكر والانفتاح على البيئية والآخرين ومواصلة وغنى الإطلاع وسداد الرؤية في النظر إلى الأمور والتعامل معها.
9- الإرادة. وتعني قدرة الأبناء على التقرير لما يحتاجون ويرغبون واتخاذ الخطط والخطوات المناسبة ثم المثابرة الهادفة حتى تحصيل النتائج.
10- التبرير المنطقي. وتعني قدوة الأبناء إدراك العلاقات بين الأسباب والنتائج فيما يقرون ويسلكون من تصرفات وأشياء
11- صناعة القرار الذاتي. وتعني التفكير الهادف في الحاجات الذاتية ودراسة الإمكانيات المتاحة والنتائج المحملة ثم اتخاذ القرارات المناسبة للتنفيذ وتحقيق الأهداف المقصودة.
12- المسؤولية الذايتة وتعني وعي الأبناء بالحاجات التي يعيشونها، وتقريرهم المبادرة بتغذيتها ثم العمل الهادف المدروس على تحقيقها وتحمل النتائج سلباً وايجاباً التي تنجم اختياراتهم وقراراتهم.
13- الضمير. ويعني وعي الأبناء لنتائج سلوكية ومداخلاتهم مع الآخرين والبيئة والمحاسبة الذاتية عن هذه النتائج والعمل على تحييد آثارها وعلاجها عند ضررها وسليتها.
14- الشجاعة والإقدام . ويضيان الإقبال دون تردد وبعزيمة وتركيز وقوة على إنجاز المهمات المقررة والمضي قدماً في تحقيق النتائج المطلوبة حتى النهاية.
15- الحماس. وهو فاتحة ومقدمة الشجاعة والإقدام ووقودهما ويعني الحيوية ورغبة الأبناء العارمة في التصرف والتنفيذ وتحصيل النتائج.
16- المثابرة والتركيز. ويغبيان قدرة الأبناء الادراكي والسلوكية على فهم طبيعة ونتائج المهمات المطلوبة ومن ثم تبنها محوراً لانتبها هم واهتمامهم وعملهم الآني.
17- الإيمان. ويعني فهم الأبناء لواقع الأشياء والمهمات وأدوارها في حياتهم ومن ثم التصرف بحزم للتواصل إلى النتائج المرضية في كل حالة.
18- التوازن. ويعني التوفيق نفسياً واجتماعياً ومادياً وسلوكياً بين الموجود والمطلوب وبين الهدف والنتائج، وبين الرغبة الخاصة والرغبة العامة، وبين الحاجات الذاتية وحاجات البيئة المحيطية.
19- المرونة. وتعني القدرة على التعديل في الهدف والعمليات والوسائل والنتائج حسبما تقتضيه تقلبات ومتطلبات الواقع، وبدون المساس طبعاً بجوهر المهمة المطلوبة والنتائج الأساسية المقصودة بها.
20- الأصالة. وتعني جودة تفكير ومعدل وسلوك الأبناء، وعدم التقليد والنسخ والتزوير لما يقومون من أعمال ومداخلات مع البيئة.
21- الابتكار. ويعني الإبداع والتجديد في تفكير وميول وسلوك وأهداف الأبناء، ليس بهدف بقائهم الذاتي بالاستقلال وبقائهم الجماعي العام بالاستقلال المشترك بل من أجل تفوقهم الشخصي ،لا ولتفعيل ونجاح، أدوارهم في الاجتماعات المدينة للناس بالاستقلال المشترك.
22- الانضباط الذاتي. ويعني قدرة الأبناء على توجيه وتصحيح وتصويب وتطوير إدراكهم وميولهم وسلوكهم ذاتياً بأنفسهم، دون حاجة لرقابة ومتابعة وتوجيه متواصلين ومباشرين من أحد حولهم، بما في ذلك الأسرة والمعلمين.
23- الارتباك. ويعني الإبداع والتجديد في تفكير وميول وسلوك وأهداف الأبناء، ليس بهدف بقائهم الذاتي بالاستغلال أبقائهم الجماعي العام بالاستقلال المشترك بل من أجل تفوقهم الشخصي، ولتفعيل ونجاح أدوارهم
في الاجتماعات المدينة للناس بالاستقلال المشترك.
24- التعاون. ويعني فهم الأبناء رغبات والحاجات ومصالح الآخرين من أسرة وأقران ومعلمين ومعارف
و الاستجابة لها، في حين يبادل الآخرين مقابل ذلك بالاستجابة رغبات وحاجات الأبناء.
25 – المشاركة. وتعني قدرة الأبناء تفاعلات الاستقلال المشترك على العطاء والمنح للآخرين بدون مقابل من أجل تقدم هؤلاء للأفضل.
إن تربية الأسرة للقيم الأخلاقية الرئيسية: القيم الموفية، وقيم التعامل مع الآخرين ثم قيم الاستقلال المشترك تشكل معاً جوهر ما تؤول إليه من الحصول على أجيال مستنيرة معرفياً وخلوقة مسؤولة، قادرة على التعامل الناجح مع نفسها والآخرين والبيئة من أجل حياة متقدمة أكثر لهم أفراد وجماعات.
هذا ويجدد التنوية إلى إ ن مناهج التربية المدرسية عموماً ومناهج إلى التربية الوطنية المعمول بها في البيئات لا تعد كافة أبداً لتكوين الهوية الخلقية للأبناء للاتجاه في الحياة والعمل في القرن الواحد والعشرين. فهي تقف محدودة ببعض المعارف التاريخية والجغرافية والسياسية والثقافية المنتقاة بضابة ليس للتربية الوطنية وتنمية الهوية الخلقية الوطنية. بل لإرضاء السلطة المحلية. إن نحول مناهج التربية الوطنية إلى منهاج تربية الهوية الخلقية هو الحل الأمثل للتنمية الأبناء المدركين كما حولهم والقادرين على التصرف بأخلاق مسؤولية بهدف نجاح كل من يوجد في الوطن: أفراداً وأسراً وجماعات ومؤسسات.
أما الأسرة فإن كفاحها اليومي المرير من أجل البقاء بتوفير لقمة العيش وشربة الماء وسداد الالتزامات المتنوعة اليومية، وجهلها لإدراكي والسلوكي حينما وأعلمها القراءة والكتابة أحياناً أخرى، تجعل من تربيتها للهوية الخلقية لدى الأبناء أمراً ثانوياً تأتي بالصدفة وتتم بالاجتهاد دون تقييم لكفاية النتائج ودون متابعة لتطبيقات السلوك الخلقي في الواقع.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:53

تربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
إن الهدف الأسمى للتربية هو تطوير التفكير والخلق والهوية الخلقية. ومنذ القدم، تحاول المؤسسات التعليمية بمناهجها الدراسية المنظمة في المدارس والمعاهد والجامعات تطوير التفكير بواسطة المعارف المتخصصة التي تعمل على تراكمها لديهم. أما تربية الخلق والهوية الخلقية، فلم يتم التركيز عليهما رسمياً إلا حديثاً جداً حيث بدأت منذ بعض السنوات فقط تناول الأدبيات التربوية لمفاهيم القيم والخلق والهوية الخلقية وأهمية تنميتها لدى الأبناء / التلاميذ أسرياً ومدرسياً ثم ممارستها منهم في الحياة اليومية بعدئذ.
و نؤكد هنا في هذا العمل العلمي الأسري على أن مهمة التربية الأسرية والمدرسية، بالإضافة إلى تركيزها على تعليم المعارف والمعلوقات للأبناء بوسائلهما الرسمية المباشرة وغير الرسمية غير المباشرة، فيتوقع منها من ناحية أخرى إعطاء بالغة على تطور القيم والأخلاق والهوية الخلقية لديهم من أجل تربية أجيال من الأبناء: أصيلة ثقافياً ومنفتحة عالمياً على السوية وقادرة في نفس الوقت على الانتقاء العلمي المستعثر من قيم ومعارف الشعوب والتطورات الحضارية المعاصرة واستثمارها الأمثل في تقدم ذاتها وأسرها ومجتمعاتها المحلية، دون الانكفاء الأعمى على الماضي والذات والرهبة والتوجس من مجريات العصر والتردد عن الاستغارة منها إلى أقلياها كما يتوقع.

عوامل أساسية لتربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
إن تربية الهوية الخلقية لدى الأبناء لتنمية القيم والخلق والتصرفات القويمة في سلوكهم وشخصياتهم السلوكية اليومية هي مسؤولية مؤسستين اجتماعيتين في أنهما: الأسرة والمدرسة. أما الإعلام ووسائله المتنوعة ومواقف الحياة الاجتماعية المفتوحة فلا حكم لنا عليها لكونها أولاً: مفتوحة في الزمان والمكان وتكنولوجيا الاتصالات والجهات المصدرة لها والقائمة عليها وهي بهذا خارج قدرات الأسرة والمدرسة على توجيهها ومتابعتها والتدخل في أهدافها ومواد عملها، ثم ثانياً لكون معظمها أجنبياً غير محلي وغير وطني، ليست مفيدة في الأصل بتربية الهوية الخلقية في الأبناء، إن لهم تعمل أحياناً لصفة مباشرة وغير مباشرة على تدمير القيم والأخلاقيات التي تشكل جوهر هذه الهوية باستعمال استراتيجيات وبرامج غير خلقية لتحقيق أغراض غير خلقية في أن. وبهذا، فإن تضامن جهود الأسرة والمدرسة، وتنسيقها المنظم المتواصل معاً لتقديم أفضل المعارف والقيم والمواقف والممارسات الخلقية، بدون تفارض وازدواجية وسوء تفاهم بينهما، واعتبار كل منهما جزءاً أساسياً ومكملاً لدور الآخر: الأسرة جزء من المدرسة جزء من الأسرة في الرسالة والهدف والعمل والنتيجة الخلقية، والتخطيط الإجرائي معاً بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان من أجل تحديد الأثر السلبية الممثلة للأفراد وووسائل الإعلام ومواقف الحياة اليومية المفتوحة، على قيم وأخلاق الأبناء وتربية هوياتهم الخلقية، هي جميعاً الفمان (نسبياً بطبيعة الحال) في تطويرنا الأجيال من الأنباء مؤصلين خلقياً وثقافياً ومستنيرين متفاعلين مع روح العصر وتطوراته الحضارية الجارية. نوضح في فقرة لاحقة تكامل دور الأسرة والمدرسة في التربية الهوية الخلقية للأبناء

مبادىء أسرية لتربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
نقدم للأسرة فيما يلي عدة أـنواع من المباد ئ التي يمكن واعاتها للحصول على الهوية خلقية قويمة لدى الأبناء. تبدو هذه بما يلي:
a. مبادئ أسرية إجرائية عامة لتنمية القيمة الشخصية لدى الأبناء.
أن أساس أي هوية خلقية وسلوك خلقي من الأبناء هو إحساسهم بقيمة أنفسهم: لأنهم يساووا شيئاً في الحياة وان لهم دور هاما فيها. وبالطبع لا سبيل للأسرة من التصرف على بدى تقييم الأبناء لأنفسهم إلا بملاحظة نوعية التصرفات التي يؤدونها في المداخلات اليومية يمكن للأسرة تطوير التصرفات الخلقية للأبناء وتشكيل هوياتهم الخلقية نتيجتئذ، بمراعاة عدد من مبادئ في الحياة الأسرية:
1- المناخ الأسري الموضوعي الودود. أن المناخ الأسري الذي تسوده الموضوعية في التعامل: يحاسب الأبناء على خطأهم للتوجيه والتصحيح، دون المحاسبة بإنزال العقاب فيهم، والذي يوفر حيا ًغير مشروط للأبناء بالتغاضي عن الأخطاء التي يرتكبونها، يفهمون من خلاله أن مساءلة الأسرة لهم حين وعدم رضاها عنهم أحياناً أخرى لا تعني غضبها منهم وكرهها لهم، بل غضبها من السلوك الذي ارتكبوه وعدم موافقتها عليه .
وهنا يتعلم الأبناء من هذه الميول الموضوعية الإيجابية للأسرة أن الرفض موجه لسلوكه دون شخصهم، المر الذي يحفزهم إلى قرارين هامين: أن قيمتهم الشخصية هي محفوظة من الأسرة بالتغاضي عن الظروف غير العادية لسلوكهم ثم أن هذه السلوكيات السيئة التي يتصرفونها بقصد وبدون قصد أحياناً يجب التحول عنها إلى أخرى خلقية أكثر جدوى لكرامتهم وقيمهم الشخصية.
2- عمل الأسرة بمعايير وتوقعات سلوكية مناسبة للأبناء. يعود جزء من فشل الأبناء تحصيلاً اكاديمياً، وسلوكياً وخلقياً إلى المعايير والتوقعات الغير معقولة التي تتعامل بها مع الأبناء: المتطرفة العالية وغير المرغوبة أحياناً والمنخفضة غير المحفزة التي تتطلب من الأبناء تحصيلاً وخلفاً يذكر.
فالأسرة التي تطلب من الأبناء معايير سلوكية وتحصيلية قاسية وتحذيرات مشددة لعدم الوفاء بها، تؤدي بالأبناء إلى تسربهم الدراسي حيناً، ومناوراتهم السلوكية غير الخلقية حيناً آخر لإخفاء عجزهم وأخطائهم وللتسرب من الواجبات الملقاة على عاتقهم و/ والتمرد على تعليمات وتوقفات الأسرة أحياناً أخرى: أما الأسرة التي تطلب من الأبناء إنجاز وإرادة تخصص أكاديمي لا يرغبون فيهما، فتنتهي بهم إلى تبني خيارات أخرى يفضلونها ويقدون عليها، بالسر بعيداً عن معرفة الأسرة ورقابتها لشكليه في معظم الأحيان.
وأن قصص الأبناء الذي يدرسون الطب والهندسة ظاهراً على الورق بسبب إلحاح الأسرة، ثم دوامهم اليومي وتخصصهم في الفن والتمثيل وصنعة وهواية أخرى بحيث لا تكتشف الأسرة أمرهم إلا من فعاليات ومواقف عامة ووسائل الملامية، سوى مثال على التوقفات والمعايير القاسية غير المعقولة التي تتعامل بها الأسرة مع الأبناء، فتؤدي بالنتيجة إلى انحرافهم السلوكية / الخلقية. أما المعايير والتوقفات المنخفضة، فتشعر الأبناء يعون قدرتهم بالرغم قدراتهم الفعلية في الواقع، وينظرة الأسرة الدونية لهم، فيتصرفون نتيجتئذ دونياً في كل شيء بها ومكان: الأسرة والحي والدراسة والمدرسة ومداخلات الأقران وغيرها العديد في الحياة اليومية. أن أجدى ما يمكن للأسرة اعتباره في هذا الإطار هي دراستها الموضوعية لخصائص الأبناء ورغباتهم وقدراتهم وهوايتهم الشخصية كما هي في الواقع، وليس حسب الطموحات التي تنشرها فيهم والضغوط الثقافية / الاجتماعية على الأسرة والأبناء للتفكير والتصرف والتخصص والعمل في مجالات معينة وبمراكز لا يرغبونها حيناً ولا يستطيعوها حيناً آخر، وبعدئذ فقط يبنون توقعاتهم ومعاييرهم الخلقية والسلوكية المطلوبة من الأبناء.
3- احترام الأسرة للأبناء
إن الأسرة التي تتعامل مع أبنائها بالاحترام هي الأقدر على تربية قيم الاحترام لديهم: الاحترام الذاتي لأنفسهم وقدراتهم وحدودهم الشخصية أولاً ثم احترام مكانة وحدود وحقوق ومسؤوليات الآخرين بما فيهم الأسرة بطبيعة الحال.
فالأسرة التي تعتبر الأبناء كيانات إنسانية لها حقوقها ورغباتها في التحصيل والنجاح والاستقلال الشخص وتتعامل معهم كأفراد مستقلين لهم شخصياتهم وحاجاتهم الفردية الخاصة وتحترم في مداخلاتهم معهم ما يبدون من مشاعر وميول وآراء وسلوك دون أي تصغير و، تزرع في الأبناء تلقائياً احترام لأنفسهم ثم احترام لسلطة الزمان والمكان التي تتعامل معهم:
أسرة والمدرسة ووظيفة، وموقفا ًاجتماعياً وغيرها ... الأمر الذي يحصنهم في النهاية ضد الانحراف، ويمنحهم الإرادة على مقاومته.
4- مشاركة الأبناء في الحياة الأسرية.
حتى يعتاد الأبناء على قبول الآخرين واحترام دورة ورأيه ونتبادل الأحاديث معه، وحتى يشعروا بالمسؤولية على ما يقولون ويفعلون، وحتى يمهروا في صناعة القرار ويتعلموا مبادىء المشاركة والعدل. يتوقع من الأسرة توفير جو متفاعل ومنفتح تسوده مشاعر الحب والتقدير في كل عضو فيها: صغيراً وكبيراً ولأهمية في حياة وتقدم الأسرة. وهذا لا يتأتى إلا بمشاركة الأبناء في نقاشات العائلة حول مختلف المواضيع العملية التي تهمها: أعضاء وجماعة.
ويمكن للأسرة عقد جلسات نقاش أسبوعية، تتناول فيها مختلف القضايا والحاجات التي تهم الحياة الأسرية والأبناء. يتبادل الجميع دون ضغوط وأملاءات من الكبار على الصغار الرأي، ويعرفون بعضهم أكثر ويستمعون إلى شكواهم وما يقلقهم ويضعون حلولاً للصعوبات والمشاكل التي تؤثر على حياة كل منهم، وبينما لا يمكن بطبيعة الحال تلبية الأسرة لجميع طلبات ورغبات الأبناء المؤقتة والآنية غالباً إلا أن التوصل إلى قرارات وحلول مرضية ومفيدة لجميع الأعضاء المشتركة ولحجاتهم الفردية ثم العامة كأسرة، تبني لديهم قيم العدل والمشاركة وقبول وتفهم الآخر، والإحترام والعناية والحب والعيش المشترك.
5- الاتصال اليومي الهادف مع الأبناء
تعود جذور الكثير من المشاكل السلوكية للأبناء داخل الأسرة إلى سوء وعدم مناسبة لغة وأساليب الاتصال معهم، لتأخذ المثالين التاليين. يوجد على سبيل المثال طفلة اسمها مروة عمرها خمس سنوات تميل عموماً إلى إيذاء وإزعاج أختها الأكبر قليلاً منية بأخذ الممحاة والقلم وإخفائها عنها وفي أحيان أخرى تعض الممحاة وقلم الرصاص وتفتتها. ولنفترض مرة أخرى أن مروة تتصرف جيداً مع أختها وتحافظ على الأشياء التي تجدها مهملة ومنسية أحياناً. تخاطب الأم في الحالة الأولى الطفلة مروة بالقول: مروة لا تزعجي أختك ! هل ترغبين في ضربة لأنسها ؟! وفي الحالة الثانية تقول الأم: الله يرضى عليها مروة، بنت ما في منها ؟! فكما يلاحظ في التأديب الأول، أن التربية الأسرية تحولت من تنمية احترام الآخر، والعناية به وبحاجته، ومعرفة الحدود الشخصية أين تبدأ وأين تنتهي إلى الرفض والعقاب والتهديد ! ثم للشعور بالذنب والانتقام المعتاد والتمرد على الأم والعناد بالميل إلى الإزعاج أكثر. أما مشكلة التخاطب الثاني، فإن التركيز ينصب على الطفلة دون سلوكها. ولا ضير أحياناً من المديح الشخصي للأبناء حيث يريحهم نفسياً ويشعرهم بالأمان والقبول من الأسرة دون التركيز مباشرة على السلوك الذي يجعل من الأبناء: رائعين ومتفوقين وقادرين. ولكن الأفضل دائماً هو مديح السلوك الذي يقوم به الأبناء والتنويه لإيجابيته وتفوقه لهم وللآخرين كلما ناسب الزمان والمكان لذلك. لأن التنويه إلى العمل، يزود الأبناء بالقدرة على الإنجاز والشعور بالكفاية والقيمة الشخصية والفخر والاعتزاز والرغبة في التفهم والتعاون مع الآخر، والتصرف أفضل في المستقبل والثقة بالنفس وبالآخر واحترام رأيه و/ وشخصه. ويتوقع من الأسرة الاتصال والتخاطب مع الأبناء بهادفية وصدق وبمشاعر حقيقية صادقة وغير متناقضة وغير انتقامية ومعارضة. وأن تدرك الأسرة تماماً ما تعنيه من الكلام معهم ... بمعنى، لا تقول شيئاً ( مثل نحن نحبكم وأنتم أغلى ما نملك ثم في نفس الوقت تأتي تعابير الوجه عبوس مفتاظة ومتوعدة بتهديد قادم مجهول ؟! ) ثم أن تدرك الأسرة الأبناء كما هم في اللحظة الآنية التي تتخاطب معهم فيها فتعاملهم بهادفية وعناية ولطف وموضوعية وصدق المشاعر حتى عند أخطائهم السلوكية.
قد يبدو الأمر صعباً عند انفعال وغضب الأسرة ... ولكن ممارسة الأسرة للأناة والصبر والعد إلى عشرة عند التعامل مع الأبناء وتعويد وتدريب الأعضاء الكبار لأنفسهم على عدم اللجوء إلى الغضب والعمل معهم بمبدأ الفعل ورد الفعل وأشعارهم بقيمهم العليا غير القابلة للنقض لدى الأسرة مع توجههم السلوكي موضوعياً للأفضل دون أحساسهم بالذنب والعار والدونية والعجز .... هي كلها كفيلة بتطوير هويات شخصية خلقية في الهدف والعمل والنتائج لدى الأبناء. إن اتصال الأسرة مع الأبناء ايجابياً يقوم على الموضوعية الحب والاهتمام والمشاعر الصادقة والعناية والتوصيف للأفضل ينمي لديهم الاحترام لأنفسهم وللآخر، والتعاون مع الأسرة والآخرين، والسلوك الايجابي والإنجاز المدرسي والثقة بالنفس والآخرين. أما الاتصال والتخاطب الأسري القائمين على الرفض والمعارضة والغضب والتصغير بالألقاب الذم والتحقير، فتفرز لدى الأبناء الرفض لإطاعة تعليمات الأسرة، وإنكارهم المسؤولية عن الأخطاء التي يرتكبونها، وضعف التحصيل المدرسي، وبعض الاضطرابات الشخصية مثل: ضعف الانتباه، والنشاط المفرط، والقلق والاكتئاب.
أما المبادئ الإجرائية التي يمكن للأسرة مراعاتها في توجيه وتفعيل أهداف ووسائل اتصالها مع الأبناء، فنلخصها بالتالي:
* إعطاء الأبناء انتباهاً كاملاً عند رغبتهم في الحديث، ويتوقع هنا، توقف الأب والأم عن العمل الذي يقومان به مهما كان نوعه، وإقفال جهاز التلفزيون وفضع المجلة والصحيفة جانباً والاستماع الجاد لهم.
* التخلي بالهدوء وعدم الانفعال عند مناقشة مواقف وقضايا حساسة: اجتماعية عامة مثل: الحروب والفتن والفساد، وسلوكية خاصة بالأبناء مثل: التدخين والمخدرات والعلاقة غير صحيحة مع الأقران وغيرها...و يتوقع من الأسرة هنا تفهم الأبناء واستيعاب وجهات نظرهم واعتماد الحوار الهادئ والإقناع في الوصول إلى النتائج المطلوبة.
* التحلي بالأدب واللطف والاحترام في الاتصال ة التخاطب مع الأبناء، تماماً كما تريد الأسرة تعامل الأبناء معها بأدب ولطف واحترام.
* تجنب المحاضرة والإملاء وقوائم التعليمات الطويلة.
* تجنب النقد الزائد والمتكرر للأبناء عن كل صغيرة وكبيرة لا ترضى عنها فيهم.
* إعطاء الأبناء ضوءاً أخضر مفتوحاً طيلة أربع وعشرين ساعة في اليوم للحديث مع الأب والأم مع التهيئة النفسية والمعلوماتية التي قد تلزمهما لتوفير إرشاد فعال للأبناء.
* تشجيع الأبناء على التعبير عن أنفسهم مهما كانت مشاعرهم ورغباتهم وحاجاتهم. يتوقع من الأسرة تشجيع الأبناء على الحديث عن أي شيء يشعرون به ويقلقهم ويحدث معهم داخل الأسرة وخارجها.
* تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة والهوايات المفضلة لدى كل منهم سواء كانت هذه داخل وخارج البيئة الأسرة، مع المتابعة الأسرية دائماً للتعزيز والتوجيه كلما رعت الحاجة لذلك.
* التركيز على الإنجازات والايجابيات التي يقوم بها الأبناء والتأسيس عليها لتقدمهم إلى الأفضل.
* عقد اجتماعات دورية للأسرة لمناقشة القضايا والحوادث التي نجح الأعضاء في القيام بها. والأخرى التي واجهوا صعوبات فيها مع توفير فرص كافية لمشاركة كل عضو للتعبير عن نفسه وما يشعر به والتحلي بالصبر والصراحة في طرح كل شيء للبحث وتبادل الرأي.
* التحلي بالمرح والعفوية في الاتصال والتعامل مع الأبناء والاجتماع بهم والنقاش معهم، ومحاولة إخراجهم من حالاتهم النفسية الصعبة ودمجهم في الاجتماع الأسري
6- الاستماع الجاد للأبناء.
إن من أصعب الحالات النفسية للأبناء والتي تزرع في نفوسهم الإحساس بالحرارة وعدم القيمة والأهمية لدى الأسرة هي حديثهم للأب و/ والأم وإلا قوة الكبار وإلحاحهم في التعبير عن أفراحهم ونجاحاتهم وعن مشاعرهم المؤلمة ومعاناتهم وحزنهم، بينما الأسرة منشغلة عن الاستماع إليهم بالتفكير في الشيء آخر وعمل ولهو شخصي .... يبدو هاماً لدى الأبناء في الحياة الأسرية انتباه الأسرة وسماعها بعناية واهتمام لهم، أكثر من السعي لإيجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها. أن محاولة الأسرة أخذ الوقت الكافي لتبادل الحديث والمشاعر مع الأبناء والتركيز على ما يستمعون إليه منهم ثم تزويدهم بتغذية راجعة تغير بانتباهها وقبولها لهم وتفهم ما يقولونه بإعادة الصياغة والتعبير عن التعاطف المناسب لحالاتهم وأقوالهم، تساهم جميعاً في تحفيزهم ذاتياً على التفكير الواعي أكثر وإيجاد الحلول لمشاكلهم بأنفسهم ...
7- حضور الأسرة النفسي للأبناء.
يعني الحضور النفسي للأسرة الانتباه الكامل والانتباه بأقصى ما تسمح به ظروف الزمان والمكان. وكما أكدنا سابقاً إن من أكثر ما يضيق الأبناء نفسياً ويبعث منهم الإحساس يعدم الأهمية والقيمة ثم اليأس والغضب هو ملاحظتهم انشغال الأسرة معظم الوقت عنهم في قضايا وحوادث وواجبات يومية لها ما يبررها أحياناًَ وغير مبررة في أحيان أخرى. وبينما نحث الأسرة هنا على الانتباه للأبناء والتفاعل اليومي المنتظم معهم والاستماع لهم وتناول الآراء والانفعالات والأحاسيس معهم والوقوف بجانبهم في مختلف ظروفهم، فإننا لتوقع من الأسرة أيضاً التفاهم مع الأبناء وتوضيح المبررات المنطقية لانشغالها أحياناً عنهم، وإنهم يبقون الأهم والأغلى لديها في كل الأحوال ... وإنها على استعداد لقطع كل مشاغلها عند حاجتهم إليها. بهذا يشعر الأبناء باعتبارهم الشخصي واحترام الكبار وتقدير ظروف وحاجات الآخرين والتفاهم والتفهم المشترك معهم.
8- الأسرة قدوة ونموذجاً للأبناء.
إن الأسرة هي مستنبت الأبناء. فإذا كانت بيئة هذا المستنبت الأسري خصبة ومتوافقة معلوماتياً وخلقياً وسلوكياً، فإن الأبناء مثل أي نبات يلقى العناية المناسبة في أي بيئة زراعية خصبة، ينشئون أسوياء معطائين في الفكر والخلق والسلوك. ولا نعني بالأسرة القدوة هنا أن تكون متعلمة بأعلى الشهادات الأكاديمية، بل إن تكون قويمة التفكير وقيم والتصرفات اليومية غير متناقصة من موقف إلى آخر، ولا بين ما تفكير به وتعتقده وما تدعو إليه من أخلاقيات وما تسلكه في الواقع مع الأبناء والآخرين داخل الأسرة وخارجها. وإذا كنا نرى الأخلاق والتربية الخلقية أكثر حسماً وجدوى من المعرفة والتربية المعرفية الأكاديمية لتطوير شخصيات الأبناء، فإن عدم التناقض بين ما تدعو إليه الأسرة من الأخلاق وما تسلكه في الواقع، يعد عصبياً للحصول على آخرين: الأول – دورها كقدوة ونموذج للأبناء في كل شيء يخص تربيتهم ثم تطوير الشخصيات القويمة غير المضطربة والمنحرفة للأبناء. فتتناقض الأسرة يفقدها تلقائياً دورها كقدوة ثم يزرع في الأبناء الشعور بالحيرة والقيم المزدوجة والانحرافات السلوكية المتنوعة، ناهيك عن العار الذي يلحق بها نتيجة التناقض بين ما تدعو له وما تتصرفه. حيث قال شاعرنا العظيم في هذا الإطار:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ؟!
9- التعامل الوقور المتوازن مع الأبناء. إن الأسرة المنسجمة مع نفسها أولاً، غير المتناقضة كما أكدنا بالتو بين ما تقول وما تفعل ؟ وتقول الحقيقة دون تورية وموارية، وتستمع باهتمام للآخرين حولها من أبناء ومعارف، وتعني جيداً مجريات البيئة التي تعيشها، وتتعامل بمرونة ولطف وانفتاح مع الأبناء، المستنيرة التي تحبهم بدون شروط مسبقة والهادفة الموضوعية المنطقية في المحاسبة على أخطائهم، دون إجحاف والحرمان من ناحية وتدليل وتهاون من ناحية أخرى هي أولاً قادرة على التعامل الوقور مع الأبناء ثم ثانياً على تربية الخلق الكريم لدى الأبناء.
ب- مبادئ أسرية إجرائية خاصة لتنمية الهوية الخلقية للأبناء. تتلخص هذه المبادئ الإجرائية خاصة التي يمكن للأسرة مراعاتها في تنمية هوية الأبناء الخلقية بالنقاط التالية:
1- تركيز الأسرة عموماً والوالدين بوجه خاص على التربية الخلقية ( تربية القيم ) لدى الأبناء بتكريس وقت كاف لها والاهتمام بها فأولى أفضليتها اليومية بالتعليم والتوجيه والمتابعة .و قد يبدو صعباً من الأسرة تحقيق هذا المبدأ كاملاً في ضوء المشاغل والمعاناة الاقتصادية والاجتماعية والعملية الوظيفة والمحلية العامة ، لكن الأسرة وهي المسئولة رسمياً وتكنولوجياً وثقافياً وشرعياً تحتاج تنمية الأبناء لشخصياتهم المتكاملة السوية، يقتضي منها بذل أقصى الجهد لتحصيل هوية القيم الخلقية لدى الأبناء، قبل العمل عليها وتحصيلهم للمعارف الأكاديمية المدرسية، لكون الخلق هو أساس التفوق المعرفي والسلوكي والاجتماعي والاقتصادي والعمل الوظيفي بطبيعة الحال.
2- تخصيص وقت أسبوعي باليوم والساعة لقضائه مع الأبناء والتفاعل والحديث معه والمشاركة والاندماج في أنشطتهم وحياتهم.
3- محاولة الأسرة أقصى الجهد عدم ارتكاب الخطأ والتناقض السلوكي أمام الأبناء لكونهم منذ نعومة أظفارهم ينسخون الملاحظة تلقائياً. عند الوالدين والأخوة الكبار من أقوال جيدة ورديئة ... ومن هنا، الانزواء جانباً بعيداً عن مرآى ومسمع الأبناء تجنباً لنقلهم الألفاظ وميول واندفاعات وعادات وسلوكيات ضارة بهوياتهم الخلقية المطلوبة.
4- ضبط وترشيد المعلومات والتعليم التلقائي والمفتوح للأـبناء خاصة أفلام الفيديو والبرامج التلفزيونية الفضائية وأشرطة الأغاني والموسيقى والبريد الالكتروني وغرف المحادثة ومواقع الانترنيت والأنشطة والتفاعلات الأفراد خارج الأسرة، وذلك بمشاركة الأبناء في اختيارها والتوجيه والإرشاد لاستعمالها ثم المتابعة الغير المباشرة ( غير البوليسية ) لآراء اتهم بخصوص كل منها. ونضح الأسرة هنا تجنب الأمور والنواهي والتهديد والعنف والمراقبة البوليسية للأبناء منعاً لردود فعلهم السلبية تجاه الأسرة وميولهم للتمرد على سلطتها حتى مع قناعتهم بفائدة ما تطلبه الأسرة منهم كما يلاحظ ذلك خلال مرحلة الشباب اليافع ( أي المراهقة ) للأبناء.
5- تأديب الأبناء بسلوك لمتفاعل عادل يشاركون فيه الرأي والرغبات والاختيار وصناعة القرار ودون أساليب العنف والعقاب والمتسلطة القسرية. فبما تشير الدراسات أن أساليب التأديب العنفية لا تربي سوى العنف وردود الفعل السلبية والعنفية، فإن التفاعل العادل مع الأبناء وممارسة القناعات والحوار المنطقي والمشاركة النشطة للأبناء في توجيه سلوكهم للأفضل تؤدي إلى تربية شخصية خلقية لقيم هامة مثل: الاعتماد على النفس، والانضباط الذاتي. والفضول الإيجابي لسلوك ومعرفة أجدى. ومهما يكن، أن أهم المبادىء
التي يمكن مراعاتها بالتأديب الفعال خلقيا ًللأبناء، تبدوا بإيجاز بالتالي: ( انظر لمزيد التفصيل كلتا بنا: تأديب الأبناء، ضمن السلسلة العلمية الأسرية الحالية. نشر دار التربية الحديثة. دمشق ):
6- منح الثقة للأبناء في أداء ما يتوقع منهم في الزمان والمكان المحددين مع متابعة أسرية مناسبة ولكن بدون المراقبة المتسلطة المباشرة. يلزم للأسرة لتحقيق هذه الثقة للأبناء.
* أمانة الأسرة في التعامل مع الأبناء دون المناورة والمزاجية في ذلك.
* احترام الأبناء: شخصياتهم وإمكانياتهم وقدراتهم على التصرف.
* موثوقية الأسرة في التعامل مع الأبناء بعمل ما تقول وعدم التناقض من موقف إلى آخر.
* مراعاة الاعتدال في التأديب والطلبات والتعليمات الموجهة للأبناء. أي مراعاة الأسرة لمبدأ: ( إذا أردت أن تطاع فالطلب المستطاع ).
* التحادث مع الأبناء والتفاهم معهم حول البدائل الإيجابية لسلوكهم السلبي وأخطائهم دون الغضب واللجوءإلى السباب والتعنيف والنعت بالأقارب المسيئة للنفس في معظم الأحوال
* وضوح التوجيهات والتعليمات الأسرية للأبناء بخصوص ما يتوقع من أخلاق وقيم وسلوك. أي تحديد الأسرة للمطلوب من الأبناء مع قابلية التنفيذ في المكان والزمان المحددين كما نوهنا .
* الحزم مع الأبناء في أمرين: تنفيذهم للمطلوب دائماً حسب المعايير المتفق عليها معهم في الزمان والمكان المحددين دون أي تراضي وإهمال وتمرير وإعفاء تحت الأبناء لأخطائهم ومواقف خطيرة على شخصياتهم
أو / حياتهم مثل: الانتماء لشكل أقران السوء، والتسرب الأسري و/ المدرسي، وتناول المخدرات، ارتكابهم لانحرافات سلوكية وتوقع الأسرة لارتكابهم مثل هذه الانحرافات.
* تأديب الأسرة الأبناء بالعمل والسلوك دون الكلام فقط. أي تطبيق مبدأ: اعمل كما أعمل وتصرف كما أتصرف، وليس أعمل كما أقول ؟!
* تعديل خطط وتعليمات وتوجيهات التأديب كلما دعت ظروف الأبناء لذلك. أي ممارسة الأسرة للمرونة والاستماع للأبناء وتفهم حاجاتهم والتفاوض معهم حول الأفضل طالما كان ذلك مبرراً وفيه مصلحتهم
* التأديب بالنتائج. أي جعل الأبناء خبرة نتائج أخطائهم السلوكية دون العقاب بالضرب والتهديد والوعيد، مع مراعاة منطقية وعدالة النتائج التي تحاسبهم عليها .
* تعويد الأبناء منذ نعومة أظفارهم على احترام سلطة الوالدين ودورهما في حياتهم ومستقبلهم الشخصي والاجتماعي والعمل المطلوب.
* التحدث المنتظم والهادف الواضح مع الأبناء حول القضايا المحيرة لهم أحياناً مثل: العنف على وسائل الأعلام والانترنيت، ومشاهد ومواقف العري، وقضايا الكحول والمخدرات والإيدز والحروب والفتن ،و الموت ... دون تجنب الأسرة أبداً لمثل هذه المشاكل ... إن ثقافة الأسرة ونعتها الواضحة وأساليب اتصالها الفعال واختيار الزمان والمكان المناسبين هي جميعاً هامة في هذا الإطار.
6- استعمال الأسرة للغة واضحة في التخاطب والتفاعل مع الأبناء بخصوص ما هو صحيح وخاطئ مع العمل هنا على تجنب أمرين لغويين: احتمال فهم الأبناء لأكثر من سلوك وقيمة سلوكية لكون اللغة غامضة وفضفاضة تحمل أكثر من تأويل واحد ثم عدم التناقض اللغوي في التعليمات والمعاني المطلوبة من موقف أسري إلى آخر.
7- محاسبة الأبناء على الأخطاء السلوكية بموضوعية واعتدال وحب غير مشروط لا يهتز ويضعف لدى الوالدين مهما كانت أخطاؤهم مع تعليمهم دائماً للبدائل السلوكية الصحيحة لهذه الأخطاء.
8- الاندماج في الحياة الأبناء الأسرية ثم المدرسية بالتشاور المنتظم مع المعلمين ومتابعة الأبناء في تحصيلهم وعلاقاتهم مع الأقران والكوادر المدرسية.
9- الاهتمام بوجبات الطعام اليومية الرئيسية للتحادث والتفاهم وتنمية الإحساس بأهمية العائلة ووحدتها واستقرارها وتكاتف وتضامنها معاً وتكافلهم المصيري العام، وتعليم الأبناء بصيغ غير مباشرة لقيم وسلوكيات وآداب وأحكام موجهة لحياتهم في الحاضر والمستقبل.
10- استثمار حاجات ورغبات الأبناء في تربية هوياتهم الخلقية. فبالإضافة لما تراه الأسرة مفيداً لتربيتهم الخلقية، فإن فعالية هذه التربية الأسرية مرهونة بماس استثمار حاجات ورغبات الأبناء والبدء بها وتوظيفها في تحصيل الأهداف والقيم التي تسعي إلى تحقيقها لديهم.
11- توفير بيئة أسرية راعية لتربية هويات الأبناء لخلقية: نفسياً واجتماعياً وإدارياً ومادياً. إن البيئة الأسرية الضاغطة والمشوشة والمضطربة والعدوانية المتسلطة وغير المتفاعلة والمتسيبة والتي تمارس حرماناً للأبناء في حاجاتهم المادية اليومية، هي غير مؤصلة أبداً لتربية الأبناء الخلقية.
12- مكافأة الأبناء بالقول والعمل والمادة حسب استحقاقاتهم السلوكية، دون منحهم مكافئات وامتيازات أكثر وأقل مما يستحقونه على سلوكياتهم. فالمكافأة أكثر تثير في الأبناء الشعور برشوة الأسرة لهم، والميل إلى التهاون سلوكياً وقيماً في المستقبل، وتدني تقدير الذات لديهم. أما المكافأة أقل فتبعث في الأبناء الشعور بالغبن ثم عدم الاهتمام بتعليمات وتوجيهات الأسرة الحلقية ومعارضتها أحياناً أخرى. أما مكافأة الأسرة للأبناء عند خطأهم فينمي فيهم عادات مدمرة مثل الرشوة، والإهمال الشخصي والتسيب وعدم التطوير الهادف لمبادئهم وهوياتهم الخلقية بعدم توفر الفرص الأسرية لهم وعدم إحساسهم بالحاجة لهذه المبادئ في حياتهم اليومية. إن التعزيز الايجابي والسلبي المناسب للأبناء في النوع والدرجة والكيف والتوقيت هو مفتاح نجاح التربية الأسرية لهويات الأبناء الخلقية المطلوبة.
13- تفويض المسؤوليات للأبناء دون الإجابة والعمل نيابةً عنهم. إن القاعدة التي مراعتها من الأسرة هنا هي: عدم قول وعمل أي شيء للأبناء طالما يعرفون عنه جزئياً وكلياً. ففي حال المعرفة الجزئية، تطلب الأسرة البناء على ما يمتلكه الأبناء وصولا ًلكامل المعرفة المطلوبة. أما المعرفة الكافية للأبناء فتوجب من الأسرة تذكيرهم بما يعرفون ليقوموا بقول وتطبيق المناسب.
أما عند المهام والأداءات الجديدة، فيتوقع من الأسرة تكليف الأبناء بها والتفاهم معهم وتعليمهم بإيجاز كيفيات أداء المطلوب في كل حالة ثم تنفيذهم لها حسب المعايير والمواصفات المطلوبة مع متابعة هادفة غير مباشرة لهم أثناء ذلك .
14- استثمار حكمة وخبرات ومعارف الاجداء في تربية الهوية الخلقية للأبناء كلما أمكن ذلك. نقود أهمية الدور الذي يتمتع به الاجداء في تربية الهوية الخلقية للأبناء إلى عدة أسباب فيها:
* المعارف والخبرات المتراكمة عبر السنين الطويلة التي عاشوها والتي تمتاز بواقعيتها واصالتها ( كونها معارف وخبرات من الدرجة الأولى وجدواها العالية لاستشارات الوالدين وتربية الأبناء في آن)
* سد الفجوة بين الأجيال: الأولى والثانية والثالثة ( الأجداد والآباء والأبناء )و ما ينجم عن ذلك من تلاحم نفسي وتفاهم مشترك وحياة أسرية متألقة .
* توفير ملاذ للوالدين يعودان إليه للاستشارة والاستئناس بآراء الأجداد حول مواقف وحلول مشابهة ماضية أثبتت بنجاعتها في تربية القيم لدى الأبناء وتكوين شخصياتهم الخلقية المطلوبة .
* توفير بدائل تربوية ورعوية للأبناء لتحقيق هدفين: الأول إغنائي حيث يلجأ الأبناء إلى الأجداد تحبباً وشوقاً لهدوئهم ولطفهم وقصصهم الماضية حيث يشكل الأجداد بهذا مصادر غنية لتربية الأبناء الخلقية، والثاني:
تعويضي عند انكسار الأسرة بالموت والطلاق والهجر والسفر والحجز والسجن وغيرها، حيث يحتضن الأجداد بحنونهم وإهتمامهم والحكمة والوقت الوافرين لديهم، الأبناء ويعوضونهم ما افتقدوه من رعاية الوالدين نتيجة الظروف الطارئة التي عصفت استقرار حياتهم الأسرية، وما أكثرها في هذه الأيام العصيبة التي تعيشها الأسرة في البيئات النامية ؟! .
15- رفع المعايير السلوكية المطلوبة من الأبناء مع مزجها بالحب والدفء والاندماج في حياتهم اليومية. يتوقع من الأسرة التي تربي أبناءها على السلوكيات والأخلاق الأفضل. أن ترفع من معايير التصرفات التي تطلبها منهم وعدم المعاونة عليها والتراجع تحت إلحاح الأبناء عنها. إن المعايير المرتفعة التي نؤكدها على الأسرة تكون أعلى بقليل مما يتوفر لهم ويستطيعونه أنياً،دون أن تكون أعلى وأقل من ذلك بكثير حتى لا يشعروا بالعجز في الحالة الصعبة الأولى، ولا يهتموا بالعمل ببساطة ما يطلب منهم في الحالة المنخفضة الثانية.
أما اندماج الأسرة في حياة الأبناء من خلال تطبيق المعايير المرتفعة من خلال الحب ودفء التعامل، فيقتضي منها مراعاة:
* توفير وقت كاف للتفاعل والتحادث مع الأبناء صغاراً وشباباً يافعين ( مراهقين ) على السواء.
* تجنب ردود الفعل الغاضبة والمعارضة لتصرفات واختيارات الأبناء غير الدارجة أسرياً وبيئياً مثل: أنواع اللباس الصاحبة بالألوان أحياناً، والغريبة في التصميم أحياناً أخرى، وفي تصفيفات الشعر، وترتيب المظهر العام .... ويتوقع من الأسرة بدل ذلك استثمار مثل هذه المواقف للجلوس مع الأبناء وتبادل الأفكار والآراء والرغبات والقيم الاجتماعية – الثقافية معهم، نيل قناعتهم وقبولهم للمطلوب دون الإملاءات والأوامر والمصادمات غير محمودة العواقب ميولاً وسلوكاً.
* الاهتمام برغبات وحاجات الأبناء الأطفال والشباب اليافع ( المراهقين )، وعدم التهاون في أي منها لدى جهة على حساب جهة أخرى. فالمطلوب من الأسرة هنا الانتباه للفئتين ولكن لأهداف وبأساليب مختلفة نسبياً.
* التعامل مع الأبناء كأفراد. فيتوقع من الأسرة الانتباه لكل ابن, ابنة والحديث مع كل منهما وإرشادهما توجيهما حسب خصوصية الرغبات والحاجات لديهما. وحتى عند المحاسبة على الأخطاء السلوكية، فتكون لكل جهة حسبما تستحق دون عقاب ومحاسبة الكل بسبب الجزء، حيث يفقد التأديب الأسري في مثل هذه الحلة أثره كما يثير الرغبة لدى الأبناء في تجاهل أوامر الأسرة و/ والتمرد على سلطاتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:55

أخطاء يرتكبها الأب والأم في تربية هوية الأبناء.
هناك عدة أخطاء يرتكبها الوالدان أحياناً دون قصد في الغالب. من أهم هذه الأخطاء العينة التالية:
1-المحاضرة على الأبناء في كل صغيرة وكبيرة. إن المحاضرة حتى في التعليم المدرسي لا تجدي كثيراً في التعلم لكونها أسلوباً بقناة وطريقاً واحداً للاتصال الإنساني، الأمر الذي قد يلجأ الأبناء أحياناً إلى قفل هذه القناة
أو الطريق إليهم بعدم الانتباه والاستماع للوالدين، دون إحداث التأثير الذي يطمحان إليه على الأبناء. إن الحديث مع الأبناء والحوار والنقاش معهم والإقناع والمشاركة في الاختبار وصناعة القرار هي بدائل أجدى في التوجيه والإرشاد الأسري للأبناء.
2-التوضيح المفصل للمواقف والقضايا السلوكية لدرجة مملة للأبناء وغير ضرورية ومحبطة أحياناً لفهمهم. إن الإيجاز الواضح لمشاكل ومواقف الأبناء هو أكثر قبولاً لديهم وأعلى أثراً في ممارستهم رغباتهم وقراراتهم وأوفر وقتاً للأبناء والأسرة في آن.
3-التراجع عن التعليمات والأوامر. يميل بعض الوالدين إلى التراجع عن أوامرهما وتعليماتهما للأبناء لعمل شيء محدد بسبب الإلحاح والوعود التي يقطعها الأبناء لعدم تكرار الأخطاء والأسباب وراء محاسبة الوالدين لهم. إن المبدأ الحاسم لسلطة وهيبة الوالدين لدى الأبناء هو عدم التراجع عن القرارات والتعليمات التي يطلبانها والتأكيد عليهم بكلمة موجزة للتنفيذ ( مثل: نفذ ما سمعت ) ثم خروج الأب والأم من الغرفة والموقف لشيء آخر يهمهما لقفل الأخذ والرد ومعهم.
4-رفع الصوت والصراخ في التعليمات والطلبات من الأبناء. يميل بعض الوالدين إلى تأكيد طلباتهما من الأبناء بالصراخ ولهجة التأنيب العالية لعدم استجابتهم في تنفيذ ما يطلب منهم. إن الأجدى للتربية السلوكية والخلقية للأبناء هي توجيه التعليمات إليهم، وعند ملاحظتهم عدم التنفيذ، يقترب الأب والأم من الابن والابنة المعنيين ويطلبا منهما بصوت هادئ وحازم بالبدء فوراً في العمل المطلوب ويمسكا بيدهما إلى عمل المطلوب. فإذا طلبت الأم مثلاً من الابنة العناية بنظافة المطبخ وكانت الابنة تواصل مشاهدتها لبرنامج تلفزيونية ولم تستجب لطلبها عندئذ تذهب الأم وتمسك بيد الابنة إلى المطبخ وتؤكد بصوت هادئ ووحازم على إنهاء العمل في الوقت المحدد.
5-تكرار التعليمات والطلبات من الأبناء. يتعلم الأبناء من تكرار الوالدين للتعليمات الانتظار والمماطلة في الاستجابة والتنفيذ لأطول مدة ممكنة، حتى يرفع الوالدين صوتهما غيظاً من إهمال الأبناء وعدم استجابتهم. والأفضل من الأسرة في هذا الإطار توجيه التعليمات مرة واحدة ثم محاسبة الأبناء على عدم استجابتهم أحياناً لذلك 6-النقد والتعنيف المتواصل من الأبناء. تبدو بعض الأسر مشدودة الأعصاب لأربع وعشرين ساعة في اليوم حيث خلال ذلك يلاحظ عليها في مواجهة مستمرة مع الأبناء من الفعل ورد الفعل مع كل صغيرة وكبيرة في تصرفاتهم اليومية. إن مثل هذا الأسلوب، بالإضافة لمضارة الانفعالية والسلوكية لدى الأبناء والإجهاد النفسي الذي تخبره الأسرة والفجوة النفسية التي تبدأ بالبلورة والاتساع بين الأسرة والأبناء، يبدو غير ضروري وغير فعال في أن.
لماذا ؟ لأنه أولاً لا يوجد أبناء كاملون لدى أي أسرة مهما بلغ تعليمها وانضباطها وعنايتها الوالدية، فالكمال هو دائماً لله، ثم ثانياً إن التركيز على القضايا والمواقف السلوكية الكبيرة يؤول لنتائج فعالة على استجابة الأبناء ورغباتهم في الاستماع للأسرة والتصحيح، كما يؤدي تصحيح الأخطاء الكبيرة إلى تجييد واستثناء نظيراتها الصغيرة لكون الآخرة جزءاً من الكبيرة غالباً وإنها تميل إلى التلاشي مباشرة وغير مباشرة بفعل انتقال الأثر السلوكي لدى الأبناء من تصحيح الأخطاء الكبيرة إلى توابعها الصغيرة. ومن هنا، ندعو الأسرة إلى عدم مواصلة معاركها السلوكية مع الأبناء والتدقيق في صغائر وكبائر أمورهم والتركيز بالمقابل على القضايا الهامة لتربية القيم والهوية الخلقية لديهم.
7- تقييد الأبناء الزائد في علاقاتهم مع الأقران .تميل الأسرة أحياناً إلى فرض قيود زائدة عديدة على الأبناء في علاقاتهم وتفاعلاتهم مع الأقران في الحي والمدرسة، حرصاً منها بطبيعة الحال على صحتهم النفسية والسلوكية بالابتعاد عن أقران السوء ومخاطر الانضمام إلى عصابات الأشقياء والوقوع في مز الق الانحراف بتناول المخدرات والكحول والتدخين والجنس وغيرها من أوجه التجاوزات السلوكية المختلفة.
و تثير هذه القيود تذمر الأبناء وشكواهم من عدم ثقة الأسرة بهم، وإن متطلباتها المتواصلة منهم هي لا تحتمل وغير معقولة، مثيراً لدى البعض عند تطرف المراقبة الأسرية عليهم إلى البدء في تبني أساليب واستراتجيات لإخفاء بعض علاقاتهم وأنشطتهم الخارجية مع الأقران بعيداً عن متابعة ورقابة الأسرة ... وهنا في الواقع تكمن خطورة القيود الأسرية الزائدة على الأبناء وحرمانهم من فرص التأمل في مصالحهم ومفاهيم الصح والخطأ في تصرفاتهم ثم صناعة القرارات الذاتية في اختيار ما يناسب حالاتهم الفردية.
إن من حق الأسرة ومن واجباتها الوالدية في أن، متابعة الأبناء ومراقبة ما يقومون به داخل المنزل وخارجه وخاصة في علاقاتهم مع الأقران، من حيث:
* أين يكون الأبناء خلال فترة وجودهم خارج المنزل بالمكان والزمان المحددين المعروفين للأسرة:
* من الأقران الذين يكونون معهم.
* أنواع الأنشطة التي يقومون بها معاً.
* وسائل المواصلات للذهاب والعودة إذا كان اجتماع الأبناء بالأقران بعيداً عن المنزل.
* وقت الخروج من المنزل والعودة إليه بالساعة والدقيقة المحددين لدى الأبناء والأسرة معاً.
* بدائل الاتصال والتصرف المسئول للأبناء في حال مواجهتهم لحوادث ومخاطر طارئة ولكن من حق الأبناء أيضاً على الأسرة الثقة بهم ومعاملتهم بلطف وباهتمام لرغباتهم وحاجاتهم وبحب غير مشروط لهم والاقتراب النفسي دائماً منهم وإشعارهم بأن ما نقوم به الأسرة معهم هو لمصلحتهم في الحاضر والمستقبل. ولا يتحقق هذا كله إلا بثلاث مهمات:
ممارسة الأسرة للاعتدال في التعامل مع الأبناء، والاتفاق معهم حول مجموعة من الأحكام للعمل بها عندما يكونون خارج المنزل بوجه خاص ثم بمتابعتها والمراقبة غير المباشرة لهم منذ الصغر للوصول إلى آمرين هامين في تربية القيم والهوية الخلقية للأبناء، الأول: تعويدهم على تقدير السلطة الأسرية واحترام دورها في رعايتهم ثم توفير آليات انضباط ومحاسبة ذاتية لدى الأبناء خاصة عند وجودهم وتصرفاتهم مع الأقران وغير الأقران خارج البيئة الأسرية. إن قيام الأسرة بهذه البدائل السلوكية في التعامل مع الأبناء ثم استجابة الأبناء الايجابية لمتطلباتها كما نوهنا للتو، يغني الطرفين لدرجة كبيرة عن أساليب ووسائل التقييد الزائد التي قد تضر بالطرفين أكثر مما تنفع.
8- الحماية الزائدة للأبناء. تقوم الأسرة بدافع حرصها وخوفها الشديدين على مصلحة وصحة وراحة الأبناء -ممارسة وقاية وعناية فائقة وضبطاً كاملاً لرغباتهم وحركاتهم وقراراتهم لدرجة متطرفة أحياناً تستثني معها أي دور لهم في اختيار وتوجيه أنشطة حياتهم اليومية. يلاحظ على الأسرة الحالية سلوكيات مثل: التدليل الزائد للأبناء وعدم رفض أي رغبة وطلب لهم، وعمل الأشياء والمسؤوليات نيابة عنهم، ورعايتهم المتواصلة في كل صغيرة وكبيرة، واتخاذ القرارات بدلاً عنهم والخوف عليهم حتى عند غيابهم لحظة عن ناظرها في الغرفة التالية من المنزل، ناهيك عن الهلع الذي قد ينتاب الأسرة عن وجود الأبناء في الخارج لسبب مبرر عملي معروف مثل الذهاب إلى المدرسة ولزيارة أحد الأقارب والأصدقاء من الأقران.
إن الأسرة الذي تتعامل مع الأبناء بهذه السلوكيات من الحماية الزائدة، تقتل فيهم صناعة القرار والحكم ،و عنفوان وحيوية الشخصية وقيم التصرف السليم والقدرة الناقدة الموجهة لخياراتهم وعلاقاتهم في الحياة اليومية0و يتوقع من الأسرة بالمقابل حرصاً على تربية القيم والهوية الخلقية القوية في اختيار ما يرونه مقبولاً لمظهرهم ولباسهم ولعبهم، وشكل وترتيب غرفة نومهم ومكتبهم الدراسي، وتفهم آراءهم بخصوص المدرسة والأقران وأوجه ومقاليلت الحياة الأسرية اليومية.
يمكن للأسرة تنمية التفاهم مع الأبناء والتواصل الهادف معهم بواسطة:
* المحافظة على علاقة منفتحة ومتفاهمة معهم.
* معرفة الأقران الذين يتفاعلون معهم وأنواع الأصدقاء المقربين منهم
* التنسيق المتواصل المنتظم مع المدرسة وموقعة الخبرات والفعاليات المدرسية التي يتعرضون لها كل يوم
* التأكيد للأبناء بأن الأسرة جاهزة في أي وقت من اليوم للاستماع إليهم
* استثمار الأنشطة الأسرية اليومية لتبادل الآراء وتطوير تفاهم أفضل بين أعضاء الأسرة. إن وجبات الطعام اليومية وجلسات المشاهدة التلفزيونية والنزهة الخارجية معاً والأنشطة العائلية المشتركة داخل الأسرة وخارجها هي أمثلة هامة للتواصل والتفاهم المطلوبين هنا.
* الاتصال بالأبناء بمختلف الوسائل المتاحة بالإضافة للتعامل الشخصي الواقي. إن البريد الالكتروني والهاتف النقال والرسائل الهاتفية هي بدائل مفيدة في هذا الإطار.
* معرفة عالم الأبناء وما يدور في حياتهم اليومية بوجه عام دون التفاصيل الدقيقة أبداً حتى يشعروا بثقة الأسرة بهم وبامتلاكهم لدرجة نسبية من الخصوصية الشخصية. إن دعوة أصدقاء الأبناء من الأقران إلى الأسرة والاحتفال بهم في مناسبة واقعية مبررة مثل: النجاح والتفوق المدرسي، والشفاء من وعكة صحية محددة وعيد مولد ومناسبة أسرية عامة، هي أمثلة لما يمكن للأسرة بها وعي ما يجري في عالم الأبناء الخاص.
9- العمل على ضبط الأبناء اليوم قبل انفلات الأمر في الغد. يمثل للأسرة أحياناً إلى ممارسة ضبط على تفكير وميول وقرارات وسلوك الأبناء الآن والتحكم في أمورهم وحركاتهم، أفضل من المخاطرة بخروجهم عن المألوف وقدرة الأسرة على السيطرة والتوجيه في المستقبل.
وقضية ضبط الأبناء وانضباطهم لأتحدث بهذه الشطارة الأسرية: العمل على ضبط الأبناء أولاً قبل إمكانية ضبطهم للأسرة، وكما يقول المثل الشعبي: من سبق كسب ( ولبق كما يقال في بلاد الشام )، بل في استماع الأسرة للأبناء والتأمل فيما يقولونه ويعيرون عنه، وفي تشجيعهم على الانفتاح في الميول والحديث عما يجول في خاطرهم دون خوف من نقد وتهديد وعقاب حنياً وإهمال وانشغال أسري عنهم أحياناً أخرى إضافة لهذا، يمكن للأسرة مراعاة الاستراتيجيات التالية:
* تدريب الأبناء على التمييز بين رغباتهم الآنية والحاجات الفعلية لحياتهم اليومية. إن مهارة الأبناء في المفاضلة بين الرغبات والحاجات واختيار ما هو ضروري منها لنموهم و/ وعملهم اليومي، يوفر كثيراً من الجدل والأخذ والرد مع الأسرة حول الطلبات المتلاحقة المبررة حيناً وغير المبررة أحياناً أخرى والتي لا تملك الأسرة تركيزاً كافياً لإدراكها وإمكانيات لتوفيرها لهم.
* تشريع أحكام للحياة الأسرية ولأعضاء الأسرة وأدوارهم وتصرفاتهم داخل الأسرة وخارجها، على إن تكون هذه الأحكام معقولة وواضحة تماماً ومفهومة متفق عليها من جميع الأطراف وقابلة للتطبيق منهم في الوقت نفسه. إن هذه الأحكام تبدو ضرورية جداً هذه الأيام في غمرة صعوبات وتعدد متطلبات الحياة اليومية للأسرة وانشغال الوالدين معظم الوقت في تدبير شؤون وحاجات الأسرة المتلاحقة التي لا تنتهي كما نعتقد أحياناً. توفر الأحكام إطاراً سلوكياً موجهاً ذاتياً للأبناء في غياب الأسرة لأسباب مفهومة منهم وغير مفهومة في أحيان أخرى.
* الابتعاد عن ردود الفعل الانفعالية السريعة عند طلب الأبناء أشياء وامتيازات داخل الأسرة وخارجها، بل يتوقع دائماً من الأسرة الاستماع الجاد الهادئ للأبناء والتأمل فيما يقولون ويعيرون عنه من حاجات ثم مناقشتهم ويتناول الآراء حول إمكانية وعدم إمكانية ما يرغبون مدعوماً ذلك بتبريرات منطقية مقنعة لهم بطبيعة الحال يضمان تنفيذهم للمطلوب وعدم تعارضهم مع القواعد والأحكام الأسرية المتفق عليها معهم.
10- النظر للأبناء على أنهم متمردين ومزاجيين ولا يهتمون بمشاعر الآخرين. إن الأبناء وخاصة في مرحلة الشباب اليافع (المراهقة) يبدون متقلبين في الأهواء والمزاج والرغبات لكونهم يعيشون مرحلة مخاض لبلورة وولادة شخصياتهم مع عمر 18 سنة: سن الرشد. ويتوقع من الأسرة تفهم رغبات وميول الأبناء المتقلبة أحياناً لأنها جزء من المرحلة الآنية التي يعيشونها بعمر المراهقة خاصة. أما الأبناء الأطفال تحت عمر 12 سنة فلا تواجه الأسرة في العادة صعوبات تذكر في التوافق معاً بخصوص ما يطلب منهم داخل وخارج البيئة الأسرية. أما الأبناء الشباب اليافع بعمر المراهقة من 13- 18 سنة، فيمكن مراعاة الأسرة معهم المبادئ التالية:
* التركيز على سلوك والعمل أكثر من القول. وفي كل الأحوال، يتوقع من الأسرة عدم التناقض بين مل تقوله وتسلكه أمام الأبناء. لأن الأسرة وهي قدوة للأبناء تخدم نموذجاً للتصرف في الحياة اليومية. فإذا كان هذا النموذج الذي يقتدي به الأبناء واثقاً وسوياً، عندئذ ينعكس ايجابياً على سلوكهم بالثقة بأنفسهم وبأسرتهم واحترام دور الأسرة في حياتهم دون تعارض يذكر معها. .
* التعامل مع الأبناء باهتمام ولطف واحترام لآرائهم وميولهم وحاجاتهم لتقريب الفجوة النفسية معهم، وتحييد رغباتهم بالنتيجة في التمرد وعدم الاهتمام بدور الأسرة وتجاهل تعليماتها أحياناً.
* التنويه الايجابي لإنجازات وسلوكيات الأبناء المتفوقة وتعزيزها بالتشجيع والمكافأة أولاً بأول، حتى يتيح لهم تراكم هذه الخبرات والبناء عليها لمزيد من التقدم والتفوق.
* تطوير الأسرة لجسور الثقة مع الأبناء بصفة مستمرة من خلال التفاعل والتفاعل المشترك معاً وترك القنوات مفتوحة معهم للاتصال والتواصل في أي وقت، دون خوف وتردد ومحظورات تذكر.
* ممارسة الأسرة للعناية بالآخرين داخل الأسرة وخارجها بالقول والعمل معاً والنظر للايجابيات لديهم والتنويه إليها وتطوير علاقات حسنة معهم على مرآى ومسمع الأبناء وملاحظتهم ونسخهم لما يجري. إن قيام الأسرة بكل هذه البدائل العملية وغيرها مما يشبه في التعامل مع الأبناء، يزرع فيهم الشعور بأهمية الآخرين ( الإخوة والأصدقاء والأسرة ) في حياتهم وتقديرهم والتوافق مع أخلاقياتهم وقيمهم ثم ممارستها معهم في الحياة اليومية المشتركة.
تكامل الأسرة في تربية الهوية الخلقية للأبناء
الأسرة والمدرسة هما شركاء في تربية الهوية الخلقية للأبناء ثم التربية الأكاديمية بوجه عام. ولا يتوقف دور الواحدة منهما على أداء رسالتهما وواجباتها تجاه الأبناء في البيئة المباشرة لها بل يتوقع في الأحوال السلوكية والإنتاجية الهادفة تداخل الأدوار والمسؤوليات ومتابعة كافة النتائج. فالأسرة يتوقع منها العناية بحاجات ورغبات الأبناء في المنزل، لاسيما وأن الأب والأم والأخوة الكبار هم في حقيقة الأمر المعلمين الأوائل وللناشئة من الأبناء، وذالك أولاً بالتعليم الخاص، والقراءة والدراسة معاً والإشراف والتوجيه المستمر لما يقومون به من تعلم وميول وسلوك، وثانية للتخطيط المتواصل المشترك مع الكوادر المدرسية من معلمين وإداريين بخصوص التربية الخلقية السلوكية ثم الأكاديمية للأبناء. وإن أي إهمال وانقطاع في أداء الأسرة لهذه الواجبات داخل المنزل وخارجه سوف يأثر سلباً على أداء المدرسة في تعويض وتكميل واغناء المعارف والميول والسلوكيات الخلقية التي تبدأ وتتبلور في الأسرة والبيئة الأسرية.

أم المدرسة وهي المؤسسة الاجتماعية الثانية الموكلة من المجتمع لتربية الأبناء بصيغ وجداول رسمية منظمة، فلا تنحصر مسؤولياتها في التربية الخلقية السلوكية للأبناء التلاميذ داخل الجدران المدرسية، بل نتوقع امتدادها إلى الأسرة للتشاور والتخطيط معاً حول المبادئ والمعارف والأساليب والنتائج التي يمكن التعامل بها مع الأبناء في تحصيل الهوية الخلقية المطلوبة. وفي الفقرات الفرعية التالية، نوضح طبيعة المبادئ والمداخلات والمشاركة التي تحكم علاقات وأدوار الأسرة والمدرسة معاً في التنشئة الخلقية الحاسمة، ليس فقط في تقرير شخصيات الأبناء بل أيضاً واستقرار وتقدم المستقبل الأسرة والمجتمع في آن.
مبادئ إرشادية عامة لتربية الهوية الخلقية من الأسرة والمدرسة
تتلخص هذه المبادئ الأسرية والمدرسية في تربية الهوية الخلقية للأبناء فيما يلي:
1- ترعى التربية الخلقية للأبناء والقيم العليا كمحو أول قاعدة لهذه الهوية القويمة. من أمثلة القيم العليا التي ترعاها التربية الأسرية والمدرسية معاً: الولاء والشجاعة والعدالة والمسؤولية والضبط الذاتي والموثوقية والاحترام والأمل والتفاؤل، والأمانة والحب. انظر تفاصيل أخرى في فقرة سابقة.
2- تشمل التربية الخلقية تشمل عناصر أساسية ثلاثة هي التفكير الخلقي والشعور الخلقي والسلوك الخلقي.
3- تتطلب التربية الخلقية المأثرة تتطلب استعمال طريقة شاملة مقصودة ونشطة تهدف إلى تنمية القيم العليا لدى الأبناء عبر مختلف مراحل حياتهم الأسرية والمدرسية.
4- انظر الصفحة التالية.
5- يتوقع من مجتمعات الأسرة والمدرسة أن تتصف بالاهتمام والعناية والحرص في تعاملها وتربيتها للأبناء.
6- يتوقع من الأسرة والمدرسة في تنميتها للهوية الخلقية للأبناء، توفير مراحل حقيقية للتصرف الخلقي في الواقع.
7- تحتوي التربية الخلقية المؤثرة على مناهج ملفوظة ومكتوبة مفيدة تحترم الأبناء / التلاميذ وتساعدهم على النجاح. \
8- بتوقع من التربية الخلقية العمل على تطوير الحوافز الذاتية لدى الأبناء / التلاميذ.
9- يتوقع من الأسرة والمدرسة أن يكونا بيئتان فعالة للتعلم الخلقي، مشاركة معاً في مسؤوليات التربية الهوية الخلقية لدى الأبناء ومحاولاتهما المتواصلة في الالتزام بنفس القيم العليا التي تعمل على تنميتها فيهم
10- تتطلب تربية الهوية الخلقية لدى الأبناء قيادات أسرية ومدرسية فاعلة في التخطيط والتنفيذ والتوجيه والتقييم. يمكن تحقيق وتطوير هذه القيادات بالإطلاع والتثقيف والتدريب.
11- يتوقع من الأسرة والمدرسة تضافر وتنسيق جهودها معاً في تطوير الهوية الخلقية للأبناء.
12- يتوقع احتواء التربية الخلقية المؤثرة على المحاسبة الموضوعية المنظمة لكافة مدخلاتها وعملياتها ومخرجاتها من حيث تقييم العوامل والعمليات المعينة بها بدءاً من البنات الأسرة والمدرسية وأعضاء الأسرة والكوادر المدرسية المربين للهوية الخلقية وانتهاء بالأدوار والفعاليات التي يقومون بها والنتائج السلوكية الخلقية التي تظهر على الأبناء / التلاميذ ثم توفير التغذية الراجعة للتصميم والتطوير.
13- تحتوي التربية الخلقية على مواقف وبرامج تدريبية عادية ومكثفة كلما لزم المعلمين وأعضاء الأسرة لتطوير مهاراتهم في التفاعل والمشاركة الهادفة معاً في أداء مسؤولياتهما وأدوارهما المتوقعة في تنمية الهوية الخلقية للأبناء.
14- يتوقع من التربية الخلقية تنمية العادات الخلقية لدى الأبناء في الإدراك والميول والسلوك باستعمال كافة حواسهم الإنسانية مع التركيز خاصة على استعمال البصر والسمع والحركة.
ممارسات حميدة لاندماج الأسرة في تربية الهوية الخلقية للأبناء.
يتوفر للأسرة العديد من البدائل العملية التي يمكن تطبيقها منزلياً مع الأبناء لتربية هوياتهم الخلقية، منها العينة التالية:
1- قيام الأسرة ( الوالدين غالباً ) بدراسة مسحية لاستعمالات الوقت اليومي من أجل تخصيص وقت أكثر للتفاعل والتعلم معاً.
2- الالتزام بمعايير وتوقفات انجازية عالية في المداخلات الأسرية والعمل والحياة من أجل تشجيع الأنباء بذل أقصى إمكانياتهم في التفكير والسلوك والمداخلات مع الآخرين.
3- تحديد فترة مشاهدة البرامج التلفزيونية في ساعتين على الأكثر يومياً.
4- حديث أعضاء الأسرة معاً لمدة نصف ساعة على الأقل يومياً والطعام معاً ومشاهدة التلفزيون معاً والإبحار على الانترنيت معاً والقراءة معاً والمناقشة معاً كلما استطاعت الأسرة إلى ذلك سبيلاً كل يوم، حيث عليه أن تربي هذه المواقف المتنوعة أخلاقاً حميدة متنوعة.
5- تشجيع الأبناء على اختيار المسؤوليات الجادة من المهام والتعيينات والواجبات الأسرية والمدرسية، دون السهل المبسط منها.
6- العمل مع الأبناء على وضع جدول يومي بالأنشطة والفعاليات التي يقومون بها الأبناء في الأسرة، وتلاميذ بالمدرسة، وأعضاء متفاعلين في الاجتماعات المدنية المتنوعة للناس. تتيح مثل هذا الجدول اليومي للأبناء مواقف واعية منظمة يتعلمون ويمارسون خلالها قيماً وأخلاقيات متنوعة.
7- التأكيد على الحضور المدرسي اليومي للأبناء والانتباه الجاد لما يجري من تدريس ومداخلات تربوية واجتماعية داخل الغرفة الدراسية وخارجها بالمدرسة.
8- مشاركة الأسرة أخرى في الحي والمنطقة في حملات التوعية وحلقات الحوار والتدريب بحضور ومشاركة الأبناء، في موضوعات هامة مثل: القيم العليا الهامة التي تتوقع الأسرة تحصيلها من الأبناء، ومشاكل التسرب والمخدرات والكحول والانحراف السلوكي وتأثيراتها السلبية على هواياتهم الخلقية.
9- زرع الأسرة في الأبناء الثقة بالنفس من خلال التعزيز وتفويض المسؤوليات المناسبة داخل البيئة الأسرية وخارجها.
10- مساعدة الأبناء في تطوير مهارات اجتماعية فعالة لمداخلاتهم اليومية في الأسرة والمدرسة والمواقف الحياتية الأخرى.
11- تعليم الأبناء أساليب التعبير المنطقي عن الرأي والذات وكذلك الدفاع العادل عن حقوق البقاء والتقدم
12- تعليم الأبناء عند مضايقة الأقران والآخرين لهم، طلب العون من الأسرة وممن يكون قريباً إليهم من المعلمين والكبار الراشدين حولهم.
13- تعليم الأبناء مبادئ التعامل الآمن والتعايش والتصرف السلمي العام في الحياة والمداخلات اليومية مع الآخرين.
14- تعليم الأبناء التفكير قبل السلوك واحترام الآخرين وعدم جرحهم وإيذائهم ورفع الصوت (الصرخ) عليهم وعدم الاستماع إليهم بالإهمال وترك المكان بعيداً عنهم.
15- محافظة الأسرة في مداخلاتها اليومية مع الأبناء على كونها قدوة ونموذجاً سلوكياً يحتذون به بالملاحظة في تطوير قيمهم وهوياتهم الخلقية.
16- تجنب الأسرة التسلط في حياة وحركة الأبناء اليومية والوعظ المتواصل ولومهم والدفاع عن أحد منهم عند الخطأ والنقد والحكم الشخصي عليهم مع اشعارهم دائماً بالاحترام والتقدير.
17- منع الأسرة لأي مشوشات خارجية لحياة الأسرة وروتينها اليومي ومداخلاتها وفعالياتها مع الأبناء.
إن الزيارات الطارئة بدون علم مسبق للأسرة ( بدون سابق إنذار ) كما يلاحظ في بيئتنا المحلية والمحادثات الهاتفية الطويلة التي تقطع النشاط الأسري باستمرار ولساعات أحياناً هي جميعاً من أخطر المشوشات التي يتوقع من الأسرة وضع حد لها لإمكانية التركيز ادراكياً وانفعالياً أكثر على التفاعل الهادف مع الأبناء والاستمرارية الفعالة أكثر لحاجاتهم.
18- تخصيص الأب والأم وقت لا يقل عن (15 ) دقيقة على الأقل لكل ابن وابنة للحديث عن شيء يقلقهما دون مقاطعة خارجية من أي نوع حتى من أعضاء الأسرة الآخرين. وندعو الأسرة هنا إلى تبني شعار في هذا الصدد ينص على: خصص وقتاً للاستماع للأبناء ثم خذ وقتك الأقصى للحديث معهم.
19- محافظة الأسرة على علاقات دافئة ودودة وصريحة متفاعلة بين أعضائها بعيداً عن الخوف والتردد وتوقع العقاب خاصة عند رغبة الأبناء في الحديث عن مواقف سلبية مروا بها خارج البيئة المنزلية وداخلها.
20- تحفيز الأبناء لملاحظة وتطبيق ما تقوم به الأسرة من تصرفات وأعمال ومداخلات خاصة عند هادفيتها وانضباط جودتا بشكل عام.
21- معرفة الأسرة لأصدقاء الأبناء ونوعياتهم وتأثيراتهم الايجابية دون السلبية أبداً على تفكير وعادات وحياة الأبناء.
22- معرفة الأسرة لأماكن وجود الأبناء خارج المنزل وأنواع النشاط التي يقومون بها مع الأقران والوقت الذي يقدونه في ذلك مع التأكد من سلامتهم صحياً وخلقياً أثناء ذلك.
فعاليات مدرسية لدمج الأسرة في التربية الأكاديمية – الخلقية للأبناء
من الفعاليات المدرسية التي توفر فرصاً للأسرة للاندماج في تربية الأبناء الأكاديمية – الخلقية، الأمثلة التالية:
1- افتتاح السنة المدرسية. يمكن هنا تخصيص كل مدرسة للأيام القليلة الأولى خلال الأسبوع الأول من السنة الدراسية، لعقد اجتماعات مفتوحة تضم المعلمين والأسر والأبناء، والأسر للمعلمين والأسر الأخرى، والتلاميذ الأبناء لأقرانهم كما يتم خلال هذه الاجتماعات السريعة الموجزة على أهداف التعلم الأكاديمية والخلقية، ثم اتفاق المعلمين والأسر للعمل معاً لصالح الأبناء التلاميذ.
2- عقد اتفاقات محكمة تجمع المدرسة والأسرة والأبناء وأعضاء مهتمين من المجتمع المحلي بين الأهداف والتوقعات والمسؤوليات المشتركة المتوقعة من كل جهة القيام بها في تربية الأبناء الخلقية – الأكاديمية. إن الهدف الأسمى لهذه الاتفاقات هو مشاركة الجهات المضية بالأبناء: الأسر والمعلمين ومديري مدارس والأبناء أنفسهم وقادة مجتمع محلي، في تحسين التحصيل للتلاميذ الأبناء. إن أهداف ومحتوى ونصوص الاتفاقات الحالية، قد تختلف من مدرسة إلى أخرى، ومن منطقة تعليمية إلى منطقة أخرى.
3- يوم المدير المدرسي. تدعو الإدارة المدرسية في هذا اليوم أسر الأبناء التلاميذ وقادة من المجتمع المحلي، لزيادة المدرسة والمشاهدة عن قرب دور المدير في إدارة البرامج والفعاليات والأنشطة اليومية من بداية الدوام وحتى نهايته. ينتج عن هذه الزيارة فهم أعمق للأسر والقيادات المحلية للمسؤوليات المتنوعة التي يقوم بها المدير يومياً في تسيير الشؤون المدرسية وتمكنها من تحقيق أهدافها التربوية المقصودة .. وتعاطفهم بالتالي معه وتعزيزهم له ببذل الوقت والمشاركة والجهد في التعاون مع الكوادر المدرسية لتحقيق تعلم الأبناء التلاميذ.
4- تبني الأسر والقيادات والجماعات المحلية للمدرسة تبادر في هذا الإجراء العديد من الأسر ورجال الأعمال والمؤسسات المحلية الاقتصادية والمعلوماتية والتقنية والطبية الصحية والعلمية والبحثية وغيرها مما يوجد في البيئة المحلية المحيطية، في تبني مدرسة بالمساهمة في تمويل فعاليات وبرامج رئيسية وهامة، والتبرع بالأجهزة والمواد التعليمية ومركبات المواصلات وبناء تسهيلات مثل: المعامل والملاعب الرياضية والعيادات الصحية والمكتبات وغيرها مما يناسب، والقيام كذلك بمسؤوليات وأنشطة وأدوار مساعدة لتعليم الأبناء.
5- يوم الانترنيت المدرسي. يقوم متبرعون في البيئة المحلية (مجموعة مدارس متجاورة ومنطقة تعليمية وعدة مناطق تعليمية ) بربط الغرف الصفية وغرف صفية محددة بالمدارس معاً على الانترنيت للتواصل والتفاعل مع معلمين ومتعلمين وأسر ومهتمين في المجتمع من أجل تعلم وتحصيل معلومات ومهارات وميول وقيم وسلوكيات جديدة وإغناء وتركيز هذه الأنواع من تعلم الأبناء.
6- المدرسة بيت مفتوح. توفر المدرسة بهذا الإجراء فرصاً مفتوحة للوالدين والأسر ومهتمين من المجتمع المحلي لزيارة المدرسة وملاحظة ما يجري من تعلم وتعليم ومداخلات يومية متتابعة والإجابة على استفساراتهم ومشاركاتهم أي معلومات توضيحية للبرامج والفعاليات والأهداف التي تقوم بها ومقابلة الأسر للمدير والمعلمين لتبادل الآراء حول الوضع التربوي للأبناء.
7- تأسيس مراكز معلومات مدرسية لخدمة وتعزيز حاجات الوالدين باعتبارهم متعلمين ومعلمين للأبناء. توفر هذه المراكز الاستعلامية الفورية للأسرة ما تحتاجه من مواد تربوية تثقيفية لتطوير معارفها ومهاراتها وميولها في التعامل مع الأبناء وتنظيم ورش تربوية مكثفة واجتماعات للمناقشة وتبادل الآراء حول الأبناء وحاجاتهم للتعلم وأفضل السبل والطرق والمبادئ التعليمية لمساعدة الأسرة في تفعيل وتقدم تعليمهم بالمنزل بعد اليوم والدوام المدرسي إن وضع هذه المراكز على الانترنيت مفتوحة للأسرة طيلة الأربع والعشرين ساعة في اليوم يجعل منها أكثر البدائل المدرسية أثراً في اندماج الأسرة في تربية الأبناء الأكاديمية والخلقية المطلوبة.
8- تكنولوجيا البريد الإلكتروني. توفر هذه التكنولوجيا الفعالة في الاتصال الإنساني السريع المعاصر، فرصاَ مكتوبة ومسرعة للأسر والأبناء والمعلمين والمدير والكوادر المدرسية المعينة الأخرى ( مثل المشرفين الاجتماعيين والمرشدين الطلابيين والأخصائيين النفسيين وفي المناهج والقياس ) للتفاعل معا َحول تربية الأبناء الأكاديمية الخلقية وتبادل الآراء لتفعيل ورفع إنتاجية هذه التربية.
استراتيجيات مدرسية لتربية الهوية الخلقية للأبناء .
إن المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الثانية بعد الأسرة المفوضة رسمياً من المجتمع لتربية الأبناء أكاديمياً وخلقياً. وإذا أرادت هذه المدرسة القيام الفعال في أداء واجباتها في هذا الإطار، يتوقع منها أمران حاسمان، الأول: أن تكون برامجها ومداخلاتها مع الأبناء خلقية ثم ثانياً: أن لا تتناقض في أي جزئية من هذه البرامج والمداخلات مع ما تقوم به الأسرة يومياً من تربية خلقية للأبناء. ولا يتحقق كل هذا بالطبع إلا بالتفاهم المتواصل للأسرة والمدرسة وتضافر وتنسيق جهودهما معاً من أجل تعزيز أحدهما للآخر وتحقيق أهداف التعلم بدون تعارض يذكر. من أمثلة الاستراتيجيات التي يمكن تبنيها من المدرسة في التربية الخلقية للأبناء، العينة التالية:
1- المعلم راع للأبناء ونموذج سلوكي خلقي ومشرف خلقي. تدعو هذه الاستراتيجية المعلم إلى التعليم الأخلاق بالتعامل مع الأبناء التلاميذ بحب واحترام وقدوة التصرف لهم وتشجيع السلوك الخلقي وتثبيط نقيضة السلوك غير المسؤول وغير الخلقي بالتوجيه الفردي ونقاش المجموعات.
2- تحول المدرسة إلى مجتمع خلقي بتطوير علاقات من الاحترام واللطف والعناية والاهتمام بين الأبناء التلاميذ والمعلمين والكوادر المدرسية ثم بين الأبناء التلاميذ أفراداً ومجموعات ... يجري حالياً تطبيق طريقة من ثلاث مراحل وخطوات ولمدة 5-10 دقائق على الأكثر لتحويل الغرف الصفية إلى مجتمعات خلقية مصغرة، وهي:
* حديث أفراد الأبناء التلاميذ على مسمع الأقران، عن أي أخبار وحوادث سارة خبرها.
* تنويه أفراد الأبناء التلاميذ لمزايا أقران لهم بالتوضيح والمديح والتعزيز.
* الطلب من أفراد الأبناء التلاميذ تغيير أماكنهم (مقاعدهم) إلى أخرى جديدة في الصف ثم المحادث مع أحد الأقران المجاورين لمدة دقيقة لمعرفة أحدهما الآخر أكثر.
3- التأديب الخلقي للأبناء التلاميذ. ومن وقي استعمال المعلمين والكوادر المدرسية لأحكام ونتائج تصرفات الأبناء التلاميذ لتنمية القدرات على التبرير المنطقي الخلقي والضبط الذاتي والاحترام العام غير المشروط للآخرين.
4- تعليم الخلق بالمناهج الدراسية من خلال احتوائها على الموضوعات والخبرات والمواقف التربوية الأكاديمية الغنية بالأخلاق والقيم واعتمادها كوسائل للتعليم القيمي – الخلقي.
5- التعلم المتعاون بتوفير خبرات مشتركة للأبناء التلاميذ بهدف رعاية وتطوير قدراتهم على العمل معاً وتقدير أحدهم للآخر.
6- تحول الغرف المدرسية إلى بيئات صفية ديمقراطية، يشارك فيها الأبناء التلاميذ بضاعة القرار وتحمل المسؤولية معاً في جعل الغرفة الصفية مكاناً هادفاً وممتعاً للتفاعل الاجتماعي والتعلم .إن الاجتماعات والحوارات الصفية وما يتم خلالها من مداخلات وتبادل الآراء تؤدي جميعاً في النهاية إلى تفاهمهم معاً لرغبات وحاجات أحدهم من الآخر.
7- تطوير الإحساس بالضمير لدى الأبناء التلاميذ الذي يشعرون نتيجته بمسؤوليات التعلم وضرورة تطوير مهاراتهم في أداء واجباتهم على أحسن وجه.
8- التأمل الخلقي بتطوير الأبناء التلاميذ للأسس لادراكية الموفية لهوياتهم الخلقية بواسطة القراءة والكتابة والبحث والنقاش وتبادل الآراء معاً.
9- حل النزاعات المشتركة بتعليم الأبناء التلاميذ لمبادئ وأساليب حل المواقف الخلافية على أسس منطقية عادلة بدون مضايقة الآخرين أمر ارتكاب أعمال عنف ضدهم.
10- العناية بالجهات المعنية بالأبناء التلاميذ خارج المدرسة من خلال توفير نماذج قدوة من المعلمين والإداريين والكوادر المدرسية تثير في الأسر والجهات الأخرى في البيئة المحلية السلوك والفرص العملية الايثارية.
11- تطوير ثقافة مدرسية ايجابية وخلقية من خلال تطوير مجتمع مدرسي يعتني أعضاؤه ببعضهم ويرعون معاً مفهوم وممارسة قيم عليا متفق عليها فيما بينهم مدرسياً واجتماعياً.
12- جذب الأسر والمجتماعات المحلية ليكونوا شركاء في المسؤوليات والحقوق المدرسية يساهمون بالتعاون والجهد والوقت من أجل تطوير الهويات الخلقية المطلوبة لدى الأبناء.
إجراءات أسرية عامة لتربية الهوية الخلقية لدى الأبناء
تتكون الإجراءات الأسرية لتربية الهويات الخلقية للأبناء من تسعة عناصر ومبادئ عملية، نوضحها بإيجاز كما يلي:
1- ممارسة الأب والأم لسلطاتهما الأسرية. ويعني هذا ممارستهما لشرعيتهما الوالديه في قيادة وتوجيه وإرشاد الأبناء، بصفة منتظمة ومدروسة موضوعية وغير قسرية مباشرة حتى لا تتحول إلى تسلط واستيراد في مقدرات الأبناء وقدراتهم وحركاتهم اليومية. يعرف الأبناء بالسلطة الأسرية مسؤولية الأب والأم وحقيهما عليهم للاستماع وإتباع التعليمات وتنفيذ السلوكيات المطلوبة.
2- إخبار الأبناء بما هو مطلوب دون التمني عليهم ورجائهم لعمل والتوقف عن هذا المطلوب. فبدل قول الأب والأم للأبناء: يكون طيب إذا قمتم بترتيب غرفة النوم، وغسل الصحون بالمطبخ وتشغيل المكنسة الكهربائية وتنظيف أرضية المنزل، يخبران بلغة مباشرة وحازمة مسؤولية كل ابنة مثلاً كما يلي:
انتبهن يا بنات: هبة تدخل المطبخ وتغسل الصحون والمواعين الأخرى، لمى تقوم بترتيب غرف النوم، هيا تقوم بتشغيل المكنسة وتنظف الأرضية، ومنية تضع الملابس في الغسالة وتتابع عملية تنظيفها، أما مروة فتقوم بتعليق الملابس المغسولة على المنشر لتجفيفها بأشعة الشمس. تتعلم كل ابنة من هذه السلطة الأسرية، احترام المسؤولية وإتباع التعليمات والقيام بالواجب بالكيف والوقت المناسبين، وتقدير دور الأب والأم في التربية والتوجيه للأفضل.
3- الحزم في القول والعمل. فعندما يقول الأب والأم شيئاً للأبناء، يتوقع منهم فورياً أن يفهموا أنهما يعنيان ما يقولون، دون تراخي الأب والأم في ذلك أبداً والتراجع عن تعليماتهما وطلباتهما المبررة للأبناء حيث يعتبرون هذه السلوكيات نقطة ضعف يستغلونها في الحياة الأسرية إلى أقصاها سلبياً. أما فهم الأبناء حزم الوالدين في تعليماتهما وتعاملهما فيزرع فيهم الشعور الحاد باحترام سلطة الأسرة وأهمية إتباع التعليمات وتحمل المسؤولية، والقيام بالواجب، وتقدير الخبرات المتقدمة في التقدم والتوجيه للأفضل، وأهمية التوافق مع الآخرين في استقرار العلاقات الأسرية، ومع الأقران والمعلمين في المدرسة وفي الحياة اليومية العامة.
4- مراعاة الإيجاز وتحديد المسؤولية في المداخلات والتعليمات الأسرية للأب والأم مع الأبناء. إن مشاغل واهتمامات ومتطلبات الحياة قد تعددت وتنوعت لدرجة غير محتملة كما تبدو أحياناً حتى لدى الأبناء. فلا يوجد بالتالي وقت للمحاضرات الطويلة والتكرار الممل للتعليمات كما لا يجري أبداً الأسرة والأبناء وتربيتهم السلوكية – الخلقية ثم تقدم الحياة والعلاقات الأسرية، إعطاء تعليمات مفتوحة وغامضة وعامة في مسؤولياتها. يتوقع من الأسرة بالمقابل الإيجاز الواضح والتخصيص المباشر لما تطلب من الأبناء ولما تربي فيهم من أخلاق وسلوك ومهارات، وذلك سعياً لتحصيل الأهداف المقصودة في كل حالة وتوفير الجهد والوقت والتكرار والمساومة والأخذ والرد بدون جدوى لكافة الأطراف: الوالدين والأبناء والأسرة.
5- المثابرة والإصرار الأسري على تنفيذ الأبناء للمطلوب والصمود وعدم التراجع أمام رجاءات ومناورات ووعود الأبناء بتصرف أفضل في المستقبل ولتعديل طلبات الأسرة منهم وتأجيلها وإلغائها. يتوقع من الأسرة المثابرة وعدم التراجع في تعليمها وطلباتها السلوكية والتربوية من الأبناء، خاصة عندما تكون هذه مدروسة وموضوعية وهادفة ومنطقية مبررة لوجه عام.
6- توفير بدائل وخيارات زمنية للأبناء لتنفيذ ما تطلبه الأسرة منهم وكيفيات وأساليب التنفيذ حيث المهم للأسرة هو تحصيل الأبناء على النتائج المطلوبة في الوقت المناسب: خلقاً وقيمة وواجباً منزلياً وتعليمياً وميولاً وغيرها. وهنا، يتوقع من الأسرة تشجيع الأبناء على طرح بدائل تنفيذية أكثر عملية قبولاً لظرفهم وإمكانياتهم شريطة المحافظة على جوهر المطلوب دائماً. يساهم هذا التصرف الديمقراطي من الأسرة في تطوير مشاركة الأبناء في صناعة القرار وتحسينه لديهم وتحمل المسؤولية والمرونة في التعامل وتبادل الرأي وقبول الرأي الآخر واحترام الأدوار الأسرية والمدرسية وبين الأقران.
7- إدارة الوالدين للحياة الأسرية والتعامل مع الأبناء حسب أحكام وقواعد جعلته ومعروفة لأعضاء الأسرة جميعاً. بدون عمل الأسرة بهذه الأحكام، يعد كل عضو صغيراً وكبيراً إلى سن أحكامه وقوانينه الشخصية في التعامل مع الآخرين وتقرير ما يرغبه كل منهم داخل وخارج البيئة الأسرية. وهنا، تتحول الحياة والعلاقات الأسرية إلى فوضى عارمة ومزاجية الأهواء والرغبات، دون وصول الوالدين والأبناء إلى تربية المفيدة لشخصياتهم والتفاهم معاً على حلول مجدية لمشاكلهم
استشارتني إحدى الطالبات لدي في مقرر: علم النفس العام خلال الفصل الدراسي الثاني لعام 2003 حول معاناة الأسرة من ابنها الشاب بالمدرسة الثانوية لكونه لا يستمع ما تقوله الأم والأب له ويتجاهل طلباتهما، وينفذ في النهاية ما يحلو له في الحياة اليومية بدءاً بالخروج من المنزل والدخول إليه، والعلاقات مع الأقران، ونوع اللباس الذي يتبناه وأوقات الطعام التي يربها إلى غيرها ذلك من سلوكيات يومية مع أنهما (أي الأب والأم) يتعاملان بحب وانفتاح وعدم ممارسة قهر وقسر منه. وبعد عدة استفسارات حول أدوار الأب والأم وأساليب إدارة الحياة الأسرية تبين إن الأسرة مع كل الحب والعناية وتشجيع الابن الأكبر على الاستقلالية وصناعة القرار، إلا إنها تدير حياتها اليومية بدون قوانين وأحكام محددة ومعرفة من الجميع: صغاراً وكباراً. فطلبت منها الاجتماع مع الأب فوراً والاتفاق معاً حول مجموعة من الأحكام حول كل شيء ونشاط وعلاقة أسرية تدور في الحياة اليومية لهم ثم الاجتماع بالابن المعنى والتفاهم معه هذه الأحكام وأهمية ممارستها منه والنتائج الايجابية والسلبية المترتبة عند كل منها، ثم لتعميم التوجيه على الأبناء الآخرين، الاجتماع العام لأعضاء الأسرة بكاملهم ومناقشة الموضوع والاتفاق حول الأدوار والمسؤوليات المتوقعة من كل منهم ثم بدء التطبيق الفوري والحازم لما ثم الاتفاق عليه مع الأبناء. وبعد مرور فترة (عدة أيام على ذلك )، زودتني الطالبة الأم بالتغذية الراجعة التي طلبتها منها عند البدء، فعادها أن كل شيء على ما يرام مع الابن الأكبر والأبناء الآخرين، وإنه يلزم بالتعليمات الأسرية لدرجة عالية منعكساً ذلك في حصوله على معدل مرتفع في اختبارات الثانوية العامة ؟!
8- تعامل الأسرة مع الأبناء وتوجيههم وتربيتهم وتكليفهم بالمسؤوليات على أسس أكبر وغير مشروطة من الحب والثقة والاحترام، يشعر بها الأبناء ويخبرونها في واقع حياتهم اليومية مع الأبناء. يتوقع من الأسرة الاستمرار في ممارسة هذه المشاعر الوالدية في تعاملها مع الأبناء حتى عند أخطائهم / حيث يتم التصحيح والتوجيه بإحساس الجميع: أباً وأماً وأبناء بحب أحدهم وثقته بالآخر واحترامه له.
9- تفكير الأسرة ملياً قبل العمل والتصرف مع الأبناء. وكما هو معروف لدى كل أب وأم، بأن الأسرة لا تولد ويكون معها الوالدين على معرفة السلوك والمفاهيم والميول والمهارات وأساليب التعامل الفعالة لتربية وتوجيه الأبناء، بل تتبلور هذه الكفايات الوالدية وتقوي لدى الأب والأم بالإطلاع والتثقيف والخبرة اليومية المباشرة مع الأبناء والتدريب وطلب المشورة المتخصصة أحياناً. وخلال كل هذه البدائل الإجرائية لتربية الأبناء وتكوين هوياتهم الخلقية، فإن التفكير الملي المسبق للأسرة في المواقف التي تواجهها يومياً مع الأبناء، يساهم لدرجة كبيرة في ترشيد تعليماتها لهم ومداخلاتها العملية والتربوية معهم.
تربية الهوية الخلقية بتربية جنسية سليمة للأبناء
يشكل الجنس قضية خلقية عصبية عبر العصور التاريخية للإنسان. ولكن مشكله الجنس وانعكاساتها السلبية في أغلال الخلق وتعطيل وتشويه أمور حياة الفرد والأسرة والمجتمع، بدأت كلها تتعاقم خلال السينات من القرن العشرين الماضي حين انفجرت الثورة الجنسية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تحرر نتيجتها الشباب من قيم العفة والمحافظة على عذرية النفس والجسم بممارسة الجنس بدون حدود وقيود تذكر أحياناً، مؤدياً كما تشير الإحصائيات المتخصصة في هذا الإطار إلى أن حوالي مليون فتاة تتعرض سنوياً للحمل قبل الزواج وأن ثلاثة ملايين من الفتيان أيضاً يتعرضون للإصابة بالأمراض الجنسية المعدية. كما تفيد إحصائية أخرى. أيضاً إلى أن ما مجموعة (70) سبعين مليون أمريكي مصابين بالأمراض الجنسية المعدية .و إذا عرفنا أن مجموعة السكان في الولايات المتحدة الأمريكية يتراوح بين 250 – 300 مليون نسخة، فهذا يعني أن 25 % من السكان على الأقل يعانون من أمراض الزهري والسيلان والسفلس ومضاعفاتها المرضية مثل السرطان الرحم والعقم والإيدز وغيرها العديد. ومما يزيد من تفاقم مشكلة الجنس لدى الشباب خاصة عاملان، الأول: امتناع الوالدين عن الحديث مع الأبناء والإجابة على استفساراتهم الخاصة بالجنس، وتغيير الموضوع حيناً والإجابة الغامضة غير الصحيحة حيناً ثانياً والشعور بالإحراج والجهل بخصوص الإجابة المقبولة والمناسبة. إما الثاني فيبدو في الانتشار لوسائل ثقافية الجنس لدرجة تسميت معها كل الأجواء في الأسرة والطريق والإعلان التليفزيوني والمحطات والبرامج المرئية الفضائية العامة والمتخصصة بهذه الآفة الخلقية ومواقع الانترنيت وأفلام الفيديو ومحلات العري والشواطئ البحرية المتحررة ودور العروض المرئية الجنسية .. والنتيجة ؟! أسرة عاجزة عن التربية والتوجيه الخلقي لحماية الأبناء من الانحراف الجنسي وتحصينهم بالمبادئ والقيم ضد الانحراف وراء ملذات عابرة يأسفون ويعانون نتيجتها طيلة ومعظم حياتهم التالية. وحتى تستطيع الأسرة التغلب على هذا الوضع الخلقي المقلوب بالتحلل من القيم الاجتماعية واللهث المجنون وراء الجنس والمتعة الجنسية، تحتاج إلى إقناع الشباب بجدوى العفة الشخصية والانتظار الجنسي حتى الزواج. ولكن يحتاج الأبناء للوصول إلى هذا الإقناع إلى توفير ثلاث معطيات لهم هي:
1- قناعات ذاتية قوية بأن الجنس الحميمي الآن يتم فقط من خلال علاقة شرعية ملتزمة بالزواج.
2- قوة الهوية الخلقية بالحكم الموضوعي العاقل، والضبط الذاتي والتواضع والبساطة والاحترام الحقيقي للنفس والآخرين والشجاعة الفعلية في مقاومة الضغوط والإغراءات.
3- أنظمة داعمة ومتعززة لمساعدة الأبناء في الوفاء بالتزاماتهم الخلقية لمقاومة الجنس والمحافظة على الطهارة النفسية من التلوث الجنسي قبل الزواج.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:56

مناقشة الأبناء حول مخاطر ممارسة الجنس قبل الزواج.
قد يندفع البعض إلى ممارسة الجنس سعياً للمتعة جامعة آنية، ولكن عند الانتهاء من ذلك يعيش هؤلاء كما تفيد الدراسات، معاناة نفسية صعبة تؤثر سلباً على حياتهم الأسرية والاجتماعية وتحصيلهم الدراسي وتقديرهم لقيمة أنفسهم .. تبدو أمثلة للمحاظر النفسية التي يعيشها الأبناء عند انحرافهم الجنسي وتناقش الأسرة مخاطرها مع الأبناء، بالعينة التالية:
1- قلق الابنة من الحمل غير الشرعي والإصابة بأمراض جنسية معدية.
2- الندم واللوم الذاتي على ما حصل من خرق أخلاقي بممارسة الجنس بضعة غير شرعية وشعور الشابة بالاستغلال نظريها الشاب. أما الشاب فيشعر بالأذى من رفض الفتاة له وتجنبها لرؤيته وحتى الحديث معه. وفي أحيان أخرى من شعوره بخطورة الخطأ السلوكي الذي ارتكبته.
3- الشعور بالذنب من الشاب والشابة لاحسا سهما بارتكاب خطيئة خلقية وقانونية واجتماعية.
4- فقدان الابن والابنة لتقريرهما واحترامهما لذاتهما بسبب الأخطاء الجنسية التي ارتكباها والأمراض الجانبية التي أصيبا بها نتيجة ذلك حيث يشعر الواحد منهما أحياناً بالقذارة الجسمية والصحية، وبالخوف من عدم العثور على شريك يقبل الارتباط به.
5- الفساد الخلقي الذي يتضاعف بممارسة الجنس غير الشرعي بميل الابن والابنة إلى الكذب وإخفاء الحقائق والمناورة والانحراف وراء الانحراف وارتكاب المويقات أكره بتناول المخدرات والكحول والسرقة والتسرب المدرسي والانضمام إلى عصابات وشلل الأشقياء.
6- اهتزاز الثقة بالآخر. يشعر الشاب والشابة بممارسة الجنس غير الشرعي بالاستغلال والخيانة من الجانب الآخر ويفقدا بالتالي الثقة بالجانب الآخر عند بدء علاقة جديدة بالمستقبل. وهنا، تشعر الفتاة بعدم قدرتها على الثقة بالشاب الجديد لاعتقادها بأنه مهتم فقط بممارسة الجنس دون بناء علاقة إنسانية حقيقية معها.
7- الغضب من خيانة الآخر، الأمر الذي قد أحد الطرفين وكليهما في مضاعفات سلوكية خطيرة مثل تشويه السمعة الشخصية وقتل الفرد المنافس له ولها على شريك المحبوب والمرغوب، ونصب المكائد المختلفة التي لا تنتهي كما يلاحظ أحياناً.
8- الشعور بالاكتئاب والرغبة بالانتحار نتيجة الإحساس بالعار والإحراج الشديد لدى الأسرة والآخرين في البيئة ونبذهم له ولها خاصة في المجتمعات الذكورية المغلقة ذات القيم المزدوجة التي تحاسب البنات على ارتكاب الجنس غير الشرعي بينما تتساهل وتتسامح مع الذكور في ذلك.
9- تدمير العلاقات الاجتماعية والدراسية والعملية مع الآخرين نتيجة تصميم فشل العلاقة الجنسية على العلاقات الإنسانية الصحية الأخرى نتيجة الخوف والشك والتردد التي تنتاب الابن والابنة دون إرادتهما على وقف ذلك.
10- التأثيرات السلبية المنعكسة على الزواج بالمستقبل بسبب ميل الابن والابنة إلى:
* مقارنة الشريك بالخبرات السابقة غير الشرعية.
* تصور الخبرات السابقة عند الحديث مع الشريك والتفاعل الحميمي معه ومعها.
* الرغبة المستمرة بالخيانة الجنسية خلال الزواج.
* الإصابة بالعقم نتيجة المضاعفات الصحية التي تحدتها الأمراض الجنسية المعدية.
* التعرض تفشل العلاقة الزوجية بالطلاق والهجر والنزاعات الزوجية المستمرة.
تعليم الأبناء بدائل حميمة ممتعة بدون الجنس.
قد يكون الجنس والممارسات الجنسية من حيث دورة وأهميته في حياة الإنسان العادي ومن حيث كونه وسيلة حميمية للاستمتاع بالآخر، عاملاً هامشياً لا تتعدى نسبته 1% أما نسبة 99% من عوامل الاستماع الحميمي الأخرى، فهي متعددة ومتنوعة لا تحصى ولا تنتهي، كونها تغطي مجالات ومواقف وخبرات وأحاسيس، وأماني ورغبات، ومداخلات وتفاعلات ممتعة حسب اختلاف ظروف الإنسان والمكان والزمان. ولفرض التبسيط والتوضيح نقدم بثلاثة مجالات ممتعة تغني بمشاعرها الحميمية عن الحميمية الجسمية بممارسة الجنس غير الشرعي.
1- الحميمية العقلية. وتتم باستمتاع الإنسان مع الإنسان بمعارف وآراء الآخر وأساليب تفكيره وأقواله والتخاطب معه والفرح والحيوية الإدراكيين بوجوده والتفاعل العقلي معه. فيسمع المرء في هذا الإطار كلا وأمثل: استمتع بعقله، ارتاح فكرياًَ عندما أكون معه، أكثر ما يعجبني فيه هو العقل، وإنما يدخل في نفسي البهجة والسعادة هو الحديث معه.
2- الحميمية العاطفية بالميول الإيجابية والحب والصداقة والتقدير الشخصي للآخر والثقة به والحنان لرؤيته والارتياح لوجوده والشعور بنقص وعدم اكتمال الموقف عند غيابه والشعور بالضياع والتشويش النفسي عند الابتعاد عنه. فيسمع في هذا الصدد كلاماً مثل الحياة بدونه لا تساوي شيئاً ! والحياة لا تكتمل ولا يكون لها معنى إلا بوجوده ! لا أستطيع العيش لحظة واحدة بدون ! إن لحظة معه تساوي الدنيا وما فيها ! أشعر بالدفء عندما أكون معه ! ما أسعد الحياة معه ! أشعر بالأمان الكامل عندما أكون معه.
3- الحميمية الروحية بالالتقاء والتلاحم النفسي مع الآخر وشعور الود بوحده الروح معه. فيقال في هذا الإطار كلاماً مثل: أشعر بلقاء نفسي معه ! إننا جسما في روح واحد ! أشعر أن روحي توأم لروحه ! أشعر بعذاب الروح عند الافتراق عنه ! أحس أنني إنسان آخر عندما أكون معه ! كثيراً ما أجد إننا نفكر في شيء واحد ! يقول لي أشياء، أهم في نفس اللحظة قولها له ! ولكن كيف يمكن للأسرة والمدرسة تعليم الأبناء مهارات حميمية بغير الجنس وكشف المجالات التي يستمعون بها مع الأقران بدون توارد الرغبات الجامحة لممارسة الجنس غير الشرعي ؟ بتدريبهم على التوجيه أسئلة تهدف إلى الحديث البناء مع الأقران واستطلاع المجالات والاهتمامات التي تشكل محور متعتهم الشخصية اليومية. إن أمثلة لهذه الأسئلة الاستطلاعية تبدو في العينة التالية:
1- ما هو الشيء والحدث المفرح الذي خبرته هذا اليوم ؟
2- ما هو الشيء ( وما هي الأشياء ) الذي تستمتع في عمله ؟ ولماذا تشعر بالمتعة في ذلك ؟
3- ما هو الشخص الذي يعجبك أكثر ؟ ولماذا ؟
4- ما هو الشيء الذي تشعر نتيجة بالارتياح والرضا عن نفسك ؟
5- ما هو الشيء والعمل الذي يمكن عمله من الآخرين لتكون سعيداً ؟
6- ما هو الشيء الذي يقلك ؟
7- ما هي أهم إنجازاتك الحياتية حتى الآن ؟
8- ما هي الساغبة الهامة التي قدمتها لإنسان آخر ؟ وما هي المساعدة الهامة التي قدمها شخص آخر لك ؟
9- ما هو الشيء الذي قمت بتغيير في نفسك (أو شخصيتك) ؟
10- ما هي خيبة الأمل وخبرة الفشل التي عانيت منهما، ولكنهما جعلاك أكثر قوة وحكمة ؟
11- كيف تقوم بصناعة القرار في المواقف والأمور الهامة ؟
12- ما هو الشيء الذي تؤمن قوياً به ؟
13- ما هو الشيء الذي حدث في حياتك وتشعر بالشكر والعرفان عليه ؟
14- ما هي أهدافك الهامة في الحياة ؟
15- ما هو الهدف الأسمى الذي تتبناه في الحياة ؟
16- ما هي أهم الأشياء التي تود من الآخرين قولها وتذكرها عنك في حال افتراض موتك هذا اليوم ؟
17- ما هو مفهومك لله ؟ ومتى تشعر أنك قريب منه ؟
مناقشة الأبناء حول الفوائد التي يجنونها من الامتناع عن الجنس حتى الزواج.
يجب أن يقتنع الأبناء بأنفسهم ( من داخلهم ) إن الانتظار لحين الزواج لممارسة الجنس والاستماع به، يعود عليهم بفوائد جمة أولها الطهارة والعفة النفسية والتقوى وصيانة السمعة الشخصية من الشوائب غير الاجتماعية، والمحافظة على صحة الجسم من الأمراض الجنسية المعدية، وانتهاء بتكوين أسرة سعيدة في الدنيا والآخرة, ولا يتحقق هذا الاقتناع الذاتي لدى الأبناء بالضغط والإكراه والأوامر والنواهي والمحاضرات والمواعظ المتواصلة التي لا تنتهي كما يلاحظ أحياناً، بل بالحوار والنقاش والحديث وتبادل الآراء وتوفير الفرص للأبناء للتعبير في جو منفتح مشجع عن أنفسهم. يمكن للأسرة و/ والمدرسة التحدث والنقاش مع الأبناء حول واحد وأكثر من المحاور التالية:
1- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يوفر تركيزاً ووقتاً أكثر لمعرفة موضوعية هادفة لشخصية الآخر ويساهم في تأسيس علاقة قوية من الاحترام والود المشترك.
2- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يساعد في إيجاد الشخص المناسب أكثر للزواج والذي يصل إلى تقرير الآخر بناء على نوع الإنسان فيه وليس باعتبار متعة جنسية مؤقتة، يتجاوزها إلى شخص آخر عندما يجد شعوراً بالمتعة أكثر.
3- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يزيد من تقدير الفرد لقيمته ونفسه.
4- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يؤدي إلى احترام الآخرين للابن والابنة.
5- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يعلم الابن والابنة احترام الآخرين بعدم إغرائهم والضغط عليهم لعمل شيء لا يرغبوه.
6- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يحرر الابن والابنة من الضغوط النفسية التي قد تنجم عن رغبات آنية جامحة وغير واعية.
7- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يوفر للابن والابنة ضميراً مرتاحاً لا يشعر بالذنب وعقلاً آمناً من النزعات وخبرات الندم والأسف.
8- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يوفر للابن والابنة علاقة جنسية حميمية وممتعة أكثر لخلوها من الصور والمواقف السابقة التي تومض باستمرار في الذاكرة ومن المقارنات مع الغير في كل صغيرة وكبيرة في التفاعل الزوجين معاً.
9- الانتظار وعدم التفكير بالجنس، يمكن الابن والابنة اختيار شريك الآخر عن عقل واقتناع بشخصيته حقاً الخلقية المناسبة ليكون أباً وأماً للأبناء القادمين بالزواج.
تثقيف / توعية الأبناء حول مخاطر وسائل الانحراف الجنس المعاصرة.
قد تحتاج الأسرة و/ والمدرسة بالإضافة للحوارات مع الأبناء حول المواضيع السابقة، إلى توعية وتثقيف الأبناء حول العديد من القضايا المؤرقة في المجال الجنس والممارسة الجنسية منها: العري الفاضح في المجلات وأفلام الفيديو ومحطات الفضاء التليفزيوني والبرامج المرئية ودور العرض السينمائي ومواقع الانترنيت السيئة، ومثلية الجنس والعادة السرية، والأمراض الجنسية المعدية، والخيانات الجنسية والاعتداء الجنسي والمضايقات الجنسية في الدراسة والعمل، وغيرها العديد مما يتوقع من تجاوزات وأخطاء قد تحدث في الثقافة الجنسية غير السوية المعاصرة ؟! ومع الشعور الأسرة ببعض الإحراج في طرق مثل هذه المواضيع الحساسة مع الأبناء، إلا أن من المفضل عند عرضها في وسائل الإعلام والحديث عنها مباشرة وغير مباشرة على مسمع الأبناء، محاولة الأسرة توضيح مفهوم الموضوع ومخاطرة الشخصية والشرعية والصحية والاجتماعية والنفسية بلغة موجزة مفهومة ومناسبة لعمر الأبناء وإدراكهم في المرحلة التي يعيشونها. بهذه التوعية المناسبة في الزمان والمكان ورسالة الاتصال، تتكون لدى الأبناء ثقافة جنسية وقائية (و ليس معدية كما في وسائل الانحراف الجنسي المعاصرة ) يحفظون نتيجتها أنفسهم حتى اللحظة المناسبة بالزواج.
بدائل سلوكية لوقاية الأبناء من الانحراف الجنسي.
إن وقاية الأبناء من الانحراف الجنسي يعني مباشرة المحافظة على هويتهم الخلقية نقية سليمة وتوفير التركيز الادراكي والانفعالي والسلوكي أكثر لتطويرها إلى الأفضل. ولماذا ؟ لأن الوقاية الجنسية توازي مفهوماً وممارسة الوقاية الخلقية والتربية الجنسية التي تقي الأبناء من مخاطر الجنس هي في واقعها تربية خلقية وأساسية بدون شك خاصة في غمرة الثورة الجنسية الهوجاء التي يعيشها الإنسان المعاصر شرقاً وغرباً على السواء. يمكن للأسرة التربية الجنسية الوقائية للأبناء، باعتبار ما يلي:
1- الحديث المناسب مع الأبناء حول الجنس. يقتضي هذا الحديث المناسب شروطاً هامة مثل: معرفة المحتوى المناسب للحديث (حول ماذا ؟)، ومقدار المحتوى المناسب أي كمه ودرجة تفاصيله، والتوقيت المناسب لبدئه مع الأبناء، أي الوقت المناسب للحديث مع الأبناء. أما يحتوي الحديث مع الأبناء حول الجنس، فيتطلب من الأسرة امتلاك ثقافة معرفية كافية حول الموضوع الجنسي الذي تتحدث عنه، حتى لو لزم الأمر تحسين معرفتها بالقراءات والإطلاع والبحث العلمي للموضوع. وبخصوص مقدار الحديث، بتفصيله وإيجازه، فيتم تحديده المناسب بمعرفة الأسرة بخصائص مرحلة النمو التي يعيشها الأبناء ووعيها العلمي والواقعي الشخصي لما يعيشه الأبناء من مواطن قو ة وضعف لتمكن بذلك من تصميم طول وقصر رسائل الاتصال المناسبة بناء عمل هذه الرسائل الشخصية المرحلة للأبناء. وأخيراً يتحدد التوقيت المناسب لحديث الأسرة حول الجنس مع الأبناء، بنوع الموقف والمناسبة اللذين يخبرهما الأبناء في الواقع من حوادث وحالات حية، ومرئية بالعروض والأفلام المختلفة ... وفي كل الأحوال، يراعى هنا:
* الهدوء والوقار والحديث الهادف الجاد في الكلام والإجابة على أسئلة الأبناء
* صحة المعلومات المقدمة للأبناء.
* الإيجاز الواضح المفيد في الإجابة كلما أمكن ذلك حتى مع الأبناء الشباب اليافعين بعمر 13- 18 سنة.
* مراعاة الميول والتعبيرات الجسمية الايجابية ( الوجه ونظرات العيون حركات الأيدي وغيرها ) خلال الإجابة.
* التبسيط والاستعانة بالأمثلة الواقعية للأحياء ( من حيوان ونبات ) في الإجابة الأبناء بعمر روضة الأطفال وحتى نهاية المدرسة الابتدائية الأولى بعمر 9 سنوات ثم الإجابة العلمية المعززة بأمثلة ووقائع من الحياة اليومية بعدئذ.
* تركيز الأسرة في حديثها مع الأبناء بعمر 12 سنة ( عمر السادس الابتدائي ) على أهمية الصداقة مع الأقران والانتباه لمخاطر بعض الكلمات والمعاني في الأغاني المسموعة و/ والمرئية والبرامج التليفزيونية عموماً.
* تركيز الأسرة في حديثها مع الأبناء بعمر 13 سنة (عمر السابع والأول متوسط ) على مخاطر التعرض للجنس والتحرش الجنسي من الأقران وأي جهة أخرى داخل وخارج الأسرة والمدرسة. والأساليب وأحكام التصرف التي يمكن إتباعها في العامل مع هذه المواقف والخروج بسلام منها.
* تركيز الأسرة في حديثها مع الأبناء بعمر 14- 18 سنة على مفهوم الأسرة ومكوناتها وفوائدها وشروط نجاحها بما في ذلك الطهارة الجنسية قبل الزواج.
2- تعليم الأبناء أساليب الضبط الذاتي لما يشاهدونه ويسمعونه في الوسائل الإعلام المختلفة بدءاً بالمحلات والصحف والإذاعات المسموعة، وانتهاء بأفلام الفيديو والبرامج التليفزيونية، ومواقع الانترنيت وغيرها.
3- تعليم الأبناء تجنب الخلوة بالجنس الآخر في أي مكان داخل وخارج الأسرة والمدرسة. وإذا أرادوا الحديث وإلقاء مع أقران وأصدقاء من الجنس الآخر، فليكن ذلك في مكان مرئي من الناس حولهم وبوجود أقران وأناس آخرين معهم بقصد وبدونه.
4- تعليم الأبناء التحضير النفسي والسلوكي المسبق للمواقف المقررة والمحملة مع الجنس الآخر، حتى يكونوا جاهزين للتصرف المناسب في اللحظة الحرجة التي قد يتعرضون إليها.
5- تأكد الأسرة باستمرار من مرافقه وصادقه الأبناء لأقران معروفين أسرياً وشخصياً بالعفة والخلق.
6- تشجيع الأبناء دائماً على الحديث والسؤال حول أي قضية تخطر على بالهم بما في ذلك الجنس والأمور الجنسية، بدون خوف وخجل غير مبرر أحياناً.
7- محافظة الأسرة على جو متفاعل منتفخ نفسياً وغير ناقد في الحديث والنقاش مع الأبناء حول الجنس والأمور الجنسية.
8- استعمال الأسرة في الحديث والنقاش مع الأبناء لمفردات وألفاظ مفهومة وغير محرجة.
9- المحافظة على شعور بالمرح والتلقائية في الحديث والنقاش مع الأبناء حول الجنس والأمور الجنسية مع عدم تردد الأسرة في التعبير عن عدم ارتياحها تجاه بعض المواضيع المطروحة.
10- ربط الأسرة لمفهوم وممارسة الجنس بالحب والعلاقة الحميمية والعناية بالآخر واحترام الذات والاحترام شريك الحياة، دون انحصار هما بالمتعة الشخصية المؤقتة أبداً.
11- تع8ليم الأبناء أساليب التفكير الجاد وصناعة القرار ة الاختيار والمسؤولية الذاتية في التنفيذ وتحمل تبعات النتائج.
12- تعليم الأبناء تقييم نتائج اختياراتهم سلباً وايجاباً وتصحيح ما يلزم ذاتياً كلما لزم.
عناصر عامة مكونة للهوية الخلقية للأبناء
تتكون الهوية الخلقية للأبناء الفنية القادرة إيجابياً على الإدراك والميول والاختيار والسلوك المفيدة للذات والأسرة والمجتمع في آن والتي يتوقع من الأسرة تربيتها لديهم، من عدة عناصر نوجزها بالتالي:
1- الثقافة الذاتية للتعلم باستعمال أساليب متنوعة للتعلم والتحصيل، والقراءة والإطلاع الواسعين، والبحث العلمي، والاستعمال المكثف للكمبيوتر والانترنيت للحصول على المعلومات الوافرة المعاصرة حسب الحاجة الآنية. .
2- التفكير الذاتي السوي بغنى المعرفة والخيرات والمخزون الادراكي المتنوع ..
3- الشخصية الاجتماعية القادرة على سلوك النقاش والتكيف والتقدير والالتزام والتعاون والمشاركة والاندماج كل حسب المقتضيات الظرفية للزمان والمكان للأبناء ( انظر في هذا الإطار إلى كتابنا: التربية وتنمية الإنسان نحو تصنيف ونظرية لدراسة السلوك الاجتماعي. دمشق: دار التربية الحديثة 2002)
4-المسؤولية الذاتية عن الاختيار والتصرف والنتائج متعلم الأسرة للأبناء ممارسة الأمانة، والتعاطف مع معاناة الآخرين، ومساعدتهم، والإقدام والشجاعة والتفاوض العادل مع الآخرين، وتفويض المسؤوليات للأبناء داخل وخارج الأسرة، والانضباط الذاتي واحترام الذات والآخرين.
5- صناعة القرار ذاتياً بتعليم الأسرة الأبناء بأن أي شيء يستطيعون إدراكه، يستطيعون عمله ! وإنه لا يوجد شيء مستحيل. وكل شيء هو ممكن إذا فكروا ملياً، وقرروا وخططوا ثم أقدموا بالخطوة الأولى وثابروا حتى النهاية.
6- الإدارة الذاتية للقرار والمسؤولية والسلوك والنتائج.
7- الانضباط والتوجيه الذاتيين للأهداف والاختيار والقرار والتصرف وترشيد التوجه والنتائج.
8- الاستقلال المشترك، بامتلاك الأبناء لشخصياتهم المستقلة في الأهداف والاختيار والقرار والتصرف وتحصيل النتائج والاجتماعية المتفاعلة في الوقت نفسه بادوار محددة مناسبة في الاجتماعات المدنية للأسرة والحي والمدرسة والمواقف العامة الأخرى ومشاركتهم بما يفيد توافقهم معاً وتقدمهم لأهداف معلنة مجدية لهم جميعاً. يمكن للأسرة تربية العناصر الخلقية أعلاه المكونة لهويات الأبناء بمراعاتها، بالإضافة للمفاهيم والمعلومات والإجراءات السابقة في هذا العمل العلمي الأسري، لثلاثة مبادئ إجرائية عامة هي:
* محافظة الأسرة في كل زمان ومكان على كونها قدوة حسنة للأبناء فيما تقول وتفعل.
* تعليم الأبناء المفاهيم والقيم والسلوكيات الخلقية.
* توفير الأسرة للأبناء ولفرص واقعية داخل وخارج الأسرة لممارسة ما يتعلمونه من مفاهيم وقيم وسلوكيات خلقية.
تقييم فعالية الأسرة والمدرسة في تربية الهوية الخلقية للأبناء
يمكن للأسرة والمدرسة التعرف على مدى فعاليتهما في التربية الخلقية للأبناء وتحصيلهم بالنتيجة على القيم والسلوكيات المطلوبة، باستعمال الإدارة المسجية التالية ( التركيز الأسرة والمدرسة على ما يخص كلاً منها خلال الإجابة على عناصر الأداة )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الأحد 1 أبريل 2012 - 14:58

احترام الأبناء للآخرين في الأسرة والمدرسة
ضع ( صح ) و( خطأ ) فيما يناسب:
-1- يعامل الأبناء أعضاء الأسرة والأقران والمعلمين باحترام
-2- يتصرف الأبناء مع إخوانهم في الأسرة وأقرانهم في المدرسة بدون اعتبار واهتمام.
-3- يحترم الأبناء الممتلكات الشخصية الآخرين في الأسرة والمدرسة.
-4- يعامل الأبناء معلميهم بدون احترام
-5- يسلك الأبناء مع الكوادر المدرسية بأساليب محترمة
-6- يتعامل الأبناء مع الممتلكات المدرسية والأسرية بعناية واهتمام.
-7- يمتنع الأبناء عن التعليقات السلبية نحو الإخوة والأقران.
-8- يعلق الأبناء سلبياً على الإخوة والأقران ( العكس هو الصحيح ).
-9- يبدو الأبناء غير متسامحين مع الغير ( العكس هو الصحيح ).
صداقة الأبناء وانتماؤهم للآخرين في الأسرة والمدرسة
( ضع (صح ) و(خطأ ) فيما يناسب ):
-1- يشارك الأبناء ما يمتلكونه مع الإخوة والأقران.
-2- يساعد الأبناء الأقران عند الحاجة بالرغم من عدم صداقتهم لهم.
-3- يعمل الأبناء بها دفية وايجابية مع الإخوة والأقران.
-4- يستثني الأبناء أقراناً آخرين من صحتهم لكونهم مختلفين ( العكس هو الصحيح ).
-5- يستمع الأبناء باهتمام لأقرانهم خلال المناقشات الصفية.
-6- يتعامل الأبناء الكبار مع الأصغر منهم بدون لطف ( العكس هو الصحيح ).
-7- يساعد الأبناء الأقران الجدد على الاندماج في البيئة الصفية.
-8- يتعامل الأبناء بعبر مع الإخوة والأقران.
-9- يبدو الأبناء راغبين في الصفح عن الإخوة والأقران عند خطأهم.
توجيه الأبناء بيئاتهم للأفضل ( ضع ( صح ) و( خطأ ) فيما يناسب ):
-1- يقوم الأبناء بحل نزاعاتهم مع الإخوة والأقران بدون عراك وتجريح وتهديد.
-2- يعتذر الأبناء عن أخطائهم مع الإخوة والأقران ويعتمدون على تصميم الموقف معهم .
-3- يوقف الأبناء محاولات الإخوة والأقران الاعتداء على الغير.
-4- يبذل الأبناء جهدهم للتخفيف عن حزن الإخوة والأقران
-5- يساهم الأبناء في حل المشاكل التي تواجهها الأسرة والمدرسة.
-6- يساهم الأبناء في تحسين البيئة الأسرية والمدرسية
-7- يحاول الأبناء التأثير ايجابياً على سلوك الآخرين من إخوة وأقران.
تقدير الأبناء لدور المدرسة في حياتهم
( ضع (صح ) و(خطأ ) فيما يناسب ):
-1- يستطيع الأبناء الحديث مع معلميهم عن أي مشاكل تحدث لهم.
-2- يبدو المعلمين غير عاديين في معاملتهم مع الأبناء ( العكس هو الصحيح ).
-3- يبذل المعلمون جهداً غير عادي في مساعدة الأبناء في حاجاتهم.
-4- يتصرف المعلمون في تعاملهم مع الأبناء بطرق خلقية تدعو المدرسة إليها.
-5- يتصرف الكوادر المدرسية باختلاف أنواعها مع الأبناء بطرق خلقية تدعو المدرسة إليها.
-6- يتعامل المعلمون والكوادر المدرسية معاً باحترام واضح.
-7- تظهر الأسرة احتراماً واضحاً للمعلمين.
-8- يساهم المعلمون والكوادر المدرسية بفعالية في صناعة القرارات المدرسية.
-9- تقدر المدرسة الجهود التي يبذلها المعلمون والكوادر المدرسية.
-10- يمكن الاطمئنان على سلامة الأبناء نظراً لما تقوم به الكوادر المدرسية من جهود لذلك.
تقدير الأبناء لمكانة الأسرة في تربيتهم المدرسية
( ضع ( صح ) و( خطأ ) فيما يناسب ):
-1- تتعامل المدرسة باحترام مع الأسرة.
-2- تبدي الأسرة اهتماماً بتربية الأبناء وسلوكهم المدرسي.
-3- يبدي الأبناء عدم احترام للأسرة عند حضورهم للمدرسة ( العكس هو الصحيح ).
-4- تمارس الأسرة مع الأبناء القيم الخلقية التي تدعو إليها المدرسة.
-5- يتعامل المعلمون مع الأسرة باحترام.
-6- تتعامل الأسرة مع الأسر الأخرى باحترام.
-7- تهتم المدرسة بالأفكار والمشاعر التي تبديها الأسرة.
إدارة وتحليل نتائج الإدارة:
حتى تكون الإدارة فعالة في كشف الواقع الأسري و/ والمدرسي في تربية الأبناء الخلقية وتحديد مواطن القوة والضعف فيه ومن ثم إدخال التصميمات الضرورية عليه لصالح الأبناء، يتوقع الإجابة على الأداة من ثلاث جهات: الأسرة والأبناء والمعلمين. يقارن المختص والأسرة والمعلمون عند معرفتهم الكافية، نوعية النتائج في كل محور ومدى توافقها وتعارضها معاً. ثم يحددون المواطن التي تتطلب تفعيلاً وتحسيناً أكثر من أجل الحصول على هويات خلقية أغنى وأقوى للأبناء .. يضعون بعدئذ الوصفات التطويرية والعلاجية المناسبة لتحقيق القيم الخلقية المطلوبة لدى الأبناء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
متوكل موسى عبدالحي
 
 
متوكل موسى عبدالحي

عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 03/03/2013
العمر : 47
الموقع : قرية ودالزين
المزاج : متوازن

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.    ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.  Icon_minitime1الخميس 14 مارس 2013 - 8:59

تربية الابناء سهلة وصعبة للغاية ، سهلة منذ الطفولة لابد من تربيته علي الصدق وحسن المعاملة وتلقينه القران الكريم منذ الصغر فمن شب على شي شاب عليه ،، صعبة بان تتركه منذ الصغر لاتسأله كذب ام صدق؟ قراء ام لا؟ كتب ام لا ؟ذهب للمدرسة ام لا ؟صلى ام لا ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

ورقة بحث قدمت في ندوة: تربية الاولاد في عصر العولمة.

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» المواريث والاحكام والخصائص - تربية اسلامية -ثالث
» ندوة بعنوان: الحريات العامة - الاثنين 12 مارس 2012م- دار الأمة
» ورقة التوت
» ورقة عمل ( 2 ) في الوراثة
»  ورقة عمل في مـــــــــادة : الكيميـــــــــــاء - الصــــــــــــــف الثالــــــــــــث
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: العلوم والتكنولوجيا وبرامج الكمبيوتر والدعم الفنى :: الكتب والمنقول-
انتقل الى: