الحار دلو

سيد أحمد

بكت القوافي .. وبكت السواقي

وخيوط الطواقي

بكاه النيل والليل والنخيل

بكته الهباباي والباباي

والراكوبة والتبروقة

والجوامع والصوامع

وكل البيوتات اصبحت حزينة

..

نحن من علم الغرام .. الغرامــا

نحن حيئنا به .. وكان يتما

وسقيناه عشق اليتامــي

نحن شلناه في البلاد رسولا

وبعثناه للعبــاد .. إماما

نحن من أيقظ المشاعر في الأرض

ومن قبل كانت نياما

وسنمضي الى النهاية أنا نحن

من صبر الحيــاة هيــاما

--

يا كل أبناء الوطن

يأيها الجميع ...

في جميع أصقاع وأوجاع الوطن

إني أصيــح ..

إن شيئا ما .. يمد ظنه على الوطن

وإن شيئا ما .. يعد في مطابخ

الكبار والصغار .. للوطــن

وإنني اري فيما أرى وحشا من النار

وفي كفيه سيف وكفــن

فكذبوا نبؤتي ..

يأيها الرجال والأطفال والنساء

فأنني ارى الأشجار تمشي نحوكم

وإنكم محاصرون في ذواتكم ..

وأن شيئا مثل ظل الموت

مد ظله من حولكم ..

فكذبوا نبؤتي ..

يا أهل بيزنطة لأنكم

تجادلون بعضكم ..

ويستبيح الطامعون داركم ..

رحم الله الشاعر الأديب الدبلوماسي سيد أحمد الحردلو

الذي ملأ حياتنا ألقا .. وجمال وغناء

وبرحيله رحلت القوافي وعذب الكلام ..

هكذا الموت لا يفرق بين الخلق ، وهذه حكمة الله إقتضت رحيل الحردلو الذى نحسب أنه كان من الصادقين الذين أعطو البلد رحيقهم، فى تقديرى الحردلو كان مثال للقيادة التى تضع مصلحة البلد غاية قصوى،وهذا ما إفتقدته قيادات كثر ، ولكنهم جنوا عليه كما جنوا على أمثاله من قبل صلاح احمد ابراهيم وجمال محمد احمد،فالحمد لله من قبل ومن بعد ،ولكننا على يقين من أنه إنتقل الى حيث العدل والمساواة وكل القيم التى بح صوته من اجل تحقيقها فى المجتمع،فكلنا الى رحيل ولاندرى ماذا نكسب غدا،له الرحمة ولموتانا وموتى المسلمين اجمعين

لك التحية الحبيب ابو زينب

والرحمة والمغفرة لهذا القامة

بحجم هذا الوطن

وحقا إنها إرادة الله فينا ولا راد لقضائه وقدره

وكم بح صوته .. وهو ينادي

ويقول :

إنني لست مثل زرقاء اليمامة

فأنني أري بأن شيئا مثل ظل الموت يمد ظله للوطن

وكم نبهنا .. ولكن هل من يسمع ؟

اللهم أرحم الحاردلو

اللهم أغفر له وأجعل الجنة داره ومستقره

له الرحمة والمغفرة بقدر ماحب هذا الوطن وحمله في حله وترحاله وتقول لي شنو وتقول لي منو
وديل الدنيا. جابوها وبنوها بيوت في بيوت واسال جدهم تهرافا ابوه بغانخي وامو. مهيرة بت عبود
ويابلدي ياحبوب
اللهم اوحمه بقدر ما اعطي هذا الوطن

رحل الذى كان ينسينا احزاننا
رحل الذى كان يضمد جراحاتنا
رحل صاحب المفردة الحلوة الجميلة المعبرة
رحل الذى كان يعبر عن وجداننا
(رحل السمار وادلجت فى التيه قافلت الطريق)
رحل الحردلو بجسده وروحه
وترك لنا ذكريات حلوة
وترك لنا اشعارا احلى
وترك لنا سيرة عطرة
له الرحمة والمغفرة
ولك التحية والتجلة ابو وضاح
وقد عهدناك عاشقا للكلمة الرقيقة
وقد انت سليل اسرة ممتدة
لمدرسة ود البشرى الشعرية