قد تعشق الأذن قبل العين أحياناً وقد عشقتها من على البعد حين سمعت صوتها.. أحببتها في صمت في دواخلي .. كنت أتمنى أن انعم بقربها واسعد بها .. وأكون أحد المقربين منها .. وأمني نفسي بأماني سندسية .. وكانت تراودني الأسئلة كيف يكون لونها ؟ وكيف يكون شكلها ؟ .. وكيف يكون حال المقربين لها ؟ فلاشك أنهم ينعمون بصفاء القلب والبال ويحلقون في سموات السعادة وقد منحوا تأشيرة القرب منها .. وهل ما سمعته عنها حقيقة على ارض الواقع .. واسأل نفسي هل يأتي يوم واسعد بجواري بها هكذا كانت أمنياتي في اليقظة والمنام .. ويأتي طيفها عبر ذاكرتي اسرح معها بشوق السنين وأصافحها من على البعد بلغة الأنغام.. فهي التي سكنت جوارحي طيفاً من الأنسام صبيح .. وتربعت على عرش قلبي .. وصار صوتها يرن في أذني عذوبة واستيقظ على تراتيل حبها .. وسرعان ما فضحني الحب حين ما صار عشقي لها تاجاً على راسي يتلألأ .. وإعجابي بها وساماً يزين صدري.. وشاءت الأقدار أن أقابل احد أفراد أسرتها وكان ذلك يمثل لي شرفاً عظيماً وفرحاً بلا حدود .. وتعرفت عليه ولم أتمالك شعوري وأبديت له إعجابي بها .. وصرحت له بحبي لها غير مبالي بالنتائج .. وطلبت منه أن أنال شرف رؤية حبيبتي !! .. فكان رده غير ما كنت أتوقع ؟ فقد رحب بي بكل سرور وقدم لي رقاع الدعوة لزيارتهم في مقر حبيبتي .. فقد أحسست أن أسرة حبيبتي تتميز بالود والإخلاص .. ولم اصدق نفسي لأنني سوف أزور حبيبتي وانعم بحنين اللقاء وأتمايل طرباً مع صوتها.. وصرت احسب الأيام والساعات والشوق يسبق الخطى في انتظار يوم التلاقي .. وبعد ترقب الانتظار حانت ساعة اللقاء ؟؟ وما هي إلا ولحظات ووقفت أمام ذلك المبنى الشاهق إبداعاً وجمالاً.. فاندهشت لذلك البريق الذي ملأ عيني.. أنه مقر حبيبتي حيث نشأت وترعرعت .. وجدتها مزدانة بعقد لؤلؤ فريد بكل ألوان الإبداع .. وترددت عند بوابات الدخول .. ولكن بشاشة أسرة حبيبتي وحفاوة الاستقبال ..زالت منى كل منابع الخوف .. ففتحوا لي القلوب قبل الأبواب .. مما زاد إعجابي بحبيبتي أكثر وبأهلها .. وقد رأيتهم يقدمون لها ألوان الإبداع حيث ما كان حباً ووفاء.. يبادلونها حباً بحب .. يتألمون لألمها .. يعزفون لها إيقاعات التواصل في براري الفرح المضيء .. نظرت إليها وعيوني حبلي بالشوق .. وقلبي مفعم بالأمل بالتواصل معها .. وتجولت في فناء ديار حبيبتي وتغمرني سعادة بلا حدود .. وتعرفت على أسرتها وقضيت أجمل أيام حياتي بجوار حبيبتي وأهلها.. وهكذا نسج حبها في عصب وجداني .. وأصبحت حضوراً صادحاً في خاطري .. وصرت أحمل حبها بطاقة وهوية .. و أصبحت بالنسبة لي المحطات العتيقة والمرافئ الهادئة الآمنة .. التحية وباقات من العشق والشوق إليك حبيبتي .. إبنة الجزيرة .. إذاعة ود مدني !!