الثيران فى مستودع الخزف

تحت عنوان الثيران فى مستودع الخزف ..(سودانا فوق ) تنشر مقال الارباب صلاح ادريس

الثيران في مستودع الخزف
{ صعب بدرجة كبيرة على كاتب، أي كاتب مهما بلغ من درجات الكفاءة والنبوغ والاحترافية والخبرة ، أن يعود للكتابة بعد انقطاع عن الكتابة وانصراف إلى غيرها من مناحي الحياة ومنا شطها .
{ لا أقول ذلك لأجد لنفسي مبرِّراً وأنا الذي أكتب هاوياً ، رغم أنف القيد الصحافي الذي نلته عنوة واقتداراً رافضاً الإفراج المؤَّقت المرتبط بصفة الناشر وما أنا بناشر وإن قالت غزيَّة .
{ لكنني أقول بصعوبة الكتابة لمن توقَّف عنها لأقفز بعد ذلك فوق كل الحواجز النفسية ، مزاجية وغيرها ، والعملية ، وما أكثر ارتباطاتي العملية كل هذه الأيام مدبرها ومقبلها ، وأجد في نفسي شغف كبير للكتابة والتي كم ذكرت لكم بأنها مسئولية لازمة وحازمة وجازمة .
{ ولقد جعل ود البرير وود ملاح أمر الكتابة ، هذه المرَّة وبعد كل الانقطاع عنها ، أمراً ميسوراً فما يجري في الهلال العظيم من هذين المبتدئين يجعل الأبواب مشرعة والأقلام تركض مسرعة تكتب وتدوِّن التاريخ بمداد حالك السواد .
{ وأعود إلى ما روي عن الأخ العظيم والراحل المقيم الطيِّب عبد الله وقوله معلِّقاً على ما قاله أحدهم بأنَّ الأمين البرير يريد أن يصبح ذات يوم رئيساً يقود الهلال .
{ ماذا قال الزعيم الراحل ، وقد كان ذلك في جمع في بتري : ـ يروى أنه قال بأن ذلك إن حدث فسيكون فيه نهاية الهلال و»فرتقة» لأهل الهلال ... أو كما قال .
{ كان ذلك قبل ما يقارب العقد ونصفه من الزمان ولم يكن الزعيم بعالم للغيب الذي لا يعلمه إلا الله عزَّ وجل ولكنه كان يقرأ ويحلِّل ويصل إلى نتائج قراءته وتحليله وها هي قراءته تنزل إلى أرض الواقع كائناً يمشي بيننا ويذيقنا الأمرَّين .
{ وأتساءل وأتمنى أن أجد الإجابة ممن تدور حولهم الأسئلة .... ترى ماذا يقول الأخ الكاروري اليوم بعد كل هذا الذي جرى في الهلال من ود البرير ؟! أهذا هو المستقبل الذي أراده كاروري للهلال ؟! وهل يرضى كاروري أن يكون التحرير أداة هدم وهمٍّ وغمٍّ لأمة الهلال في ذات الوقت الذي نرى فيه التحرير في العزيزة مصر رمزاً وأداة وقلعة انطلقت منها ثورة التغيير ؟!
{ وماذا يقول الهلالي الكبير اللواء حطبة وهو الذي قاد فيلقه وجاء بأفراده ليتوِّج البرير ؟! هل كان الأخ اللواء حطبة في حاجة ليكون مساعداً للرئيس ؟! ومساعداً لمن ؟! لود البرير ؟!
{ وماذا يقول إعلام الوصلة والغفلة ... ممن ترجل منهم ولم يكمل ... ومن مازال سادراً في صحاري التيه والوهم ؟!
{بل ماذا يقول أهل السلطة والذين تراوحت تبريراتهم وتباينت ثم تعددت الألسنة والأيادي ولكن ظلَّ الموقف واحداً .... دعماً غير محدود ... وليت ذلك الدعم قد كان للهلال ... أو ليته كان للمجلس الذي رأوا الخلاف يدبُّ في أوصاله ورأوا نائب رئيسه ينتبذ القصيَّ من الأمكنة ثم يبتعد الأمين العام الكاروري المفترض فيه أن يكون العرَّاب.. ولم يقف الدور بل إن مستصغر الشرر سريعاً ما تكاتف وتكاثف ثم انفجر دونما مرور بمرحلة الاشتعال ... ... ترجَّل عصام كرار والطاهر يونس وكان موقف ابن ملاح ما بين مفروكٍ ومطبوخ.
{ لقد صدقت قراءة الزعيم الطيب ، طيب الله ثراه ، وهاهو الهلال لا يقوى على شيء فهو لا يقوى أن يقول « أنا هنا « في معركة التسجيلات بعد أن سلَّم مذعناً لشروط الحليف جمال ... جمال الذي فاز وهو حليف مؤقت بما لم يفز به وهو حبيب تكعيب ودائم.
{ وصدقت نبوة الزعيم ورئيس الهلال الحالي يسبُّ العقيدة ويعتدي على حكم شقيق بالبوكس ويصفي خلافاته الشخصية مع اللاعبين وهناك تذمُّر كبير وسط اللاعبين ليس بأسباب تأخر استلامهم لحقوق مالية ولكن لرميهم بسباب عنصري وهذا أمر يستوجب البحث والتحقيق والتقصي ولكن ما يخشى أن يهمل كما أهمل سب العقيدة وأن يحفظ كما حفظ قرار الإدانة بضرب الحكم.
{ وصدقت نبوءة الزعيم الطيب وسيارات الشرطة تطوِّق مقر نادي الحركة الوطنية من أجل حماية تتر القرن الحادي والعشرين.
{ وصدقت نبوءة الزعيم الطيِّب وأحد أنبل أبناء الهلال وهو الفكي بشير بريمة يأخذ قراراً بالانقطاع عن النادي حتى يزول سرطان البرير ولا بدَّ أن مثل الفكي كثيرين .
{ وصدقت نبوءة الزعيم الطيب وود البرير يصدر الفرمانات بتجميد عضوية هذا ومنع ذاك من أبناء الهلال البررة من دخول النادي وكأنما النادي قد أصبح دكاناً لبيع العفشة والكرشة.
{ وصدقت نبوءة الزعيم الطيب ومدرب الهلال الموبوء غارزيتو يحتج ويعلن احتجاجه على الملأ وكابتن السودان هيثم يكون سبباً في ضربة جزاء ويسجل منها هدف فوز للسودان .فيظهر غارزيتو امتعاضاً ثم يترك الملعب حزيناً في لحظة انتثر فيها الفرح في كل أرجاء السودان.
{ لو كان أخي طه رئيساً للهلال لعاقب غارزيتو ولو كان الراحل العظيم عبد المجيد رئيساً لغادر غارزيتو السودان مطروداً خلال ساعتين من فعلته الشنيعة أما لو كان المهندس عبد الله السماني رئيساً فمن المؤكد انه كان سيشبع غارزيتو ضرباً ولن أقول ماذا كان سيحدث لو أنني كنت الرئيس.
{ أما قرار شطب هيثم وعلاء الدين فهذه حكاية تحتاج مجلدات لكن مختصرها ...... الثيران في مستودع الخزف .... ثم إن مختصرها أيضاً ..... أن البرير قد تعشى بملاح ثم ..... انتحر .
{ وللحديث ، بالطبع ، بقي