منتديات ابناء منطقة الهدى
صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتمصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكمصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى ااااااااااصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهصعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مهند الأمين عبد النبي
 
 
مهند الأمين عبد النبي

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 13/06/2010
العمر : 47
الموقع : ام درمان امبدة
المزاج : السعيد هو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره المتفائل بمستقبله

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Empty
مُساهمةموضوع: صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)   صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Icon_minitime1الجمعة 11 يناير 2013 - 19:24

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)
غازى صلاح الدين العتبانى

يلزم في هذه المقدمة تعريف المقصود بالإسلاميين وبصعودهم. فالإسلام، أو الدين عموما، من حيث نفوذه على السياسة، لم يغب عن الساحة العامة في أي حقبة من تاريخ البشرية العام أو تاريخ المسلمين الخاص. ففي الإسلام نصب الإمام واجب، كما هو معلوم، عند السنة وفريضة عند الاثني عشرية. وعبر التاريخ الطويل وظف أغلب الحكام الدين لإضفاء مشروعية على حكمهم، حتى إن كانوا علمانيين... أو غير ملتزمين بضوابط الدين في معتقداتهم ومعاملاتهم.

وفي الحقبة الحديثة، عندما ظهرت الأحزاب السياسية في العالم الإسلامي بسبب الاحتكاك بالحضارة الغربية، عملت بعض الأحزاب الموسومة بالتقليدية على تكريس نمط قيادة مرتبطة بأطروحة دينية. وأحيناً أخرى كان الارتباط من خلال سند طائفي ديني.

هذه الأنماط الموصوفة أعلاه، التاريخي منها والمعاصر، لا تندرج في مصطلح الحركات أو الأحزاب الإسلامية، أو باختصار الإسلاميين. ما يندرج في المصطلح المذكور هي الجماعات التي انطلقت من رؤية كلية معاصرة للإسلام، بحيث أصبح الإسلام عندها محدداً فقهياً وضابطاً شاملا لكل مشارب الحياة بما في ذلك السياسة العامة، مع الاعتبار بحقائق العصر وخصائصه. وقد انبثقت تلك الرؤية من فكرة أساسية هي أن الحياة كلها، الخاصة والعامة، ينبغي أن تكرس لعبادة الله، لقوله سبحانه وتعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).

يختلف الدارسون في تقصي أصول هذا التيار الحديث، لكن كثيراً من الذين كتبوا حول الموضوع افترضوا أن المحاولات الأولية التي قام بها جمال الدين الأفغاني في دعوته إلى”الوحدة الإسلامية” مثلت وعياً مبكراً بالحاجة إلى رؤية معاصرة يواجه بها المسلمون المتفرقون الموجة الاستعمارية التي نشطت في القرن التاسع عشر. وكما هو معلوم فقد جعل ذلك المزج ما بين السياسة الدولية والإسلام من الأفغاني شخصاً غير أثير لدى الحكام فنفي أكثر من مرة.

وبرغم الفوارق الشخصية والفكرية بين الأفغاني وحواريه الإمام محمد عبده، وبرغم اعتراض كثير من الإسلاميين على اجتهادات الأخير، فإن إنتاجه الفكري والفقهي الثري مثل محاولات لصياغة استجابات معاصرة للتحدي الحضاري الغربي. وقد أثّر كلا الرجلين، ولا يزالان يؤثّران، على تفكير كثير من المسلمين المعاصرين.

لكن نقطة التحول الأهم في نشأة التيار الإسلامي جاءت مع قيام الحركة التي أسسها حسن البنا والتي وضعت أساساً أوضح وأشمل لفكر الإسلاميين. لم توفر أفكار حسن البنا إطاراً فكرياً فحسب، بل أضافت قوة عملية لتلك الأفكار من خلال إنشاء تنظيم يجسدها ويدفع الدعوة إليها.

ومن هنا تفرع ما أسميه الفقه الحركي الذي كان له دور كبير في تشكيل مفاهيم الإسلاميين في العمل العام وتوليد منظومة جديدة من الأفكار والاجتهادات لمقابلة القضايا المعاصرة. منذ ذلك الوقت لم تعد أفكار الإسلاميين محض جدليات نظرية في الصحائف، لكنها تحولت إلى حركة حيه تتحدى كل صباح الأنماط والتقاليد السائدة.

لكن الفكر الذي ورّثه البنا تعرض لإضافات وتعديلات مهمة. من ذلك ما ورد من أفكار سيد قطب وأبو الأعلى المودودي التي يرى فيها كثير من ناقديهم تأسيساً لمفاهيم العزلة والتكفير.

سيكون من المفيد للدارسين المتعمقين، أن يقارنوا تطور فكر الإسلاميين في السنوات العشرين الأخيرة ليروا مفارقته لبعض الاتجاهات الأساسية لفكر البنا وما تلاه من أفكار سيد قطب والمودودي؛ في قضية الحاكمية على سبيل المثال التي تتخذ حيزاً أقل أهمية في الخطاب الإسلامي الحالي مقارنة بما كانت عليه قبل عقدين أو ثلاثة. وكثير من أفكار الإسلاميين اللاحقة تطورت من خلال مجادلة حية مع الواقع دون أن تنتسب لشخص بعينه ولذلك فهي أمكث وأبقى في المستقبل من الأفكار التي قوبلت برفض شديد من قبل الإسلاميين وغيرهم، كالأفكار التكفيرية. ويمكن في النهاية ان نفترض مساراً لمستقبل الفكر الإسلامي المعاصر والحركات الإسلامية تأسيساً على قابلية تلك الحركات وأفكارها للتطور.

صعود الإسلاميين

ينحوا بعض المعلقين على الأحداث إلى الاعتقاد بأن صعود الإسلاميين عبر الانتخابات هو ظاهرة جديدة حدثت جراء ما سمي بالربيع العربي. وهذا اعتقاد غير دقيق قد يؤدي إلى استنتاجات غير صحيحة. إن صعود التيارات الإسلامية عبر الانتخابات يمتد إلى ما قبل الفترة الراهنة بأكثر من عقدين. بل إن من الإسلاميين من يؤمن بأن رصيدهم الاقتراعي ظل دوماً متقدماً عن ما لدى الآخرين لو أنه أقيمت انتخابات نزيهة. وهذا بالطبع قول لا يمكن إثباته أو نفيه في غياب اختبار انتخابي عملي. أما إذا أردنا أن نحدد بدقة قوة الإسلاميين الاقتراعية فعلينا الاحتكام إلى الاختبارات الموضوعية التي وفرتها الانتخابات التي جرت في عدة دول إسلامية.

كان أول صعود مفاجئ للإسلاميين في السودان في انتخابات 1986م، حيث برزت الجبهة الإسلامية القومية قوة ثالثة أمسكت بميزان السلطة بين القوتين الأخريين. وقد ساد اعتقاد بأن تلك النتيجة كانت ظاهرة سودانيه محضة ارتبطت حصراً بفاعلية الحركة الإسلامية في السودان. لكن ما إن مضت سنوات قليلة حتى تكررت الظاهرة بصورة أقوى وأكثر جماهيرية في تجربة جبهة الإنقاذ الجزائرية التي حصدت غالبية الأصوات في انتخابات حرة عام 1991.

ثم لم تمض أعوام قليلة حتى انتقلت الظاهرة إلى تركيا بفوز حزب الرفاه الإسلامي بقيادة البروفيسور نجم الدين أربكان الذي أصبح أول رئيس وزراء إسلامي منتخب عام 1996، إلى أن أزيح وحل حزبه بواسطة العسكريين الأتراك الذين ندبوا أنفسهم لحماية العلمانية الأتاتوركية. لكن الإسلاميين الأتراك ما لبثوا أن عادوا أقوى من ذي قبل، في دورتين انتخابيتين متعاقبتين ابتداءً من 2002م، تدفعهم إنجازات اقتصادية واجتماعية محسوسة، هذه المرة تحت راية حزب التنمية والعدالة بقيادة رجب طيب أردوغان. ولأول مرة يشغل الإسلاميون مقعدي رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية في تركيا. ثم جاءت الانتخابات التشريعية الفلسطينية سنة 2006 التي فازت فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأغلبية مريحة وكوّنت الحكومة الفلسطينية.

والآن تشغل الساحة سبعة حكومات تكونت أو في طريقها للتكوين يغلب عليها الإسلاميون، في مصر، تونس، والمغرب، ليبيا، وبالطبع قبل ذلك تركيا والسودان وفلسطين.

إن تتابع فوز الإسلاميين في فترة وجيزة بعد أحداث الربيع العربي صرف اهتمام المراقبين عن تدبر هذه التحولات من جذورها، خارج إطار الأحداث الأخيرة في البلاد العربية. إن الدراسة المتأنية لأسباب هذه التحولات يجعل من التقويم أكثر موضوعية والتنبؤ بما يحمله المستقبل أكثر دقة.

قوة الإسلاميين وجاذبيتهم

صعود الغرب المادي والثقافي، ثم استيلاؤه على المنطقة الإسلامية، شكل أكبر حافز لنشأة التيار الإسلامي. ولم يكن مدهشاً أن يقتبس ذلك التيار نفسه من أدوات الغرب وآلياته، وربما حتى من أفكاره، ليتصدى للتحديات التي واجهته. هذه ظاهرة معلومة في التاريخ، أن يقتبس المغلوب من مفاهيم الغالب وأساليبه.

والغرب نفسه أسس نهضته على ما اقتبسه من أدوات العلم والمعرفة التي برع فيها المسلمون، فليس من المفارقة إذن أن تكون بعض عناصر قوة الإسلاميين ناشئة من حسن اقتباسهم من التجارب الغربية. على سبيل المثال فإن واحدة من أهم عناصر قوة الإسلاميين هي قوة التنظيم وفاعليته، وهي فائدة مستمد من علوم التنظيم والإدارة الحديثة التي تطورت في الغرب. بل إن بعضهم يزعم أن الإسلاميين قد استفادوا حتى من التجارب التنظيمية لأعدائهم المذهبيين وهم الشيوعيون. هذه الملكة أعطت، وما تزال تعطي، الإسلاميين ميزة نسبية في أي نشاط تعبوي، سواءً كان انتخابات عامة، أو حملات سياسية، أو مطالبات فئوية.

وهذه الخبرة، يتعدى أثرها محض القدرة على الانضباط والكفاءة التنظيمية إلى المهارة في تشكيل تنظيمات جديدة، فئوية ونقابية واجتماعية تعين على استيعاب جمهور متعدد الاهتمامات والأولويات. فلم تعد الأسرة، ولا الوحدة التنظيمية، ولا الخلية هي وحدها الوعاء الذي تعمل من خلاله الجماعة، ولكن ما وراء ذلك من مواعين شعبية تنظم الأداء الجمعي وتحيط باهتمامات الموالين والمتعاطفين المتعددة. وهكذا لم تعد العضوية مقتصرة على أصحاب الاهتمامات الدعوية المباشرة، لكنها تعدت إلى كل فئات المجتمع من مثقفين وعلماء وطلاب وتنظيمات نسائية وروابط فنية وثقافية ورياضية..إلخ.

من الصفات التي تكسب الحركات الإسلامية قوة داخلية وتعطيها ميزة على كثير من منافسيها هي القدرة على تبني مبادرات جديدة في المجالات الاجتماعية والثقافية، وحتى الرياضية؛ وهذا يحقق هدفين: أولا، يجعل تلك الحركات قريبة من قاعدة المجتمع، وثانياً، يشجع عضويتها النشطة والمتحفزة لإنتاج مبادرات جديدة تضمن لها الجماعة الحماية والرعاية. إن هذه الصفة، التي تفتقد في بعض التنظيمات الأخرى، تستقطب بصورة خاصة الشباب الذين يجدون من خلالها متنفسا لطاقاتهم الجسدية والفكرية، وهي لذلك واحدة من أقوى عوامل جذب الإسلاميين.

في معظم نماذج الاستبداد والاضطهاد التي عرفها العالم الإسلامي في مائة الأعوام السابقة نال الإسلاميون نصيباً وافراً من الملاحقة والعقوبة. وفي أحداث الربيع العربي الأخيرة قدموا أمثلة للاستعداد للتضحية في سبيل أفكارهم وتلقي العقاب بسببها، بالسجن أو التشريد أو الاستشهاد. وقد أكسبهم ذلك رصيداً نضالياً واعترافاً بالاستحقاق من جمهور الناس. وسيبقى هذا الرصيد ما ظلت تضحيات الإسلاميين حية وشاخصة، وما لم يتحولوا هم أنفسهم إلى أدوات اضطهاد لخصومهم.

إن الإسلاميين ليسوا ليبراليين في الأساس، بل هم أقرب إلى المحافظة في أفكارهم الاجتماعية، وهو ما قد يضعف جاذبيتهم في مجتمعات تزداد نفوراً من تجارب الهندسة الاجتماعية، وتقييد السلوك، وتحديد الخيارات الشخصية . لكنهم يعوضون ميلهم نحو المحافظة في المجال الاجتماعي بقدرتهم على تبني أفكار جديدة ومبتكرة في الجانبين السياسي والاقتصادي.

ويكفي في المجال الاقتصادي، على سبيل المثال، أن الإسلاميين قدموا محاولة جريئة لمنافسة النظام الاقتصادي الغربي، الذي أصبح، من قوته، يحدد المعايير للنظام الاقتصادي العالمي. ومع الفوارق الكبيرة بين ما حققه الاقتصاد الغربي وما حققه الاقتصاد الإسلامي حتى الآن، من حيث الكم، فلا مشاحة في أن الانهيار الكامل للاقتصاد السوفيتي والأزمة الحرجة التي يواجهها النظام الاقتصادي الغربي، وهي أزمة أبرزت إلى السطح جدلاً ليس في جزئيات ذلك النظام بل في كلياته وأفكاره الأساسية، لا مشاحة في أن ذلك أعطى قدراً من المصداقية لمبادئ الاقتصاد الإسلامي؛ إن لم يكن للحلول العملية التي يقترحها.

وينبغي الملاحظة هنا أن تلك المكتسبات في مجال الاقتصاد الإسلامي نتجت بصورة أساسية، على الأقل في مراحلها الأولى، من مجهودات فردية وجماعية في معظمها لم تكن مرتبطة بخطط الدول والحكومات أو معتمدة على دعمها. بل إن بعض الحكومات حاربت التجربة الاقتصادية الإسلامية، ثم رضخت لها لاحقاً بدرجة محدودة. هذه القدرة على العمل والإنجاز المؤثر الذي يعدل النظم القائمة أو يغيرها، بمعزل عن دعم الحكومات، وأحياناً برغم عدائها أعطى التجربة الإسلامية استقلالا وقوة.

بنفس القدر الذي يشكك فيه البعض في ليبرالية الإسلاميين، يشكك آخرون في التزامهم الديمقراطي، ويرون أن الحماس الذي يبديه الإسلاميون نحو الديمقراطية هذه الأيام ليس نابعاً من التزام حقيقي سيصمد أمام اختبارات السياسة، لكنه نابع من مصالح ظرفية. الأيام وحدها هي التي ستبدي صحة هذا الرأي أو ذاك، ولا جدوى من الجدل حول النوايا لأن التحقق منها مستحيل دون اختبارات عملية ستتوفر بكثرة في المرحلة القادمة.

لكن من أهم أسباب قوة الإسلاميين، بغض النظر عن مدى التزامهم بالديمقراطية مع الآخرين، هي التزامهم بقدر كبير من الديمقراطية في تقاليدهم الداخلية، مع التفاوت في ذلك بالطبع بين الحركات الإسلامية في البلاد المختلفة.

إن التمسك بتلك التقاليد قد أسهم في تحقيق إنجازين رئيسين، كان لتحقيقهما أكبر الأثر، ليس فقط في تقوية تنظيمات الإسلاميين الشعبية، بل أيضاً في إعطائها جاذبية لدى الشباب والمثقفين. أولاً، تعميق الفهم المؤسسي الذي عزز بدوره الاستقرار الداخلي. فالمؤسسية عمقت النزعة إلى التحاكم إلى إجراءات موضوعية لا يمكن الاحتجاج عليها، حيث أن الجميع يتساوون أمامها، وساهمت بذلك في محاربة الميول القبلية والجهوية وسياسة احتكار المناصب لأفراد الأسرة، مما تبتلى به التنظيمات التي لا تسود فيها ديمقراطية داخلية.

ثانياً، هو أن نظام الحرية الداخلي، وقدرة الأفراد إذا ما نسقوا جهودهم أن يضعوا الأجندة، سمح لأولئك الأفراد بإطلاق مبادراتهم وجعلها برامج للجماعة كلها، وهذا ما أعطى التنظيمات الإسلامية جاذبية لدى الطبقة المتوسطة وفئات المثقفين والمهنيين المتطلعين دوماً إلى أدوار ومبادرات جديدة.

بيد أن كل المذكور آنفاً من أسباب القوة هو مما يمكن أن يتحقق لأي جماعة دينية كانت أو علمانية. أي أنه ليس بالضرورة أن يحوز فيه الإسلاميون التفوق على الآخرين. الذي يخصص الإسلاميين ويعطيهم ميزة فارقة هو تبنيهم للطرح الإسلامي في مجتمعات يعطي أفرادها الإسلام وزناً كبيراً في تحديد خياراتهم في الحياة الخاصة والعامة. إذا عدنا إلى الوراء قليلاً سنتذكر أن نشأة التيار الإسلامي بدأت مع تصاعد التحدي الحضاري الغربي. وفي وجه ذلك التحدي قامت حركات قومية ووطنية متفاوتة النجاح، لكن لم تستطع أي من تلك الحركات إحراز نصر حاسم في معركة المواجهة تلك. وأخيراً برز الخيار الإسلامي كمعبر أفضل وملهم أقوى للمجتمعات الإسلامية.

بالطبع لا يمكن الإنكار أن حركات قومية ووطنية تبنت بعض أطروحات إسلامية، لكن ما ميز طرح الحركات الإسلامية هو، بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقاً عن طبيعته الشاملة، وقدرته على الاستنفار والتعبئة، هي مرونته وقابليته لأن يعطي إجابات للأسئلة المعاصرة. بالطبع، أيضاً، على تفاوت بين التجارب الإسلامية في كل بلد في تحقيق ذلك الهدف، فإن بعض الحركات الإسلامية لم تغادر مرحلة الشعارات قط.

هذه القدرة على إنتاج أفكار جديدة أو تجديد أفكار قديمة، هذه المرونة في التكيف النظري، في تحرير المسائل، وترتيب الأجندة، واقتراح البدائل، كانت وستظل الخصيصة التي سيصعد بسببها الإسلاميون أو يهبطون.
يتبع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الطيب ابراهيم
 
 
محمد الطيب ابراهيم

عدد المساهمات : 3342
تاريخ التسجيل : 29/05/2010
الموقع : مستشفى الهدى
المزاج : الحمد لله

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Empty
مُساهمةموضوع: رد: صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)   صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Icon_minitime1السبت 26 يناير 2013 - 8:32

االاخ شيخ مهند
جزاك الله خير
وجعلها في ميزان حسناتك
وليتنا نملك خصائل سيد البريه
علية الصلاة والسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق الماحي
 
 
صديق الماحي

عدد المساهمات : 3466
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Empty
مُساهمةموضوع: رد: صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)   صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Icon_minitime1الخميس 14 مارس 2013 - 9:16

واهم من يظن ان الدين يمكن ان ينزل لمستوى السياسة
الأديان مقدسة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق الماحي
 
 
صديق الماحي

عدد المساهمات : 3466
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Empty
مُساهمةموضوع: رد: صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)   صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Icon_minitime1الخميس 14 مارس 2013 - 9:22

كل من يحاول ان يستعمل الدين فى السياسة ربنا يعطس حجره وما مجموعة عمر البشير وصحبه الا خير دليل على التدخل قى شئؤن دين الله
ومصر ماشة على نفس المصير
شوف السودان الغضب الربانى على السودان بسبب اعتقاد الحشرات بأنهم سيجفظون الدين احسن من الله و رب العالمين وانزلهم وبلادهم أسفل سافلين
ياريت الناس تتعظ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزالدين حسن محمد
 
 
عزالدين حسن محمد

عدد المساهمات : 1286
تاريخ التسجيل : 09/10/2011
العمر : 54
الموقع : السعوديه..... الطائف
المزاج : في نعمة كبيرة من رب العالمين

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Empty
مُساهمةموضوع: رد: صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)   صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3) Icon_minitime1السبت 16 مارس 2013 - 5:59

لك التحية اخي مهند بس الاسلام برئ من الاسلاميين براءة الذئب من دم ابن يعقوب قاتلهم الله
يتحدثون عن الاسلام في المنابر بافواههم وقلوبهم خاوية اين التطبيق تناسوا الموت والله كفيل
بهم والله اقول ليك حاجه شيخ مهند والله نحنا بقينا شاكين في نفسنا وجزيت خيرا اخي مهند وأسف لخروجي عن الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

صعود الإسلاميين.. دلالاته ومآلاته (1 ـ 3)

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
» قصة صعود شركة أبل للكمبيوتر
» لماذا يكون الإسلام ضحية بين تجارب الإسلاميين وآراء العلمانيين ؟
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: المنتديات العامة :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: