علي فكرة عنوان هذا البوست ماخوذ من مقال سابق للاستاذ علاء الدين الدفينة بجريدة التيار قبل فترة من الزمان
تزكرته وانا اكتب عهذا البوست
اليكم بعض تحقيقاته الصحفية القوية والمؤثرة ....
تحقيق صحفي: ماريا..مأساة صارخة وميزان للضمير.
للاستاذ/ علاء الدين الدفينة
إني أأمل وأرجو وأتوسل بكل اللغات أن يتم التواصل مع ماريا على الرقم 0910635826 ,,,
ماريا لا زالت حية تصارع السرطان وسوء الخدمات ومكاتب التعليم ونقابة
المعلمين وإتحادهم. برفاعة ..وأنتم تقرأون في هذه السطور يجب أن تعلموا أن
ماريا تقف بكل إيمان وقوة وشجاعة تواجه كل هذا بقلب لم أرى طوال حياتي قوة
تعادله..وإيمان فريد به وتسليم
ويقين نادرين.
وهي معلمة بالاساس قضت 29 عاما في خدمة مهنتها الرسالية ...وهي من رفاعة
ومتزوجة بودرحوم...إلتقيتها صدفة وأنا في طريقي للخرطوم في رحلة عمل بينما
هي متوجهة صوب مستشفى الامل لتلقي جلسة علاج كيميائي..
أيها السادة
إنني وبهذه السطور أبرئي نفسي من ماريا أمام الله يوم الوقف العظيم ..ابرئ
نفسي منكم ومن ضميري ومن كل المجتمع وأبرئها من كل ما تعلمته من متعلقات
مهنتي الصحافية...ماريا حجة لنا أو علينا أمام الله يوم الموقف العظيم قالت
لي في هذا اليوم الاربعاء 17-10-2012م تعليقا على هضم شركة شيكان لحقوقها
وهي الشركة المؤمنة عليهم بإستقطاعات شهرية بواسطة إتحاد المعلمين (كم تبقى
لي من العمر؟ أكتب يا أستاذ من أجل الآخرين..أكتب على لساني كل ما يساعد
في إنصاف المظلومين)..
إليكم القصة كاملة ...وهي مأساة شاخصة بدأت منذ
يوم 13-6-2012 إذ إكتشف د صالح عبد العزيز صالح اخصائي النساء والتوليد أن
ماريا مصابة بسرطان الرحم وهي يجب أن تخضع لعملية إزالة الرحم والمبايض
وأفاد أن حالتها عاجلة وتمت إحالتها للمركز القومي للسرطان بودمدني...
ماريا المؤمنة بربها خضعت للعلاج الكيميائي دون أي عملية كما نصحوها وظلت تخضع للجلسات بصورة متواصلة ...
خاطبت نقابة التعليم التي تستقطع من راتبها شهريا مطالبة بدعمها كما هو مقرر لها ...وجاءها دعم النقابة بمائة جنيه فقط!!!!.
وخاطبت إتحاد المعلمين مطالبة بحقوقها المستقطعة لصالح شركة شيكان للتأمين
وبواسطة الاتحاد ...ولم تستجب شيكان لمدة 3 شهور كان المرض خلالها يتسلل
منتشرا في جسد ماريا المتهالك يوما بعد يوم..
يئست من كل ذلك وطالبت
بمتأخراتها الرسمية من إستحقاقات على الدولة منذ العام 2005م وجاءها الرد
(إنتظري دورك)..أي أن ينتظر السرطان أيضا حتى يرضى مكتب التعليم ويصرف لها
مستحقاتها...
وماريا تقاوم كل ذلك بشجاعة فائقة وقل نظيرها...
إلتقيتها صدفة وبتدبير رباني وأنا متوجه للخرطوم وعلمت منها بما مضى وكان
ذلك أول يوم ألتقيها فيه في حياتي وأستمعت لقصتها الماضية وحدث هذا منذ
حوالي العشرة أيام...
تناولت جوالي وأتصلت بمدير التعليم في المحلية
الاستاذ كمال أحمد يوسف مستفسرا عما مضى فأفادني بأن الامر يخص أستاذ مكاوي
محمد المسؤول عن ملف النقابة...إتصلت به وأجاب أن ماريا مسؤول عنها
الاتحاد ويمثله الاستاذ الحاج الفادني...إتصلت به وأفادني ان ملف ماريا
ينقصه تقرير طبي...ولم تكن ماريا تحمل معها الملف حينها...عدت لرفاعة
وتحصلت على الملف ووجدت فيه كل المعلومات اللازمة...لكن شركة شيكان المؤمنة
عليهم إشترطت تقريرا من المعهد القومي للسرطان...وجئنا به وكان ينص على
(شهادة لمن يهمهم الامر...الموضوع شهادة مرضية...الاسم ماريا ع أ ع ...يشهد
المعهد القومي للسرطان بأن المذكورة أعلاه تعاني من سرطان الرحم وقد خضعت
للعلاج الكيميائي وهي الآن تحت العلاج والمتابعة المستمرة...والتقرير
بتوقيع د هند الفاتح الخضر رئيس مركز البحوث والمعلومات الطبية ..والشهادة
مختومة وموقعة...وبتاريخ 2-7-2012م) وسلمت التقرير للأستاذ الحاج الفادني
مسؤول الاتحاد لدى شيكان ومعه كامل الملف ...وأتصل بي بعد ثلاثة أيام
ليفيدني أن الشركة طلبت تحديد نسبة السرطان في الدم كما طلبت تقريرا
بالحالة عليها تاريخ بداية المرض وصورة من الفحص النسيجي...وأجبته بأنه لا
يحق للشركة أن تسأل عن نسبة السرطان في الدم وأن الشركة مؤمنة على مرضى
السرطان وعليها الدفع للمريضة وما يخص التقرير فهو فعليا بطرفهم وطالبت
الفادني برد الشركة كتابة على الملف...ولم أقل في الملف...وجاء الرد في
ورقة التقرير نفسها وفيه يطالب مدير التكافل بالشركة السيد عثمان هاشم (ذو
الخط الردي) بما مضى...وقلت للفادني أن الرد غير منطقي وأنني منذ اللحظة
تبنيت حالة ماريا رسميا.
إتصلت بالسيد طارق القمولي بن رفاعة والمسؤول
الثاني للنقابة بالسودان وأطلعته على القصة كامله وكانت حينها ماريا
بالخرطوم لجلس علاج...وقابلها مشكورا مقدما لها دعما بلغ 500 ج ...أما
نقابة المعلمين فلم تقدم سوى 100 ج فقط...هذا المبلغ يشمل 29 عاما من
الخدمة الطويلة الممتازة لماريا بسلك التعليم..قيمتها عندهم 100ج لا
غير..حسبي الله ونعم الوكيل.
وماريا تطالب بمستحقاتها والرد يتواصل
(إنتظري دورك)..وحتى الآن هي تنتظر دورها..يقول لي السيد مكاوي مسؤولها
المباشر أن هذا هو السستم..!!!!سستم يقضي بإنتظار مريض السرطان إرضاء
لبيوقراطية الدولة.
وبتاريخ الاثنين 15-10-2012م وفي الصفحه التاسعه
بصحيفة الجريدة كتبت تحقيقا صحافيا عن الفساد في المحليه وعاصمتها رفاعه
كانت مقدمته عن قصة ماريا..
وقبل ذلك طالبني الاخ طارق القمولي بتسليمه
ملف ماريا واعدا بحله ويقيني أنه سيفعل ما بوسعه ولكن لسبب ما لم يتمكن
الرجل من الحل مؤكدا لي أن المسأله فعليا بيد الاتحاد....وهو في النقابه
حسب علمي...
وذهبت في هذا التاريخ 17--10-2012م لودمدني في تحقيق صحافي رسمي بهذا الخصوص طال مؤسستين هما مستشفى الذرة وشركة شيكان ...
واليكم المفاجأة..
قال لي د أحمد محمد الحاج أن ما طالبت به شيكان كان فعليا موجودا في الملف مما يؤكد أن الملف لم يطلع عليه طبيب..!!
وأن الملف يحتوي على تنبيه طبي مفاده الحالة عاجلة..
وكلام د احمد يعني الكثير...
يعني أن مدير التكافل الذي طالب بما طالب به بإسم شيكان ليس طبيبا مختصا...وأن ماريا بالنسبة له جزءا من الروتين لا غير...
وترتب على هذا الامر إنتظار المريض ل3 شهور....والتقرير يصرخ بأن الحالة عاجاااااااااجلة!!!!.
ثم قالبت مدير المستشفى الذي أفادني بالكثير ولكن تبقى أهم إفاداته أنه لم يجد حالة واحدة للسرطان عالجتها شيكان...على إطلاق ذلك...
وقابلت مدير التكافل بشيكان الذي حاول التنصل مما فعل مبديا رغبته في
خدمتها العاجلة وأفاد بأن مجلسا للتحقيق كونته شيكان لبحث ما ورد في
التحقيق الصحافي...
وعدت لرفاعة وقابلتستاذ أ النجومي و ميرغني كافينول ومكاوي وكما أحمد يوسف والكحيل وغيرهم...
جميعهم برأوا النقابة والاتحاد وأدانوا شيكان...
وأنا لن يثنيني عن التحقيق إلا الموت..بإذن الله...
لكن عليكم ان تعلموا شيئا
قال د أحمد وأنا أساله عن صحة ماريا:
عزرا...تطور مرضها منتقلا للرئة...
وعلمت ماريا بالامر من طبيبها...ورددت هي الاخرى بكل ألم...إنتقل مرضي للرئة يا علاء...
وسأظل مع ماريا ما ظللت حيا وظلت هي كذلك...
ماريا يا إمرأة بحجم الصبر ...إصمدي فالله معك ولن يخذلك..
أيها السادة:
سأنشر وثائق ماريا هنا...
والتحقيق الذي عكفت عليه...
وكل متعلقات النقابة والاتحاد ومكتب التعليم.
وأنا لا أكتب لهم...بل لكم.
وعسى ولعل.
مأساة ماريا جريمة بكل المقاييس...جريمة لها ثلاثة أضلاع وثلاث
زوايا...أضلاعها نقابة المعلمين وإتحادهم وشركة شيكان....وزواياها مكتب
التعليم والمعلمين أنفسهم والدولة..
الدولة هي من أسس لنقابة المنشأة
ضاربة بعرض الحائط كل الارث النقابي في السودان وناسفة لأضخم تجرب نقابية
في إفريقيا من أجل حماية وجودها وأفرز ذلك نقابات مشوهة وإتحادات لا تعرف
سوى التكبير والتهليل الاجوفين لكنهما لا يستطيعان أداء دورهما النقابي
المهني بالاحتراف المطلوب كما كان في السابق..من منكم سمع بإضرابا واحدا
أعلنته نقابة أو إتحاد برفاعة وعموم السودان دفاعا عن حقوق العمال
والموظفين وغيرهم؟؟ من منكم سمع بأن هناك نقابة أو إتحاد إنحازا لقضية
منسوب من منسوبيهما؟؟ هذا ما دفعني لسؤال الاستاذة عبد الرحمن النجومي
وميرغني كافينول ومكاوي محمد والحاج الفادني وغيرهم من قيادات العمل
النقابي بالتعليم في رفاعة عن الدور الذي قاموا به لحماية منسوبتهم ماريا
وبنص العقد مع شركة شيكان ... الاجابة منهم تفيد (لا شيئ) لماذا؟؟ لأنهم لا
يستطيعون...لماذا؟؟لأن الانتماء للدولة أو الخوف منها أكبر من الانتماء
للضمير أو الخوف من الله. لأن الجميع لا يقوى على مواجهة الدولة فالنقابات
نقابات الدولة والاتحادات إتحادات الدولة وشيكان تتبع للدولة والمعلم يتبع
للدولة وكل شيئ هو الدولة فما الذي يستطيع أن يفعله من لا يقوى على الخروج
من عباءة الدولة؟.. وشركة شيكان شركة مفروضة على كل مؤسسات الدولة العامة
وبعض الشركات الخاصة كوكالات السفر والسياحة إذ يفرض اتحاد الوكالات على
وكالاته وضع قيمة تأمينية حتى على المعتمرين والحجاج لصالح شيكان وهو تأمين
إلزامي ولهذه الشركة بالتحديد دون سواها والامر للوكالات مباشر عبر
إتحادهم وملزم لهم ومنشأه إدارة السياحة والحج والعمرة....هي ملايين
الدولارات تمتصها الشركة من جيوبنا بأمر من الدولة تنفذه إتحاداتنا
ونقاباتنا ونحن صامتون...
قال أستاذ النجومي في تصريحه الصحافي الذي
سينشر لاحقا وهو أمين عام نقابة المعلمين بالمحلية,(سؤال عابر:كيف تكونت
النقابة وكيف تكون الاتحاد وكم عدد المعلمين وكم عدد من شملهم التصويت وما
قصة العدد ال1300 معلم وما قص العدد 46 الذين فازوا على ال1300؟) قال لي
الرجل أن العقد سابقا كان بين شيكان والاتحاد ثم أصبحت النقابة جزءا منه
لكنها تمرر حالاتها عبر الاتحاد بمعنى أن توقيع النقابة على العقد بجانب
الاتحاد (تحصيل حاصل) إذ أن النقابة لا تتعامل مباشرة مع شيكان بل عبر وسيط
هو الاتحاد!!! سؤال: لماذا إذن تستمر النقابة في العقد ولماذا لا يتم
التعامل مباشرة ما بين المعلم والاتحاد أوليس الاتحاد هو الآخر جسم خدمي
للمعلم كما هو مفترض حسب اللوائح والنظم أم أن هناك خفايا لا نعلمها...؟.
والنجومي يقر بأن هناك مآخذ على الشركة أهمها المماطلة!!!فما الذي ينتظره
النجومي من الشركة بل ما الذي ينتظره المعلم من النجومي ؟..
ويضيف
النجومي بأن الاستقطاع الشهري من المعلم 5ج ..ونحن نعلم أن عدد المعلمين
بالمحلية قرابة ال1500 معلم تقريبا وحسابيا حاصل ضرب العدد في القيمة
المستقطعة تجعلنا نسأل السؤال البديهي (بتمش وين) ويضاف للرقم حاصل ضرب
مبلغ آخر هو 2ج أيضا تستقطع من المعلم وهي في بنود صرفها لا تشمل في
توظيفها التكافلي الامراض...والاجابة على السؤال المرتبط بال5ج يقول فيها
النجومي أنها (إشتراكات توظف للعمل الاداري ما بين الوحدات والمحليات
والولاية والمركز أي تسيير شئون الادارات النقابية) والسؤال أيضا : شئون
شنو؟.
ولكن الاستاذ مكاوي كان شجاعا في تعليقه وتصريحاته إذ قال أن
حالة ماريا نموذجا للآلاف غيرها بالبلاد مضيفا أنهم كنقابة مهمتهم تنحصر
فقط في رفع ملفات منسوبيهم للإتحاد الذي يحيلها لشيكان وقال أنه يحمل شيكان
مسئولية ما حدث لماريا ولو أدى ذلك لمقاضاة الشركة...والعبارة الاخيرة
غاية في الاهمية إن صدق الرجل وسألاحقه فيها ما دمت حيا..وقال الرجل أنه
سعمل على التعجيل بمستحقات ماريا ومتأخراتها والفت أنتباه القارئ بأنني منذ
قابلت ماريا طلبت من الرجل ذلك وهو من قال لي يومها (عليها إنتظار دورها)
ثم لما علم بما آلت له الامور على مستوى الرأي العام بعد نشر التحقيق قال
(سنعجل لها بصرف مستحقاتها) وسالاحقه في ذلك أيضا...وسألاحق كل المعلمين
حتى ننتصر لهم وينتصروا لأنفسهم..والسؤال أيضا: أين المعلمين من كل ما
مضى؟؟