من أرض الواقع أكتب

سمعت عن عرض في الشريحة التي يحملها هاتفي الأسود والتي تخص شركة اتصالات.

هذا العرض هو " عرض الدقائق المجانية" ولكن وضعوا شرطًا ألا وهو عدم ترحيل الدقائق المجانية إلى الغد ..

هكذا يومك .

اليوم كما نعرف 24 ساعة .. فإذا استغليته أحسن استغلال فقد ريحت العرض .. وإن لم تستخدمه في شيء مفيد فللأسف قد خسرت العرض !

كنت أستغرب عندما أسمع عن أحدهم لا ينام ليلا ولكنه يعتمد على الغفلات المتفرقات، وأكاد أجن عندما أسمع عن أحدهم قام بتأليف كتاب يتكون من 800 مجلد في علم من العلوم المعروفة وعندما يسأل يقول " من فضلات وقتي " والأغرب من ذلك رجل كان يقوم الليل كله قانتا لله ـ تعالى ـ والأغرب من ذلك رجل كان يختم القرآن كل ليلة أكثر من مرة، والأشد من ذلك رجل وصل إلى أعلى درجة في العلم ويعامل الناس وكأنه أقل منهم، وخادما لهم ... أشياء تكاد مخيلتنا لا تتصورها !

الوقت هو هو !!

الرجال هم هم !!

الزمان هو هو !!

ترى ما الذي غاب ؟
هناك سر إذا لا نعرفه !

نعم ... إنها تتعلق بالقوة الخفية الظاهرة .. نعم أقصد الخفية الظاهرة.

إن علاقة الإنسان بربه ـ تعالى ـ هي التي تحدد مناط القول في هذه النفطة المتشاكلة !

إذا أصلحت نفسك مع ربك أصلح الله لك كل ما تتمناه نفسك .. وقاعدة ابن خلدون ـ في المقدمة ـ يمكنك أن تقوم بها .. " احتكم إلى الواقع "

أصلح نفسك مع ربك .. ستجد نفسك ..ستستغرب من وقتك .. ستجد أن كرة الحياة التي تظهر كأنها رماد هش ... أو كسراب كاذب .. أو ككيس مليء بالحصى ويظنه الظان مليء بالدراهم .. ستجدها قد أصبحت مخطوطة خضراء .. تجدها كخرير ماء دافيء .. تجدها تجارة رابحة .

نعم أخي .. نعم أخيتي .. قال الله ـ تعالى ـ " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى "

" ولعلك تتذكر معي قصة ابن عبد العزيز الذي قال قانونا أنهى به كل سؤال وهو على منبره أثناء بيعته، وأوصاهم بإصلاح أنفسهم مع الله ـ تعالى ـ وقال لهم أيضا "أصلحوا سرائركم يصلح الله علانيتكم"
:
:
:
وقد كان الصالحون يرسلون إلى بعضهم كتابات فيها ثلاثة كلمات ومما جاء في ذلك مارُوِيَ عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ قَالَ : كَانَ أَهْلُ الْخَيْرِ يَكْتُبُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ بِثَلَاثِ كَلِمَاتٍ ، مَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ أَمْرَ دُنْيَاهُ ، وَمَنْ أَصْلَحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ أَصْلَحَ اللَّهُ تَعَالَى فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، وَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ عَلَانِيَتَهُ
وعليـــــــــها فقس.

1- صالح ربك .

2- إذا أصلحت علاقتك مع الله ـ تعالى ـ أصلخ الله ـ تعالى ـ لك كل حياتك، وأهدى بالك " والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصـــلح بالهم ". أ هـ

م ن و ل