بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعلم سقاك الله كأس محبته , والبسك خلع رضوانه وكرامته , أن الذكر لا يؤتي ثمرته المرجوة إلا بالتخلص من آثار الذنوب بالتوبة والاستغفار , والانابة الى الله تعالى , ولنذكر قول الحق جل ذكره : (انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما ). وقوله تعالى (( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما )). وقوله تعالى (( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله )) وقال تبارك اسمه (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )) . وقال ايضا (( وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) وقال عز من قائل (( فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا )) وقال (( ولو انهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ))
من هذه الآيات وأمثالها تدرك فضائل الاستغفار . كما تدركها من الأحاديث النبوية التي نذكر منها قوله عليه الصلاة والسلام من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا , ومن كل ضيق مخرجا , ورزقه من حيث لا يحتسب ) , وقوله صلى الله عليه وسلم الأمان الباقي الاستغفار ), ويقول الرسول الكريم صلوات ربي وسلامه عليه ( من أعطى الاستغفار لم يحرم من المغفرة ) , وجاء في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيد الاستغفار : اللهم أنت ربي , لا إله إلا انت , خلقتني وأنا عبدك , وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت , أعوذ بك من شر ما صنعت , ابوء لك بنعمتك علي , وابوء بذنبي , فاغفر لي , فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ). من قالها بالنهار وهو موقن بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة , ومن قالها بالليل وهو موقن بها فمات من يومه قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .
سأل بعض الخواص ابليس : ما أشد ما يكون عليك من ابن آدم ؟ قال الاستغفار , وأكل الحلال . فقال له وماذا تفعل ؟ قال : لا ازال عليه حتى امنعه من الاستغفار , ليغضب عليه الجبار . وأطعمه الحرام , حتى يقف عمله من الصعود إلى الملأ الأعلى , فإذا قدرت عليه فلا أبالي , ولو صلى كل يوم ألف ركعة .
فأنظر مكايد الشيطان التي لا تنتهي , وكن منه على حذر , والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم