فتحت ليلي جوال القمح وملأت الجردل قبل
ان تعود لتقف من جديد في وسط البرش
الممتد علي طول الحوش تهز القربال الكبير ا
فتتناثر حبات القمح في كل مكان وتبقي
الزبالة في الغربال فتعيد ملأه من جديد و
تزيح وجهها من حين لاخر وتكح وهي تخفي فمها بيدها وتتحاشي ان تراها ربة الدار منذ ان توفي زوجها بمرض السل قبل خمسة اعوام وهي تعاني الامرين ظل مرضه سرا تخفيه عن الجيران لانهم يعملون بضراعهم ورزق اليوم باليوم من خلال اليوميات التي تنفذها هي وزوجها للجيران من غسيل وكي للملابس الي نظافة الزرائب وتقطيع الاشجار وحمل الحبوب الي الطاحونة علي عجلة زوجها لاعادتها دقيق لاصحاب البيت بدأ زوجها يكح ويبصق دما ووجد السل قد التهم رئتيه ولكنه ظل يعمل ويوصي زوجته ألا تخبر احدا حتي لايقطع عيشهم في المنطقة فتمسح دموعها بطرف ثوبها وتطلب منه ان يسمع كلام الطبيب بالبقاء في الحجر الصحي ليتعافي لكنه كان يهز رأسه ويقول ليلي يابت عمي لو مشيت هناك زول بدخلنا بيتو مافي خلينا كدا اليوم واحد وهو يحفر في قعر منزل ليفتح المجري سقط واغمي عليه اخذه الرجال الي المستشفي وكان سبب الوفاة السل ومن يومها ولاتجد ليلي مكانا تخدم فيه الا من رحم ربي واعمال تكون في الهواء فقط بصقت يومها دما فعرفت ان الداء أكلها ايضا ولكنها ظلت تعمل وتخفي المرض عن الجيران حتي لاتعامل كوباء ولاتجد مايسد الرمق انهت جوال القمح اخذت حصتها منه وبضعت جنيهات ووعد بالعودة لتنظيف جوال اخر لو امهلها المرض صباحا اخر .