خرج معلم بإحدى المدارس الابتدائية في مصر عن الأعراف والتقاليد التربوية واتخذ من حشائش «البرسيم» التي تقدم طعاما للماشية والحيوانات وسيلة لعقاب تلاميذه، حيث أجبرهم على تناولها كنوع من الإهانة لهم إزاء تقصيرهم الدراسي، وهو ما دعا المجلس القومي للطفولة والأمومة في البلاد إلى تقديم بلاغ للنائب العام للتحقيق في الواقعة.
كان عدد من أهالي وأولياء أمور تلاميذ بإحدى المدارس الابتدائية بمركز طما بمحافظة سوهاج (جنوب مصر) قد فوجئوا بتصرف المعلم مع أبنائهم، مما جعلهم يقدمون عددا من الشكاوى إلى الإدارة التعليمية التي تتبعها المدرسة، مطالبين بمعاقبته على سلوكه، بينما قام عدد آخر منهم بتقديم شكاوى إلى منظمات حقوق الإنسان اتهموه فيها بإهانة التلاميذ وترك عميق الأثر على أنفسهم، وهو ما استجاب له المسؤولون بإحالة المعلم للتحقيق.
ومن جانبه قدم أمس المجلس القومي للطفولة والأمومة بلاغا للنائب العام للتحقيق في الواقعة، معتبرا أن ذلك العمل يعد انتهاكا صارخا لحقوق الطفل واستغلالا للسلطة، بوصف المدرس مؤتمنا على الطفل وقائما بمسؤولية الإشراف على تعليمه.
وطالب المجلس، في بيان له، بتوقيع أشد العقوبات على المدرس وإيقافه عن العمل، وذلك منعا لتكراره ودرءا للعنف المدرسي الذي تفشى بمختلف صوره في الفترة الأخيرة، وفي إطار اتخاذ المؤسسات التعليمية إجراءات رادعة لمنع الممارسات التي تنتهك كرامة وحقوق الطفل.
وأكد المجلس أن تلك الواقعة التي وصفها بـ«الغريبة»، وأنها تتنافى مع الدستور ومع قانون الطفل الذي نص على أن تعليم الطفل يهدف في مراحل التعليم المختلفة إلى تنمية شخصيته ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكانياتها، مع مراعاة أن تتفق مع كرامة الطفل وتعزيز شعوره بقيمته الشخصية وتهيئته للمشاركة وتحمل المسؤولية.