منتديات ابناء منطقة الهدى
خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي 49aw4
اهلا بك ايها الزائر الكريم شرفتنا ونورتنا يزيارتك.
ملحوظه : عند التسجيل الرجاء كتابة الاسم الحقيقى كاملا
(لا للاسماء المستعارة من اجل مزيدا من التواصل)
و نرجو ان تجد ما هو مفيد
منتديات ابناء منطقة الهدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مرحبا بك يا زائر نور المنتدى بوجودك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدى معا لترقية مستشفي الهدي معا لترقية مستشفي الهدى

المواضيع الأخيرة
            goweto_bilobedنقل عفش بالرياضخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508السبت 24 يوليو 2021 - 16:36 من طرف             goweto_bilobedشركة تخزين اثاث بالرياض شركة البيوتخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:18 من طرف             goweto_bilobedأفضل شركة كشف تسربات المياه بالرياض شركة البيوتخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:17 من طرف             goweto_bilobedشركة نقل اثاث بالرياض خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 18 مايو 2021 - 22:16 من طرف             goweto_bilobedلكم التحية اين انتمخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 18 يوليو 2017 - 4:15 من طرف             goweto_bilobedعودة بلا خروجخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:06 من طرف             goweto_bilobedسلام مربع خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508السبت 30 أبريل 2016 - 14:04 من طرف             goweto_bilobedد/تهاني تور الدبة تدق أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرةخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الخميس 25 فبراير 2016 - 1:14 من طرف             goweto_bilobedمعا لترقية مستشفي الهدىخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الأربعاء 10 فبراير 2016 - 17:58 من طرف             goweto_bilobedهل يمكن رجوع المنتدي لي عهده الأول خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 9 فبراير 2016 - 0:21 من طرف             goweto_bilobedالدلالات الرمزية في مختارات الطيب صالح: "منسي: إنسان نادر على طريقته!"خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الإثنين 26 أكتوبر 2015 - 18:22 من طرف             goweto_bilobedتحية بعد غيابخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508السبت 24 أكتوبر 2015 - 5:17 من طرف             goweto_bilobedتهنئة بعيد الأضحى المباركخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 20:00 من طرف             goweto_bilobedشباب المنتدى المستشفى يناديكمخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:36 من طرف             goweto_bilobedتوحيد خطبة الجمعه لنفرة المستشفىخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الأربعاء 16 سبتمبر 2015 - 18:20 من طرف             goweto_bilobedدكتور اسلام بحيرى وتغيير الفكر الدينى خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508السبت 15 أغسطس 2015 - 5:16 من طرف             goweto_bilobedمعقولة بس ... فى ناس كدة خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:38 من طرف             goweto_bilobedيعني نسيتنا خلااااصخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الخميس 13 أغسطس 2015 - 12:35 من طرف             goweto_bilobedبيت البكى ااااااااااخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:59 من طرف             goweto_bilobedالحاجه فاطمه بت النذير في ذمة اللهخطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي LX155508الثلاثاء 4 أغسطس 2015 - 6:49 من طرف 

شاطر | 
 

 خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الزبير محمد علي
 
 
الزبير محمد علي

عدد المساهمات : 284
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 37
الموقع : الهدي
المزاج : القراءة والإطلاع

خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي   خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Icon_minitime1السبت 26 أكتوبر 2013 - 5:59

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة التي ألقاها الزبير محمد علي في مسجد الهجرة بودنوباوي
21 ذو الحجة 1434هـ الموافق 25 أكتوبر 2013م

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أحبتي في الله
قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)  وقال أيضاً (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
التغيير هو انتِقال الشيء من حالةٍ إلى أُخرى، هذا الانتقال يحتمل معنى أن يكون إلى الأفضل أو الأسوأ (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)  هذا تغيير من الأفضل للأسوأ لأنه تشويه وتبديل لصنع الله الذي أتقن كل شيءٍ خلقه ثم هدى. (ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقْدرون أن يُغيِّروا عليهم ولا يُغيَروا، إلاَّ أصابَهم الله بعقاب)  التغيير هُنا بمعنى الانتقال للأفضل لأنه يحث المجتمع على دفع الشر وإبدال الخير مكانه قال الزجَّاج: معنى "يغيِّرون"؛ أي: يدفعون ذلك المنكر بغيره من الحقِّ. وفي هذا السياق يمكن الحديث عن المنكر العقدي والسياسي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي، وبالتالي الحديث عن تغييره أي دفعه وإبدال الحق مكانه.
ولذلك كانت مهمة الأنبياء دفع المُنكر وإبداله بالحق:
- دفع الشرك بالتوحيد (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ)  تغيير عقدي.
- دفع الظلم بالعدل (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)  تغيير عام.
- دفع الشذوذ الجنسي بالزواج كما في حالة قوم لوط عليه السلام (قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)  تغيير اجتماعي.
- دفع اختلال الكيل وإخسار الميزان بالإيفاء، ودفع قطع الطريق لأخذ أعشار أموال العابرين بالكف عنها (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ )  تغيير اقتصادي.
- الوعد الإلهي بدفع علو فرعون في الأرض، واستخفافه بقومه واستضعافه لهم، وذبحه للبنين واستحيائه للنساء بالتمكين للمستضعفين في الأرض (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ)  وعد إلهي بتغيير سياسي.
هذا ما كان من أمر الرسل عليهم السلام، فكل رسول مع دعوته للتوحيد عمل على تغيير ظاهرة سالبة في مجتمعه في مجالٍ معيَن؛ ولكن الرسالات جميعها اتفقت على الدعوة إلى التغيير العقدي. وفي حالة الرسالة المحمدية جاء التغيير شاملاً لكل مجالات الحياة:
- فبعد أن كان العرب يعبدون الأصنام ويتقربون بها إلى الله زُلفى حثتهم الرسالة المحمدية على عبادة الله الواحد دون وسيط؛ لأنه أقرب إلى عباده من حبل الوريد.
- وبعد أن كان سفك الدماء سمة أساسية من سمات المجتمع الجاهلي، ودق طبول الحرب لأتفه الأسباب هو ديدنهم أعطى الإسلام للدم حُرمة "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" .
- وبعد أن كان الظلم هو المنطق الغالب في المجتمع الجاهلي "بُغاةٌ ظالمين وما ظُلمنا ولكنَا سنبدأُ ظالمين"، والقوة هي الحاكمة للعلاقات بين القبائل "وأحياناً على بكر أخينا إن لم نجد إلا أخانا" أنزل الإسلام حزمةً من القواعد التي تُبطل هذه المفاهيم، وتستبدلها بمعاني العدل (إِنِّى حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِى وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا)  والأخوة (المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ)  والتعارف بين الناس (إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) . وكان من ثمار ذلك أن رأينا تحول عمر الظالم في الجاهلية إلى عمر الخليفة العادل في ظل الإسلام، وأن يصل التآخي بين المسلمين إلى درجة أن يُقاسم المهاجرون الأنصار كل شيء حتى الزوجات بصورةٍ طوعية.
-  وبينما كانت المرأة تُضطهد في الجاهلية حررها الإسلام من ذلك. كانت لا تملك حق الحياة فأصبحت تملك حق الحياة، وكانت لا ترث فأصبحت في ظل الإسلام وريثة أماً وبنتاً وزوجة. وبلغ التغيير درجة في حياة الجاهليين أن صار عمر الذي حسى فوق بنته التراب لأنها أنثى لا غير إلى عمر صاحب المقولة المشهورة "أخطأ عمر وأصابت إمرأة"!.
- وبينما كان التمايز الطبقي هو أساس الرابطة الاجتماعية، والعرق هو معيار التميَز بين الناس - وهو معيار وراثي- جاء الإسلام بمعيارٍ كسبي (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) . وبعد أن كان الرقيق يُعامل في الجاهلية كأنه جزءٌ من المتاع يتحكم فيه السيد كيفما يشاء اتخذ الإسلام جملة من التدابير للتخلص التدريجي منه. بل ظهر من كانوا مُسترقين في الجاهلية قادة في ظل الإسلام فرأينا ببلال من بلاد الحبشة، وصهيب من بلاد الروم، وسلمان من بلاد فارس.
- وبينما كان النظام السياسي السائد قبل البعثة مستبداً وظالماً، وكانت الرعية تخدم حاكمها وتُقدسه كما هو الحال عند الفرس والروم جعل الإسلام الحاكم هو الخادم للأمة، وطاعته مشروطة بطاعة الله في الرعية، وأسقط عنه هالة التقديس، ولذلك رأينا الخلفاء الراشدين يخدمون الرعية: يُطمعون جائعها ويكسون عاريها ويستشعرون المسئولية حتى في تعثر البغلة في الطريق، وبعد هذا كله يتبارون في طلب النصيحة منها.
- وبينما كان القانون مُحابياً للشرفاء مُحاسباً للضعفاء اعتبر الإسلام ذلك من أسباب هلاك الأمم، وتأكيداً لمبدأ سيادة أحكام الإسلام على الكافة أكد النبي صلى الله عليه وسلم أن ابنته فاطمة لو سرقت - وحاشاها أن تفعل-  لقطع محمد يدها، وكثمرة لهذا المعنى رأينا قاضي الإسلام يحكم بالدرع ليهودي من خصمه أمير المؤمنين، ويُقسَم مال بن الخليفة الثاني لشبهة لم تصل حد الإثبات لا لشيء إلا لأنه ابن خليفة المسلمين.  
- وقد كانت الأقليات الدينية العايشة وسط أغلبيات دينية مُغايرة في حالة اضطهادٍ مستمر، بل إن اليهود ما سكنوا بين قومٍ إلا اضطهدوهم - بسبب استعلائهم العقدي-، فلم يجدوا حرماً آمناً إلا في ظل الإسلام وحضارته ووثيقةُ المدنية أكبرُ دليلٍ على ذلك.
هذا بعضٌ من ملامح التغيير الذي أحدثه الإسلام في جزيرة العرب في أقل من ربع قرن، بل امتدت آثاره لاحقاً إلى كافة أرجاء المعمورة؛ وقد يقول قائل: أين مُوقع هذه المعاني من تاريخ المسلمين بعد العهد الراشدي، وأين موقعها من واقعنا المُعاصر؟
نقول: الرسالات الإلهية في كل العصور جاءت لتبصير الإنسان بغايته في الحياة، وبصلاحه حاله وحال مجتمعه في الدنيا والآخرة؛ ولكن الإنسان - كل الإنسان إلا من رحم الله- يلتزم بهذا المنهج حيناً ويتراخى عنه أو عن بعضه حيناً آخر، ولذلك كانت مهمة المُصلحين والمُجددين أن يبعثوا هذه المعاني في النفوس، وأن يُصلحوا ما انحرف في حياة الناس، وأن يُعيدوا حياة الأمة إلى مسافةٍ أقرب إلى المثال المنشود. ولم يخل عصر من عصور الإسلام منهم، فمنهم من أصلح بالقلم، ومنهم من أصلح بالكلمة، ومنهم من أصلح بالسيف.
أحبتي في الله
التغيير بمعنى دفع المُنكر بأنواعه المختلفة بهدف الانتقال إلى الأفضل ليس سهلاً ولذلك كان الإسلام مرناً في وسائله (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ)  وقد اعتبر الإسلام التغيير ضربٌ من ضروب الجهاد: فمن جاهد بيده فهو مُؤمن، ومن جاهد بلسانه فهو مُؤمن، ومن جاهد بقلبه فهو مُؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل. والتغيير لا يحدث بالتمنَي بل يحتاجُ إلى عوامل كثيرة لضمان نجاحه، ويمكن أن نستنبط معانٍ عامة من تجربة الأنبياء عليهم السلام في التغيير:
المعنى الأول: التغيير يحتاج إلى الإيمان وكل التحولات التي أحدثتها رسالات الأنبياء في تاريخ البشرية اعتمدت على الإيمان. فالإيمان هو أقوى حافز معنوي عرفه الإنسان: يُعطي أملاً بالنصر والفرج ورؤية الفجر حتى في أشد ساعات الليل ظلاماً، ويمنح الإنسان طمأنينة حين يُبشَره بالأجر إن انتصر والشهادة إن مات مما يُساعد على الإقدام إلى الأمام في عملية التغيير.
الثاني: الإرادة. الإرادة الضعيفة لا تصنعُ تغييراً لأن منطقها اذهب أنت وربُك فقاتلا إنا هاهُنا قاعدون، بينما الإرادة القوية تُسهم في صناعة التغيير لأن منطقها لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك. منطقها لو وضعوا الشمس على يميني والقمر على يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته.
الثالث: الاستعداد للتضحية. هناك قوى لديها مصلحة في استمرار القديم ومصالحها ستضرر إذا حدث التغيير؛ ولذلك ستُقاوم بكل ما أُوتيت من قوة لكبح جماحه. العناصر الرخوة ستنسحب إذا تعرضت للتهديد وسيكون منطقها إن نتبع الهدى معك نُتخطف من أرضنا؛ ولكن العناصر المؤمنة ستثبت حتى إكمال المشوار لأن منطقها لو نُؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.
الرابع: القيادة، وهي المفتاح الأساسي لنجاح التغيير، ولذلك لعب الرسل كأشخاص أدواراً مركزية في التحولات التي أحدثتها الرسالات الإلهية.  
الخامس: الوعي والتخطيط. الوعي تدل عليه هجرة المسلمين إلى الحبشة والحوار الذي دار بينهم والنجاشي في حضور عمرو بن العاص. التخطيط يدل عليه منهج النبوة في التغير الذي بدأ بمرحلة سرية تتهيأ فيها النفوس وتتشكل على أساس عقيدة الإسلام وثقافته، والثانية مرحلة الإعلان عن الدعوة والتبشير بها جهراً، والثالثة مرحلة التطبيق الحي لأحكام الإسلام وشرائعه. هذا يعني أن الجهل لا يصنعُ تغييراً والعشوائية تصنعُ الفوضى. الوعي بالتغيير وبأهميته والتخطيط له سيُؤدي إلى وضوح الرؤية، وسيُوسع فرص النجاح أمامه، وسيُسهم في إخراج مولود التغيير سالماً.
الخامس: وحدة الهدف تلعب دوراً مهماً في انسجام مراكز القوى قبل وأثناء وبعد عملية التغيير، وإلا سينفتح الباب واسعاً أمام الاصطفاف والاصطفاف المُضاد، وهو ما يؤدي إلى النزاع والفشل بل وذهاب الريح (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ) .
سابعاً: الصبر. وهو مفتاح الفرج (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) .
ثامناً: الدرس الأكبر من التغيير الذي أحدثته هذه الرسالات أنه لم يعتمد العنف وسيلة لتحقيق الأهداف؛ بل اعتمد الوسائل المدنية ما استطاع إلى ذلك سبيلا. والمبادرة بالعنف غالباً ما تأتي من النظام الاجتماعي والسياسي القائم آنذاك (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِين)  ولذلك رأينا هجرة بعض الأنبياء في بداية دعوتهم تثبيتاً للدين الجديد من عنف السلطة. فالوسائل المدنية كانت الأصل وماعداها الاستثناء (يا أَيُّهَا النَّاسُ، لا تَتَمنَّوْا لِقَاءَ العدُوِّ، وَسلُوا اللَّه العافِيةَ، فإذا لقِيتُمُوهُم فَاصبِرُوا، واعلَمُوا أنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلالِ السُّيوفِ) .
اللهم عجَل بالنصر لوطننا وأمتنا وهيء لهما مخرجاً سلمياً إنك قريبٌ مُجيب. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطبة الثانية
اللهم إني أحمدك وأُثني لك الحمد يا جليل الذات ويا عظيم الكرم، وأشكرك شكر عبد معترفٍ بتقصيره في طاعتك يا ذا الإحسان والنعم، وأسألك اللهم بحمدك القديم، أن تصلي وتُسلَم على نبيك الكريم، وآله وصحبه ذوي القلب السليم، وأن تُعلي لنا في رضائك الهمم، وأن تغفر لنا جميع ما اقترفناه من الذنب واللمم.
أحبتي في الله
السودانيون هم رواد التغيير عبر الثورات، وقبل أن يعرف العالم العربي التغيير عبر الوسائل المدنية استطاع السودانيون أن يُحدثوا ثورةً شعبيةً عظيمة في الحادي والعشرين من أكتوبر 1964م، وقد مرت علينا ذكراها العطرة ال (49) يوم الإثنين الفائت، ولا زال السودان بكل أسف يُواجه تحدي وجوده، بل تحدي المُحافظة على ما بقي من أراضيه. ولذلك يُستحسن أن نتناول في هذه الذكرى العطرة التحديات التي يواجهها السودان في سعيه نحو التغيير، وعندما أقول التغيير لا أقصد إسقاط النظام بل التغيير بمفهومه الشامل؛ لأن إسقاط النظام حلقة من حلقات مُسلسل التغيير، وهو مسلسل على أي حال قد تطول حلقاته:
التحدي الأول: تحدي الوصول إلى نظام جديد عبر وسائل مدنية تتجنب العنف والارتهان للأجنبي. المشاريع المُطروحة في الساحة الآن متباينة: هناك من يدعو إلى إصلاح شكلي مع الإبقاء على النظام كما هو وهذا مُحال لأن النظام ميت وليس باستطاعة الأحياء نفخ الروح فيه من جديد. وهناك من يدعو إلى تغيير النظام بالقوة وهذا إن نجح أو فشل سيجعل صوت البندقية هو الحاكم. وهناك إلى من يدعو إلى إسقاط النظام مع عدم امتلاك رؤية مُتكاملة للمرحلة المقبلة. التحدي الأساسي إذاً هو جمع الصف الوطني بالاتفاق على ملامح المرحلة المقبلة ووسائل الوصول إليها، لأن هذا سيُحدث نوعاً من الاستقرار السياسي بعد الوصول إلى الوضع الجديد.
الثاني: تحدي الوصول إلى سلام شامل وعادل. لدينا بؤر نزاع في دارفور، وفي جنوب كردفان، وفي جنوب النيل الأزرق وغيرها. التحدي هو تحقيق السلام العادل والشامل لأن استمرار الحرب سيعصف بوحدة البلاد وسيُهدد استقرار النظام السياسي.
الثالث: تحدي إدارة التنوع، وذلك أن السودان بلد متعدد الأديان، متعدد الثقافات، ومتعدد الإثنيات. صحيح بعد انفصال الجنوب صار التنوع أقل تعقيداً مما سبق ولكنَه موجود، وعدم إدارته بصور جيدة يعوق مسيرة التغيير في البلاد.
الرابع: تحدي الاتفاق على معادلة فكرية تُوفق بين مطالب التأصيل وحاجات المجتمع للتحديث. الملف الفكري الآن يُعد من أخطر التحديات الذي تواجه معظم البلدان في المنطقة. في السودان هنالك جماعات تدعو إلى تطبيق الشريعة وتُهدد بفرضها بالقوة إذا تم التهاون في أمرها، وهنالك جماعات تدعو إلى فصل كامل للدين عن الدولة. والخطير في الأمر أن هذا التباين مع توفر السلاح قد يجر السودان إلى منزلقٍ خطير لا يعلم مداه إلا الله فما الحل؟.
ربما أمكن استيعاب هذا التباين باعتماد الدولة المدنية التي تعتمد المرجعية الإسلامية بصورةٍ تنسجم مع الوحدة الوطنية، ومع حقوق المواطنة، ومع التعددية الفكرية والسياسية، ومع حقوق الإنسان. التحدي هو مدى قبول الأطراف المختلفة لهذه الصيغة.
الخامس: تحدي الاتفاق على صيغة للعدالة الانتقالية للتعامل مع جرائم الماضي. لدينا مظالم كثيرة حدثت في ظل النظام الحالي، وإذا لم تحصل عدالة انتقالية فسيحدث ما اصُطلح على تسميته بفوران الذاكرة لدى الضحايا، وربما ينفتح الباب على مصراعيه للفوضى . ولكن العدالة الانتقالية في عالم اليوم تطورت وصارت لها صيغ كثيرة؛ فأي الصيغ تُناسب الحالة السودانية وما إمكانية تنفيذها على أرض الواقع هذا هو التحدي.
السادس: تحدي بناء نظام سياسي يقوم على المشاركة والمساءلة والشفافية وسيادة حكم القانون. وهذا تحدٍ كبير لأن البناء الذي سيقوم عليه هشاً؛ فمجتمعاتنا تغيب عنها معاني المشاركة والتشاور من أدنى وحدة اجتماعية (الأسرة) وصولاً إلى الوحدات الاجتماعية الأعلى. فالقبائل والعشائر والكيانات الدينية التقليدية تفتقد إلى ثقافة الشورى والمشاركة وسيكون التحدي هو إمكانية القيام بثورة ثقافية شاملة تُعالج هذا القصور من أدنى وحدة اجتماعية وصولاً إلى أعلاها، أي أن تُصاحب عملية التغيير في مجال السياسة إصلاحات اجتماعية وثقافية. وفي هذا الصدد يُمكن الاستفادة من تجربة هيئة شؤون الأنصار في مجال تطوير الكيانات الدينية التقليدية.
السابع: تحدي بناء نظام اقتصادي يُحقق التنمية والعدالة في توزيعها. الاقتصاد السوداني الآن وبدون الخوض في التفاصيل في حالةٍ يُرثى لها. التحدي هو انتشاله من وحله الحالي (العجز) إلى آفاق التنمية والتوازن في توزيعها. عجز النظام الجديد عن بلوغ هذه الغاية ربما يُؤدي إلى تضحية الشعب بالحقوق السياسية والمدنية التي سيُوفرها النظام الديمقراطي لصالح الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في ظل نظام أشبه بالنظام القديم، أي سيكون العجز في مواجهة التحدي الاقتصادي هو أكبر دعاية لعودة النظام القديم إن لم يكن بأشخاصه فبمفاهيمه.
الثامن: تحدي إقامة علاقات دولية تحفظ كرامة واستقلال الوطن، وتنفتح في نفس الوقت على العالم الخارجي. المُحيط الإقليمي الآن قائم على الاصطفاف والاصطفاف المُضاد بين مشروع الأخونة والقوى التي تدعمه، وبين مشروع ضد الأخونة والجهات التي تقف خلفه. الاصطفاف والاصطفاف المُضاد تبدو ملامحه واضحة في التُوجه الإعلامي في المنطقة. كذلك المُحيط الدولي به استقطاب ممُاثل، وسيكون التحدي أمام السودان التوفيق بين الحرص على إقامة علاقات طيبة مع المُحيط الإقليمي والدولي وعدم الدخول في الاصطفاف والاصطفاف المُضاد، وعدم التضحية بكرامة واستقلال الوطن.
اللهم اجمع كلمتنا ووحد شملنا وانصرنا على أعدائنا.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://zubeir.elaphblog.com
صديق الماحي
 
 
صديق الماحي

عدد المساهمات : 3466
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي   خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Icon_minitime1السبت 26 أكتوبر 2013 - 21:14

خطبة جميلة وعكست واقع اليم بكل مشاكله يا شيخ الزبير بارك الله فيك
طبعا التغيير شبه مستحيل
الا اذا تنازل الحاكم بمحض ارادته واعترف باخطائه فى ربع قرن
اى نظام حكم فى الدنيا مغضوب عليه من المواطنين فقط تزيله الجماهير الحاشدة المحتشدة المليونية الهادرة الغاضبة
للأسف نحن نفقد هذه الميزة بفعل فاعل
السودان ينقصه حوالى 30 مليون نسمة تفاصيلها هى
10 مليون تقريبا لاماتوا فى ربع قرن من حكم الظلمة ولن يستطيعوا الخروج الى الشارع ابدا ابدا
10 مليون تقريبا اصبح عندهم دولة اعطوها لهم بقصد نفيهم من جنة الشمال الى نار الجنوب وحصل العكس وذهبوا الى الجنة ولن يتركوها ابدا ابدا ولن تجدهم فى شوارع الشمال عضدا للثورة
10 مليون اخرى شردت فى جميع انحاء العالم ولن يستوعبهم الوطن المثخن بالجراح وايضا لن تجدهم فى الشارع عضدا لثورة تغيير سللمى او مسلح ابدا ابدا
كم تعداد السكان وكم عدد المنتفعين والمليشيات والمخدوعين وهولاء موجودون فى الوطن ولن تجدهم ابدا ابدا فى الشوارع الا لقتل المتظاهرون
احسب باقى الشرفاء فهم قلة وصيد سهل لاى تنظيم مسلح وعسكرى او مليشيات النظام
دة الواقع من وجهة نظرى ولنا الله وما تقول لى كم من فئة قليلة هزمت كثيرة .. لقد كانوا مؤمنين وعندما تؤمن يقف معك الله والملائكة اجمعين
هل نحن مؤمنين ؟
شيخ الزبير يا حبيب الموضوع بائظ بائظ دنيا وآخرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صديق الماحي
 
 
صديق الماحي

عدد المساهمات : 3466
تاريخ التسجيل : 25/04/2010

خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي   خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي Icon_minitime1السبت 26 أكتوبر 2013 - 21:14

خطبة جميلة وعكست واقع اليم بكل مشاكله يا شيخ الزبير بارك الله فيك
طبعا التغيير شبه مستحيل
الا اذا تنازل الحاكم بمحض ارادته واعترف باخطائه فى ربع قرن
اى نظام حكم فى الدنيا مغضوب عليه من المواطنين فقط تزيله الجماهير الحاشدة المحتشدة المليونية الهادرة الغاضبة
للأسف نحن نفقد هذه الميزة بفعل فاعل
السودان ينقصه حوالى 30 مليون نسمة تفاصيلها هى
10 مليون تقريبا لاماتوا فى ربع قرن من حكم الظلمة ولن يستطيعوا الخروج الى الشارع ابدا ابدا
10 مليون تقريبا اصبح عندهم دولة اعطوها لهم بقصد نفيهم من جنة الشمال الى نار الجنوب وحصل العكس وذهبوا الى الجنة ولن يتركوها ابدا ابدا ولن تجدهم فى شوارع الشمال عضدا للثورة
10 مليون اخرى شردت فى جميع انحاء العالم ولن يستوعبهم الوطن المثخن بالجراح وايضا لن تجدهم فى الشارع عضدا لثورة تغيير سللمى او مسلح ابدا ابدا
كم تعداد السكان وكم عدد المنتفعين والمليشيات والمخدوعين وهولاء موجودون فى الوطن ولن تجدهم ابدا ابدا فى الشوارع الا لقتل المتظاهرون
احسب باقى الشرفاء فهم قلة وصيد سهل لاى تنظيم مسلح وعسكرى او مليشيات النظام
دة الواقع من وجهة نظرى ولنا الله وما تقول لى كم من فئة قليلة هزمت كثيرة .. لقد كانوا مؤمنين وعندما تؤمن يقف معك الله والملائكة اجمعين
هل نحن مؤمنين ؟
شيخ الزبير يا حبيب الموضوع بائظ بائظ دنيا وآخرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

خطبة الجمعة في مسجد الهجرة بودنوباوي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
»  خطبة الجمعة التي ألقاها الزبير محمد علي في مسجد الهجرة بودنوباوي
» خطبة الجمعة اليوم 9/3/2012 فى مسجد الهجرة بودنوباوى ..الحبيب ادم احمد يوسف
» خطبة الامام الصادق المهدى يوم الجمعة 26/1/2012
» خطبة الجمعة التي ألقاها الإمام الصادق المهدي
» خطبة الجمعة (المدارس)
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ابناء منطقة الهدى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: