أقام المنتدى العالمي للوسطية بالسودان جلسة فكرية حوارية بعنوان " إعادة تشكيل العقل المسلم "يوم السبت 30/11/2013م . بمقر المنتدي بالخرطوم والذي قدمه الأستاذ فتح العليم عبد الحي عبد الله عضو المنتدي ومنسق منتدي يثرب الفكري والمفكر والباحث في الفلسفة والفكر المعاصر.
وكان الهدف من عقد هذه الجلسة هو تناول القضايا الفكرية التي تشغل الأوساط الثقافية في السودان .
وبين الإستاذ محمد الأمين عبد النبي مدير الاعلام بالمنتدى بأن إختيارعنوان الجلسة يمثل عصب الأشياء وأحدى العقد الكلية والتي بحلها تتفك بقية التفاصيل تبعاً وذلك لمقاربة بقية القضايا بقضية العقل المسلم بإشكالاته وتجلياته كقضية مركزية ، لذلك فإن إعادة تشكيل مركزية الرؤية " العقل " هو المنطلق الصحيح لتقييم وتقويم الواقع وصناعة المستقبل ، بحسبان أن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها العقل المعاصر هي بالأساس أزمة فكــر ، لذلك كان لزاماً علي المنتدي طرح إشكالية هذا العقل والبحث في إعادة تشكيله علي ضوء الكتاب والسنة بإعتباره أساس عملية النهوض والشهادة علي الناس والبناء الحضاري ، هذه دواعي وأهمية هذا الموضوع وفي هذا التوقيت . قدم المتحدث الرئيسي فتح العليم أطروحته المحكمة بإختصار غير مخل عبر ثلاثة محاور قاعدة نظرية وتحرير المفاهيم والتأصيل الإسلامي لها ( العقل في اللغة والإصطلاح وسمات العقل والعقل في القران وفي الثقافة العربية الإسلامية وإرتباط العقل بالقلب وعملية التفكير ) وعدد إشكالات العقل المسلم المتمثلة في ( عقل ماضوي تراثي مقابل عقل علماني حداثوي ، عقل متشظي ، عقل ظاهري ، عقل تجزئي ) وتوسع في المعالجات عبر السمات المطلوبة للعقل المعاصر ( عقل جدلي مركب يجاوب علي أسئلة الجدليات ويطرح الوسطية لمعالجة الطبيعيات والمكتسبات ، عقل كلي يربط المعارف في نسق معرفي واحد ، عقل مقاصدي وليس حرفي ، عقل مرتب الأولويات ، عقل يؤمن بمراجعة المفاهيم الاساسية للفكر الإسلامي وإعادة تعريفها لتتناسب مع صلاحية الإسلام لكل زمان ومكان ) .
جاءت المداخلات تعبيراً عن أهمية الموضوع وإندياحاً في التفاصيل والمفاهيم والأفكار التي تستدعي إعادة النظر ولعل أهمها مفهوم الوسطية نفسه وضرورة طرحها بوصفها أصل الدين الإسلامي وتبيانها هذا ماأكد عليه الأستاذ يوسف الصادق المهتم بالتراث والثقافة في مداخلته . من جانبه ركز الزبير محمد علي أحد شباب المنتدي علي أسباب ركود العقل المسلم المتمثلة في الإستبداد السياسي الذي منع التطور والفهم الخطأ لقوله تعالي " ما فرطنا في الكتاب من شي " ومفهوم الخيرية الداعي للإستكانة والإنتظار داعياً لنقد العقل المسلم كمدخل لتصحيح الصورة الوضاءة للإسلام . وفي مداخلته طالب الأستاذ عوض الكريم فضل المولي بفقه جديد يعالج المتغيرات وأبدي إنزعاجه من تعطيل العقل المسلم وقداسة الفقيه والخوف من الحداثة ومضيفاً أننا أصبحت عقولنا مستهلكة وغير منتجة منتظرة تفاسير الأقدمين لمعالجة مشاكلنا العصرية . أما أحمد إبراهيم بله الطالب بجامعة أم درمان الإسلامية تسأل عن كيف الرجوع للكتاب والسنة للأخذ منهما في ظل تعدد مناهج ومذاهب التعامل معهما ؟؟ ومبيناً أن أكبر ثورة عقلية معرفية أحدثها الرسول " صلي" ولكن لم يستطع العقل المسلم التبشير بهذه الثورة المعرفية . هذا وقد طالب الداعية عبد الحكم أدم بضرورة مراجعة المناهج وفق الزمان والمكان من الأساس وحتي الجامعة وذلك بعد تنقية الفكر الإسلامي من كثير من الأفكار والإجتهادات التي لوثت عقول هذا الجيل . وطرح الباحث في مجال الفكر والجماعات الإسلامية الفاضل علي محمد أحمد مجموعة من التسأولات عن محددات العقل المسلم ؟ وهل هنالك عقل جمعي واحد للأمة الإسلامية أم هنالك مدارس عدة ؟ وهل هنالك نقد لهذا العقل الجمعي ؟ وما هي ثوابت العقل المسلم ؟ منبهاً لموجة الإلحاد لدي كثير من الشباب السوداني ، وبعضهم في إنتظار المخلص . ختمت المدخلات بتعليق الأستاذ محمد الأمين عبد النبي حول أهمية تغيير المنهج في التعاطي مع العقل المسلم ونقد هذا العقل وتفكيك الأساطير التي تشكله ( أسطورة المذهبية ، الغزو الثقافي ، الاصالة والحداثة ، الخيرية ، أسطورة التنوع والوحدة ) وغيرها من الموضوعات التي تستدعي إعادة تفكير حولها وحسمها لصالح عقل جمعي للأمة ذو مرجعية متفق عليها ، وتساءل عن علاقة المراجعات الفكرية للجماعات الإسلامية بإعادة التشكيل وتجديد الخطاب الديني الذي يعزز حركة الوعي لدي العامة المسلمة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]