الاهل والاحاب ما احوجنا الي صرخة مثل تلك التي أطلقها شاعرنا الكبير د, محي الدين فارس , الي العائدين من (حواشاتهم في السديرة ومعايش وترعة الهداية , الي المتعبين من عناء يوم طويل مفترشين الارض في سوق الهدى , وتطاردهم لجان المحلية بالضرائب الي الجالسين الأن في أكشاك الشاى في السوق والذين يجلسون في قهوة حسن البلة يلعبون الورق ويمزقون الوقت , الي كل جالس في داخل الحلة في العصريات الي كل عابر طريق يمر من أمام المدارس التي صارت كالوكر المهجور , الي كل من يحس بآلم الهدى ويراوده الامل في مسح الاحزان ولو بالاماني الي كل حالم يحلم بأن يري في الهدى كلية ومعهد ومستوصف وطريق مسفلت , الي الحالمين بغد مشرق لمدينة الهدى نهديكم هذه القصيدة الرائعة والتي تعبر أصدق تعبير عن حالنا وواقعنا
قصيدة لن أحيد
للشاعر السودانى الكبير / محى الدين فارس *
لن أحيد
أنا لست رعديدا ًيُكبل خطوه ثِقل الحديد
وهناك أسراب الضحايا الكادحون
العائدون مع الظلام من المصانع والحقول
ملؤوا الطريق
وعيونهم مجروحة الأغوار ذابلة البريق
يتهامسون
وسياط جلاد تسوق خطاهمو
ما تصنعون؟
يجلجل الصوت الرهيب
كأنه القدر اللعين
وتظل تفغر في الدجى المشؤوم أفواه السجون
ويغمغمون
نحن الشعوب الكادحون
وهناك قافلة تولول في متاهات الزمان
عمياء فاقدة المصير و بلا دليل
تمشى الملايين الحفاة العراة الجائعون مشردون
في السفح في دنيا المزابل والخرائب ينبشون
والمترفون الهانئون يقهقهون ويضحكون
يمزقون الليل في الحانات في دنيا الفتون
والجاز ملتهب يؤج حياله نهد وجيد
وموائد خضراء تطفح بالنبيذ و بالورود
لهب من الشهوات يجتاز المعالم و السدود
هل يسمعون ؟ صخب الرعود ؟
صخب الملايين الجياع يشق أسماع الوجود ؟
لا يسمعون !!!
في اللاشعور حياتهم فكأنهم صم الصخور
وغدا ًنعود
حتماً نعود
للقرية الغناء للكوخ الموشح بالورود
ونسير فوق جماجم الأسياد مرفوعي البنود
تزغرد الجارات
والأطفال ترقص و الصغار
والنخل و الصفصاف
والسيال زاهية الثمار
وسنابل القمح المنور في الحقول و في الديار
لا لن نحيد عن الكفاح
ستعود أفريقيا لنا
وتعود أنغام الصباح