للشاعر السوري د. أيمن أبو شعر
تقديم
نصحه الأطباء بأن يكف عن العزف بعد أن أصيب بمرض القلب ، طلب من صاحب الملهى الليلي أن يحول عمله لغاسل أطباق ..رفض صاحب النادي !! إضطره الجوع للرضوخ فعاد للعزف )
صاح السيد حين إمتلأت صالة ناديه الليلي
موسيقى ...موسيقى يا بؤم الشؤم
موسيقى...طبل ونغم دُم دُم
والتصق الجسم بشط الجسم
إرتعش النهد إنتعش الشد فسال الشهد
التمع الطيب بورد شفاه
عضتها أحداق الشبق إرتجت
فانطلقت آه
ضمتها شفة ندت فانطبق الفم دُم موسيقى
واشتعل اللون انطفأ الكون بذاكرة اللحظة
عبتها أقداح الوهم
وانفجر الضحك الصخب اللهب الموقوت الليلي
بأرداف الأصنام الشمعية
فانفرط العقد بجيد الهم وداخ الكم بزند الكم
الخصر التم دُم دًم واحتار الضم
دُم دُم فالتهب الشم دُم دُم موسيقى
وترنق شمعة
موسيقى تهتز الدمعة
في جفن الزنجي الكهل
وصار الضؤ ينوس
تموج الأشكال تطول تميل وما زال الزنجي يدق يدق
ارتفع الكأس وطاب الشرب يدق يدق
فجن العشق يدق يدق
انتفض القلب وغص الشهق
تعرق أورق جفنيه الحلم يدق يدق
البرد المر يمر بذاكرة الزنجي فيرتعش الجلد المعروق وينطلق يدق يدق
القلب يدق الطبل يدق القلب يدق الطبل يدق ازداد الطرق يدق يدق
اشتد العرق يدق يدق
ارتفع الشهق يدق يدق
ومال العنق
انكب الجسم تمدد
صاح السيد:
موسيقى موسيقى يا بؤم الشؤم الأسود
إقرع طبلك أو تبعد
ماذا؟ إذ رفع الرأس فساح النزف وغطى الفم
وصدى الطبل يرن دًم دًم
:عذراً عذرا ياسادة لن يفسد سهرتنا وسنرقص نمرح
نجرع خمراً كالعادة
غطوا الجثة كي نلهو ما نفع الغم
ولنحضر قارع طبل آخر ولنمسح قطرات الدم.